العلم و العلماء

خالد العبدلله في الأحد ١٧ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

                     العلم و العلماء
 
يحث الله جل و علا الناس  على طلب هداه ، على  أن يدعم هذا الهدى بالعلم و المعرفة و الدراية لا عن جهل و خبط عشواء و تواتر وصل الينا  من أسلافنا و لا نكون كالببغاء نردد باللسان دون أن تعيه العقول ، علم يملؤ القلوب بالحب و اليقين و الهداية و الالتزام .
بالعلم و المعرفة يوقن الانسان أنه على الحق المبين ، فيزداد ايمانه و يثبت حتى يصبح كالطود العظيم لا تهزه رياح الأيام و لا عثرات العمل و لا الزلازل و لا المحن و لا وسوسة الشيطان و لا الفتن ،( كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7)التكاثر.
بالعلم و المعرفة نتعلم و نتثقف و نتدبر لنصل الى علم اليقين ، العلم الذي لا يرقى اليه الشك من اي جانب في حياتنا الدنيا ، اما في الأخرة فاننا نرى الأمور بصدقها و حقيقتها كما أخبرنا الله عز و جل ، نراها بأعيننا و نتأكد منها بحواسنا و ادراكنا فهي عين اليقين .
فبالعلم و المعرفة نوقن عقلا و حسا بأن الله عز و جل واجبة عبادته و لا معبود سواه و هو أهل لهذة العبادة و أكثر منها بكثير و كثير ،(ما قدروا الله حق قدره ان الله لقوي عزيز ) 74 /الحج ، نعم ، اذا ما جاهدنا للاقتراب و الوصول الى حق قدره ، فان نفوسنا تنطوي لهذا الحق و تركن اليه ، ونراها خاشعة راضية ، متيقنة حامدة ، مسبحة راجية ، فالقرب من الله عز و جل غنا و البعد عنه ضياع و متاه و خذلان  ، فالنور الالاهي محسوس في النفوس الصادقة فتقشعر جلودها ، و خلوة النفس المؤمنة مع بارئها حب و عشق و هيام ، و النور الالاهي اذا ما دخل قلب مؤمن أضاءه و اسعده حتى بدا على قسماته و حراكاته و افعاله (  أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (22)الزمر .
و حينما نذكر العلم و المعرفة نقصد بها كافة العلوم ، الدينية و الدنيوية و كافة المعارف ، لا كما قيل لنا سابقا :(يجب التركيز و الاهتمام و بشكل اساسي على العلوم الدينية الشرعية و قد يحرم علينا بعض العلوم الدنيوية ، فلندعها للكفرة المرقة ،لطلاب الحياة اذ اننا طلاب الآخرة لا طلاب الأولى) .
جاء في كتاب الله عز و جل (واعلموا ان الله ...) و غيرها كثير ، تدعوا للعلم و المعرفة و اعمال العقل ، فالأمر بطلب العلم يرد بشكل متكرر و في كافة المجالات و الأحوال و تدبر القرآن و اعمال الفكر في خلق السماوات و الأرض و في أنفسكم و(ليتفقهوا في الدين) 122/ التوبة، مأمورون بمعرفة ديننا و دنيانا ، و فقه الشيىء أي معرفته و معرفة تفاصيله   .
قدرتنا على الكسب و التحصيل و الاستيعاب من أمر هذا الدين تختلف من انسان الى آخر لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها ، لهذا كان هنالك المسلم بالهوية و المسلم القارىء ، و الدارس و الباحث و الشيخ و العالم و العلامة ، كل وفق تحصيله و اجتهاده في طلب العلم و وفق ما يفتح الله عز و جل له من أبواب العلم و الهداية ، لهذا قال الله عز و جل (...   قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون... )9/ الزمر ،فالذين يعلمون أعلى مرتبة و أعز عند الله عز و جل ،
 (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (43)النحل
 الذكر هو ما أنزل على نبينا محمد عليه السلام             و هو القرآن العظيم ، و أهل الذكر ، أي من يتدبرون القرآن و يتبعونه هم الذين نسألهم اذا أشكلت علنا  مسألة تخص ديننا ،و النلاحظ ( ان ) و هي أداة شرط ، فالأصل اننا نعلم أمور دين الله عز و جل و نعلم شريعته اما الاستثناء فهو جهلنا و قلة معرفتنا ، و هذا من رحمه الله عز و جل و رأفته بنا ، اذ كان علينا معرفة كل صغيرة و كبيرة في الدين و هذا مما لا يطيقه معظم الناس ،فالى العلماء الرجوع و عليهم الاتكال ، فهم المتخصصون و العالمون و العابدون و الخاشعون  (...إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)فاطر ،
