المصريون ينتظرون حفر المقابر الجماعية

شادي طلعت في الأحد ٢٣ - أغسطس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

لا يستطيع أحد أن يؤكد حقيقة أو عدم حقيقة إنفلوانزا الخنازير ، ذلك الوباء الذي إجتاح العالم مؤخرآ ، و الذي لم يشعر به المصريون نظرآ لإرتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف ، مما يحد من إنتشار العدوى ، و الواقع أن لإنفلوانزا الخنازير جانبين أحدهما حقيقي و الآخر غير حقيقي بالنسبة للعالم كله .
و الجانب الحقيقي هو أن الوباء موجود و هو قاتل أيضآ في حال عدم العلاج منه ، و الجانب الغير حقيقي هو أن الوباء ليس مخيف بالدرجة التي يصورها العالم و مننظمة الصحة العالمية إذ أن الوباء يمكن الشفاء منه بسهولة كما أن نسبة الوفيات لم تتجاوز 1 % حتى وقتنا هذا !
و لكن الأمر مختلف بالنسبة لمصر ذلك أنه علينا أن نخرجها من دائرة حسابات العالم لأمور عدة و هي :
1- نسبة التلوث التي تجعل مصر من أكثر بلدان العالم تلوثآ !
2- الإزدحام العشوائي ، و الغير عشوائي و الذي يعجز المسؤلين حتى وقتنا هذا إيجاد حلول للأزمة .
3- عدم توافر العقار الخاص بالمرض في الصيدليات أو في المستشفيات ، و حتى إن تواجد العقار فإن سعره قد إرتفع حتى وقتنا هذا إلى مبلغ 1200 جنيه ! و هو رقم مبالغ فيه جدآ خاصة إذا ما علمنا أن هناك من الناس من يكفيهم مثل هذا المبلغ لمصاريف عام كامل ! فكيف لهم أن يحصلوا عليه .
4- عدم وجود مستشفيات مؤهله لإستقبال الحالات المرضية في حال لا قدر الله جاء الوباء .
5- إنخراط الأطباء في البحث عن الاموال حتى و إن كان على حساب حياة الإنسان أو فقد هذا الإنسان أحد أعضائه أو .... إلخ
6- عدم توفير أساليب و أدوات الوقاية من المرض حتى وقتنا الحاضر !

من هذه الأسباب أستطيع أن أجزم أن الوباء لو فكر بزيارة مصر فإن البلاد سيسقط منها الكثير من الضحايا نتيجة إهمال الدولة و النظام .
و الغريب أن الناس بدأت تردد أن الدولة تعد العديد من المقابر الجماعية من الآن و هذا كلام بدأ ترديده في الشوارع و المقاهي ، و من البسطاء من تجده يؤكد أنه إشترك في حفر هذه المقابر ! و هذا أمر له دلالات خطيرة و مخيفة و مقززة أيضآ !
فأي نظام هذا الذي يبحث عن مقابر جماعية بدلآ من يبحث عن الدواء ! أي نظام هذا لا يستطيع مجابهة الأزمة في ظل وجود تجارب حالية و سابقة لمواجهة الأزمة ! و إن كان لا يستطيع المواجهة فلماذا هو قابع في الحكم لا يريد التزحزح !
لو صدقت تلك الأقاويل و تبين أن النظام يعد المقابر الجماعية فحتمآ ستكون تلك النهاية لكل شئ و حتمآ لن يكون هناك شيئ يبكي عليه الناس فالموت قادم قادم ، و لا مناص و لا فرار منه ، و بالتالي لن يتباكى الناس على شيئ و ستتحول الدولة إلى حرب عصابات لا يبحثون عن المال بل يبحثون عن الدواء ، و إذا ما إنتشر المرض ، و إنتقل إلى الجيش أو الشرطة فتلك طامة كبرى أيضآ ، فسيخرج المرؤس عن أمر رئيسه فليس بعد الموت عقاب و الموت هنا ليس شهادة تنال بل هو موت بوباء و العياذ بالله بغيض ، و حقآ أقول أن تلك هي نظريتي في حال قيام النظام بحفر مقابر جماعية ، أو في حال عدم السيطرة على الجائحة ، أو في حال التمييز في العلاج بين الغني و الفقير ، و تلك هي وجهة نظري المتواضعة و التي أعتقد أنها صوابي تحتمل الخطأ !
و يثور تساؤل هام الآن ماهو العمل و ها هو فصل الشتاء على المشارف و يقترب علينا بمفاجآته ؟
و للإجابة على هذا السؤال الذي لا يستطيع الإجابة عليه إلا الحكومة الحالية يجعلنا نتوجه به إلى رئيس الوزراء و الوزراء لنعرف ماذا قدموا و ماذا هم فاعلون في ظل إعلام مزيف لا يذكر الحقيقة أبدآ و في ظل وعود لا تخرج إلى أرض الواقع أبدآ !
و أعتقد يا أعزائي أنهم لن يضيفوا إلينا إلا مجرد وعود ، و مجرد أحاديث لا تعرف الواقع العملي ، و من هنا فأنني أرى أنه إن لم يتحرك كل شخص بدافع داخلي من نفسه فإنني أخشى أننا بدلآ من أن نكون أكبر بلد عربي أن نتساوى بشعب العراق أو سوريا أو الجزائر في العدد ، و ها أنا قد بلغت
اللهم فاشهد .


و على الله قصد السبيل

اجمالي القراءات 13452