غِلس , غلاسة

فوزى فراج في الأربعاء ١٠ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

غِلس , غلاسة

 

كلمة "غِلس " بكسر الغين وكسر السين وتسكين الراء, كلمة كنا نطلقها على البعض فى أيام الشباب, البعض ممن كنا لا نستحسن تصرفاتهم, ومن تلك الكلمة أشتقت كلمة " غلاسة " لكى تعبر عن نوع تلك التصرفات الغير مقبوله, او الغير مستحسنه. تصرفات كانت تجعلنا ندير وجوهنا الى الناحية الأخرى فى قرف  وإمتعاض, بل إن بعضها كان يصيبنا بالغثيان, ولا أريد ان أسرد  أنواع تلك التصرفات من هؤلاء الاشخاص الذين وصفناهم وتصرفاتهم بالغلاسة حتى لا أصيب القراء بالغثيان أيضا .     بعض تصرفاتهم كانت أقل درجة من أن تصيبنا بالغثيان ولكنها كان لا محالة تصيبنا بالملل. وسأضرب مثالا من ذلك النوع لأنه أقل درجات من تصرفاتهم الأخرى. المثال هو انهم كانوا يرددون كلمة " قديمة" وينطقونها " أديمة " كلما حاول احدهم ان يقص قصة او ان يقول نكته مثلا, فكانوا يقاطعونه قبل ان ينتهى او حتى قبل ان يسترسل فى قوله , قديمـــــــــــة, وكانوا يصفون ذلك الفعل بأنه " حرق" يعنى بمعنى أصح حرق الحكاية او النكته او النادرة قبل ان يلقيها احدهم وحتى لا يتمتع بثمارها سواء بإضحاك المجموعه أو جذب إنتباههم الى شيئ جديد حسب إعتقاده, وكان ذلك فى إعتقادهم هو من أهم الأسباب التى خلقهم الله من أجلها, ألا وهو تكدير عيشة الأخرين, وأحسب انهم كانوا لدى عودتهم الى منازلهم يسجلون كل حادثة من تلك الحوادث ويعدونها إنجازا من إنجازاتهم التاريخية التى تؤهلهم الى مرتبة عالية فى الحياة الدنيا والأخرة.

وكنا دائما ما نحاول ان نتلافى حضورهم أو وجودهم وسط المجموعة أو ( الشلة) كما كنا نطلق عليها ذلك الإسم. وعندما يلوح احدهم من بعيد كنا نتمنى ان تغور به الأرض كما غارت من قبل بقاروون قبل أن يصل الينا, بل كثيرا ما كنا نغير مكان لقائنا حتى لا يعثر علينا ولا يكدر عيشتنا بوجوده, بل كانت كلمة " أديــــمة" من الكلمات التى كنا نستنكف سماعها ونطلقها عليهم كأسماء مستعارة, فهناك أديمة الصغير وأديمة الأهبل وأديمه أبو شنب.....الخ, نعم كنا "محظوظين" بعدد منهم.

لعل البعض يتساءل الى أين سوف تؤدى تلك المقدمة, وما علاقتها بالسياسة التى صنف المقال اليها. أخشى اننى بدأت فى هذا السن المتأخر أتعاطف مع هؤلاء الذين كنا نصفهم بالغلاسة, بل يبدو اننى قد انتهى الى أن أصبح " غلسا "مثلهم , وقد أبدأ فى ممارسة الغلاسة بطريقة علنية بدلا من أن احتفظ بها لنفسى .

