جرائم خلف النقاب

عبدالله عبداللطيف في الأحد ٠٥ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

جرائم خلف النقاب
عبدالله عبداللطيف المحامي
حتي هذه اللحظة ولا أدري ما هي الحكمة في إرتداء النساء لما يسمي بالنقاب ؟ .. في تقديري لا يوجد سببا يجعل إنسانا يخبيء وجهه ولا يظهر منه إلا العينين في مشهد يدعو إلي الإستغراب والدهشة .. فالطبيعة الإنسانية تذهب في إتجاه آخر مخالف ومغاير تماما لمثل هذا السلوك .. فالإنسان لا يتخفي بطبيعته .
وعليه ومن الناحية الدينية فالمستقر عليه عند الفقهاء أنه مسموح للمرأة إذا بلغت أن يظهر منها الوجه والكفين وهناك روايات أخري عن بعض الفقهاء يزيدون فيها الرقبة والقدمين .. ما علينا من هذا الإختلاف الفقهي ، المهم أنه ليس هناك إجماعا فقهيا علي وجوب النقاب .
وعليه .. فنحن نري أن النقاب المنتشر الآن في مجتمعاتنا العربية ما هو إلا ظاهرة إجتماعية وثقافية تعبر عن توجه محدد في الفكر ، وإن كان لها جانب ديني – تحديدا إسلامي – فلا يمكن قبولها إلا في سياق الهوس الديني والتعصب الأعمي المسيطرة مع الأسف علي مجتمعاتنا .
ولا نغادر الحقيقة حين نقرر أن المجتمع يقع تحت قهر وسيطرة هؤلاء المهووسين دينيا، فمن منا يستطيع أن يهاجم هذه الظاهرة أو ينتقدها أو يدعو لتغييرها أو يرفضها علانية، لأن رد الفعل المتوقع والبديهي أن يشهر به أنه يحارب دين الله وسنة رسوله، وأنه مرتد ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وأنه خارج عن ملة الإسلام مهدور دمه ، وأنه يرفض الفضيلة ويدعو إلي الرذيلة ، ويدعو إلي أن تتعري النساء ويكشفن عن أجسادهن لإيقاع الرجال في الفتنة المحرمة .. وعند صدور الفتاوي الإرهابية .. هناك آلاف المتعصبين الذين يبادرون إلي تنفيذها قتلا وتدميرا وإراقة الدم البريء إرضاءا لله وللرسول .. وليضمن مكانا في الجنة إذ يحسب عند الله شهيدا ومجاهدا في سبيل الله .
ولست أدري إلي متي سنظل خاضعين لفكر سلفي متخلف لا يري في المرأة إلا جسدا وشهوة ومتعة لا يمتلكه إلا من يملك صك الملكية الشرعي ، ويجب أن يخبئه عن أعين الآخرين الذين لا هم لهم إلا النظر إلي جسد المرأة كعورة وشهوة .. متي نتعامل مع الإنسان – رجلا كان أو إمرأة – علي أنه إنسان يملك عقلا وفكرا ورأيا وتعبيرا وقلبا ومشاعرا يتعامل برقي إنساني وليسوا مجرد حيوانات تهيم علي وجهها وراء غرائزها بلا عقل أو ضمير .
تفاجئنا اليوم مشاهد في المجتمع ونحن في القرن الواحد والعشرين وفي ظل هذا التقدم العلمي والتقني والتكنولوجيا الرقمية وثورة الإتصالات أن يمد رجل يده بالسلام إلي سيدة في مجلس قد تكون زميلته أو صهرا لها أو قريبا لها فتظل يده معلقة في الهواء وتعتذر السيدة عن مد يدها للسلام علي الرجل مبررة ذلك بأن لمس الأجنبي حرام !!!!
وهناك من لا يزال يتكلم عن صوت المرأة بأنه عورة !!!
وفي نفس هذا السياق الذي يمثل منظومة كاملة تصدر الفتاوي من فقهاء وشيوخ الوهابية بمنع الإختلاط بين الإناث والذكور في العمل والتعليم وفي النوادي ....الخ وكأن كل جنس يعيش في مجتمع آخر .. ووصل حد الهوس الجنسي بالمرأة وبكل ما يصدر عنها أن أفتي أحدهم فتوي يحرم فيها علي المرأة أن تنتعل حذاء بكعب عالي لأنها حين تسير في الطريق يحدث صوتا ( طرقعة ) تثير الشهوة في الرجال !!!
وإذا تحدثنا علي أرض الواقع فالنقاب أمر خطير إجتماعيا بإسمه ترتكب الجرائم ، ويتخفي من وراء ستاره من يمارس أفعالا شاذة تضر بالسلوك الإجتماعي وبالهيئة الإجتماعية ، فقد رويت وقائع كثيرة حول ذلك منها أن رجلا كان علي علاقة آثمة بإحدي الزوجات وكان يلتقيها في بيتها مرتديا زي النقاب للنساء والأغرب أن زوجها هو من يستقبلها/هـ علي باب المنزل بإعتبارها/هـ صديقة لزوجت
اجمالي القراءات 14158