هل اليهود والنصارى يتآمرون علينا!! أم آل سعود؟؟ (5)
نظرية المؤامرة (5)

أنيس محمد صالح في الخميس ١٧ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

ومثل آخر أكثر وضوحا.. ما ضرورة وجود ترسانات أسلحة دمار وقتل وغزو للمستعمرين من اليهود والنصارى من (أهل الكتاب) في بلاد العرب والمسلمين اليوم؟؟؟ وهل أُحضرت كل تلك العتاد والترسانات للحرب والدمار نتيجة الإحتلال والغزو؟؟؟ ورغما عن أنوف الحكام والشعوب؟؟؟ أم أنها جاءت بناءا على رغبة ورضى الحكام العرب العملاء ذيول الإستعمار... ورغم أنوف الشعوب؟؟؟
وما الصفقات التي تتم بين هؤلاء الحكام من خونة الشعوب.. والمستعمر (في الاروقة المغلقة وهم يتربصون بنا)؟؟؟ هل هي لحما&;ية الشعوب المجمعة والرافضة وجود المستعمر؟؟؟ أم هي صفقات توفير الحماية للعروش الهزيلة للحكام عملائهم وحلفائهم في بلاد العرب والمسلمين؟؟؟ وعلى حساب الأمم والشعوب المستضعفة في الأرض؟؟؟
واصبح العرب والمسلمون اليوم مدركين تماما.. أكثر من أي وقت مضى خطورة وجود مثل هؤلاء الملوك والسلاطين والأُمراء والمشايخ والحكام على دينهم وكراماتهم وحياتهم.. التي أصبحت مفرغة تماما من أية قيَم أو أخلاق أو دين حقيقي... وهي (الشعوب) مقموعة مستكينة بفعل بطش وجبروت وإذلال وإستبداد هؤلاء الحكام الطغاة.. المحميين بالمستعمرين الغزاة المحتلين المعتدين... ومشرعين بواسطة من يدعون بأنهم مرجعيات فقهية وإسلامية تبصم للحاكم وتحلل له!!! وهي تعلم تماما ان الملوك والحكام العرب الحاليين هم ليسوا على منهج الله جل جلاله والقائم على الشورى بين الناس.
أما فيما يخص تعدد أشكال التبريرات بفشل المسلمين باللحاق بركب الحضارات والتبريرات الواهية والتي لا ترتقي الى مستوى ما أصبحنا عليه اليوم، بأننا لا زلنا نعيش في الجاهلية الأولى (إسلام ما قبل 1500 سنة) وتقوقعنا وتبلدنا وتجمدنا عنده دونما حراك!!! ونعتقد جهلا بأننا نحن المنقذون للأرض من الجاهلية والكفر والضلال!!! واننا على الإسلام الصحيح والصراط المستقيم!!!
إن التبريرات الواهية.. كلها ممكن وصفها اليوم (بعذر أقبح من ذنب).. وأصبح اليهود والنصارى (وأحيانا يطلق عليهم الإستعمار) هم الشماعة التي يعلق عليها الفاشلون والمنافقون والمراؤون والمنتفعون والجاهلون شماعاتهم!!! والشماعة التي ينشرون عليها غسيلهم الوسخ والقذر!!!

