كتب التأريخ والتراث الإسلامي.. محرفة مزورة (3)
كتب التأريخ والتراث الإسلامي.. محرفة مزورة (3)

أنيس محمد صالح في الأربعاء ٠٩ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين على أمور دنيانا والدَين.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. والصلاة والسلام على والدينا وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.. وبعد

 

ومن يستطيع اليوم.. أن يحاكم الحاكم الطاغية الذى هو حاكم غير شرعي في الأصل؟؟؟ عدو لله ورسله... وعدو للإسلام والمسلمين؟؟؟ ولم ينتخب دستوريا من شعبه؟؟ ولم يطبق الشريعة الإسلامية القائمة على الشورى بين الناس؟؟؟


وå/> وهل كل هؤلاء الحكام غير الشرعيين.. تستطيع شعوبهم أن تخضعهم للمساءلات والقضاء العادل؟؟؟ وأن يأخذوا جزاءهم العادل نتيجة الدخول في حروب المسلمين التي نهانا الله عنها والتي ذهب ضحيتها الأبرياء ؟؟؟ ممن فقدوا أولادهم وتسببوا في تيتيم آلاف الأطفال؟؟ ومن النساء الذين فقدوا أزواجهن نتيجة قرار سهل يتخذه حاكم غير شرعي مفروض عليهم بالحديد والسيف والنار؟؟؟
ولنأخذ مثلا حيا آخر...
حول أسباب تحرك القوات الأمريكية وأساطيلها الحربية دونما شرعية دولية أو غطاء دولي لغزو العراق واحتلاله!!!
والسؤال هنا والذي يعيد نفسه للتاريخ:
هل كانت أمريكا لتستطيع أن تغزو أو تحتل بلدا عربيا كالعراق؟؟؟ لو كان الحكام العرب و(أصحاب الجلالة والفخامة والسمو الملوك [العظماء العملاء الحثالات العرب]) رافضين الغزو والإحتلال؟؟؟ ورافضين وجود أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في العراق؟؟؟ ومدعمين بحصانات شعوبهم الداعمة لهم عن طريق مجالس الشعوب وبرلماناتها؟؟؟ وخاصة أن العراق قد أنسحب من الكويت!!.. وبعد أخذ كل الضمانات، لعدم تكرار العدوان على الكويت؟؟؟


أليس الحكام والملوك العظماء العملاء العرب والذين هم في الأصل حكام غير شرعيين... هم فعليا من أحضر المستعمر المحتل غازيا للعراق؟؟؟ وبمباركتهم؟؟؟ وبالضوء الأخضر منهم؟؟؟ ورغم أنوف الشعوب العربية والإسلامية؟؟؟
وهل كانت أمريكا لتحتل العراق لو لم يكن لها عملاء وجواسيس عرب يعملون لصالحها ويؤازرونها ويناصرونها لغزو واحتلال العراق؟؟؟ وعلى رأسهم الحكام الخونة؟؟؟ والخونة والعملاء والجواسيس الموجودون حاليا؟؟؟ وتم تنصيبهم حكاما للعراق؟؟؟
لقوله تعالى:
إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {140} وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ {141} آل عمران


ومهما كانت الأسباب المختلقة.. كأسباب للغزو والاحتلال... كأسلحة الدمار الشامل غير الموجودة في الأصل مثلا، أو الإرهاب!!! أو بسبب الحاكم الطاغية!!! أو الحاكم غير الشرعي!!! أو غيره من المسميات المختلقة!!!


هل الرئيس المخلوع والمشنوق من العراق اليوم صدام حسين؟؟؟ وتم شنقه أضحية في أول أيام عيد الأضحى المبارك وأمام مرأى العالم العربي وأمام حكامهم وأئمتهم ؟؟؟ وعن طريق الإحتلال الأمريكي البريطاني الإسرائيلي وأرغموا معهم بالقوة دولا ضعيفة ليصبغوها بصبغة تحالف دولي؟؟؟ لدول ليست على قناعة بإحتلال العراق بالقوة؟؟؟ والذي أدى إلى قتل الأبرياء؟؟؟ والذين يزيدون على مئات الآلاف قتيل وبريء؟؟؟ ناهيك عن عدد المصابين والمشردين والإعاقات المستديمة؟؟؟