لا يمر يوم إلا وقرأت أو سمعت من يوجه اللوم الى مبارك او الاسد او القذافى أو العائلة السعودية او غيرهم ممن إطلق عليهم مجازا الزعماء العرب او الرؤساء العرب او القادة العرب  أو ما يماثل ذلك من تلك الألقاب, فأقرأ مقالات وتعليقات تهاجم وتلوم وتحمل المسؤلية و و و و و ............................الخ الى هؤلاء الأشخاص لكل ما يحدث فى مصر أو فى عالمنا العربى من كوارث وبلاوى, فهم السبب فى إنعدام الديموقراطية, وهم السبب فى إنتشار الفساد, وهم السبب فى تخلف المجتمع عن ركب الحضارة والتقدم الذى يتمتع به الأخرون, وهم السبب فى سقوط القيم , وهم السبب فى البطالة والسبب فى الهزائم العسكريه والسبب فى الكساد الإقتصادى والسبب فى موت العدالة وسوء التوزيع والسبب حتى فى سحابة الدخان الذى تلوث سماء مصر, والسبب فى إنعدام الحريات ونقص الإحتياجات , بل من الممكن ان أكمل المقالة بسرد كل ما هو سلبى فى حياة المواطن المصرى او العربى الذى يحملهم مسؤليته.

وهنا استطيع أن أشرح علاقة "الغلاسة" التى قدمت بها المقالة وما أود أن أصل اليه, أستطيع أن أقول كلما قرأت مقالات من ذلك النوع وتعليقات بهذا المحتوى, وجدت نفسى اردد ما كان يقوله ذلك الغلس, قديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة!!!!!!!!!!!!!

ليس هناك جديد فى كل ما يقال وكل ما يكتب فى ذلك الشأن, لقد كتبناه وقرأناه وسمعناه عشرات المئات من المرات أو أكثر, وقد أصبح نكتة او حكاية قديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة وأيضا مملة. وهذا ما تسول إلى نفسى أن أقول .

الحقيقة أننا بعد ان نتعثر وكلنا لابد أن يتعثر بشكل او أخر فى حياته, وبعد ان نتلقى ونمتص تلك الصدمة المفاجئة, لابد أن يأتى الوقت الذى نتجاوز الشعور بالصدمة والمفاجأه, وأن ننظر الى ما حدث, والى كيف حدث ما حدث, والأسباب التى أدت اليه , , ثم نحاول ان نصلح او نغير بعضا منه حتى لا نتعثر فى نفس الحفرة مرة أخرى, وإلا فنحن نشجع بعضهم على الغلاسة وعلى أن يقولوا لنا مرة أخرى قديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمة.

إن الزعماء او الرؤساء او القواد ( أقصد القادة)  العرب, لم يتم إستيرادهم من الصين او كوريا, ولم يتم تهريبهم من تايوان او إسرائيل الى مصر والدول العربية , لم يأتى أحدهم على متن دبابة أمريكية او إسرائلية فى عملية عسكرية وضعته بالإكراه فى قصر الرئاسة. إنهم من أبناء الشعب, نفس الشعب الذى يشكو منهم, إنهم ولدوا وكبروا وترعرعوا فى نفس البيئة التى انتجت كل واحد ممن يشكون منهم الأن بلا إستثناء, ليسوا من طينة او عجينة أخرى غريبة او متشربة بتقاليد او تعاليم أخرى, إنهم لا تختلف ملامحهم او لغتهم او لونهم او جيناتهم عن أى فرد أخر من أفراد الشعب او من هؤلاء الذين يشكونهم الى طوب الأرض, فهل بدأت الصورة الأن فى أن تتضح!!

قبل أن أسترسل , أود أن اعيد ما قلته من قبل حتى يفهم كل من يريد أن يفهم ما أود أن أصل اليه, لقد قلت من قبل وسوف أعيد القول, انه ليست هناك دولة مثالية او كاملة ( Perfect or Ideal), فإن الكمال لله وحده, ليست هناك حكومة مثالية او كاملة, ليس هناك نظام كامل او مثالى, ليس هناك زعيم او قائد كامل او مثالى, بل ليس هناك على وجه الأرض إنسان واحد كامل او مثالى, بمعنى ان كل دولة او نظام سياسى او منظمة.... أو أو أو, من الممكن تحسينة اوبعنى أخر,من الممكن ان نشير الى بعض من عيوبه, وسواء كنا نتحدث عن الولايات المتحدة او عن مصر او عن جزائر الواق واق, فكل منها يحتاج الى تحسين, السؤال هو , أولا, (((كم ))) من التحسين يحتاج كل منهم, ثانيا كم من ذلك التحسين من الممكن ان يحدث بالفعل!!!!!

