الشورى
تساؤلات حول موضوع الشورى والديمقراطية .

زهير قوطرش في الثلاثاء ٠٩ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً




تساؤلات حول موضوع الشورى والديمقراطية.

 تعقيباً على كل المقالات التي تناولت موضوع الشورى والديمقراطية ,وخاصة مقالات الأخ الحبيب محمد صادق .أشكرك على سلسلة المقالات التي تناولت فيها موضوع الشورى والديمقراطية وسأتناولها هي بالذات لأنها حديثة العهد على موقعنا الكريم.وأشكرك على هذا الجهد القيِّم ,حيث أن موضوع الشورى في الإسلام ومقارنته مع مصطلح الديمقراطية أصبح من المواضيع المعاصرة والمهمة والتي أخذت حيزاً كبيراً من أدبيات وثقافة الفكر الإسلامي .وحتى العلماني على حد سواء.
أخي بعد قراءتي المتـأنية لمقالاتك الأربعة,والوقوف على محاورها الأساسية والتي ذهبت فيها الىe; أن هناك فرق كبير مابين الشورى كمصطلح قرآني (مصطلح سياسي اجتماعي اقتصادي,وهو اختيار جماعي حر ,وعمل طوعي لمسؤولية هذا الاختيار) والديمقراطية التي قلت فيها أنها" كانت علاجا وضعيا انتحلته الثقافة الغربية للتخلص من الاستبداد الذي هيمن على أوربا قرونا طويلة ، إلى ما قبل الثورة الفرنسية ، فإن هذا الحل وإن نجح نسبيا في مواطن كثيرة ، متعلقة بحرية الإنسان وكرامته وحقوقه، لم يستطع أن يحرر أهله من ثنائية التركيب السياسي للمجتمع المكوَّن في ظل الاستبداد من حاكم ومحكوم. وهذا ما يميز عنها النظام الشوري الإسلامي الذي يجتث الاستبداد ويقضي عليه ، ويجعل الأمة سواسية ، لا حاكم ولا محكوم ، وإنما توزيع خدمات على مختلف المرافق المتعددة والمتنوعة. إننا لا نعترض على الديمقراطية لمجرد أنها غير إسلامية ؛ فعدم إسلامية جذورها ومنشئها الثقافي شيء طبيعي ؛ إذ لكل أمة دين وثقافة ومرجعية عقيدة ، ولا إكراه في الدين ؛ وقد اخترعها أهلها التماسا منهم حلولا لمشاكلهم . وقد نجحوا فعلا في التخفيف من هذه المشاكل المتعلقة بالسلطة . والديمقراطية الغربية حاليا خير مما كان لديهم من تسلط مذل ، وخير مما لدى المسلمين حاليا في ميدان السلطة من ظلم وعسف وتجبر استبداد . إلا أن هدفنا أبعد غورا مما حققته الديمقراطية . هدفنا القضاء التام على الاستبداد والقهر، وعلى الثنائية غير المتكافئة في العلاقات الإنسانية . وليس من سبيل إلى ذلك إلا الشورى القرآنية (الديمقراطية المباشرة)"انتهى الاقتباس.

. بالعودة الى القرآن الكريم,حيث وردت كلمة الشورى في أيتين فقط.
الآية الأولى .

" وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ"

وااثانية.

"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"


وهنا يثور بشأن الشورى بعض التساؤلات أهمها.

- هل نستطيع تطبيق مبدأ الشورى القرآني في مجتمع معاصر,يعيش فيه المسلم ,والمؤمن والملحد ,وأصحاب الديانات الأخرى.....الخ.
ذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الآيتين الكريمتين .في السياق العام الخطاب فيهما موجه الى المؤمنين.الذين استجابوا لربهم أي استجابوا الى دعوة التوحيد, ومن ثم ارتقوا من الإسلام إلى الإيمان حيث أقاموا الصلاة ,ومما رُزقوا ينفقون (أي يؤدون الزكاة ,ويدفعون الصدقات) .هؤلاء هم العلاقة بينهم يجب أن تكون علاقة شورى .أو بمعنى أخر هذه الشورى تتطلب مجتمعاً من نسيج إيماني واحد.وحتى الآية الثانية أيضاً تتحدث عن هذا المجتمع المسلم الإيماني أو المجتمع الذي كل أفراده من المؤمنين.

سؤالي الأول.

ما هو الموقف من الذين لا ينتمون ضمن الدولة المعاصرة إلى المجموعة المؤمنة. كيف نطبق عليهم مبدأ الشورى القرآني الذي جاء حصراً للمؤمنين.

سؤالي الثاني:

هل يتطابق مبدأ الشورى القرآني مع نظام تعدد الأحزاب.ونحن نعلم أن مبدأ الشورى يعتبر أن الأمة الإسلامية هي أمة واحدة هي أمة الحزب الواحد المؤمن.

السؤال الثالث:

هل يسمح مبدأ الشورى القرآني بوجود معارضة قوية للحكم ,وهل يعطي الحكم الإسلامي المستند للشورى بين المؤمنين مساحة وحرية للمعارضة حتى ولو كانت علمانية.

سؤالي الرابع:

هل يقبل مبدأ الشورى القرآني الخاص بالمؤمنين مبدأ تبادل السلطة.مع العلم أنك نوهت الى ذلك بعد وفاة النبي (ص) كانت قد تفاعلت فكرة تناوب السلطة.لكن هذا الحدث كان بين المؤمنين فقط.

أرجو أن يتسع صدرك  وصدر الجميع  للإجابة على هذه التساؤلات حتى يكتمل الموضوع.وشكراً لكم

اجمالي القراءات 15880