إسلام الذي أدمى قلبي
إسلام الذي أدمى قلبي

مدحت قلادة في الإثنين ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

زيورخ فى 22/12/2008

 

إسلام الذي أدمى قلبي

 

اكتئاب شعب انطبق هذا القول على الشعب المصري فكل يقع تحت نير مظالم إنسانية واجتماعية واقتصادية ودينية أيضاً فتراكم المشاكل اليومية أعطى الجميع شعور باللامبالاة والشعار المتخذ اليوم من الناضج والصغير هو: "ياما دقت على الرأس طبول "الجتة نحست"، ولكن هناك حادثة ستظل عالقة في أذهان كل من ينتمون للإنسانية الحقيقية وليست المزيفة: هي موت سائق التوك توك إسلام قنديل "ابن الإسكندرية" فقد تأثرت بمدى الظلم وفداحة الاستهتار بالنفس البشرية ولم تبرح صورة إسلام خيالي طوال تلك الأيام وأتصور داخلي سيناريو ربما يكون حقيقياً أو خيالياً ولكنه بالفعل إنسانياً...

إنسان يصرف على عائلته المكونة من أبية المسن وأمه المريضة وثلاثة أخوة يكافحون من أجل لقمة العيش وسط الغلاء والبطالة والفساد .

إسلام يبدأ يومه:  يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم .

الظابط: أين الرخص هات التوك توك..

إسلام: يا بيه دا أنا غلبان بأسعى من أجل إطعام أمي المريضة وأبي المسن ليس لي طموح سوى العيش الحاف لأهلي يا بيه سيبني الله يخليك أو ساعدني لأشق طريقي القانوني يا بيه دا أنا شاب مش طمعان في شقة أو عروسة بل كل أملي هو العيش الحاف لي ولأسرتي .

الظابط: هو أنا بروح ... "وصلة ردح  طبقاً لعرف الشرطة في خدمة الشعب" "هو حد قال لك إحنا وزارة خدمة اجتماعية إحنا الضباط وبس" وأمر الأمناء بوضع التوك توك في السيارة.

إسلام: يا بيه الله يخليك أبوس رجلك سيبني المرة دي عشان خاطر النبي.

الظابط: ياللا يا ابن... ما تبوسش على رجلي جذمتي تتوسخ!!

إسلام يقبل حذاء الضابط ليلين قلبه:  يا باشا إن أخذت التوك توك أهلي ها يموتوا من الجوع أمي المريضة مش ها تلاقي دواء أبي المسن هايموت جوعاً  يا باشا  أهلي ها يتحرموا من العيش الحاف يبقى موتي أفضل من حياتي الله يخليك سيبني...

الظابط: يا ريتك تموت نفسك إنت وأمثالك..  وتريحونا منكم ومن قرفكم .

إسلام: يا باشا لو أخذت التوك توك هاولع في نفسي لأن موتي أفضل من حياتي عاطلاً عالة على المجتمع

الظابط: وأنا معي الولاعة وهاديها لك ببلاش...

إسلام يسكب البنزين على جسده الضعيف.

الظابط  يخرج الولاعة ليحترق جسد المواطن البسيط إسلام قنديل وتصل النار إلى التوك توك وبهذا كتب على إسلام نهاية حياته مع التوك توك سوياً ويحاول الظابط إبعاد إسلام عنه خوفاً من احتراقه شخصياً.

المجتمع: "ياما دقت" class="MsoBodyText">وفسدت بوصلة مشاعر الحب لدى المصريين بدلاً من حب بعضنا بعض أصبح شعار القوة الثانية فى السياسة المصرية!! طظ في مصر وأبو مصر واللي جابوا مصر وأصبح ولاء  العديد منهم لتركي أو ماليزي، وزمان قيل اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع أو الكنيسة الآن يوجد من يقول اللي تحتاجه ماليزيا أو تركيا يحرم على أهل الدويقة وإسلام قنديل !! فقد أصبح التدين شكلي مظهري فقط، ليس الجار أولى بالشفعة بل أنا ومن بعدي الطوفان...

ضاع الأمن والأمان والمشاعر الدافئة خربت الذمم وتوحش رجال الأمن ...

شاع التطرف في جميع مناحي الحياة فى مصر...

أعترف أنا شخصياً بأنني مقصر في حق إسلام قنديل لذا أقترح عمل صندوق تبرع خاص بإسم إسلام قنديل إن كان إسلام احترق بنيران البنزين وولاعة رجل الشرطة الذي  اعتبر نفسه آله على الأرض، فيجب علينا نحن البشر إنقاذ عائلته من الاحتراق بنار الجوع والفقر والمرض.

وعلى تلك العائلة أن تعلم وبشكل عملي إنه وإن مات فهناك آلاف المصريين الشرفاء سيعولون هذه العائلة المنكوبة ليعود الحب والصفاء بين المصريين بعضهم البعض ويصبح انتمائنا لمصر أولاً!!

طبقاً للمثل المصري "اللي مالوش خير في أهله مالوش خير في أهل غزة ".

وهنا أتذكر كلمة قيلت عن عقاب الله للبشر "يجرح ويعصب يسحق ويداه تشفيان" أما البشر فهم يحرقون ولا يداوون ويسحقون ولا يرحمون .

ما أعظم ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، لذا قيل في كتابنا المقدس على لسان داود النبي "دعني أسقط تحت يد الله لأن مراحم الله واسعة ولا أقع تحت يد إنسان".

أخيراً ترى من المسؤول عن توحش بعض المصريين؟!!

 

مدحت قلادة

Medhat00_klada@hotmail.com

 

 

اجمالي القراءات 9803