وهل صدام حسين هو الرئيس الوحيد الطاغية المستبد غير الشرعي وغير المنتخب من شعبه وبالدكتاتورية الدستورية؟؟؟ والملوك والسلاطين والشيوخ والحكام العرب الآخرون على خُلق؟؟؟
ألا يوجد في البلدان العربية كلها دونما إستثناء.. طغيان وإستبداد وإذلال ومصادرة لحريات الشعوب والرعية ومهانات؟؟؟ ودكتاتورية وقمع وبطش موجه ضد الشعوب؟؟؟ وعن طريق أعتى أشكال الطغيان والإذلال والإستبداد والقمع؟؟؟ وإنه لا توجد حتى.. عدالات إجتماعية أو أبسط قيمة للبشر؟؟؟
اليست أجهزة الجيش والشرطة هي أدوات قمع وبطش موجهة ومسلطة ضد الشعوب والرعية؟؟؟ ومنعا لأي مظاهرة أو تعبير سلمي أو حريات للكلمة أو للأديان؟؟؟


هل الحكام العرب الآخرون لم يثخنوا، وسجونهم ممتلئة بالرعية ورعاياهم ليسوا مشردين بالخارج؟؟؟ هروبا من الحاكم الدكتاتور الطاغية وبحثا عن الأمن والسلام والحرية؟؟؟
وهل الحكام العرب الآخرون والذين رضيت عنهم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وتعتقدهم على خُلق هم حكام ٌ شرعيون ومنتخبون عن طريق إنتخابات شعبية حرة ونزيهة ولديهم برلمانات للشعوب ولاءاتها لله وحده لا شريك له ومتوكلون عليه؟؟؟ وليست ولاءاتها للحاكم الطاغية المفروض على شعبه بالقوة والقمع والبطش والجيش والشرطة؟؟؟

السنا من يتهم أمريكا بأنها صاحبة المعايير المزدوجة وننسى أنفسنا؟؟؟ وأصبحنا نأمر الناس بالبر وننسى أنفسنا؟؟؟
ألم نصبح ممن يلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون؟؟؟ ألم نرى أنفسنا وقد أنحدرنا إلى أسفل السافلين وإلى الحضيض؟؟؟ وأصبح الحكام ممن يسعون في الأرض فسادا؟؟؟ وممن يعيشون لتموت شعوبهم ويأكلون لتجوع شعوبهم وإنهم أعتقدوا أنهم آمنون؟؟؟ وعن طريق أرصدتهم الضخمة في البنوك الأجنبية.. مهربة لئلا تعلم بها شعوبهم؟؟؟ لأنها أموال كلها حرام؟؟؟ مغتصبة؟؟؟ سحبت من عرق الفقراء والمحتاجين في الشعوب العربية والإسلامية؟؟؟

السنا اليوم.. نحن الدول الفقيرة... نتلقى مساعدات دعم وإغاثة ممن أقصيناهم وكفرناهم من اليهود والنصارى؟؟؟ وأموال هذه الشعوب التي تتلقى المساعدات والإغاثة هي موجودة في جيوب الملوك والحكام العرب الطغاة والمستبدين والخونة، موجودة في أوروبا وأمريكا؟؟؟ ومعتقدين بأنها حقوقهم الشرعية؟؟ وهي كلها اُخذت عن طريق النهب والسلب والإحتيال وأكل أموال الناس بالباطل؟؟؟
أليس هذا يذكرنا كما قال الله تعالى في القرآن الكريم مخاطبا طائفة من بني إسرائيل:
وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {42} وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ {43} أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ {44} البقرة

هل أصبح الحال مقلوبا اليوم؟؟؟ وأصبحنا نوصف كما وصف الله (جل جلاله) طائفة اليهود قبل حوالي (1500 سنة تقريبا)؟؟؟ وقد أصبح اليهودي اليوم حريصا على شعبه والرعية؟؟؟
هل الملوك والأمراء والسلاطين والمشايخ والحكام العرب اليوم.. وتعرفونهم بسيماهم من خلال الشعوب العربية والإسلامية الفقيرة والضعيفة؟؟؟ وقد أصبحوا اليوم هم أعداء الله في الأرض؟؟؟ أهُم ممن يوصفون بأنهم من أصحاب الإثم والعدوان ومعصية الرسول؟؟؟ وكيف يتناجون ويتخافتون هناك في أمريكا وبريطانيا؟؟؟
لقوله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {9} المجادلة


