رجل فكر أم رجل دعوى؟

شريف هادي في الإثنين ٠٤ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

لكل فكرة جديدة مفكر يقف خلفها ، ولكل دعوة جديدة رائد يتقدمها ، فالمفكرون خلف أفكارهم قابعون والرواد أمام دعواتهم يتقدمون ، ولكل منهم فضل على الفكرة والدعوة ، وقد سألت نفسي هل أحمد منصور هو رجل فكر أم رجل دعوى أم كلاهما معا؟ ، ولم تكن إجابتي لنفسي كافية نظرا لتضارب الشواهد عندي ، فمثلا عندما قرر أن يصدر بيانا في محنة القرآنيين الثانية بالقبض على الأستاذ عبد اللطيف لم يجد أي غضاضة في قول (نحن نشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ونتمسك بقوله تعالى (آمَنَ الرَّ&Oacutacute;ُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ )( البقرة 285)] ، قلت في نفسي إنه رجل دعوي في المقام الأول يعرف كيف يقود سفينته في أحلك الأوقات ولا ينسى فكرته في ذات الوقت ، وعلى النقيض من ذلك عندما كتب وقال (فشهادة الاسلام واحدة وليست إثنتين ، فهى شهادة أنه لا اله الا الله فقط. ومن شهد بهذا فقد آمن بكل الأنبياء دون أن يفرق بينهم ، أو أن يرفع واحدا من بينهم فوق الآخرين. حين يضاف الشهادة بمحمد رسولا فهنا تفضيل له على غيره من الأنبياء وتمييز له عنهم ، وهذا كفر بالاسلام وفقا لما أكده الله تعالى فى القرآن) ، فهو هنا صاحب فكرة ولتذهب الدعوة بما بها وما لها وماعليها للجحيم ، وكل همه هو تعليم فكرته وأنا هنا لست بصدد مناقشة الفكرة مرة أخرى فقد قتلت بحثا ونقاشا ، والفصل فيها بيننا أمام رب العالمين ، فسأحى وأموت على قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحي ويميت وهو على كل شيء قدير ، وأن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وصفوته من خلقه وحبيبه بلغ الرسالة القرآنية وأدى الأمانة للأمة الإسلامية وأنا على ذلك من الشاهدين ، ولكن قصدت أن أثبت أن الدكتور أحمد عندما عرض هذه الفكرة ، والعلم عند الله وحده في مدى صحتها ، لم يفكر من قريب أو بعيد في الدعوى ، ولكن إنصب همه وشغله الشاغل في التفكير في الفكرة وكيف ينقلها حتى وإن خالفت أقوال سابقة له قد تجعل معارضية يتهمونه بعدم المصداقية ، ثم ذهب أبعد من ذلك بأن أعلن تمسكه بها ومازال في عدة مقالات وأبحاث ، مصمما على أنه لا يكفر أشخاص ولكن يكفر أفكار ومعتقدات .
ولكن لقديم ظني به أنه رجل دعوى أرسلت له رسالة خاصة ، لم يعيرها إهتماما لعل وقته الغالي ليس فيه قليل ليضيعه مع مثلي ، أو لعل الرسالة لم تصله ، أو لعل أو لعل ، فمازال هو عندي غير متهم في علمه أو دينه أو أدبه .
وقد رأيت أن البعض على الموقع حاول أن يصطاد في الماء العكر فكتب يشيد بصبر الدكتور أحمد مع مخالفيه ، ولمن كتب العذر فهو ليس على دين الإسلام ولا يعرف من إخلاقه إلا القليل ، فالحقيقة أن الموقع ملك خاص للدكتور أحمد ، ولكن الفكر القرآني ليس ملكا له فالفكرة تمتلكنا جميعا ولا نملكها ، وقد كان تعبير الدكتور أحمد نفسه رائعا عندما قال نحن خدم في رحاب القرآن ، لذلك يجب أن يكون الصبر مسلكه وهو يعرض جزئيات فكره والذي قد يتفق أو يختلف مع باقي أتباع الفكرة ، وإلا يحكم على نفسه بالخروج من تحت مظلتها ، فالفكر القرآني لا يعرف الاستبداد ، فلو فقد صبره فعكس الصبر الاستبداد ، وذلك مخالف لما يؤمن به هو نفسه ، لذلك أردت توضيح هذه الحقيقة في طيات مقالتي هذه ، والكلام ليس فقط لمن طرح إعجابه بصبر الدكتور أحمد ولكن أيضا لمن أيد هذا الطرح وهم كثير ، مع الإشارة إلي أن إنشاء موقع آخر بل ومواقع أخرى لتقديم الفكر القرآني أمر سهل وهين ، ولكن هذا هو مبتغى أعداء الفكر القرآني وسنحاول جاهدين ألا نحقق لهم أحلامهم في أن تكون هناك متوالية عددية من مواقع الفكر القرآني كل منها يختلف مع الآخر في بعض الجزئيات فتتوه الأفكار بين الصرعات ، ونصبح بذلك فتنة للذين آمنوا نستغفر الله العلي العظيم ، سنظل في هذا الموقع طالما كان في جعبة صاحبة من الصبر ما يحتوي وجدونا ، فإذا فقد صبره فقد معه شرعية وجودة خادما في رحاب الفكر القرآني
