الاستنارة الدينية في عصر عبد الناصر

منيرة حسين في الجمعة ٠٩ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

قبل أن يلوث النفط والفقه البدوي حياتنا الفكرية والدينية عرفت مصر منذ أكثر من ثلاثين عاما استنارة دينية قادها في عصر عبدالناصر فضيلة الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر..

الجن والشعوذة الدينية
عادت إلي الظهور مرة أخري أساطير الاتصال بالجن وطرد الجن الشرير من جسم الإنسان بالتعاويذ، بل أقيمت عيادات الطب الروحاني وامتلأت الصحف بالإعلانات وبالحوادث ، وبقي أن تغلق كليات الطب أبوابها لتحل محلها خرافات العصور الوسطي.
لقد استنكر الشيخ شلتوت منذ خمسة وثلاثين عاما هذه الخزعبلات ..
فماذا قال ؟!:
في البداية يري الشيخ شلتوت وجوب الإيمان بما قررته الكتب السماوية عن وجود الجن إلا أن علاقتهم بالإنسان لا تعدو الوسوسة والتزيين ـ أي تزيين المعاصي للإنسان ـ والذي يتغلب عليه الجن والشياطين هم ضعاف الإيمان من البشر ، أما المخلصون لربهم فليس لإبليس وأتباعه سلطان عليهم . وقد نطقت بذلك آيات القرآن .. ومن خلالها نفهم معني مس الشيطان للإنسان وعلاقة الجن بالإنسان .
ثم يقول الشيخ شلتوت إن ماعدا ذلك من اعتقادات فليس له أصل صحيح ، إذ أن من الأوهام القول بظهور الجن للإنسان بصورته الأصلية أو بصورة تشكيلية أو دخولهم جسمه أو استخدام الإنسان لهم أو استحضارهم أو استخدامهم في الأعمال السحرية أو في دعوى الشفاء أو المرض ، أو معاشرتهم والتزاوج بهم ..
ويرد الشيخ شلتوت ما جاءت به كتب التراث بأسلوب عفيف ويقول إن ما ورد في الكتب القديمة كان مجرد افتراضات للتدريب الفقهي ولا تصلح أن تكون دليلا أو شبه دليل علي وقوع اتصال مادي بين الجن والإنسان ، ثم يرد علي ذلك بالقرآن الكريم ليؤكد استحالة الزواج بين الإنس والجن واستحالة استخدام الإنس للجن في الأعمال السحرية وليؤكد عدم علم الجن بالغيب شأن البشر تماما..
وبعد أن عرض الشيخ شلتوت لما كان يسود في البيئات الريفية والشعبية من اعتقادات خرافية حول الجن يقول " وقد ساعدهم علي ذلك طائفة من المتسمين بالعلم والدين وأيدوهم وبحكايات وقصص موضوعة افسدوا بها حياة الناس وصرفوهم عن السنن الطبيعية في العلم والعمل ، وجدير بالناس أن يشتغلوا بما يعنيهم وبما ينفعهم في دينهم ودنياهم ، وجدير بهم ألا يجعلوا برجل المشعوذين سبيلا إلي قلوبهم فليحاربوهم وليطاردوهم حتي يطهر المجتمع منهم ..".
ـ ذلك ما قاله الشيخ شلتوت عن بعض أشخاص في عصره ، فكيف به إذا عاش عصرنا ؟..!!

اجمالي القراءات 9683