لا يجوز تكفير الآخرين

رمضان عبد الرحمن في الأحد ١٥ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 

لا يجوز تكفير الآخرين
 
كيف يدعون إلى الدين وهم يكفرون المسلمين وغير المسلمين، فلنقارن هنا لنعلم ما بين الجهاد في القرآن وبين جهاد الأخوان، يتمثل جهاد القرآن بشقين، الشق الأول أن يجاهد الإنسان نفسه بعدم ارتكاب المعاصي باختلاف أنواعها التي تغضب الله، كفانا وإياكم شر أي نوع من المعاصي، والشق الثاني الجهاد في سبيل الله، والغاية منه معرفة الحقيقة حتى يصبح الجهاد خالص لوجه الله جل وعلا، كما قال تعالى
((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)) سورة العنكبوت آية 69.
 
أي أن الجهاد في سبيل المعرفة والتي من خلالها سوف يعلم الإنسان أنه لا يحق لأي شخص أو جماعة قتل الأبرياء باسم الدين، كما يحدث من الجماعات التي تشعبت من جماعة الإخوان المسلمين، بما يعرف من جماعات الدعوة والتكفير والهجرة والجهاد، وجميعهم يتكلمون باسم الإسلام، وهم أيضاً يكفرون غيرهم من المسلمين وغير المسلمين باسم الدين، وقتلهم الشيوخ والنساء والأطفال وخطف البعض كرهائن، كل هذا يحدث في بلاد المسلمين أو الأغلبية من هذه الأفعال الغير إنسانية مما جعل الإسلام والمسلمين المعتدلين في نظر العالم أن الإسلام دين قتل  ؤارهاب   بسبب هؤلاء الجماعات الذين أساؤوا إلى الإسلام الحقيقي الذي إذا احترموا المسلمين الإسلام الذي جاء به القرآن وعقلوا ما ينص عليه كتاب الله سوف يرون الناس يدخلون في دين الله أفواجا، كما حدث في زمن المسلمين الأوائل، الذين قدروا الإسلام ولم يكفروا بعض ولم يتفرقوا وتصبح جماعة في الشرق وجماعة في الغرب، الغريب في هذه الجماعات التي انشقت عن الإسلام كيف يدعون إلى الدين ويكفرون الآخرين؟!... وكيف يجاهدون باسم الدين ويقومون بقتل المسالمين؟!.. فالدعوة في سبيل الله تنحصر في الحكمة والموعظة الحسنة، أي الأخلاق، فإذا تعامل المسلم مع غير المسلم بالأخلاق والمثل العليا من الممكن أن تجبر أي شخص أن يحترم الإسلام والمسلمين، طالما أنك لم تفرض عليه شيء أو تتطفل عليه، ذلك بما يخص الدعوة، أما بما يخص الجهاد الدولة هي التي يحق لها الدفاع عن أراضيها بغض النظر كانوا مسلمين أو غير ذلك، وقد جاء إلى المسلمين أن يردوا العداء بالمثل ولا يكونوا بادئين به، يقول تعالى:
((الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)) سورة البقرة آية 194.
 
حتى لا يتهم الإسلام بغير صورته الحقيقية وإذا أراد أي إنسان أن يجاهد بنفسه وبماله في سبيل الله أي يحث الناس على فعل الخير ويكون لهم قدوة في الأخلاق وليس في التفجير والتكفير كما تفعل الحركات التي تدعي أنها تنتمي إلى الإسلام ومع الأسف هم محسوبين على المسلمين، وأنه لعار على المسلمين أن يخرج منهم جماعات تسيء إلى الإسلام فمن هنا نقول لتلك الجماعات التي تخرب في الإسلام وبلاد المسلمين أنهم لو كانوا على صواب لماذا البعض منهم يختبئون في الجبال والبعض الآخر يعملون في السر إلا أنهم يعلمون أنهم مشبوهون وخارجون عن الإسلام والمسلمين المعتدلين؟!.. وكلما اقتربنا من فهم الإسلام الحقيقي المتسامح مع جميع الناس وفي كل زمان ومكان تظهر آفة جديدة تنغص على المسلمين حياتهم.
وللأسف أن الدول الإسلامية وحتى الآن لم تصنف هذه الجماعات تصنيفها الحقيقي ولا أدري هل خوفاً منهم أو تواطؤاً معهم، أي يجب على الدول الإسلامية حتى تحافظ على سمعة الإسلام وجوهره أمام الديانات الأخرى أن تقول أن هؤلاء الذين يقتلون الأبرياء باسم الإسلام هم ليسوا مسلمين، لكي نبرئ الإسلام من هذه الأفعال ونمحو الشكوك المحيطة بأغلبية المسلمين في العالم، التي كان السبب فيها جماعة الإخوان وغيرها ومنذ ظهورها أصبح الإسلام متهم بالتشدد والإرهاب، هذا ما حققوه الإخوان وأتباعهم للإسلام والمسلمين، وأننا لم نقرأ في التاريخ أو استمعنا عن الأمم السابقة أن قام البعض منهم بالسخط على الأغلبية أو أسسوا جماعة تسمى بالإخوان، ولماذا لم نرى أو نستمع من أصحاب الديانات الأخرى أن خرج منهم جماعات يكفرون الآخرين ويقتلون الناس بما يسمى بالجهاد باسم الدين، ومن هنا نناشد جميع المسلمين الأحرار والمعتدلين أن نتكاتف ونبرئ الإسلام من زيف أعدائه.
 
رمضان عبد الرحمن علي
اجمالي القراءات 16641