د. القرني
أغلقوا محاكم التفتيس د.القرني

زهير قوطرش في الأربعاء ٢٢ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً


مرة أخرى وأعتقد للمرة الأخيرة أقدم لكم ما كتبه د.القرني قبل أيام. أنقل لكم ما أقرأه .لعدم مقدرتي على الكتابة لظروف نفسية .كلما حاولت الاقتراب من الكمبيوتر, وكتابة بعض الخواطر أو بعض الافكار .لا أدري كيف ولماذا أمزق صفحات الكومبيوتر بالغاء كل ما أكتبه. لكني أقرأ الكثير الكثير مما يُكتب. لهذا ولعجزي الآن عن الكتابة ,أنقل ما أراه ضرورياً لنطَّلع عليه جميعاً ولنحكم على أراء الأخرين.


أغلقوا محاكم التفتيش


د.عائض القرني

2009-04-15

أغلقوا محاكم التفتيش
لن تسلcute;موا من تصنيف الناس ولو كنتم فى بروج مشيّدة، فإذا تكلمت أو حاضرت أوكتبت أو ألفت فسوف يقوم أناس موكلون بك ويصنفونك تماماً.

فإن كنت طالب علم ومدحت آراء الفقهاء ونقلت عن أهل المذاهب فإنت عندهم مقلد متعصب جامد، وإن أخذت بالدليل واعتمدت على النص فأنت ظاهري جلف، وأن رفعت صوتك وأغلظت فى العبارة وأنكرت على بعض المخالفات فأنت(خارجي)، وأن أكثرت من البشارة وذكّرت الناس بعفو الله وفتحت باب الأمل فى التوبة فأنت (مرجئ)، وأن رفقت بأهل الشأن وألنت لهم الحديث فأنت عالم سلطان مداهن.

وإن كتبت عن الآخر ونقلت عن الغرب فأنت (ليبرالي)، وإن تحدثت عن التمدن وخبرات الغير فأنت (علماني)، وإن حاضرت عن الحكم وما والاه فأنت (إخواني)، وإن ذكرت الولاء والبراء فإنت (سروري)، وإن أكثرت من المبشرات وأعرضت عن المنكرات فأنت (تبليغي)، وإن حاضرت عن الخلافة فأنت (تحريري)، وإن دعوت إلى منهج السلف ونبذ الشركيات والبدع فأنت (وهابي)، وإن أكثرت من الشمائل والمدائح النبوية فأنت (صوفي).

وعندى كتابات ورسائل تحدثت عني من البعض فذكرت عني وأنا العبد الفقير أننى (حلولي) لبيت شعر قلته من قصيدة، وآخر ذكر أنى (صوفي) لعبارة قلتها فى شريط، وثالث ذكر أني (خارجي) لأن لي قصيدة وأنا طالب بالثانوية بعنوان (دع الحواشي وأخرج)، ومقصودي: أيها العالم أخرج للناس معلماً ومربياً ولا تكتف فقط بتحقيق الحواشي، فقال الأخ معلقاً على كلامي: فانظر إليه ياأخي كيف يقول:(دع الحواشى وأخرج) ومقصوده :اخرج على ولي الأمر!! فبالله عليكم هل فى كلامي ما يفهم عند المسلمين أواليهود أوالنصارى أن قصدي الخروج على ولى الأمر، وذكر آخر أنني (مرجئ)لأننى أُكثر من ذكر التوبة والرحمة حتى سهلت المعاصي للناس، وأنا لا نكر أن هذه المذاهب والجماعات والأفكار موجودة ولكن الإنكار على من نصبوا أنفسهم قضاةً على عباد الله يصنفونهم على كل كلمة وقصيدة ومحاضرة وكتاب، قال الزمخشري عن تصنيف الناس:

إذا سـألوا عن مذهبي لم أبح به *** واكتُـمُه كتـمانُهُ لي أســلمُ

فأن حـنفياً قـلتُ قـالوا بأنني *** أُبيـحُ الطـلا وهو الشرابُ المحرمُ

وإن مالكيـاً قـلتُ قـالوا بأنني *** أبيـح لهم أكل الكلاب وهم هُمُ

وإن شـافعياً قـلتُ قـالوا بأنني *** أُبيـح نكاح البنت والبنتُ تحـرُمُ

وإن حـنبلياً قـلتُ قالـوا بأنني *** ثقيلٌ حُـلُولي بغيـضٌ مُجسـمُ

وإن قلتُ من أهل الحديث وحزبه *** يقـولون تيـسٌ يدري ويفهـمُ

تعجـبتُ من هذا الزمـان وأهله *** فما أحدٌ من ألسُـن الناس يسلمُ

أيها الناس أغلقوا محاكم التفتيش فى أذهانكم، وأوقفوا ثكنات التجسس والاستخبارات فى عقولكم، وارفعوا المشانق التى نصبتموها للآخرين، وياأيها العلماء والدعاة صونوا ألسنتكم عن الخوض فى ما نهى الله عنه، ويا أيها الكُتَّاب أغمدوا أقلامكم عن التجريح والتشويه والهمز واللمز والغمز، ولا تحكموا إلا ببيّنة كالشمس فى رابعة النهار (إلامن شهد بالحق وهم يعلمون)، أما الظنون والأوهام والوساوس فهى تليق بمرضى النفوس، وفقراء القيم، وخواة الضمائر.

__._,_.___

اجمالي القراءات 11508