أتحدى زكريا بطرس لحواري حول ملكات اليمين

محمد فادي الحفار في الثلاثاء ٠٧ - أبريل - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً


إخواني وأحبائي محبي كتاب الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
حصل في الأونة الأخيرة لغط كبير حول هذه الأية الكريمة من إدعاء خاطئ لاذنب للمدعي فيه ( غير حقده ) بقدر ماهوا ذنب على المدعى عليه من علماء المسلمين الذين كانوا قد عجزوا عن تفسير هذ الآية الكريمة بالشكل الصحيح . 
كما و أن هذا الخطاء لايحمله العلماء وحدهم ولأسباب كثيرة أهمها أخذهم بشرح السلف والحديث الدسيس على أنه كلام منزل أعاننا الله سبحانه وتعالى على أن نخلص أمتنا منه ومن شره لترتقي أمتنا الإس&;لامية وتأخذ مكانها بين الأمم كخير أمة أخرجت للناس بما كرمها المولى سبحانه وتعالى من حملها للقرآن الكريم .

تقول الأية الكريمة التالي :
((( وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ذلك ادنى الا تعولوا ))) النساء 3
والإدعاء على الإسلام فيها بأنه يشجع على عبودية الإنسان لأخيه الإنسان والعياذ بالله لوجود هذه الكلمة – وما ملكت أيمانكم – والتي توحي لغير العارفين بكلام الله سبحانه وتعالى بأن الإنسان يستطيع تملك أخيه الإنسان .
وعليه فإنني أستفتح بإسم الله تبارك وتعالى وأقول :
تبدء الأية الكريمة بالشكل التالي :
1 - ((( وإن خفتم الا تقسطوا في اليتامى ))) :
إذا فإن الأية الكريمة هنا تبدء طرحها بالحديث عن الخوف بعدم القسط والعدل بحق اليتيم بحيث سنتجاوزها لنعود لها لاحقا فموضع الاية الكل على علاقة وثيقة به .
2 - ((( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع )))

وكأنني بها هنا تهيئ للقارء العادي للقرآن الكريم بأنها تبيح للذكور حقوقا لم تبحها للنساء كنوع من المنحة أو الكرم الذي مابعده كرم ....
كأن أذهب لصديق لي أطلب منه معونة مقدارها مئة دولار فيقول لي بل خذ مئتان وثلاثة وأربع إن إحببت ... أو حتى أقول لك بأنني أعطيك محفظتي بما فيها ( ماملكت ايمانكم ) . 
غير أن طلبه هنا كان مشروط بأن أعيدها له أضعاف مضاعفة بأن أثتسمرها في مشروع مضمون الربح وهذا ماقد لاأستطيعه ..
والشرط هنا في الأية الكريمة بما يلي :

3- ((( فان خفتم الا تعدلوا فواحدة )))

