قيل عن أبي هريرة: فريضة الجمعة غير واجبة على المؤمنات!!!

Brahim إبراهيم Daddi دادي في السبت ٠٦ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

قيل عن أبي هريرة: فريضة الجمعة غير واجبة على المؤمنات!!!

 

عزمت بسم الله،

 

نلاحظ أن الله تعالى قبل أن يأمر المؤمنين ( ذكورا وإناثا) بوجوب صلاة الجمعة، أنذرنا  سبحانه بالخطاب الموجه إلى الذين هادو، الذين يزعمون أنهم أولياء لله من دون الناس، أن يتمنوا الموت إن كانوا صادقين، ثم أخبرنا سبحانه أنهم لا يتمونه أبدا بما قدمت أيديهم، وهو سبحانه عليم بالظالمين، وأمر المولى تعالى رسوله أن يقول: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(8). الجمعة.

وبعد ذلك يوجه خطابه وأمره للمؤمنين ( ذكورا وإناثا) ولا فرق بين الذكر والأنثى في عبادة الرحمان، يقول سبحانه: جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَانُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا(61). مريم. ويقول سبحانه: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَانِ عَبْدًا(93). مريم.

 

 جاء في كتاب الله المبين حوالي 90 آية يوجه المولى تعالى خطابه للذين آمنوا ذكورا وإناثا إلا ثلاث آيات كان الخطاب خاصا بالرجال فقط وهي: 

1.   يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا." 19" النساء.

2. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا."49" الأحزاب.

3.   يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ. " 10" الممتحنة.

 

وما عدا الآيات الثلاثة الخاصة بالرجال، تأتي الآيات التي يكون الخطاب موجها فيها للمؤمنين عامة دون استثناء جنس منهم، ومن بين 97 آية قوله تعالى:

 

1. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(9)فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(10)وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ(11). الجمعة.

 

2. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ(9). المنافقون.

 

فقد اعتبر المولى سبحانه الذين تلهيهم أموالهم وأولادهم عن ذكر الله تعالى من الخاسرين، ومع ذلك يجد الناس مبررات لحرمان النساء من صلاة الجمعة، استنادا إلى روايات عن كذبة ومجروحين، نسبوا كل ذلك إلى رسول الله (عليه الصلاة والتسليم بما جاء به) لينال القدسية.

وقد مرت علينا قرون في مجتمعنا والرجال لا يلبون نداء صلاة الجمعة ، بدعوى لا يوجد الإمام العادل، وبدعوى كنا مستعمرين، كلها أعذار واهية لا أساس لها لأنها تخالف أحسن الحديث، إلى أن شاءت إرادة الله تعالى أن أفهم بعض المخلصين بوجوب صلاة الجمعة، فكان يومئذ من يسافر إلى القرى المجاورة تلبية لنداء الجمعة، وفي الأعوام الأخيرة بعد عام 2000 م انضمت إلى تلبية النداء آخر قرية من القرى.

 

وها نحن اليوم ننادي بفتح مصليات النساء، وإرشادهن بوجوب تلبية نداء صلاة الجمعة. الغريب أن رجال الدين يطلبون من النساء حضور التراويح في شهر رمضان، وليس ذلك من الواجبات، ولا مما أمر الله به ورسوله، أما صلاة الجمعة التي أنزل الله الأمر بتلبية النداء لذكر الله، فقد ولى رجال الدين ظهورهم عنها بدعوى (صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها). ومن المنكر أن ينسب ذلك إلى رسول الله الذي بلغ ما أنزل إليه ولم ينه المرأة من الصلاة في المسجد ولا يمكن ذلك، والتاريخ أيضا يثبت عكس ذلك.

 

·       هل صلاة الجمعة فرض عين على المؤمنين ( دون المؤمنات) أم هي فرض كفاية؟

·       هل المؤمنات الصحابيات ونساء النبي كن يسعين يوم الجمعة إلى ذكر الله عند سماع النداء؟

·       حسب العرف عندنا اليوم فهن غير معنيات بهذا الأمر الرباني و النداء؟

·  ترى من الذي محا و عطل تلبية النداء على النساء الذي يقول المولى عنه:" ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ".؟

·       هل المؤمنات اليوم لسن بحاجة إلى هذا الخير؟

 

أولا: لا يمكن لرسول من عند الله أن يتقول على ربه، وأن يأمر أو ينهى عن شيء ليس في الرسالة، أو يخالف ما أرسل به، فالرسول مأمور بتبليغ ما أنزل إليه من ربه، ولم يأمر بالتشريع في دين الله.

 

ثانيا: ألم يكتف أبو بكر و عمر بالقرآن وحده، و قد كانا يطاردان المتقول والمتحدث عن رسول الله؟

 

ثالثا: الرسول موجود بيننا، و نحن نتبع ما يأمرنا به و نجتنب ما ينهانا عنه ولا نخالف أمره، ( ونطلب من المولى تعالى أن يهدينا سبله) فالذين يخالفون أمره هم الذين يتبعون غير القرآن المنزل على رسول الله محمد " عليه أصلي و أسلم بما جاء به" بدعوى أن القرآن مجمل و غير مفصل و لا مبين، فهم يتبعون الظن من القول وإن هم إلا يخرصون، ويتركون وراء ظهورهم أحسن الحديث الذي لا ريب فيه هدى للمتقين. يقول تعالى: وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(52). الأعراف.

