أنتبهوا ياضباط شرطة مصر الشرفاء

عمر عفيفي في الأحد ١٣ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

أنتبهوا ياضباط شرطة مصر الشرفاء

العقيد عمر عفيفي

ببالغ الحزن تلقينا في الولايات المتحدة الامريكية خبر أستشهاد المرحوم اللواء أبراهيم عبد المعبود مدير مباحث السويس ،ولا يخلو تجمع للمصريين إلا ويدور حوار بالغ الآسي علي فقدانه ، ونتمني أن يلهم الله وأسرته وأبناؤه بالغ الصبر والسلوان ويسكنه الله فسيح جناته .  وتعلو التساؤلات ماذا حدث لأمن مصر؟

نعم نبكيه هنا وأنا أولهم ، وأري السيناريو المقيت المتكرر من وزارة الداخلية ليستثمر الحادث الأليم لصالح الوزير الابدي حبيب باشا العادلي حامي حمي عرش الرياسة ومهندس أنتخابات الوريث القادم ، فسيادته هو كاتم الاصوات وميتم الأطفال ومرمل الزوجات ومشرد الضباط الشرفاء وسيتناسوا كالعادة  الشهيد البطل الذي ضحي بعمره ومستقبل أسرته من أجل أمن وطنه ، وستظهر زوجة الشهيد وأبناؤه وأسرته وهم يبكوه وينفض السامر الأعلامي من حولهم ليدخلوا في دوامة جديدة بعدما فقدوا عائلهم الذي لن يعوضهم عنه كلمات الشفقة أو الرتبة الآستثنائية التي سيمنحها لأسمه سيادة الرئيس .

نبكي الشهيد لكن لا ينبغي ان نقف عند البكاء ولطم الخدود بل يجب العمل فوراً وبلا تأني لإنقاذ ما يمكن أنقاذه مما تبقي من أمن مصر الذي ينهار يوماً تلو الأخر أمام أعيننا لنضع حلاً حاسماً لحماية أمننا في المقام الأول وحماية أرواح ضباطنا التي أصبحت علي المحك بفضل أفعال وأطماع قلة قليلة الخبرة تقلدوا زمام وزارة الداخلية في غفلة من الزمن ولا هم لهم غير مصالحهم الشخصية  ،وجمع الاموال الطائلة ، والتكويش علي الأراضي والشقق والمصالح الرخيصة فقط ،  أما أمن مصر وأهلنا وأولادنا وزوجتنا وبناتنا لا يهمهم في أي شئ و لا يعلموا عنه أي شئ. فا الحال لايحتمل السكوت لأن الثمن سيكون باهظا سندفعه جميعا ونحن نبكي بدل الدموع دم عندما نري البلطجية قد تحكموا في البلد والضباط غير راغبين أو قادرين علي مواجهتهم .

البلطجية والمجرمين يا حبيب باشا هم نفسهم اللذين أستخدمتهم ضد المصريين والسياسيين والشباب والاحزاب ولا زلت تستخدمهم لكتم اصوات المصريين والتنكيل بهم وتلفيق القضايا ضدهم ، والوقت جاء لينقلبوا عليك أقصد علي الضباط والجنود فأنت طبعا مطمئن علي نفسك وعلي حياتك  لأنك تحتمي وراء العشرات والمئات من الحرس المدجج وخلف الزجاج الواقي من الرصاص وحولت منزلك الي قلعة عسكرية حصينة ، لكن يتحرق الضباط الموجودين في الشارع اللذين يتعاملوا مع المجرمين ليل نهار ويسكنوا بينهم ، أعلم أن سلامة وحياة الضباط لا تهمك طالما معاليك في سلام وأمان وتستمتع بالمشي الصحي كل صباح في تراك نادي الجزيرة الجميل و يمشي خلفك الحرس ولا أريد أن أزيد أو أوضح أين يحرسوك أيضاً.

أنت لست مشكلتنا الآن لآن ساعة الحساب قادمة قريبا أمام قضاء عادل عما أرتكبته في حق الشعب المصري  ، لكن المشكلة أصبحت في الحفاظ علي أمن البلد وأهلها وعلي حياة الضباط والجنود الذي يتساقط منهم الواحد تلو الأخر علي أيدي البلطجية والمجرمين بسبب قيادتك الفاشلة لوزارة الداخلية بعدما خلقت عداء مستحكم بين الشعب والشرطة بسبب أفعال القلة المنحرفة من تلامذتك الضباط معدومي الضمير اللذين أستطعت أن تستخدمهم لأرتكاب أبشع الجرائم ضد الأبرياء والذي يدفع الثمن حالياً هم الضباط الشرفاء ، لآن تلامذتك في أمن الدولة جبناء يختفون وراء المكاتب ويتنكرون في الملابس المدنية والسيارات الملاكي ويستأسدون علي العزل فقط ولم ولن يواجهوا يوما لصاً أو قاتل محترف بعدما علمتهم أن عملهم هو تدبير المكايد وتلفيق القضايا وكتابة التقارير في زملائهم الضباط الشرفاء الكادحين في الشوارع والآقسام والمرور وترهبهم أيضاً لتمنعهم من الإنضمام لحقوق أهلهم من المواطنين وتلوح دائما لهم بالنقل والتشريد هم و أسرهم لتخضعهم بلقمة العيش .