أي أنه تبارك وتعالى يطلب منا العدل هنا لقوله ( ان خفتم ) مما يجعلنا نتفكر ونتبحر في معنى العدل ونقول :
ما هوا العدل الذي يأمرنا الله سبحانه وتعالى بإتباعه ؟؟؟
هل يكون تطبيقنا للعدل صحيحا عندما نمنح نسائنا ( على اعتبار مثنى وثلاث ورباع ) الحقوق ذاتها من مأكل وملبس ومشرب وغيره كما يفعل البعض منا وبأنه قد قسم حتى وقته بالعدل - بحسب اعتقاده - بينهم فإذا ماقضى ليلته عند إحداهم فمن حق الأخرى أن يقضي عندها الليلة الأخرى ؟؟؟
هل هذا هوا العدل ؟؟؟؟
وإذا كان هذا هوا العدل فلماذا قال المولى سبحانه وتعالى مؤكدا على عدم وجود العدل بين النساء في الأية الكريمة التالية :
((( ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وان تصلحوا وتتقوا فان الله كان غفورا رحيما ))) النساء 129
فما هو العدل بين النساء ؟؟ بل ماهوا العدل في أعلى درجاته ؟؟؟
يكمن العدل أخي الكريم في أن تحب لأخيك ماتحب لنفسك .... ( العدل .. الحب ) . 
فهل أخي هوا الرجل فقط ؟؟؟؟
أم أنني بقولي أخي أقصد البشرية جمعاء بذكرها وأنثاها ؟؟؟
نحن لسنا جنسين مختلفين أخي الكريم وإنما جنس واحد هوا الإنسان والذي جاء تكوينه من ذكر وأنثى ليصبح كامل بما يكمل به أحدهما الأخر .
وبما أن العدل يكمن في أن أحب لأخي ماأحب لنفسي ....
وبما أنه ليس هناك فرق بين ذكر وأنثى ....
فهل أقبل أنا الرجل على نفسي بأن تتزوج زوجتي علي برجل أخر وهي على ذمتي ؟؟؟
وإذا كنت لاأقبل هذا على نفسي فكيف أقبل به على غيري ؟؟؟
أليست المرءة هي أمي وأختي وصاحبتي وشريكة حياتي ؟؟؟
فكيف أقبل لها هذا الإضطهاد بأن أبيح لنفسي وأحرم عليها ؟؟؟
إذا ... وبحالت عدم قبولي بأن يكون لي شريكا في زوجتي فيكون بذالك الإسلام هوا دين الزوجة الواحدة بالنسبة لي على أقل تقدير ...
أما إن كنت أرضى بهذا على نفسي من أن يشاركني فيها أحد فأكون بهذا معفيا من الحرج أمام العدل والذي هو من صفات الله سبحانه وتعالى إذا ماتزوجت بغيرها وأبحت لها الزواج بغيري لأنني بذالك أحقق العدل المطلوب مني في كلتا الحالتين ....
وعليه فموضوع تعدد الزوجات من عدمه هوا موضوع إتفاق وشورى بين الرجل والمرة – كما سنرى لاحقا - فيما هم مقدمون عليه من رباط الزوجية المقدس والقائم على العدل .
فهل أنتم على إستعداد لأن تبيحوا لنسائكم ما تبيحونه لأنفسكم لتكونوا عادلين حينها ؟؟؟؟
أما إن كان جوابكم لا – لن نبيح لهم التعداد - فيكون الإسلام بهذا دين الزوجة الواحدة بالنسبة لقائلها حتى لايخرج عن ميزان العدل بأن يبح لنفسه ويحرم على غيره على هواه ودون مقياس العدل في اعلى درجاته .
4 – (((او ما ملكت ايمانكم )))
وكيف يكون ملك اليمين ؟؟؟
أليس بالشراء بالمال ؟؟؟
وموضوع الشراء هذا أليس عرض وطلب بين البائع والشاري ووفق مبادء التجارة القائمة على الربح والخسارة وبأن أعطي مال مقابل سلعة ؟؟؟
اذا .. فإن موضوع الشراء هذا والذي هوا عرض وطلب ووفق لمبادء واضحة في التجارة يفرض علينا أولا نفهم معنى المال الذي سنشتري به ومن خلاله .
فالمال كلمت تحمل معها الكثير من المعاني
فكل ماهوا لي هوا مالي – أي ملكي – ولهذا يقال ( ما - لي )
فجسدي مالي ... وشخصيتي التي أنا عليها مالي .... ومركزي الإجتماعي مالي .