لقد أشرنا مسبقا ان جميع الزعماء ليسوا من طينة مختلفة عن شعوبهم, بل هم من أصل تلك الشعوب, فإن كانوا فاسدين, الا يعنى ذلك ان الأصل فاسد هو الأخر, ألا يعنى ذلك ان الشعب فاسد هو الأخر, فإذا أردنا الإصلاح, فيجب ان نبدأ بإصلاح المصدر الذى نستورد منه هؤلاء الزعماء. الم نلاحظ ان كل زعيم يبدأ دائما بمحاولة ان يكون مختلفا عن الزعيم السابق له, يبدأ بمحاولة ان يتلافى اخطاء الزعيم السابق, يبدأ بمحاولة إصلاح ما ورثه من عفن وفساد وفشل, وينتهى عادة فى نفس المكان الذى انتهى اليه من سبقه, يبدأ بتقديم وعود الى الشعب, وعود ربما يكون لديه النية فى الوفاء بها, غير انه ينتهى دائما كما أنتهى من سبقه, هل فكرنا لماذا, هل يحدث ذلك مع سبق الإصرار والترصد, هل يخدع القائد الجديد الشعب عامدا متعمدا.    من الناحية الإنسانية البحته, وبصرف النظر عن الاسماء والشخصيات المختلفه, كيف يمكن لأى إنسان أن يعرف ما يقال عنه وأن يعرف ما يحدث ويتجاهلة, هل هناك إحتمال أن الرئيس لا يعرف حقا ما يحدث , هل هناك إحتمال انه يتم عزله تماما عن الشعب فلا يعرف حقيقة ما يجرى لشعبه, وأن ما يراه من تقارير عن حالته أى ( الشعب)  سواء الأقتصادية او الإجتماعيه ......الخ هى ما يُسمح به له أن يراه من قبل تلك الطائفة المنتفعة التى تحيط به, هل من المعقول ان يعرف الرئيس أن السواد الأعظم من الشعب يقاسى من البطالة ومن الكساد الإقتصادى والفقر, ومن عدم توافر اى خدمات إنسانية .......الخ, وأن يعرف ان الغالبية العظمى تحملة تلك المسؤلية عما حدث وأنها تلعنه ليلا ونهارا,  ثم يذهب لينام مطمئنا !!!

إن أسوأ ما ذكره القرآن لنا عن زعيم كان عن فرعون, فهل صحا ذلك الفرعون من النوم يوما وقرر انه إلها, وقرر ان يفرض ذلك على شعبه وأن يأمرهم بعبادته, كيف هداه شيطانه الى ذلك, هل فعل فرعون أخر من قبلة ذلك, هل فعل فرعون أخر ذلك من بعده, أم ان الحاشية التى حوله هى من أوحى له بذلك , من أوحى له بأنه هو السبب فى كل ما يأتى من خير الى الشعب, أنه بيده الحياة والموت, أنه يرزق من يشاء ويقطع الرزق عمن يشاء, هل كانت حاشيته هى السبب فى ذلك , ألا يحدث ذلك مع الكثير من الزعماء, ليس فقط فى الشرق الأوسط ولكن فى كل مكان تقريبا, غير ان نسبة تأثرهم بمن حولهم تختلف من مكان الى مكان, وبدرجات متفاوته خاصة فى المجتمعات والبلاد التى لم تتطرق اليها الديموقراطيه, بصرف النظر عما يتفوه به زعماء تلك الدول, وبصرف النظر عما يتفوه به افراد الشعب فيما يتعلق بالديموقراطية.