نعلم كما يعلم الجميع أنه لن تتم أقالتك أو محاسبتك علي أخطائك الفادحة لأنك أستطعت أن تحتفظ بأسرار كثيرة ضد النظام تجعله عاجز عن محاسبتك ، ونعترف أنك أبليت بلاء حسنأ منقطع النظير في الأنتخابات السابقة ولن يجد النظام أحد في كفائتك في هذا المجال لكن إلي متي يستمر الأستهتار بأرواح الضباط والجنود؟ وإلي متي سيستمر التمييز بينهم إلي حد لم تشهده الوزارة من قبل  ليتمتع تلامذتك في أمن الدولة بكل المزايا ويتعذب باقي الضباط الحقيقيين في ألامن العام وألامن المركزي وفرق ألامن لمواجهة مجرميك من البلطجية،، لقد أوصلت حالتهم المالية والمعنوية إلي الحضيض ، وانت تعلم أن لوائتك في الامن العام وأمن الدولة ومديري الأمن يتقاضي الفرد منهم أكثر من مليون جنيه شهريا بين مكافآت وحوافز وبدل ضيافة وبدل ولاء ، بينما لا يتجاوز دخل الضابط في رتبة ملازم حتي عقيد في الامن العام أو الامن المركزي والذي يعمل أكثر من 16 ساعة في اليوم أكثر من ألفين جنيه لاتكفيه هو وأسرته عشرة أيام في الشهر .

أما الحقيقة المفزعة أن التمييز بين الضباط مادياً ومعنويا خلق جو سئ بين الضباط أنفسهم فضابط أمن الدولة يتقاضي خمسة أضعاف ما يتقاضاه زميله في الامن العام والامن المركزي علاوة علي المميزات الاخري الحرومين منها مثل السيارة الملاكي بالسائق له ولاسرته وبونات البنزين المفتوحة ع البحري والمزايا الأخري التي لا يتمتع بها زملائه الأخرون اللذين يعملون مثله أضعاف المرات مما أصاب الضباط بالإحباط لشعورهم بالتفرقة والظلم .

أما جنود الأمن المركزي اللذين ينتحرون كل يوم بسبب سوء معاملة  ضباطك معدومي الإنسانية والمروءه  والضمير فلا يتساوي ما تصرفه الوزارة علي الجندي وعائلته مع 1/7 مايصرف علي كلب من كلاب الحراسة بالشرطة التي ملئت بها الفنادق والوزارات والنوادي ، حتي حولت الجنود إلي شحاذون في الشوارع يستجدوا المارة لقمة العيش . فما يصرف علي المجند لا يتجاوز عشرة جنيهات في اليوم بينما تصرف الداخلية علي كلب الشرطة أكثر من سبعين جنيها يومياً.

لازال الأصلاح ممكناً حتي الآن لنحمي أمننا جميعاً شعباً وشرطة قبل أن نغرق في دوامات لا يعلم مداها غير الله وأدعوا الله أن تفيق القيادة السياسية قبل فوات الآوان وقبل أن ينهار أمن الوطن ونندم جميعاً وقت لا ينفع الندم ، فمصر ليست خالية من الضباط الشرفاء المؤهلين لإصلاح ما أفسده العادلي وتلامذته من أمن الدولة وأستعادة الآمن الجنائي لهيبته وعودة الإنضباط المفقود للشارع المصري بلا تفريط في حقوق البشر أو تعذيبهم ، وقادرين علي أن يوقفوا البلطجية والمجرمين عند حدودهم وأعادتهم إلي مكانهم الطبيعي خلف أسوار السجون وقادرين أيضاً علي خلق جسور متينة من الحب والثقة والإحترام المتبادل بين الشعب والشرطة عندما يلتزم الجميع بالقانون الذي فيه سلامتنا جميعا . ولزملائي المحترمين أعلموا أنكم قادرون علي أيقاف العادلي وتلامذته عند حدودهم فأنتم اللذين تحمون هذا العادلي وأعلموا أنكم الباقون وهو الزائل فتلك وزارتكم والشعب أهلكم ولا تنخدعوا مرة أخري لينقلب الوضع إلي ثأر بينكم وبين الشعب كما حدث في صعيد مصر من قبل وأضربوا بيد من حديد علي أيدي المجرمين والبلطجية لتطهروا بلدكم وأهلكم من هؤلاء المفسدين بلا تجاوز أو تعذيب أو تلفيق فبيدكم القانون وثقة الشعب وإحترامه وهو ما سيبقي لكم وهو مصدر سلطتكم وقوتكم ، فلا تفرطوا به .

للآسف أعلم أن ندائي لن يصل للقيادة السياسية حتي لو وصل فهي غير قادرة علي أقالة العادلي أو أستبعاده لآن ما لديه يجعل من المستحيل الاستغناء عنه وخاصة قبل سيناريو التوريث.

Afifiomar3@hotmail.com

 

 

  

 

 

 

 

 

 

 

 

اجمالي القراءات 13847