أليس التاريخ الآن يعيد نفسه؟؟ ليؤكد للعالم تواريخ كيفية وجود الاستعمار والمستعمرين؟؟؟ والغزاة المحتلين؟؟؟ على مرأى ومسمع الجميع؟؟؟
اليس الله جل جلاله يريد بذلك الحكمة؟؟؟ وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منا الشهداء يوم تشخص الأبصار؟؟؟ وبرزوا لله الواحد القهار؟؟؟ وإن الله لا يحب الظالمين؟؟؟

هل يؤخذ رأي الشعوب العربية والإسلامية الرافضة دوما للحروب والعدوان والوجود الاستعماري على أراضيهم؟؟؟ أم أنها تقرر بقرار سهل ممتنع من حاكم عميل غير شرعي؟؟؟ هو في الأصل.. حليف للإستعمار والمستعمرين؟؟؟ بمقابل توفير الحماية لعروش الملوك والسلاطين والأمراء والمشايخ والحكام العملاء العرب؟؟؟


وكيف سيكتب التاريخ بعد احتلال العراق وتنصيب عملاء الاستعمار والغزو؟؟؟ وبحوزتهم جوازات سفر امريكية وبريطانية وإسرائيلية؟؟؟ كقادة محررين وحكام اليوم في العراق؟؟؟ وهم بكل وقاحة يدخلون صيَغ قرآنية من كتاب الله (القرآن الكريم) ليبرروا عمالاتهم؟؟ ويستمروا في تحريف الكلم عن مواضعه؟؟؟ وهم مدركون تماما جهل الشعوب والتي ترفضهم ولن تقبل بهم؟؟؟ وانهم يحاولون بهذه الطريقة أن يستميلوا عواطف الجاهلين لتبرير وجودهم الإستعماري؟؟ وتخدير الشعوب الجاهلة بإسم الدين؟؟ ويحولون أنفسهم إلى أبطال نشامى محررين للشعوب المستضعفة في الأرض؟؟
أليس هؤلاء (ذيول الإستعمار)؟؟؟ لديهم من وسائل المال والإعلام المزورين يصرفونها لمن يروج لهم وجودهم الإستعماري كأبطال ومحررين؟؟؟ عن طريق العملاء والجواسيس والمنافقين تارة، أو عن طريق قنوات فضائية بمقابل حصولها على أموال كريهة نزعت عن نفسها ثوب الحياء تارة أخرى؟؟؟ نزولا عند رغبة المستعمر المحتل؟؟؟ يهيؤونهم ويتربصون بنا الدوائر ليكونوا حكام المستقبل؟؟؟


هل سيكتبون للتاريخ حقيقة تلكم المؤامرات والتربُص والدسائس والتي يحيكها ملوك وأمراء وسلاطين ومشايخ وحكام العرب الخونة وجواسيسهم وعملاء الاستعمار المحتل على أنهم كانوا خونة الشعوب؟؟؟
أم أن التاريخ سيكتب على أنهم.. هم الأحرار والمحررون وهم الأبطال وهم الأزلام وهم الرجال النشامى والأشاوس، الذين ضحوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله؟؟؟
وما قصة تلك الأموال الطائلة بالدولار الأمريكي والتي كان العملاء الجبناء يتقاضونها لقاء عمالاتهم للإستعمار وخياناتهم لشعوبهم؟؟؟ وهم هناك تحت الحماية الإستعمارية في كل من أمريكا وأوروبا وإسرائيل؟؟؟ هل سيتم طرحها للتاريخ أم ماذا؟؟؟ أو انهم عبارة عن لاجئين؟؟؟ هربوا من بلدانهم ليلجأوا لدى اليهود والنصارى؟؟؟

ولماذا لا تهرب النساء الفلسطينيات والعراقيات واللواتي يفجرن أنفسهن في وجه الطغاة والمستعمرين والمحتلين في كل من فلسطين والعراق ويجاهدن من داخل بلدانهن دفاعا عن كرامات الرجال؟؟؟ وبدلا من هروبهن فضلن إستشهادهن في سبيل الله ورضوانه؟؟؟ وهم يدرؤون ويقاومون الطغيان والإحتلال من داخل بلدانهم؟؟؟ ولم يهربوا إلى بلاد اليهود والنصارى ليطلبوا منهم الحماية واللجؤ السياسي؟؟؟

اجمالي القراءات 12191