مرة أخرى , الكلمة التى تنطق اكثر من اى كلمات أخرى خاصة فى مصر والبلاد العربية هى الديموقراطية, ورغم انه ليس لها مرادف فى اللغه العربية, فإن البعض فى مصر وبلادنا العربية يعتقدون انها اى الديموقراطية قد أخترعت فى بلادهم, ويسوءهم كثيرا ان يقال انهم لا يعرفون كيف تمارس, ويغضبهم من يقول ان تلك الشعوب لا تعرف الديموقراطيه, ويتساءل البعض هل نحن نختلف عن الشعوب الأخرى, هل جيناتنا من أصل أخر..............الخ, والحقيقة المرة ان مصر والعالم العربى بصفة عامة لم ولا تمارس اى نوع من الديموقراطية على الأقل خلال حياتى أنا اى خلال اكثر من 67 عاما, وكل ما يقال عن الديموقراطية هناك هو مجرد خداع للنفس. ولو كان كل إنسان صريح مع نفسه فقط على اقل تقدير, ولو تساءل إن كان يمارس الديموقراطية حتى على مستواه الشخصى, وعلى مستوى أسرته, زوجته وأبناؤه, او مستوى رؤسائه ومرؤوسيه, او مستوى جيرانه وأصدقاءه, لو كان فعلا صريحا مع نفسه لوجد الإجابة على سؤاله, انها كلمة نتشدق بها ولا نعرف لها معنى ولكن لها نغمة جذابة ولها وقع جميل فى الكتابه وفى الحديث.

هناك عدد من النقاط التى لا بد من الإشارة اليها وعلى القارئ ان يرتبها حيث أهميتها من وجهة نظره بالنسبة لهذا الموضوع, ولنبدأ بالنقد الذاتى , كم منا يؤمن بقيمة النقد الذاتى, كم منا يمارسه, كم منا يقبله من الطرف الأخر, لو كنت مخطئا, فهل تسمح لزوجتك أو اولادك بان يتحدثوا عن ذلك وأن ينتقدوك, هل تتراجع بسهوله إذا ادركت انك مخطئ, وهل تعتذر عن خطئك, كم مرة فى العام الماضى مثلا تعتقد انك أخطأت وبادرت بنفسك بالإعتراف بذلك الخطأ قبل ان ينبهك احد أخر اليه. إن السواد الأعظم من المصريين والعرب للأسف لا يؤمنون بذلك, ويعتقدون ان كلمة " أسف" ليست من الكلمات التى ينبغى لها ان تكون فى قاموسهم اللغوى, ,وإن كانوا يصروا على ان تكون فى قواميس الأخرين.

نقطة أخرى,لازال الكثيرون يؤمنون بأن مصر "أم الدنيا ", ولا أعرف ماذا تعنى هذه الكلمة, لقد كنت ممن يرددونها أيضا, ومن يرددون ان من يشرب من ماء النيل لابد أن يعود لمصر لكى يشرب منه مرة أخرى, وكنت فعلا اؤمن بذلك ولا أعتبرة مجرد شيئ رمزى ومن باب الوطنية البحتة, لا أعرف ماذا تعنى (أم الدنيا ) , ولماذا لا تكون اليونان او العراق او لبنان, او اليمن او الصين او الهند او اى من تلك الدول ( أم الدنيا), ماذا تعنى أم الدنيا , ليست مصر اقدم دولة فى العالم حضاريا, وليست اقوى دولة فى العالم تاريخيا, وليست أكبر دولة فى العالم تاريخيا, وليست  وليست وليست ..................لماذا صارت أم الدنيا, ولماذا لا تعترف الدنيا بأمها, لماذا تتخلى الدنيا عن الإحترام والحب والشغف والتضحية تجاه أمها, ما الذى قدمته ( الأم ) الى أبنائها خلال القرن الماضى, ما الذى قدمته الأم الى أبنائها خلال القرون الخمسة الماضية, او العشرة الماضية, ما الذى قدمته تلك الأم بحيث لايمكن لأى إنسان من أبنائها فى اليابان او الصين, فى جنوب إفريقيا او الهند, فى امريكا او البرازيل,  أن لا يذكرها بالخير كلما رأه او كلما أستعمله فيتذكر أمه, مصر.        اما ماء النيل, فحدث بلا حرج, او بل سأترك من زاروا مصر يتحدثون عنه وعن ما به من تلوث وعن حقيقة رغبتهم فى الشرب منه مرة أخرى إذا كان من سوء حظهم أن شربوا منه وأن عانوا ما عانوا من تأثير ذلك على أمعائهم .

