الافساد في الارض
فهم جديد للقران

علي الاسد في الإثنين ٢٩ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

السلام عليكم
الاخوه الاعزاء اود ان ابين بعض النقاط الخاصه .
انا من مدرسه فكريه تعتقد بان القران كتاب معجز لاحتوائه على نظامه الخاص والذي يمثل اكمل صور الانظمه ولاكتشاف هذا النظام علينا اتباع شروط خاصه لدراسته ,هذه الشروط العقليه(ذات الاساس النقلي ايضا من صاحب الكتاب..الرسول.. ومن النظام نفسه) يمكن التحرك بها في اتجاهين: اي يمكن لمن يؤمن بالقران ايمان تسليم ان يستخدم هذه الشروط(المنهج) لدراسة القران والحصول على النتائج التي تظهر صحة القول بوجود النظام القراني وعدم تناقض الايات وارتباطها جميعها بشكل معجز.. وايضا يمكن لمن لا يؤمن بالقران ان يبحث عن مصداقية القول باعجازه باستخدام المنهج للتدبر ودراسة الايات القرانيه وحسب الموضوع الذي يختاره ليتوصل الى النتيجه التي تقول بوجود هذا النظام المعجز.
المنهج يدعى (المنهج اللفظي) للاستاذ المرحوم :عالم سبيط النيلي (للتوضيح:عالم اسمه الاول) ويمكن دراسته في كتبه: النظام القراني , الحل القصدي ,الحل الفلسفي, نظام المجموعات , اللغه الموحده ...
فكره مبسطه عن المنهج :
يعتمد المنهج على القران لتبيان نظامه كأي منظومه او خريطة نظام تبين نفسها بنفسها عن طريق فهم الاجزاء المكونه لها وطريقة ارتباطها مع بعضها.
والقران يستخدم الالفاظ اذن علينا دراسة الالفاظ عن طريق ايجاد معناها من القران نفسه ثم دراسة ارتباطاتها مع الالفاظ الاخرى.
الشروط( او قواعد المنهج): لا ترادف..لا تعدد معاني للفظ الواحد..لا مجاز او كنايه او استعاره.. لا تقديم ولا تاخير.. لا تقدير زمن فعل بزمن اخر ولا تقدير محذوف او من اي نوع.. واهم من هذا كله لا تدخل للقاريء في النص باي شكل من الاشكال مهما كانت النتيجه المستخلصه من البحث.
فالمفرد مفرد والجمع جمع والمعرف غير النكره( مثلا انسان لاعلاقه لها بلفظ الانسان.. والانسان مفرد معرف وليس اسم نوع بدل الناس) وفي المرحله الاخيره للمنهج تعتبر كل صيغه اعرابيه للفظ الواحد لفظ مختلف.
في ادناه بحث مبسط يعتمد على التفريق بين الغائب والمخاطب لاستخراج النتائج فاذا رضيتم به هناك بحوث اخرى مطوله:

نتائج تطبيق المنهج اللفظي في فهم القران بالقران على: سورة الإسراء-آيه 4
{ وقضينآ إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا } وهذا ما اذكره دائما حيث انها ربما تمثل اعظم نبوءه في تاريخ المسلمين كأمة وارتباطها بوعد الاولى والاخره وتمثل خلاصة مسيرة الامة المفسده بنص القران .وهنا اود ان ابين استخلاص النتائج حسب المنهج اللفظي:
الفعل قضى ياتي بصور متعدده منها ما يتبع بالمقضي(فقضاهن سبع سماوات) ومنها قضاء الامر(وقضى ربك ان لا تعبدوا الا اياه)..ومنها (قضى على) كما في : سورة القصص-آيه 15 فوكزه موسى فقضى عليه.. و: سورة فاطر-آيه 36 لا يقضى عليهم فيموتوا.. والتي تعطي معنى ان القضاء عليه يؤدي الى الموت.
اما القضاء الى كما في : سورة الحجر-آيه 66
{ وقضينآ إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين } فيمكن استخلاص معنى القضاء اليه أي ابلاغه امر محتوم او ايصال تفاصيل هذا الامر المحتوم اليه.
اما البحث عن لفظة بني اسرائيل فيؤدي الى استخلاص نتيجه هي ان هذا اللفظ ذكر في مواضع ذكر النعم عليهم وليس كلفظ اليهود او الذين هادوا حيث الاول ذكر مع الذم والثاني مع احتمالية وجود كافرين او مؤمنين من ضمن الذين هادوا.
ثم ناتي الى صيغة الخطاب حيث نلاحظ انتقال صيغة الخطاب من الغائب (وقضينا الى بني اسرائيل) الى الخطاب المباشر مع من تنزل بينهم الايات وهم هذه الامه(لتفسدن) , فلو كنت اخاطبك وقلت لك الجملتين التاليتين:
قلت لفلان لتفسدن.... و...قلت لفلان ليفسدن . فان الاولى تعني ان المفسد انت اما الثانيه فتعني ان المفسد فلان . فلو كان المقصود ان المفسدين بني اسرائيل لكانت الصيغه هكذا: وقضينآ إلى بني إسرائيل في الكتاب ليفسدن في الأرض مرتين وليعلن علوا كبيرا . بينما ذكرت الايه القضاء الى بني اسرائيل ما تفعلونه انتم يا من تسمعون الايات (وقضينآ إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن)وكل الافعال في الايه وما بعدها جاءت بصيغة المخاطب(بفتح الطاء) وهي: لتفسدن..ولتعلن..بعثنا عليكم..ليسؤوا وجوهكم.
كما ان ما تذكره الايات حول وعد اولاهما ووعد الاخره لا يقصد به موعد الافساد بل يعني موعد العقاب على الافساد وهذا يمكن ملاحظته عن طريق تتبع لفظ(وعد) حيث ذكر دائما حول مجيء العقاب.

اجمالي القراءات 20748