القيمه الفعليه لصوت الناخب -1

فوزى فراج في الأحد ١٩ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

القيمه الفعلية لصوت الناخب                                 

لايمرالدول  يوما دون ان تسمع او تقرأ او تشاهد مايفيد ان ما آل اليه حال العرب والمسلمين بالمقارنه الى جميع الشعوب فى العالم , من تخلف وتراجع مستمر, لايمكن ان يلام فيه سوى حكامهم وقادتهم, فهم, اى القاده والحكام, لايراعون الله فى ما ولاهم من امر شعوبهم, ولايهتمون الابالمحافظه على كراسى الحكم.

ولقد كنت واحدا ممن قالوا نفس الشيئ بشكل او بأخر, طوال سنوات طويله لاتحصى, لكننى بدأت انظر الى المشكله من زاوية اخرى, وبدأت ارى شيئا مختلفا تماما .

ان مسأله محاولة الحاكم الاحتفاظ بكرسى الحكم, ليست قاصره على شعوبنا العربيه او على النظم الديكتاتوريه فحسب, بل هى مسأله عالميه يتساوى فيها الجميع. فى الولايات المتحده مثلا, يفعل الرئيس الامريكى اى شيئ وكل شيئ قبل انتخابه فى الفتره الاولى كى يتم انتخابه الى الرئاسه, وقبل ان تنقضى فترة رئاسته الأولى, فأنه يفعل كل مايمكنه كى يعاد انتخابه لفتره ثانيه, ويفعل ذلك علنا امام الجميع طالما ان ذلك فى حدود القانون, والقانون يسمح له بالرئاسه لفترتين لاثالث لهما.

وحكام العرب والمسلمين , سواء كانوا ملوكا ام رؤساء جمهوريه, يفعلون تماما كما يفعل الرئيس الامريكى الذى يرأس اكبر واقوى دوله ديموقراطيه فى العالم, كل منهم يتصرف تماما فى حدود القانون, والقانون فى مصر مثلا يسمح للرئيس بترشيح نفسه للرئاسه مرة كل ست سنوات, دون حد ادنى او اقصى لعدد المرات, وقد قام بذلك مبارك وتصرف تماما فى حدود ما يسمح به القانون. وكذلك هو الحال بالنسبه للحكام الاخرين, اما الملوك, فشأنهم فى ذلك شأنا اخر اذ انهم يحكمون شعوبهم وابنائهم من بعدهم وذلك ايضا فى حدود القانون. فإن كان الجميع يتصرفون كما ينص عليه القانون ولايخالفون القانون, فلماذا نصب جام غضبنا عليهم ونحملهم المسؤوليه.

هل نحمل المسؤليه للقانون الذى يسمح لهم بذلك ؟, بالطبع, ولكن القانون ليس رجلا يمكن محاكمته او مساءلته, القانون هو مجرد نص وضعه رجل او عدد من الرجال, ولم يأتى من قبل حكيم خبير, اى لم يأتى من السماء, فالحل اذن ان يعاد النظر الى القانون الخرب المتهالك وان يعاد كتابته كنص يتفق مع ما يراه الشعب من تحقيق اماله ومن رفع شأنه بين الشعوب.

لكن سيقول من يقول, ان الدكتاتور لن يسمح بذلك, وان عصابته المستفيده لن تسمح بذلك.
وهذا القول فى حد ذاته يمثل الضعف والتخاذل الذى به يستحق من يقوله ان يعيش حياته تحت نير الظلم والقهرغير مأسوفا عليه.
ليس هناك دستورا فى العالم مكتوبا فى الحجر, اى لايسمح بالتغيير, كل دستور به من المواد والبنود مايشير الى طريقه الاضافه او الحذف او التغيير, والا صار اضحوكه العالم, وطريقه التغيير والتعديل معروفه, وقد تم تعديل الدستور المصرى مرات بما يريده الحاكم, والتعديل عادة يكون من ممثلى الشعب سواء كان الاسم مجلس الشعب او مجلس الامه او اى اسم اخر, وممثلى الشعب يتم انتخابهم بواسطه , الشعب , وبأصوات الشعب , ومهما كانت الانتخابات لذلك المجلس فاسده , فهى تتم اولا واخيرا بمعرفه وبتصويت الشعب.

تخيل لو ان هناك وعيا ونضوجا سياسيا بين الناخبين ولو بدرجه 50% او حتى 30% , أو حتى 10% ,لو ان الشعب بأكمله او الغالبية العظمى منه, يعرف قيمه صوته الانتخابى, وما يمكن لصوته الانتخابى ان يحقق له, لو ان الشعب اراد ان يغير القانون, لو ان الشعب لم يكن له اى رغبه اخرى سوى تغيير القانون , ولو ان الشعب بوعيه السياسى الذى لايتعدى حتى10% اصر ان يحدث هذا التغيير, وطلب من ممثليه ان يجمعوا ((بأكملهم)) على التغيير, فهل تعتقد ان الحاكم يمكن له ان يقف فى سبيل ذلك, ولو افترضنا ان لم يفى الممثلين بهذا الطلب فى احدى الدورات الانتخابيه, فلو ان الشعب ((((قاطع))) الانتخابات التاليه, قاطعها تماما, بأكمله, حتى لو كان ذلك مخالفا للقانون, فإن الحاكم لن يستطيع ان يضع الشعب بأكمله فى السجن حتى لو كان من الحماقه ان يظن انه يستطيع ذلك, والعالم الان قد اصبح اكثر انفتاحا , وشيئ من هذا القبيل لن يمر مر الكرام تحت انظار العالم . اذن القانون ليس مكتوبا على حجر, بل يمكن تغييره, الى مايسمح للشعب بممارسه حقوقه السياسه والانسانيه دون اللجوء الى اى عنف او قتل او تدمير او اى شيئ مما قد يضر بالاخرين.

قال الشاعر ابو القاسم الشابى
اذا الشعب يوما اراد الحياه فلابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلى ولابد للقيد ان ينكسر
ولم التقى حتى الان بأحد لم يعرف تلك الابيات او لم يكررها على مسمعى, والسؤال الذى يطرح نفسه بقوة هو ان كان الشاعر قد صدق فيما قال, فلايمكن تفسير حال الشعب المصرى بصفه خاصه والعربى بصفه عامة بناء على ماجاء فى قول الشاعر الا ان ذلك الشعب لايريد الحياه, او لايريدها يصفة جاده او ملحه والا كيف نفسر ذلك الظلام الكالح الذى يحيط به , وتلك القيود التى يرسف فيها, ذلك الشعب المذكور لايصرخ بصوت عال انه يريد الحياة لأن القدر الذى اشار اليه الشاعراما ان قد اصابه الصمم او ان نداء الشعب لايعلو بدرجة كافيه كى يسمعه ذلك القدر.

لايمكن ان نلوم الحكام العرب , اللوم يقع بشكل مباشر دون ادنى شك على الشعب الذى ارتضى بذلك ولم يفعل اقل القليل كما ضربت فى المثال السابق, فى محاوله النضج السياسى لمعرفة حقوقه, وممارستها.

وللحديث بقيه.

اجمالي القراءات 11028