 نقطة أخرى,مصر والعالم العربى يدين فى غالبيته العظمى بالإسلام, ويفخر المسلم فى كل أنحاء العالم بديانته وعقيدته, ومما يردده المسلم كالببغاء هو ان الإسلام هو الدين الوحيد من الأديان السماوية الذى يحث على النظافة, والذى يفرضها على من يتبعه, جميل جدا نقول ذلك , وعندما نقوله للأخرين فإنهم يتوقعون لدى زيارتهم لبلاد المسلمين ان يروا تلك النظافه التى هى من الدين, هل أستمر وأقارن بين بلاد المسلمين وبلاد غير المسلمين فى هذا الشأن, علما بأن الفقر لا علاقة له بالنظافة مطلقا !!!!!!!!!!!!!!!!

نقطة أخرى, فى القرن الواحد والعشرون, فى عام 2008, فى هذا الوقت وبعد ان أثبتت المرأة مقدرتها على أن تقود سفن الفضاء وعلى ان تقود الطائرات وعلى أن تتربع فوق منظمات وشركات عالمية وأن تتخذ قرارات مصيرية وأن ترأس دولا من الدول العظمى وأن تتفوق فى الأولمبياد على أى رجل فى مجالات رياضية مختلفة, وعلى أن تحصل على أعلى الدرجات العلمية بتفوق, والقائمة لا تنتهى, فى هذا الوقت وبعد كل ذلك, نجد فى عالمنا العربى والمصرى , بل على صفحات هذا الموقع من لازال يقول ان المرأه لا تساوى الرجل, تخيل ذلك, تخيل انه لا زال ينظر الى المرأه على أنها المخلوق الضعيف الذى يحتاج الى الرجل لحمايته, تخيل انه يقول ان من يختلف معه يعتبر ( رجل غير سوى ) , ولا اعرف تماما ماذا يعنى برجل غير سوى, او لا يكون رجلا إطلاقا على حد قوله, تخيل ان من يختلف مع سيادته فى ذلك يعتبر "غير رجل", ولا أعرف على وجه التحديد ماذا يعنى بأن من يختلف مع سيادته من الرجال يعتبر ( غير رجل ) , وكنت أود ان احاوره فى ذلك, ولكن كيف تحاور مخلوقا يتفوه بمثل تلك التفاهات!!!!!!!! ,على أى كوكب يعيش , ثم بعد ذلك يتساءل البعض عن اسباب تخلف العالم العربى والإسلامى.

نقطة أخرى, هناك فارق كبير بين الإحترام وبين الخضوع أو المداهنه او النفاق, فهل حقا يعرف الشعب المصرى هذا الفارق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا أريد أن أزيد فى هذه النقطة بل أتركها للجميع كى يفكر كل واحد على حدة بحرية تامة مع نفسه.