و لكن الناس استرخوا و تراخوا في طلب العلم و ركنوا للعلماء و انصاف العلماء و مشايخ الترب ،لكي يعلمونهم و يفقهونهم و يفتوا لهم فيما يسألون عنه من أمور دينهم و دنياهم  .
 هذا التراخي و الخنوع و الاتكال يخالف أمر الله عز و جل ، و أكثر من ذلك فالمسلم العادي يتصيد الرخص في بحر اختلاف العلماء لهذا و من عهد الصحابة غفر الله لنا و لهم ، الى يومنا هذا  نرى العالم الحصيف يبتعد و يتجنب الفتوى لأنه مسؤول عنها أمام الله عز و جل يوم القيامة ، حيث أفهمنا العلماء الى أنه من أفتاك بفتوة خاطئة تخالف شرع الله عز و جل ، فان ذنبها و اثمها يقع على المفتي ، أما المفتى له فهو بريىء من كل ذنب ، حيث أنه طبق ما أفتي له  ، هذا مما يدفع الناس الى الجهالة و الاتكال و هجر القرآن و التفكر في أمور الدين .
هنالك قاعدة قانونية وضعية تقول : ان القانون لا يحمي المغفلين و أخرى الجهل بالقانون لا يعفي من المساءلة و العقوبة ، معرفتنا بأمور ديننا واجبة و ملزمة و جهلنا نؤآخذ و نحاسب عليه .
اذا تدبرنا القرآن نرى :
- (يا بني آدم وردت 5 مرات و يا أيها الناس وردت 20 مرة  ... ) تخاطب كل الناس المؤمن و الكافر تدعوا الناس للايمان ، تبشرهم بالجنة و تنزرهم من النار ، واذا ما اصروا على كفرهم خاطبهم ب ( يا أيها الكافرون ) فهو وصف صحيح و حقيقي لما ارتضوا لحالهم و دمغة ربانية على كفرهم و اقرار لهم فيما هم عليه  .
_ (يا ايها الذين آمنوا  وردت 89 مرة ... ) تخاطبهم باعتبارهم مؤمنين لهذا تكلفهم بأركان الاسلام و الايمان و بالمناسك التعبدية  و الأمور الشرعية ، فالخطاب موحه لنا اذا ما كنا مؤمنين حقا وجب علينا الانصياع للامر ، مجيبين : سمعنا و أطعنا .
- (يا أيها العلماء ) لم ترد في القرآن على الاطلاق  رغم مكانة العلماء و وصفهم بأنهم من يخشون الله عز و جل ، بينما خاطب الله عز و جل الرسول قائلا (يا ايها الرسول مرتين و يا ايها النبي 13 مرة ، اذا القرآن الكريم موجه بشكل أساسي الى عامة الناس و المؤمنين ، عليهم أن يتدبروا القرآن و يلتزموا بما جاء به و لا يغالون في البحث و التنقيب ، فمن  فعل منهم فهو للخاصة و ليس للعامة ، لهذا وقع الكثيرون من المؤمنين و العلماء في متاهات نحن في غنا عنها ، على سبيل المثال انهم :
  -- يحججموا القرآن :
كثيرا ما أقرؤ تدبرا لآيه قرآنية ( لكاتب ما ) شارحا المعنى المراد في هذه الأية و في بعض الاحيان يجانبه الصواب ، حيث أنه يقيد الاية المعنية بالتدبر ،بمعنا و مفهوما واحدا لا يقبل أي مفهوم سواه مؤكدا على مفهومه هذا ومصرا عليه و يعتبر كل من خالف مفهومه الخاص مخطئا أو في أحسن الأحوال مفهوما ضعيفا ، هذا ان لم يكفره و يخرجه من الاسلام .
و هذا تحجيم و تـقيد لا يقبله الله عز و جل و لا يريده ، حيث أراد الله العليم الباسط أن نتدبر كتابه الكريم و نقرأه بيسر و فهم عادي دون تأويل جارف وتحليل عميق يبعدنا عن الاصل المراد و الغاية المرجوة ، فنجد ما وصلنا اليه يبعدنا عن المنطق و العقل و العلم و دون أن نمحص و نبحث فيما و راء الأكمة والا كان كتاب الله العزيز الكريم فيه لبس و غموض و صعوبة و عسرة على الفهم ، خاصة على الانسان العادي غير المتخصص في علوم الدين و هذا يخالف قول الله الكريم ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) 22 / القمر ، أي جعلنا القرآن سهلا للحفظ و الفهم رأفة و رحمة بالناس البسطاء العادين و لا يحتاج هذا القرآن الى جهود جبارة لفهمه و استيعابه فلا طلاسم و تعارض و ألغاز به .
 هذا لا ينفي البحث و التدبر لكتاب الله كل بما يفتح الله عليه من مكنون و أسرار آياته الكريمة (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ) 24/ محمد .
 ولكن  لكلمات القرآن الكريم :