فليست النقود وحدها مالي لأن مالي يكمن في الكثير من الإشياء إلآ الروح التي هي معي وليست بمالي ( مما يؤكد بأنني لاأملك شيئ وان الملك كله لمانح الملك كوني أموت ,ليصبح كل مالي لمن هو قادر على أخذ الحياة مني كما منحها لي وهذا بحث مستقل غير أنني احببت التنويه عنه هنا ) .
إذا فأنا أستطيع أن أملك من ملكات اليمين بمالي ماشئت  .
كأن أملك قلب إمرءة بجمالي وحسن طلعتي فتهيم بي حب وتلغي كرمتها وتصبح جاهزة لآي شيئ في سبيل أن تبقى بقربي فتكون بذالك ملك يمني بما ملكت عليها قلبها بمالي والذي هو جمالي وحسن طلعتي .
وقد أملك إنسان أيضا بحديثي الذي يعجبه ويؤمن به - سحر الكلمة - فيصبح ايضا ملك يميني .
وبهذا يكون الإسلام واضح وصريح جدا في هذه النقطة من أنك تستطيع الزواج بالعدد لقادر عليه والذي يصادفك في حياتك من ملكات اليمن إن كانت زوجتك الأولى ملك يمين ولم تكن من الحرائر ...
فمن هم الحرائر ؟؟؟
الحرائر أخي الكريم هي تلك المرءة أو الرجل والعلاقة التي قامت بينهما في بادء الأمر وكانت مبنية على الإتفاق قبل الزواج .
كأن أقول لفتاتي بأنني أحبك ولاأستطيع الحياة بدونك وأنت كل شيئ بالنسبة لي , ثم أنها وبعد بضعة سنين لم تعد كما كانت من الحسن بنظري لإنني إعتدت عليها وأصبحت راغب في التغير أو أنها لم تنجب لي فتراني أتحجج بهذه الآية من حقي بالزواج عليها !!!!!!
لا أخي الكريم لا .....
فقد قلت لها سابقا بأنك تحبها وهي كلمة تلزمك إلى أبعد حدود بعقد صريح وواضح أمام العدل سبحانه وتعالى من أنك تحبها ...
فالذي يحب شيئ فإنما يحبه لذاته دون إضافات أو منكهات ويصبح هو ملك لها بقوله لها أحبك ...
فهكذا أحببتها أنت من البداية ... من غير بنين أو بنات أحببتها عندما قابلتها أول مرة ... فلماذا تطالبها الأن بالجديد بعد أن باعتك نفسها مقابل كلمت أحبك التي قلتها لها فجعلتها تؤمن بك ومن أنك تحبها لتقدم لك نفسها مقابلها ....
إذا .... فهي من الحرائر التي باعت نفسها لك مقابل كلمة أحبك ... ولهذه الكلمة أبواب كثيرة جدا وهي ملزمة لأبعد حدود ... فإن كنت غير قادر عليها فلا تنطق بها .. ولتكن بداية علاقتكم قائمة على الصدق بأن لاتقول لها كلمة كبيرة كهذه ثم تتراجع عنها كي لاتصبح مشرك أو منافق ...
نعم مشرك ومنافق بما ستعيه من قولي التالي :
أنت تحب الله أم لا ....
هل تستطيع أن تنكر عهد الحب مع الله لإي سبب من الأسباب ...
قطعا لا .....ولكن لماذا لا ..... لإنه يملك العقاب والثواب ...
اذا ... فأنت لاتحبه وإنما راغب بثوبه ومشفق على نفسك من عقابه ...
فلو قلنا مثلا - وهذا مستبعد إلآ على القليلين - بأنك تحبه لإجل الحب فقط ولإنه يستحق الحب , وقلنا بأن الله سبحانه وتعالى أظهر ذاته وتجلى لجميع من يظنون انفسهم مؤمنين وقال لهم افعلو ماشئتم فإنني لن أعاقب أحد منكم فهل ستهجره حينها ....
إن أنت هجرته واخترت غيره - ملذات الحياة التي كنت تمنع نفسك عنها في السابق من أجل نعيمه - فهذا دليل على أنك لم تكن تحبه منذ البداية وانما أنت صاحب مصلحة وهدف تريد تحقيقه ليس إلآ ( النفاق ) ...
فعندما أحب انا الله سبحانه وتعالى فإنني احب فيه صفاته الرائعة التي هو عليها من رحمة وعدل وقيم مطلقة أمنت بها وأحببتها ورأيت فيها جنتي ... وأما جنتك أنت كانت مبنية على رغابتك الشخصية من خمر وعسل وغيرها وغيرها ... أي أنك أحببت ماعند الله من نعيم ولم تكن يوم تحب الله لصفاته وماهو عليه ...
وهذا هو الحال مع من قلت لها هذه الكلمة ...