نقطة أخرى, هل الشعب المصرى فى حاجة الى قوانين جديدة أو الى دستور جديد لكى يتعامل مع مشاكله ؟ الإجابة على هذا السؤال تكمن فى النظر الى الدستور الحالى, والقوانين الحالية, فإن كان الدستور يتم تطبيقة بالحرف كما هو , او القوانين كما هى, ولازالت مصر تعانى من مشاكلها المعروفه, فيلزم تغيير الدستور والقوانين, ولكن إن لم تكن القوانين والدستور يتم تطبيقها, فإن تغيير الدستور او القوانين مليون مرة لن يغير من الأمر شيئا. ولنأخذ مثالا على       ذلك, المادة 41 من الدستور تنص على ما يلى:

الحرية الشخصية حق طبيعي وهي مصونة لا تمس، وفيما عدا حالة التلبس لا يجوز القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته بأي قيد أو منعه من التنقل إلا بأمر تستلزمه ضرورة التحقيق وصيانة أمن المجتمع، ويصدر هذا الأمر من القاضي المختص أو النيابة العامة، وذلك وفقا لأحكام القانون.

ويحدد القانون مدة الحبس الاحتياطى.

المادة 42 تنص على ما يلى:

كل مواطن يقبض عليه أو يحبس أو تقيد حريته بأي قيد تجب معاملته بما يحفظ عليه كرامة الإنسان، ولا يجوز إيذائه بدنيا أو معنويا، كما لا يجوز حجزه أو حبسه في غير الأماكن الخاضعة للقوانين الصادرة بتنظيم السجون.

وكل قول يثبت أنه صدر من مواطن تحت وطئة شىء مما تقدم أو التهديد بشئ منه يهدر ولا يعود عليه.

أكتفى بذلك فيما يتعلق بالقوانين والدستور فى مصر وأترك الباقى لخيال القارئ.

نقطة أخرى: كل إنسان له الحق فى أن يكون فخورا بوطنه, ولكن عندما يعميه ذلك الفخر عن أن يكون صادقا مع نفسه فى تقييم ذلك الوطن, وعن عدم الإعتراف مع نفسه عن أماكن الضعف ومن ثم محاولة معالجتها , فهذا هو أول الطريق الى الهاوية او الى النهاية, يجب علينا سواء فى تقييمنا لأنفسنا او لبلادنا وفى تقييمنا لتجاربنا أن ننظر الى تجارب الأخرين, وأن نتعلم منها, حتى لا  نعيد إختراع العجلة كما يقال, وحتى لا نبدأ من حيث بدأ الأخرون, لماذا لا ننظر الى التجربة اليابانية والألمانية خلال أقل من قرن واحد من الزمن. لقد تم تدمير المانيا فى الحرب العالمية الثانية , وتمت هزيمتها , بل إن بعض مدنها دمرت تماما بحيث لم يبقى بها حجرا فوق الأخر, وحدث نفس الشيئ مع اليابان, التى عانت من الهزيمة ومن إلقاء قنبليتن نوويتين عليها بحيث لم يسبقها او يتبعها أحد فى تاريخ العالم, غير ان شعبى اليابان وألمانيا فى خلال اقل من ثلاثون عاما, حققا من التقدم العلمى والصناعى والتكنولوجى ............الخ ما وضعهم فى مصاف الدول الكبرى مرة أخرى, فهل هناك درس يجب إستيعابه من ذلك, وكيف؟

أخيرا, بإختصار, إن التربه التى لا تصلح ان تنتج ثمارا ما, لن تنتجه مهما عاودنا وحاولنا ان نعيد زراعته, أومهما استهلكنا من جهد فى ذلك, لابد ان نفعل شيئا من إثنين, إما أن نصلح تلك التربه لكى تكون مناسبة لذلك الثمار, او أن نبحث عن ثمار أخر نعلم جيدا أنه مما ينمو فى ذلك النوع من التربه.

أو نتركها ونبحث عن مكان  أخر أو تربة أخرى مناسبة لكى نزرع ذلك الثمار الذى نسعى اليه.!!!!!!!

اجمالي القراءات 32007