ويقول سبحانه: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا(12). الإسراء.

 

يأمر الله قائلا: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(9).الجمعة.

 

وهذه بعض الروايات من الدين الأرضي المختلق، والذي لا يخفى عن عاقل سوي أنها مخالفات صارخة لرسول الله الحي الذي لم يمت وهو ( القرآن العظيم).

من الملاحظ لم أجد في ( البخاري، مسلم،أبي داود، الترمذي، مالك، ومسند الربيع) رواية تنهى المرأة عن صلاة الجمعة إلا في ما يلي من الأمثلة:

 

1. باب ذكر إسقاط فرض   الجمعة عن  النساء والدليل على أن الله عز وجل خاطب بالأمر بالسعي الى الجمعة ثم النداء بها في    قوله يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة الآية الرجال دون النساء إن ثبت هذا الخبر من جهة النقل وإن لم يثبت فاتفاق العلماء على إسقاط فرض الجمعة على النساء كاف من نقل خبر الخاص فيه

صحيح ابن خزيمة ج 3 ص 111.

 

2. 650 حديث الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة عبد أو امرأة أو صبي أو مريض أبو داود من حديث طارق بن شهاب عن النبي  صلى الله عليه وسلم  ورواه الحاكم من حديث طارق هذا عن أبي موسى عن النبي  صلى الله عليه وسلم  واحد وفي الباب عن تميم الداري وابن عمر ومولى لآل الزبير رواها البيهقي وخرج حديث تميم إذنه في ترجمة ضرار بن عمرو والحاكم أبو أحمد في ترجمة أبي عبد الله الشامي وإسناده ضعيف فيه أربعة أنفس ضعفاء على الولاء قاله بن القطان وحديث بن عمر رواه الطبراني في الأوسط ولفظه ليس على مسافر جمعة وفيه أيضا من حديث أبي هريرة مرفوعا خمسة لا جمعة عليهم   المرأة    والمسافر  والعبد والصبي وأهل البادية.

تلخيص الحبير ج 2 ص 65 قرص 1300 كتاب.

 

3. وحديث ابن عمر أخرجه الطبراني في الأوسط بلفظ ليس على مسافر جمعة وفيه أيضا من حديث أبي هريرة مرفوعا خمسة لا جمعة عليهم   المرأة    والمسافر  والعبد والصبي وأهل البادية.

سبل السلام ج 2 ص 58 قرص 1300 كتاب.

 

4. باب الجمعة للمملوك والمرأة 1067 حدثنا عباس بن عبد العظيم حدثني إسحاق بن منصور ثنا هريم عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال ثم الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة عبد مملوك أو امرأة أو صبي أو مريض قال أبو داود طارق بن شهاب قد رأى النبي  صلى الله عليه وسلم  ولم يسمع منه شيئا.

أبي داود ج 1 ص 280 قرص 1300 كتاب.

 

5. 1139 حدثنا أبو الوليد يعني الطيالسي ومسلم قالا ثنا إسحاق بن عثمان حدثني إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية عن جدته أم عطية ثم أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  لما قدم المدينة جمع نساء الأنصار في بيت فأرسل إلينا عمر بن الخطاب فقام على علينا فرددنا عليه السلام ثم قال أنا رسول رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إليكن وأمرنا بالعيدين أن نخرج فيهما الحيض والعتق ولا   جمعة  علينا ونهانا عن اتباع الجنائز.

أبي داود ج 1 ص 296 قرص 1300 كتاب.

 

في هذه الرواية لا أدري من المتحدث عمر بن الخطاب أم النساء؟

 

هذه هي الروايات التي عطلت وقضت (كما يقال السنة تقضي على كتاب الله) على أمر الله في السعي إلى الصلاة من يوم الجمعة، وترك اللهو والتجارة إلى ما بعد الصلاة، لأن اللهو والتجارة مما يلهي الناس ولم يحرموا...

 

أما هذه الرواية الأخيرة فهدية مني إلى المؤمنين المصدقين ما في ( صحيح البخاري) وغيره من الكتب التي كتبتها أيدي البشر ليشتروا بها ثمنا قليلا.

896 حدثنا سعيد بن أبي مريم قال حدثنا أبو غسان قال حدثني أبو حازم عن سهل قال ثم كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقا فكانت إذا كان يوم   جمعة  تنزع أصول السلق فتجعله في قدر ثم تجعل عليه قبضة من شعير تطحنها فتكون أصول السلق عرقه وكنا ننصرف من صلاة الجمعة فنسلم عليها فتقرب ذلك الطعام إلينا فنلعقه وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك.

البخاري ج 1 ص 317 قرص 1300 كتاب.

 

 وأترك لكم التعليق عليها بما يناسب مقامكم.

 

والسلام على من اتبع هدى الله.

 

 

اجمالي القراءات 40372