فأنت أحببت فيها شهوتك ورغابتك وكنت كاذبا عندما قلت لها ( أحبك ) والتي قلتها في سبيل الوصول لشهوتك منها .
إذا
ومن خلال فهمي لمعنى العدل فإنني أقول بأن حقوق الحرة التي خدعها زوجها بكلمة كهذه واضحة جدا في شرعتنا الإسلامية العادلة من أنها تستطيع العودة عن هذا العقد الباطل القائم على الكذب والنفاق لتتزوج على زوجها وهي على عصمته ان رفض الطلاق - بما منحته اياه الشريعة الأرضية السلفية الباطلة من حقوق هي ليست بحقوقه - بأن تعود عن الإتفاق الباطل معه لأن مابني على باطل فهو باطل وأن تمنح قلبها مرة اخرى لمن يستحقه .
وعليه ومن خلال تفسيري للأية الكريمة فإنني أقول بأن حقوق المرءة على زوجها واضحة جدا في رسالة الإسلام العادلة وبحيث أنها تملك الحق بالزواج على زوجها إذا ماحلل لنفسه الزواج بغيرها بعدما كان منه ماكان...
أو أن يطلقها ويمنحها حقوقها كاملت بما فيها أحقيتها بالأولاد ومايترب عليه من حقوق ووجبات وهذا موضوع أخر سنأتي عليه لاحقا إذا كان يريد الزواج بغيرها دون أن يبيح لها ماأباحه لنفسه .
وأما إذا كان الإتفاق بينهما في بادء الأمر بأنها تبيح له الزواج بغيرها بعد أن يتزوجها وتتنازل هي عن أحقيتها هذه مقابل مبلغ من المال متفق عليه أو مقابل حسن طلعته فهذا شأنها لأن العقد شريعة المتعاقدين ولإنها بهذا دخلت ضمن قائمة ملكات اليمين .
ولكم في رسول الله الأسوة الحسنة في أنه لم يتزوج على خديجة والتي هي من الحرائر , وليتزوج بعدها بالكثير من ملكات اليمين إبتداء من عائشة وإنتهاء بإمرءة وهبة نفسها له من دون الناس حيث أنهم جميعا كنو قد تزوج من الرسول الكريم رغبة في شيئ من ماله كالمركز الإجتماعي أو المقام السامي الممنوح له من الله سبحانه وتعالى .
وهذا يكون أيضا وبالشكل المعكوس وعندما تكون المرءة هي الغنية بمالها لتكون هي الحرة ويكون زوجها ملك يمينها وبحيث تصبح هنا هي المشتري ليكون الرجل هوا البائع .
أما التفسير الخاطئ الذي فسره المفسرون من الأية ((( مثنى وثلاث ورباع ))) بحيثوا إعتقدوا بأنه للرجل الحق في أربعة زوجات , فهذا لاأساس له من الصحة لأنه بذالك يكون حجة على المصطفى (ص ) الذي تزوج بأكثر من هذا العدد بكثير فيكون قد سن لأمته سنة خالفها هو بالزواج بأكثر من ذالك وهذا مالا يكون له (ص) وهوا العارف بالله بماتنزل على قلبه من أيات كريمة .
وقولي فيه هنا يعود أيضا على – ملكات اليمين – التي لم يفهم معناها المفسرون لكلام الله سبحانه وتعالى والذي يحمل الحكمة كلها .
5- ((( ذلك ادنى الا تعولوا )))
وذالك أفضل من أن تفسروا أياته الكريمة على هواكم ودون مقياس العدل بأعلى درجاته وتقولوا إنا نعول على الأية الكريمة التي أحلت لنا تعدد الزوجات لأننا قوامون على النساء .
وعليه إخواني الكرام فإن هذا هوا تفسير الآية الكريمة كما رآها العبد لله محمد فادي الحفار والذي مازال يقول فيه منذ أكثر من أربع سنوات وعلى كثير من المواقع , ولكم الحكم بأرائكم ولكم الدور بالمداخلات حيث أن الموضوع طويل جدا لوجود آيات أخرى حول ملك اليمين لابد لنا أن التطرق لها كما وأنه لابد لنا من أن ندرك سبب ذكر اليتيم في مطلع هذه الآية الكريمة والذي سيتضح لكم هو وغيره من ضمن مداخلاتكم وأسئلتكم التي أرجو منكم أن لاتخرج عن صلب الموضوع والذي هو العلاقة بين الذكر والأنثى والقائمة على العدل كل العدل من عنده سبحانه وتعالى .

اجمالي القراءات 12118