كما رأيت البعض يدافع عن أفكار الدكتور أحمد وكأنه يدافع جاهدا عنه شخصيا ، والدكتور لا يحتاج لمن يدافع عنه وعن أفكاره كما لا يحتاج لنسخ مكرره من أفكاره تعيد نشرها على الموقع بأشكال وأسماء مختلفه ، وهؤلاء يسيئون للدكتور أحمد في باب ومعرض الدفاع عنه ، وتكبل يديه فلا يمكنه تأييدهم ، ولا يمكنه صدهم وهم يدافعون عنه ، وكنت أهيب بمن يحاول الدفاع عن فكرة الدكتور الأخيره أن يكتب مقالة أخرى أو مقالات يأتي فيها بجديد لم يطرحه الدكتور تأييدا لفكرته ، ويناقش أدلة المعترضين بالتفصيل ليسد فراغ في عرض الدكتور ويكون قد أسدى له ولنا خدمة جليلة لعل شيئا فاتنا ونبهنا إليه فنتبع الدكتور في ذلك ، او لعل شيئا فاته فيرجع عن ذلك ، وهذا ما لم يحدث وأظن أنه لن يحدث ، لأن المؤيدين لا يرون مفكرا إلا الدكتور أحمد ولا عالما سواه ، وسبحان الله الذي يعلم السر وأخفى
كما أن البعض الآخر الذي وقف ضد الفكرة وناقشها ومحصها كان منهم من خلط الجد الذي لا هزل فيه بالهزل الذي لا يصح مع الجد ، وكان ذلك تنزيلا من قدر الجميع دون أن يدري ، خاصة وبعضهم لم يتمالك نفسه فخالف شروط النشر وهاجم بضراوة مرددا نفس العبارات الهجومية والردود الضدية ، فتم شهر سلاح الحذف في وجهه وهم محقون في ذلك لمخالفته شروط النشر ، وبدأ نطاق الفتنة يتسع ، وإني لأتسمع قهقهات من يخالفوننا ويلعنوننا ليل نهار على هذه الفتنة ، وقد يرموننا بعدم الحصافة والموائمة في عرض الفكر والدعوة إليه ، وينتظرون نهاية قريبة لنا
وقد قرأت اليوم تعليقا رائعا للدكتور عمرو إسماعيل أنقله بالحرف الواحد إذ قال (صدقني إن لم تقل مساحة التكفير ومساحة الاتهامات دون بينة وتزيد مساحة الحرية ومساحة حسن النية .. ستفقد فكرة جيدة الكثير من الزخم الذي حظيت به في بداياتها .. نصيحة لوجه الله .. هناك حاجة ماسة لتعديل المسار والخطاب ..)
وأتفق معه في كل كلمة وحرف قاله في هذه العبارة الموجزة ، فرأيت أنه من الأوفق أن أطرح سؤالا على الدكتور أحمد أولا ، ماذا تريد بفكرة القرآن وكفى؟ هل تريد الإصلاح وإيقاظ أمة غفلت قرونا ، لتعود لصحيح دينها ، أم تريد فقط عرض الفكر مجردا وليذهب الجميع للجحيم ، أم تريد بيان مدى ما تتمتعون به من رسوخ في العلم ، لتكون ليس أكثر من ناظر مدرسة الرواق القرآني ، لتسير الفكرة نفسها سير السلحفاة ، وتعود لتنزوي في ضياجير التاريخ كما حدث من قبل مرات ومرات ، نرجوا الإجابة مع التعليل
وكذلك أطرح سؤالا عليكم جميعا : هل الدكتور أحمد رجل فكر فقط أم رجل فكر ودعوى؟ مع التعليل؟
الرجاء من الجميع أن تكون جميع التعليقات موضوعية وفي صلب الموضوع وبعيدا كل البعد عن الشخصنة ، وليعلم الجميع بما فيهم الدكتور أحمد أننا نناقش الدكتور أحمد ليس كشخص الدكتور أحمد فنحن أبعد عن ذلك بكثير وهو إنسان محترم وخلوق وعالم نشهد له بالفضل ، ولكننا نناقش الدكتور أحمد كرائد للفكر القرآني فهل نصل إلي نتيجة صلاحيته أم عدم صلاحيته لحمل راية الرايدة ، فلو قلتم أنه رجل فكر فقط ، وليس رجل دعوى فقط حكمتم عليه بعدم صلاحية الريادة ولو قلتم رجل فكر ودعوى فقد حكمتم بصلاحيته ، وفي حال الحكم بعدم الصلاحية فلا بد من لجنة جديدة تعاونه في عرض الفكر وتقديم الدعوى وريادتها ، لذا أرجوا التدليل ، على أن تكون من أقوال ومقالات الدكتور أحمد ولدينا منها الزخم الكثير ، ولتكن فرصة للشباب للقراءة ، والاطلاع والبحث
ومرحبا بالجميع
شريف هادي

اجمالي القراءات 17919