سر الفاتحه
سر الفاتحه

علي الاسد في السبت ٢٦ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

السلام عليكم

سورة الفاتحة , او فاتحة الكتاب كما يقولون

ماسر هذه السورة القصيرة؟؟

نفتح القران وأول ما نلاقيه الفاتحة

والموروث حين يتكلم عن ثواب نعمله لغيرنا يقول لنا ان نقرأ لهedil; ان نقرأ له الفاتحة

وهي عدل القران كما يرد في الموروث ايضا

ما الذي دعى ان تكون اصل وركن للصلاة فلا صلاة بلا الفاتحة..خمس صلوات وفي كل صلاة نقرأ الفاتحة مرتين!!

هل هي دعوة للتفكرفي هذه السورة عشر مرات في اليوم على الأقل ؟ ولماذا ؟

ما الذي يميزها عن غيرها من السور الطوال والقصار؟

لماذا لا ننتبه الى فارق واحد بينها وبين بقية سور القرآن أن كانت بهذا الأختلاف عن بقيته؟؟

هل أحاط الركام مما وجدنا عليه آبائنا على فكرنا وبصرنا ولم نعد نرى سوى ما قدمه لنا؟؟

أم اننا نلمس أحيانا بريق ضوء ولكن الخوف من الغير مألوف والغير مطروق يسحبنا الى ما وجدنا عليه آبائنا فنستعيذ بالله من الشيطان ونطمئن بما لدينا؟ وما الذي لدينا ؟ ركام وأطنان من مؤلفات الذين عاشوا عصور التخلف والظلام , هراء محشو بغثاء لا يسمن ولا يغني من جوع .

ولماذا الخوف من التفكير؟ نخاف من الضلال؟؟ ان نكفر او نشرك ؟ وهل الضلال والكفر والشرك عمل لا أرادي؟

كل أنسان يعرف ان الله خالق كل شيء , وأسال من شئت من اي ملة ودين

كل أنسان يعرف ان هناك حياة بعد الموت , ومن ينكر فبأرادته ورغبة في الانكار

الا نرى القران يقول عن قوم فرعون : وجحدوا بها وأستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا (النمل 14 )

اذن الجحود الذي نعاقب عليه هو ان نستيقن ثم نجحد

والكفر ان نرد على الله لا غير , والأيمان ان نسلم لأمره

هذا هو الأيمان , ان نبحث عن مراد ربنا ,عن اوامره ونواهيه ,ثم لا نناقش بعد المعرفه مهما كان الأمر المطلوب..أي انه لايهم ان كان الامر تقبيل الحجر الاسود او تقبيل الارض او القفز بالزانه , المهم هو معرفة الأمر كونه صادر من الله وبعدها لا يتبقى لنا مجال للتعليق او المناقشه.

ولو نظرنا الى الأختبارات المذكورة في القران , أختبارات الأشخاص أو الأمم نجدها متشابهه ,وتأتي دائما من النوع الذي يرفضه المتعبدون , انظر الى أمر السجود لآدم , هل جاء الأمر الى مجموعة غير عابده لله أم مجموعة متعبده , بالطبع لحظة صدور الأمر بالسجود لآدم , كان الملائكه وبضمنهم ابليس في حالة عباده لله تشمل السجود لله والتسبيح وغيره, ولكن الامر الآلهي جاء ان يسجدوا لآدم , وهنا الأختبار الحقيقي. فالمؤمن لن يرفض السجود لحظة استيقانه ان الامر صادر من ربه, مادام الامر صادر من الرب فهو عباده, سواء كان سجودا لآدم أم لغيره, فعليه التنفيذ فقط ,اي السجود وما يتبعه من تفضيل للمسجود له على نفسه وغيره من الساجدين .

وانظر الى الامر الى بني اسرائيل بدخول الباب سجدا وقول حطة لتغفر لهم خطاياهم!! هل تعتقد ان الامر جاء الى مجموعة عاديه لا تعرف كيف تتعبد لربها؟ بالطبع لا, بالطبع ان الامر جاء وفي القوم عباد كبار وكهنه واحبار وما شئت تسميته من الالقاب الدينيه, يتعبدون ويقرأون النصوص الألهيه ويفسرونها ويفتون لعامة الناس ,وأذا بالأمر يأتي لهم ببساطة ان يدخلوا الباب سجدا ويقولوا حطة فقط لتغفر لهم خطاياهم , هل هناك ابسط من هذا, الدخول سجدا وكلمة واحدة يقولوها لتغفر لهم خطاياهم بلا تعب ولا قيام ليل او صيام نهار , فلماذا رفضوها؟ ليس رفضا فقط , بل غيروا في القول ايضا , ولو صحت المرويات فهم من كبرهم دخلوا الباب على أستاههم(مؤخراتهم او اعجازهم) أمعانا في الأستهزاء بالأمر الصادر.

