علينا ان ننظر الى الأمم السابقة لنرى ماذا ادى الاختلاف بينهم
هل الاختلاف صحي ومطلوب؟

محمد البارودى في السبت ١١ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

الأخوة الأحباء...السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان من الواضح والجلي ان هنالك العديد من الكتاب الذين لا يجدون اي مشكلة في الاختلاف في تفسير آيات القرآن بل ان اكثرهم يؤكد ان الاختلاف هو اختلاف صحي ومطلوب كما ذكر الأخ عمرو اسماعيل.
علينا ان ننظر الى الأمم السابقة لنرى ماذا ادى الاختلاف بينهم الى الفساد والدمار بالاضافة الى غضب الله. يقول لنا الله جل وعلى
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ أَفَلute;َمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ
سورة يوسف آية 109
نفهم من هذه الآية اننا مطالبون بان نبحث ونرى من تاريخ الأجيال السابقة ونتعلم منهم. ولعلكم تدرون ان ثلث القرآن او اكثر ما هو الا قصص. أهذه القصص للتسلية ام هي لنا لنتخذ منها العبرة والاتعاظ؟! فلو كان الاختلاف فعلا صحي ومطلوب لما وصلت بالأمم السابقة الى هذه الحالات.
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
19 سورة آل عمران آية
ولنتمعن هذه الآية ولنفهم منها ان الدين عند الله الاسلام الذي لا اختلاف فيه وان الذين اوتوا الكتاب من قبلنا اختلفوا وضيعوا الدين بعد ان جاءهم العلم. فدين الله لا اختلاف فيه ولا مجال للاختلاف ولا يختلف فيه الا من اراد ان يضلهم به الله. فالقرآن كما هو كتاب هداية الا انك اذا خرجت عن المعنى المقصود وعما اراده الله فتصبح من الذين اضلوا به.
إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ
البقرة 26
فتعالوا اخوتي في الله نتأمل النبي محمد خاتم النبيين ومن كانوا معه. هل كان هنالك اختلاف في تفسير آيات الله بينهم؟ على رغم اعترافنا جميعا ان الرسول لم يفسر القرآن. فهل كان هنالك اختلاف بين الرسول ومن معه على فهم آيات الله؟ سوف اترك لكم الاجابة على هذا السؤال.
ان كل ما ننتقده في اصحاب الديانات الأرضية, نجد انفسنا نسلك نفس الطريق الذي سلكه الأولون منهم. فهم حينما اختلفوا في تفسير وتأويل الآيات, حق عليهم قول الله جل وعلى " وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ " ثم انهم ضحكوا على انفسهم فقالوا ان الاختلاف بين الأئمة الأربعة هو رحمة لنا وانه اختلاف صحي ومطلوب. فاننا لا شك اننا نسير على خطاهم لنصبح مثلهم.
يقول الله تعالى
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
"آل عمران آية 7"

بالنظر الى هذه الآية, هل نحن ممن ذكرهم الله في قلوبهم زيغ وهل نحن نبتغي الفتنة ونبتغي تأويل الآيات ام اننا من الذين ذكرهم الله على انهم الراسخون في العلم ومن يؤمننون بكل ما انزل به الله...اي ان لا اختلاف بيننا في تفسير آيات الله.
قد نختلف بيننا في ما نفضل باسلوب الحياة من مأكل ومشرب ومسكن وما الى ذلك...وهذا هو الاختلاف الصحي والمطلوب حتى لا تكون الحياة كلها على نمط واحد. ولكن حينما نتحدث عن الدين وعن كلام الله فليس هنالك مجال للاختلاف بيننا لأن هذا دين وشرع وحجة علينا يوم الدين. فكيف يكون حجة علينا وقد اختلفنا في تأويل وتفسير الآيات. وفي الأدلة ايضا على انه لا اختلاف في تفسير آيات الله هو ان ما ننتقده في اصحاب الديانات الأرضية الذين يقولون ان القرآن حمال اوجه اي ان الآية تحتوي على عدة تفاسير مختلفة. اننا ننتقدهم ولكننا الآن نسير على نفس خطاهم.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا
الكهف 1
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ الاعراف 45
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ
هود 19
وفي النهاية احب ان اكرر الدعوة يا اخوتي في الله الى توحيد الصف والتخلي عن حب الذات والتمسك بآيات الله وان ننظر كيف كان عاقبة الذين من قبلنا.
ان من السهل جدا ان نخطئ ولكن من الصعب ان نعترف في الخطء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اجمالي القراءات 12728