هل قال النبى (ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَ

عثمان محمد علي في الأربعاء ٢٢ - يوليو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

هل قال النبى (ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا)؟؟

 

من ذكريات الطفولة السعيدة فى قريتنا العامرة (أبو حريز) التابعة لمدينة (كفر صقر ) بمحافظة (الشرقية) . أن  كان لدى أهلها عددا قليلاً من أجهزة المذياع (الراديو) وغالباً من كانوا يمتلكونها هم  الجنود العائدون من حرب اليمن الأهلية فى  منتصف ستينات القرن الماضى  ،وكانوا تقريباً حوالى عشرة. وكانت (أى أجهزة الراديو) هى الوسيلة الإخبارية والترفيهية الوحيدة للقرية ، مع مرات قليلة من عروض سينمائية تأتى للقرية بين الحين والحين  لتعرض فليماً تسجيلياً عن عبد الناصر وثورته الميمونة ، أو فرق موسيقى الأفراح  التى تصاحب افراح بعض الميسورين من أهل قريتنا ، ثم دخل الراديو كاسيت (المسجل) إلى قريتنا السعيدة عن طريق شاب فلسطينى  تزوج بإحدى فتيات القرية ، ثم تسللت (المسجلات ) بعد ذلك  بكثرة إلى قريتنا من خلال عودة أبناءها العاملين بالأردن فى منتصف السبعينات وكانت تعمل (بالبطاريات الصغيرة ) ، ثم أكرمنا الله وأنعم علينا بنعمة الكهرباء فى آواخر السبعينات وتحديدا فى  صيف 1978 ، ومنذ ذلك التاريخ وبدأت تتسرب  أجهزة الراديو والكاسيت والتلفاز وبقية الأجهزة الكهربائية  شيئًا فشيئا حتى أصبحت القرية تعج بها  أكثر من بعض بيوتات  القاهرة الفاطمية  (عاصمة مصر الكنانة ) .

المهم  أنه فى بداية دخول (المسجل أو الراديو كاسيت ) إلى بلدتنا كانت هناك أختين شقيقتين متجاورتين  فى المسكن  ومتزوجتين  من أخوين  شقيقين ايضاً ،أحدهما يعمل( آنذاك)  بالأردن ومتزوج من ( الشقية أو الشريرة ) منهما ، والآخر يعمل فلاحاً بالقرية ومتزوج من (الهادئة الطيبة) ،وفى يوم ما إختلفتا فيما بينهما على شىء ما ،فحاولت (الهادئة الطيبة) أن تحل الموضوع بهدوء ،وبدون شوشرة لأنه فى  النهاية موضوع (عائلى  على كل المستويات ) ، إلا أن الأخت (الشريرة ) أصرت وصممت على أن تُشهر بها  وتجعل من العراك  حكاية يسمع بها القاصى والدانى ، فبعد أن إستنفذت (السيدة الهادئة ) كل سُبل الصلح والإعتذار ولملمة الموضوع ،وفقدت أعصابها (إضطرت ) أن تبادلها السباب والشتيمة والجهر بالسوء من القول ، فما كان من الشريرة إلا أن جلست بجوار (الراديو كاسيت ) ووضعته خلسة فى مُدارتها ثم بدأت فى تسجيل سباب أختها لها ،ثم توقف التسجيل عندما ترد  هى عليها ، ثم تفتحه عندما ترد عليها أختها ،وهكذا وهكذا ،إلى أن أكتفت بقدر كاف من تسجيل (العراك والسباب بينهما) ، ثم إنتظرت إلى حلول المساء وذهبت إلى أحد كُبراء عائلتهم  وإشتكت له وطالبت بأن يُجرى  تحقيقاً  كبيراً بينهما وفى وجود كل كُبراء العائلة لتُظهر لهم أن اختها (الطيبة ) ليست كذلك ،وأنها اسوأ مما يتخيلون ،وانها هى المظلومة والضحية ، وعلى كبير العائلة أن يأخذ حقها من أختها وخاصة ان زوجها غائب وعلى سفر فى الأردن ، فقال لها كبير العائلة  - حاضر – لكن هل لديك شهود ؟ فقالت نعم ، انا سجلت كل اللى حصل وحاسمعهولكم لما تقعدونا قدام بعض – فقال لها خلاص تعالوا بكرة بعد صلاة العصر ،وهاتوا التسجيل معاكم .  وفى جلسة التحقيق  فوجىء الحاضرون بأن الحوار من طرف واحد وليس هناك طرف ثانى ،وأن التسجيل كله عبارة عن عراك أختها فقط ،ولا يوجد صوت لها ولا يوجد أى ردود من صاحبة الشكوى . فقال لها وأنت فين  ردودك عليها ؟؟ فقالت لا انا سجلت لها  فقط ..فقال لها  قومى أعتذرى لأختك وإياك تعملى كدة مرة أخرى وإتق الله فى أختك وفى أولادك وزوجك المغترب .

