ماذا يتوجب على الفلسطينين والعرب تقديمه لأوباما؟

زهير قوطرش في الأربعاء ٢١ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً



ماذا  يتوجب على الفلسطينين  والعرب تقديمه لأوباما حسين؟

كثرة في الاونة الأخيرة مطالب العرب والمسلمين الموجهة من خلال الصحافة, والفضائيات ,وتعليقات المسؤولين العرب والمسلمين, الى الرئيس المنتخب أوباما فيما يخص القضية الفلسطينية . وقد لفت انتباهي وكأننا كالعادة ,لنا مطالب لاتنتهي ،وليس علينا مسؤوليات أتجاه قضايانا ،ولا اتجاه الرئيس أوباما.
الشعب الفلسطيني ,بسلطتيه .( لا أدري ايهما تمثل الشرعية) . فهناك خلاف قانوني أو دستوري ظهر قبل العدوان على غزة, وما زالت تداعيات&aه تظهر وتشتد حتى بعد العدوان. وأعتقد وأرجو أن يخيب اعتقادي ... بأن معركة الداخل لم تحل , فهي الاساس وتفوق في اهميتها عند بعض الفصائل على المعركة ضد العدوان الاسرائيلي .فحماس حافظت على قوتها العسكرية التي ستؤدي مهاماً أخرى كالعادة .ألا وهي تثبيت شرعيتها في الحكم وهذا وأضح من خلال تصريحات قادتها. وهكذا فتح , والشعب الفلسطيني صار اسيراً للصراعات السياسية والفئوية والمذهبية.
القضية الفلسطينة ,من خلال مكوناتها أعلنت أن على أوباما,بعد تسلمه الحكم كرئيس للولايات المتحدة الامريكية أن يعمل جاهداً على حل المشكلة الفلسطينة .مطلب عادل!!! وعليه معاقبة اسرائيل على جرائم الحرب!!!.أيضاً هذه من المطالب العادلة. وعليه العمل على اقامة الدولة الفسطينية وعاصمتها القدس.وهذا من ثوابت النضال الفلسطيني.لكن لم تسأل حركة التحرير الفلسطينية نفسها سؤالاً هاماً.ماذا عليها أن تقدم هي كصاحبة قضية عادلة لأوباما كي يساعدها في تحقيق اهدافها العادلة؟أليس جديراً بهم أن يتقدموا الى أوباما بصوت موحد ،مسموع ،من خلال برنامج الحد الادنى.أليس من العقلانية حل مشاكلهم الداخلية قبل التوجه الى أوباما بالمطالب .أم على أوباما أن يحلّها لهم أيضاً!!!!!أليس من المفروض أن نقدم لأوباما كحركة تحرير وطنية فلسطينية تعهدا بأننا مع الحل السلمي ،يتم التوقيع عليه من قبل كل الفصائل المعنية بالقضية.أو أن نعلمه بصريح العبارة أننا مع تحرير الارض من النهر الى البحر.
أوباما لن يوحد الفلسطينين. أوباما لن يتدخل إذا ما قامت سلطتين بحكومتين, ورئيس حمساوي في غزة ،ورئيس فتحاوي في رام الله.اوباما ليس فلسطينياً ... لكننا نستطيع جعله مناصراً للقضية الفلسطينية إذا كنا نحن على أستعداد لمناصرة ضميرنا الوطني ،وذلك بالترفع عن الانقسامات ،وتنفيذ الاجندات الخارجية .فإذا لم نستطع ذلك .... حتى أوباما لايستطيع أن يقدم لنا سوى التفرج علينا والانتظار ،حتى الانتخابات القادمة .

العرب بشكل عام لهم مطالب . وأيضاً من أهم مطالبهم هي حل القضية أو المشكلة الفلسطينية،(لأن القضية العادلة تتحول الى مشكلة مستعصية الحل عندما تفقد أهم مكونات القضايا العادلة ألا وهي وحدة توجهها تحت قيادة سياسية موحدة).والعرب جميعاً على ما يبدوا يعلقون أمالاً على أوباما ،وخاصة من خلال تأكيده على أن التغير قادم .وأن أوباما سيغير ما أفسده شيطان الفساد على الارض الرئيس بوش من خلال تهوره السياسي الارعن خلال فترة حكمه. لكنه للحقيقة والتاريخ كان منصفاً بحق اسرائيل في الوجود والعيش ،وقدم لها من الدعم ما لم يقدمه أي رئيس امريكي قبله .سيحاول الحكام العرب كالعادة التقدم الى الرئيس الجديد بتصوراتهم كل على حدى!!!!! حول حل القضية الفلسطينية. والانظمة العربية لها أيضاً أجندات ،والوضع العربي في الاونة الأخيرة ،في حالة تدني وانحطاط من حيث وحدة الموقف.دول اعتدال .دول ممانعة.حركات مقاومة اسلامية سياسية أصبحت دولاً تملي على الشارع العربي مطالب بعض الاقطاب الاقيمية والدولية .اوباما أيضاً كغيره من رؤساء الولايات المتحدة الامريكية ،حتى ولو كان اسمه أوباما حسين .لن يفيد الانظمة العربية بأي شيء يذكر لدعم مطالبهم،إذا كانوا هم لا يتحدون على برنامج موحد في علاقتهم بالعالم.الانظمة العربية عليها أن تقدم لأوباما مصداقية في طرحها للمشكلة الفلسطينية .توحد جهودها مع حركة التحرير الفسطينية تحت غطاء برنامج عربي صريح وواضح في توجهاته السلمية .
اوباما حسين .قد يريد أن يخلق معجزة التغير في الشرق الاوسط .لكنه سيبقى عاجزا عن تحقيق تصوراته الصادقة لحل القضية الفلسطينية ،إذا كنا نحن لا نقدم للرئيس أوباما تصوراتنا الواضحة وبرنامجنا الموحد.
اوباما سيقف مع اللاشرعية الاسرائلية والصهيونية مقابل الشرعية العربية.لأن الأولى متحدة في الموقف والهدف.
( وكل انتخابات امريكية وأنتم ياعرب بخير).

اجمالي القراءات 9760