 1 – معنا أساسيا و هو الأصل و الأشمل و الذي يجب أن نلتزم به و هو ألأقرب للانسان العادي .    
 2 -  و معنا ثانويا أو جزئيا ينطوي تحت المعنى الأساسي و لا يخالفه أو يعارضه و هو الأقرب للباحثين و الدارسين .
لمعرفه المعنى الأساسي من الثانوي علينا أن نعلم أمورا كثيرة منها على سبيل المثال : معنى الكلمةو مفهومها   ، سياق الأية ، محلها من الاعراب ، مناسبة النزول ، مضاد و مرادف الكلمه ،مدى تكرار الكلمة و معانيها حيث نزلت ، و هل نستطيع الالتزام بالمعنى الحرفي للكلمة أم نلتزم بالمعنى العام و فقا للعقل و المنطق .
 مثلا :    
 – ( انا أعطيناك الكوثر ) 1 / الكوثر
 المعنى الأساسي : أن الله القدير قد أعطى رسولنا الكريم شيئا عظيما يثـلج صدره و يرفع من قدره .                
المعنى الثانوي : نجم في السماء ، السيدة فاطمة الزهراء ، الذكر الطيب الى قيام الساعه
 – ( غيرالمغضوب عليهم و لا الضالين ) 7 / الفاتحة ،  المعنى الأساسي : المغضوب عليهم هم – كل من غضب الله جل و علا  عليه .
المعنى الثانوي   :– اليهود ، – كفار قريش
 كلمة الضالين : المعنى الأساسي هم - كل من ضل عن طريق الحق ، طريق الله عز و جل .
   المعنى الثانوي : – هم النصارى ، – هم كفار قريش .
الا يكفينا المعنى و المفهوم الأساسي لندخل أنفسنا في متاهات بحثية جدليه مبنية على الظن ؟
 صحيح أن الله قد غضب على(فئه من اليهود) الذين اتبعوا السامري حيث ذكر في محكم تنزيله (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)الأعراف ، لهذا جاء في كتب التفسير أن المغضوب عليهم هم اليهود ،و لكن الغضب لا يقف عند اليهود فقط  لهذا فان المعنى الأساسي هو الأشمل و الأعم و الأولى بالاقتداء و الاتباع و خاصه لعامه الناس ، أما من أراد البحث و التنقيب عن الجزئيات و التفصيلات الدقيقة و الجزئية فله ذلك و هذا من عمل العلماء و في معظم الحالات ، عامة الناس هم في غنا عنها بل قد تأتي بنتائج و استنتاجات لاحقة مغلوطة و متطرفة و بعيدة عن الشرع و مخالفة لأمر الله عز و جل في مكان آخر من كتابه ، خاصة من كان طري العود مثلي لا يستند علميا الا على مجهوه الخاص و تراكم المعلومات عبر السنين ، لهذا نقع و العلماء في بعض الأحيان في أخطاء ، يا حبذا تجنبها ، مثلا :
-- يـقوولون القرآن بما لم يقل :
القرآن يفهم كما هو بلا زيادة و لا نقصان ، الآيات القرآنية يفسر بعضها بعضا ، أن القرآن كتاب لا يقبل نسخا و لا إبطالا و لا تكميلة و لا تهذيبا لذا علينا أن نأخذ كلام الله عز و جل كما هو لا نزيد ولا ننقص ، مثلا :
 1 – ( و أخذ الذين ظلموا الصيحة ) 67 / هود ، البعض منا فسر الصيحة بالزلزلة بينما  الله عز و جل قال الصيحة و لم يقل الزلزلة ، المعنى الأساسي : الصيحة تعني صوتا قويا مهلكا الا يكفي ذلك ؟ ألم يصل المعنى المراد من الله عز و جل أم هنالك لبس و غموض يحتاج لمن يـبـينه للناس .
2 – (أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر ) 68 / الأسرآء ، البعض منا فسر الخسف بالزلزال بينما  المعنى الأساسي : الخسف هو انهيار و غوص ما تحتـنا حيث نحن ، مؤديا الى هلاكنا أو ضررنا ، كلمة يخسف لما نغيرها لتصبح يزلزل ، الا يكفي الخسف لنشعر بعدم الأمان و الهلع ؟ ثم نرى البعض منا يقيد و يجزم فعل الخسف على الجانب البري بما أن الله ذكره و لم يذكر الجانب البحري ، لما ذاك ؟
 ايها الساده الأية تـتحدث معنا نحن البشر و حيث أننا نعيش على الجانب البري ، أراد الله أن يحذرنا بأنه علينا أن لا نأمن خسف الله حيث نعيش و نحيى على البر و لم يذكر الله جل في علاه ، أنه لا يخسف جانب البحر فلما نقيد و نقوول الله جل جلاله ما لم يقل . صحيح أن الصيحة و الخسف قد تكونان من مراحل وقوع الزلازل و لكن ، ألا يجب أن نلتزم بما ذكره الله عز و جل ، لا أن نفهم ما يحلو لنا أن نفهم و كأن كلام الله عز و جل غير كاف ويحتاج لمن يفسره و يوضحه .
 