هذة القصة مع تاريخ الراديو كاسيت  ،و إستخدامه من طرف واحد لإظهار عيوب من يريد الأشرار  أن يعيبوه  أو يلصقوا به تهمة ما  ، تذكرتها عندما قرأت رواية للبخارى التى يقول فيها تحت رقم

2609-  بباب الجهاد والسير

-حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ النَّاسُ مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ فَعَلِقَهُ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ فَوَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَعْطُونِي رِدَائِي لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا).

 

 ،فهى  تشبه إلى حد كبير (قصة الأختان المتشاجرتان ) بكل ما فيها من  نوايا سيئة شريرة . فروايتنا هذه يقص علينا فيها  البخارى أن أُناساً  من المسلمين حاربوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام فى معركة حُنين (وفى معركة حُنين هذه كاد أن يُهزم فبها جيش النبى عليه السلام ،لولا رحمة الله به وبهم ونصرهم بتثبيت الملائكة له ولهم) . وبعد أن أنتهت وفى طريق عودتهم إلى مكة إلتف حوله جمع منهم يسألوه عليه الصلاة والسلام عن المعركة وغنائمها أو ما حدث فيها ،  وإضطروه أن يقف رغماً عنه  إلى جانب شجرة من اشجار الصحراء ذات أشواك كثيرة جداً ، حتى إلتصق بها ،ومزقت (قميصه) وخطفته منه  ولم يك يرتدى سواه ، فقال لهم أعطونى ردائى ،لو كان لى عدد هذه الأشواك (نعماً) أى أموالاً  لأعطيتها لكم وقسمتها فيكم  .وقال جملة إعتراضية غريبة  لا مجال لها ولا محل لها من الإعراب فى الحوار وهى – (ثم لا تجدونى  بخيلاً ولا كذوباً ولا جباناً) ....

فهنا لو تعمق أصحاب العلم والقلم والخبرة بدراسة التراث – بعيدا عن المُتنطعين وأنصاف القراء  واصحاب البخاريات لوجدوا أن الموضوع يقودهم إلى عدة تساؤلات ، منها—

 ماذا يريد البخارى  من هذه الرواية ؟؟؟

 ولماذا صور النبى عليه الصلاة والسلام بهذه الصورة من (الضعف ) فى مواجهة أصحابه حتى إضطروه إلى أن يلتصق  ويحتمى من جلبتهم وكثرتهم بشجرة ذات أشواك بهذا الشكل؟؟

 وكيف يصوره بهذا الفقر حتى يُضطر أن يقول لهم أرجوكم ردوا على ردائى الذى خطفته الأشواك لأستر به جسدى؟؟

وماذا قالوا له، وما  هى الكلمات التى إضطرت النبى عليه السلام وجعلته يرد عليهم بقوله (ثم لاتجدونى بخيلاً أو كذوباً أو جباناً) ؟؟؟

 وإذا كانت هذه هى الإجابة ، فهل نستطيع أن نضعها كمعادلة رياضية من طرفين  الطرف الأول (وهو الإجابة ) معلوم ،وتبقى علينا أن نفترض الطرف الآخر وهو ( الأسئلة) ؟؟

 وهل هذه الإجابة هى نفى لأوصاف منها  ( أنك بخيل ، وجبان ،وكذوب)؟؟

أم ما ذا تكون  الأسئلة المتوقعة التى أعطانا ألبخارى إجابتها ولم يعطنا إياها؟؟

 ثم فى النهاية نُكرر ونقول ماذا يريد البخارى من هذه الرواية ؟؟

ولماذا يُصر تلامذته على إعادة طبعهافى (مكذوب البخارى)  وتدريسها على البسطاء من المسلمين ؟؟

 وهل تصنف ضمن مناقب النبى أم ضمن أشياء آخرى  ؟؟؟؟

لا سامح الله البخارى ومن يُصر على ان يحذو حذوه وعلى  إهانة الإسلام ونبى الإسلام ورسالة الإسلام .

 

اجمالي القراءات 16664