لقد بيَن الله جل جلاله جميع المعالجات والمخارج ووسائل الخروج مما نحن عليه اليوم، وهي لا تقوم إلا بإتباع أوامر الله في كتابه العزيز ومن القرآن الكريم... الإتباع الصحيح كمصدر للتشريع (اولا)، ومن ثم إتباع سنة الله والتي أنزلها على رسوله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) والموجودة في أصل الكتاب (سُنن الله جل جلاله المنزلة بالوحي - الفرقان الكريم -).. وليس إتباع السُنن البشرية التي خطها البشر بإيديهم ( مذهب سُنة محمد !!! دين سادة قُريش – كُفار قريش – مُلوك قريش) أو ( مذهب شيعة علي !!! دين سادة فارس- كُفار فارس- مُلوك فارس) بعد موت الرسول وآل بيته بمئات السنين (ثانيا)، والتي قامت على محاربة الله جل جلاله والرسول.. وإتباع أهل الذكر (أهل الكتاب - القرآن الكريم -) من المؤمنين بعلوم الله جل جلاله في السماوات والأرض، وفي كل التخصصات والإعجاز العلمي في القرآن الكريم (ثالثا).
وكل هذا لا يمكن تحقيقه إلا متى ما أندرجت معرفته من خلال كتاب الله الشامل والجامع لكل المخارج والعلوم والقوانين والتشريعات والدساتير والدعامات الأساسية لحياة أفضل!!! وطمس جميع كُتب التأريخ المشوهة والمكتوبة حروفها وسطورها وقد تلطخت بالدماء!!! وكلها معمولة لخدمة الحكام الطغاة شرعوا وجودهم الخارج عن منهج الله جل جلاله، وطمسوا بالحديد والسيف والنار والتضليل والتجهيل كل المعالم الإسلامية!!! وحرفوا الكلم عن مواضعه!!! ما أوصلنا بالنتيجة إلى ما نحن عليه اليوم!!! وأهم من كل ذلك تأتي ضرورة نبذ كل أشكال الطائفية والأحزاب والجماعات والشيع والمذاهب الدينية المتنافرة!!! وكلها ليست من الإسلام في شيء!!! وتقودنا (والعياذ بالله) إلى التفرقة والأحقاد والكراهيات والإقتتال بين المسلمين.. وتقودنا إلى الإشراك مع الله جل جلاله ولا تقودنا إلا إلى العدوان والكُفر!!! وهذه كلها من أسباب ضعفنا اليوم والتي لا تخدم إلا الحاكم الدكتاتور الطاغية (بنظرية - فرق تسُد)!!!
لقوله تعالى:
اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ(3) الأعراف
وقوله تعالى:
وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ {63} إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ {64} الشورى

ونحاول نحن المسلمين, أن نبحث لأنفسنا عن منقذ يخلصنا مما نحن فيه من ضياع وفقر مدقع ومرض وقهر وضنك وجهل وتخلف وإذلال وبطش وإستبداد وفساد كبير... وأموال الشعوب منهوبة وفي جيوب الملوك والشيوخ والسلاطين والأمراء العظماء الأبالسة والحكام العرب الأنجاس... وشعوبنا تعاني من الاحباطات والانتكاسات والهزائم النفسية المتتالية، متباكين دائما ونندب حظنا... كنتيجة طبيعية لما أوصلوا اليه الاسلام عندنا (للأسف الشديد)... ونحاول دائما تبرير ضعفنا وفشلنا بالإستعمار الخارجي... وننسى اننا مستعمرون داخليا ؟؟؟
إن المنهج الذي أمرنا به الله (الملك الواحد الأحد ذو الجلال والإكرام) هو ما يوصلنا بالنتيجة إلى ما نسميه اليوم بالحضارات المتقدمة... لو أننا تواضعنا... وتعلمنا كتاب الله التعليم الصحيح وأخذنا جميع أشكال الحكمة والتشريعات منه... ولو أننا اتبعنا سنن الله جل جلاله إلى رسلنا وأنبيائنا الإتباع الصحيح والقائم على الوسطية (الفرقان الكريم وهو من أصل القرآن الكريم).. دون تعصب أو تشدُد... ونشر الخير بين الناس ودون تحيُز أو تكفير للآخرين...
وعندما نحاول أن نسلك طريق (لا فرق بين حاكم ومحكوم وبين عربي وأعجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى)..

ولو أتقينا الله حق تقاته في دفع مستحقات الزكاة الواجبة على كل مسلم ومسلمة تحت مبدأ (لا ضرر ولا ضرار) أيمانا وإحتسابا... لما بقي فقير في الأرض!!!
والزكاة هنا في أقصاها لا تتعدى نسبة 2.5% من زكاة المال ( بحسب كتب السلف المحرفة المزورة ) ولكننا نجد هنا عندنا (للأسف الشديد) أن الزكاة نفسها لا توزع بشكل سليم على المسلمين الذين هم بحاجة اليها... وتوزع في الغالب بشكل رشاوى لتسهيل أعمال وشؤون أصحاب المال (ولعن الله الراشي والمرتشي) وتصرف إلى جهات ليسوا مستحقين لها (هذا إن صرفت كزكاة ولم يأكلها الحكام ويضيفونها إلى أرصدتهم!!!) وإلى بعض المتنفذين فى مرافق الدولة المختلفة كرشاوى.. للذين فقدوا ضمائرهم وصلاتهم بالله الحي القيوم (وهو بكل شيء محيط وهو الذى يمهل ولا يهمل)!!! ولعنهم الله أنى يؤفكون.

أما ما يعرف اليوم بنظام الضرائب كحقوق طبيعية لبناء البنيات التحتية والخدمية للبلدان... وتصب ضمن برامج التكافل الإجتماعي للشعوب والمجتمعات... فحدث ولا حرج...

اجمالي القراءات 13258