—البعض ممن يعملون في الامور الدينية و يتصدرون للافتاء و التدريس و البحث القرآني يعتبرون أن الدين قاصر عليهم و لا يحق لسواهم الغوص فيه ، فهم المتحدثون الرسميون باسم الله عز و جل و نسوا انه لا كهنوت و لا رجال دين في الاسلام ،بينما نحن ملزمون بالتفكر و الدرس  و نحن نتبع الحق أينما وجد ، و المعاني و المفاهيم الأساسية المطلوب معرفتها و التي يحاسب الانسان على أساسها هي المفاهيم و المعاني التي يعرفها كل الناس ، عامة المؤمنون و ليس  خاصتهم من العلماء و المختصين و الباحثين  لهذا  جاء في القرآن الكريم (يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ) فالأمرون والناهون كل الناس و ليس العلماء لأن المأمور به و المنهي عنه يخص كل الناس و ليس خاصتهم و لأنه معروف لدى المجتمع و الناس و يتصف بالقبول و الرضى أو بالرفض و الانكار لأنه منكر لديهم ، صحيح ذكر الله العلي العليم آيات تخص العلماء بالذكر و الفضل و
 للعلماء فضلهم و علمهم و تجلياتهم الفكرية ، الايمانيه و العلمية الدينية التي لا يستطيع المؤمن العادي مجاراتهم بها فكرا و وقتا يصرفه على هذه العلوم و المعارف و لكن هل مطلوب من المؤمن العادي ذلك و هل يؤثم اذا ما جهل هذه العلوم ، بالتأكيد لا ، انه لا يؤثم و لا يحاسب عليها لأنها في الأصل ، علوم و دراسات دينية اسلامية وضعها علماء الدين الأسلامي على مر السنين .  
  فنرى تجادلهم  و اختلافاتهم ، قديما و حديثا ، حول أمور دينية كثيرة و أعطي أمثلة على ذلك :
-- قصة الاستواء ، و كيفيته و ذات الله العلية (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) 4 /الحديد
-- قصة ساق الله (يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ) 42 / القلم
-- قصه خلق القرآن و المذابح التي أدت اليها .
-- قصةالعبد الصالح ، هل هو الخضر( فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا و علمناه من لدنا علما ) 65 / الكهف ؟
-- آزر  هل هو والد النبي ابراهيم عليه السلام ، أم لا ؟   
مسائل قرآنية خلافية كثيرة لا تعد و لا تحصى و هي لا تؤثر على ايمان الانسان العادي الذي وجه الخطاب الرباني اليه ، هنالك أمور و مسائل دينية لا يلزم الخوض بها و لا القطع بها لأنها في الأصل و المبدأ معرفتها لا تزيد المؤمن ايمانا و جهلها لا يكتب اثما ، فلما الخوض بها و التجادل حولها ، هذا يذكرنا بقول الله عز و جل ، (ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل و كان الانسان أكثر شيىء جدلا ) 54 / الكهف ، لأن حب الجدل و الظهور هو آفه الناس قديما و حديثا و سيبقى دائما و أبدا  .
ان طريق الله العزيز الحكيم أسهل الطرق و أيسرها ، علماؤنا الأفاضل جعلوا لنا طرقا كثيرة معظمها ان لم يكن كلها يوصلنا الى النجاة باذن الله الغفور و لكن هذة الطرق و المسالك أتعبت الناس و ارهقتهم حتى غدا دين الله العلي القدر صعب و وعر نكاد لا نطيقه و زادوا الطين بلة حينما قرروا ( ان اختلاف العلماء رحمة ) بهذة المقولة يسوغوا اختلافهم و كأن دين الله العظيم أصبح أديانا شتى و ليس دينا واحدا ، ميسرا سهلا ، لا لبس و لا غموض فيه لهذا جاء في القرآن العظيم  (يا ايها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم ) ولنا في قصة بقرة اليهود عبرة و موعظة ، أكثر اليهود من السؤال حول البقرة المطلوب ذبحها ، بخلا و تهربا و عنادا و تشددا ، فتشدد الله عليهم و أغلظ لهم .        
أرجو من الله العزيز الرحيم أن لا يتشدد علنا بتشددنا على أنفسنا و اختلافنا .
 
   
   
 
 
 
 
 
    
 
                                                                                
 
 
                        
 
 
 
اجمالي القراءات 12805