هكذا اخوتي الافاضل , دائما الأختبار مما لا يقبله رؤساء وقيادات المجموعات , فما ضر ابليس لو كان سجد سجده واحده , وما ضر القوم لو دخلوا الباب سجدا وقالوا حطة؟

أرجو ان لاتستعجلوا الحكم عليهم فالأختبار مستمر , ولسنا شعب الله المختار ليدعنا نفتخر بعباداتنا ولا يختبرنا مثل الآخرين , بل ان تدبر القرآن يطلعنا على نتيجه مروعه  , فابليس رفض السجود ولكنه توسل الامهال الى يوم يبعثون , والقوم الذين امروا بدخول الباب سجدا بدلوا قولا غير الذي قيل لهم , ولكن على الأقل دخلوا من الباب وان كان استهزاءا من البعض منهم , فتعالوا الى هذه الأمه لنرى ماذا أجابوا على أمر أمروا به , بغض النظر عن هذا الأمر, فلنقرأ:    سورة الأنفال آيه 32-33

(( وأذ قالوا اللهم أن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو أئتنا بعذاب أليم * وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون))

طبعا بتمعن الفاظ الآيه نعلم أن المعنيين هم من هذه الأمه , حيث الخطاب موجه الى الله سبحانه بقولهم(اللهم) وكون المخاطب موجود فيهم(وانت فيهم) وبدليل لفظ (يستغفرون) , فلا نحتاج الى علم عظيم لنعلم ان المقصودين ليسوا عبدة اصنام , بل قوم يتوجهون الى الله بالخطاب وليس الى اصنام , ويوجد بينهم صاحب الرساله , ويستغفرون ايضا أي انهم يؤدون العبادات , ولكن لننظر ماذا قالوا حين لم يستسيغوا الأمر الذي صدر لهم , هل رفضوا وناقشوا مثل ابليس , او استهزئوا ولكن طبقوا الامر ولو ظاهريا مثل السابقين؟؟

بالطبع لا , فهم خير الأمم كما يدعون , فلم يرفضوا الأمر ولم يناقشوا صاحب الرساله , بل توجهوا الى الله سبحانه وبكل وقاحة طلبوا منه ان ينزل عليهم حجارة من السماء او ان يأتيهم بعذاب اليم ,ولا ينصاعوا لهذا الأمر , فهل سمعتم أو قرأتم في القرآن أو غيره عن قوم بهذه الوقاحة والصلافه والعتو على الله ورسله , فكل الأمم التي طلبت العذاب طلبته من رسلها لا من الله ,كونهم لم يؤمنوا بهؤلاء الرسل , أما ان تأتي أمة رسول ما,مؤمنة برسالته وتطلب العذاب من الله سبحانه وتصرح بأنها تطلب العذاب بعد التأكيد لله سبحانه ان طلبهم هذا لكون الأمرالذي أمروا به هو الحق من عنده !!

ولا نجاة الا بالتسليم , فالخلق في فسحة من الحرية ما داموا لا يعلمون بالامر الالهي , اما بعد التأكد من صدوره فلا حرية لهم ولا أختيار ولا نقاش , بل حتى السؤال يصبح مدعاة للعقوبه , وكلنا نعلم أمر موسى ع لقومه بذبح بقره , فلما سألوه شدد الأمر عليهم . فكيف السؤال والأعتراض وبأي منطق تحاجج من خلق؟

أسجدوا لآدم

أدخلوا الباب سجدا

أخلع نعليك أنك بالوادي المقدس

التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون

فأووا الى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته

قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا

اذهبوا بقميصي هذا فالقوه على وجه ابي يأت بصيرا

هذه ناقة الله لكم آية  

ولا يزال الأختبار مستمر , على مستوى شخصي وجمعي , والنجاة لمن يسلم بالأمر ولا يهمه ان كان الأمر ينسجم مع افكاره المسبقه أم نقيض لها , وربه أرحم من ان يعذبه على عمل سيء يعمله لاعتقاده انه أمر الهي , بل لعل العكس صحيح.

 

ولهذا ترى القران يحدثنا عن انواع من الحساب عجيبه , ونحن نعلم ان الله عادل لا يظلم , ولكن الجزاء لنفس الاعمال تراه يختلف لاختلاف نية العاملين ,

 فصنف تجد حسابه من نوع : جزاء سيئة سيئة مثلها , ومن يعمل سوءا يجز به

وصنف تجد حسابه من نوع : لنكفرن عنهم سيئاتهم

وصنف تجد حسابه من نوع : ونتجاوز عن سيئاتهم

وصنف تجد حسابه من نوع : فأؤلئك يبدل الله سيئاتهم حسنات

فمن خاف الكفر فلا خوف عليه , فالذين كفروا يمكرون وينكرون الحق بعد ان تبين لهم , اما من يبحث عن دينه فليس من هؤلاء.

ونعود الى سورة الفاتحه , نعود لنتدبر , ونحن مقتنعون أن القران يفسر بعضه بعضا , ولا نعتمد غير القران , ونقرأ القران كأنه ينزل علينا لعلنا نتبين بعض الضوء , ونبدأ بالسؤال الأول , ما الذي يميز الفاتحه عن غيرها من سور القران وآياته؟

هناك أمر واضح جدا وبين (من عدة امور لا نعلمها طبعا) يميز سورة الفاتحه عن بقية القران!

 

·        كل القران عبارة عن حديث من الأعلى الى الأدنى , أوامر أو تعليم أو سرد (قل , أفعلوا,لاتفعلوا)

·        عدا سورة الفاتحة فهي حديث من الأدنى الى الأعلى

 

- : الحمد لله رب العالمين

- : الرحمن الرحيم

- : مالك يوم الدين

- : أياك نعبد وأياك نستعين ... توضح الآيه ان المتكلم مجموعة تتوجه بالخطاب الى ربها

- : أهدنا الصراط المستقيم ... نفس المجموعة تطلب هدايتها الصراط المستقيم

- : صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ... استمرار الخطاب من المجموعة الى ربها

ولكن هذه ست آيات ,

 الأولى هي : بسم الله الرحمن الرحيم

أذن المجموعة تبدأ الكلام كما بدأ سليمان فتقول بسم الله

 والسلام عليكم

 

وقل ربي أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين

قال أئتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين

اجمالي القراءات 21573