لحلاوة العودة بعد حرقة الشوق
العودة

شريف هادي في الثلاثاء ١٤ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

لقد غبت عن أهل القرآن كثيرا ويعلم الله أن ذلك الغياب ليس بيدي ولكنه العمل الذي إضطرني للبعد حتى يملؤني الشوق فلحلاوة العودة بعد حرقة الشوق في جفاء البعد لذه لا يعرفها إلا المحبين المجربين ولعل الله أراد أن يذيقني طعم الغربة عنكم حتى أتيقن أن موقع أهل القرآن هو بيتي ومستقري والحمد لله عدت لأقرأ الجزء الأول من كتاب الصلاة للدكتور العظيم أحمد صبحي منصور ولا يحتاج إلي تعليق غير أني أنتظر الجزء الثاني بفارغ الصبر وأبحث عن تساؤلات أخي الناسك فوزي فراج فوجدته وقد سأل عن العبودية والرق في الإسلام والموضوع بحق يحتاج إلي دراسة مستفيضه وأن يدلوا كل منا بدلوة ونحن في إنتظار الدراسة الموعودة كما قرأت مقاله الشيق الخفيف عن حضرة العمدة وأحب أن أضيف معلومة صغيرة أن تغيير نظام العمد من الانتخاب للتعين جاء بعد الثورة المباركة!!! وفي آخر عهد عبد الناصر إلا أن قانون تعيين العمد وجد النور في عهد السادات والعمدة يتم تعيينه على رتبة شاويش بثلاث شرائط تابع للبوليس والحقيقة أن العائلات الكبيرة تحرص على أن تكون العمودية فيها للوجاهة فقط لا أكثر والحقيقة أيضا أنه تم إلغاء الكثير من العموديات وإستبدالها بنقطة يرأسها ضابط ملازم أول أو نقيب وفي أحيان قليلة قد تصل الرتبة إلي رائد وأظن أني عرفت المغزى من إثارة الموضوع أن تريد أن تقول أن شواهد الديمقراطية والحرية تبدأ من القاعدة فعندما يكون نظام ما في بلد ما ديمقراطي فأن كل شيء داخل هذه البلد يسير نحو الديمقراطية وعندما يكون دكتاتوري فإن كل شيء يتحول إلي الدكتاتورية وحسبنا الله ونعم الوكيل
كما طالعت مقالة أخي الراهب حسن أحمد عمر فوجدته مثلي مقل لعله العمل وطلب الرزق وأدعو الله أن يكون خيرا وأجيب معه على سؤاله لماذا نكتب؟ وأقول أني مقتنع بكل ما أوردته في مقالك الرائع ولكن في الحقيقة وجدتك تثير سؤال واحد وتجاوب على سؤالين لماذا نكتب وماذا ينبغي أن نكتب؟ والحقيقة أني كنت أكتب كثيرا قبل إلتحاقي بموقع أهل القرآن ولكني كنت أكتب لنفسي فقط وأمحوا ما أكتبه بعد كتابته بإنتظام ولكن تبقى الذاكرة تحمل كثيرا مما كتبت فهل تصدق أني كنت الكاتب والقارئ والناقد ثم أمحوا وبين كل مرة ومرة أقرأ للآخرين كثيرا فأنا في الحقيقة محب للقراءة أضعاف حبي للكتابة
وأتصفح باقي صفحات الموقع ومازلت بشغف ونهم شديدين ولكن هناك سؤال أين كنت؟ والحقيقة أنه يجب علي الإجابة على هذا السؤال فقد كنت أشهد بزوغ نجم دولة عظمى بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني فقد كنت ضمن الوفود التي حضرت المنتدى الصيني الأفريقي الثاني ببكين ولكي تصل إلي ذات القناعة التي لدي يجب أن تعرف الحقائق التالية المنتدى الأول كان في أديس أبابا وحضره إحدى عشرة دولة لم تكن مصر من ضمنها والثاني في بكين حضره ثماني وأربعين دولة أكثر من نصفهم على رأس الوفود رؤساء الدول منهم الرئيس مبارك، الصين تنازلت عن ديون القاة الإفريقية أكثر من عشرة بلايين دولا كما أنشأت صندوق لتنمية القارة بمبلغ خمسة بلايين دولار وقررت إنشاء خمس مدن صناعية في القارة كان لمصر نصيب الأسد كما قررت دعم صندوق مكافحة الملاريا وعلى هامش المؤتمر تم توقيع عقد إنشاء الغرفة الصينية الإفريقية المشتركة للتجارة والصناعة والزراعة وتم توقيع العقد بين رئيس الغرفة الصينية ورئيس الغرفة الافريقية وهو مصري الجنسية وأسمه المصري تم توقيع حوالي 300 عقد شراكة تجارية وصناعية بين دول القارة والصين وكان لمصر أيضا نصيب الأسد أغنى الوفود بلا منازع الوفد المصري الذي حضر بعض أعضاءة بطائرات خاصة وأفقرهم ؟ أرى أنه من العيب وسوء الأدب أن أذكر أسم الدول ولكن هناك أربعة دول إفريقية أرسلت الصين طائرة خاصة لتقل أعضاء وفودهم، رئيس جزر القمر كان يرتدي زي أحد مشايخ الطرق الصوفية عمامة خضراء كبيرة وقفطان يعلوه عباية وفي يده مسبحة وكان ينقصه المريدين ليأخذوا العهد.
منذ الوهلة الأولى وأنت ترى بزوغ نجم دولة عظمى فمنذ الترتيبات الأولى قبل الوصول ثم لحظة الوصول للمطار ثم تسكين الوفود بالفنادق وكلها خمسة نجوم ثم إستخراج بطاقات العضوية وتوزيع الدعوات والهدايا الترجمة مصاحبة الوفود المتحدث بالعربية معهم مترجم صيني يتحدث العربية ونفس الحال للإنجليزية والفرنسية قاعات المؤتمرات تنظيم جلوس الرؤساء على المنصة والوفود بالقاعات جدول المواعيد المناقشات الطعام حتى العروض الغنائية والاستعانه بالفرق الاستعراضية من الدول الإفريقية ومن مصر المزمار الشعبي أن تدعوا قارة كاملة وتصل إلي هذا الحد من التنظيم فإن ذلك أكبر دليل على أن دولة عظمى ثم الشيء الهام هو طريقة المعاملة والأدب الجم على خلاف دول أخرى تتعامل مع أفريقيا من برج عاجي وبنظام الأمر أما الصين فقد تعاملت مع القارة على أساس المساواة والشراكة
سمعنا بعد المؤتمر عن زيارة وزير التجارة الأمريكي لبكين ولتقرأ ما بين السطور الحقيقة أن أمريكا عليها أن تفعل الكثير إذا أرادت أن تستمر القطب الأوحد مع بزوغ نجم التنين الصيني العملاق وإلي مقالة أخرى لكم جميعا تحياتي
شريف هادي 14/11/2006
اجمالي القراءات 12056