حتى تكون آمن في مصر

رمضان عبد الرحمن في السبت ٠٨ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

 حتى تكون آمن في مصر

إذا أردت أن تعيش في مصر ليس أمامك غير خياران اثنان، الأول أن تكون جبان ومنافق حتى تعيش في سلام وبعيد عن الاضطهاد وملاحقة الشرطة لك في أي وقت، أي تصبح مغيب عن التفكير في أي شيء، بصريح العبارة حتى تكون آمن في مصر كما تريد السلطة والقائمين عليها لا بد أن تقنع نفسك أنك بلا عقل، ولا علاقة لك بأي شيء، وإذا فكرت  في  شيء فكر مع نفسك، وإذا كتبت لا أحد يقرأ أو يرى كتاباتك، وإذا توصلت إلى أي بحث من الممكن أن تفيد به غيرك وبلدك أيضاً ابحث مع نفسك، هذا بالنسبة إلى الخيار الأول.
أما الخيار الثاني، فإذا أردت أن تكون صاحب فكر وترفض أن تكون من الجبناء والمنافقين سوف تظل مضطهد من الدولة باستمرار ومنبوذ من المجتمع الذي تدافع عنه وعن قضاياه، بل إن الرافضين للجبن والنفاق أحياناً كثيرة يدفعون حياتهم ثمناً للدفاع عن المظلومين، ولكن من جبن الأغلبية أصبحت الناس لا تفرق بين الصالح والطالح، وهذا ما تسعى له الدولة في سياستها المستبدة تجاه الشعب، أي تجعل الأغلبية من الشعب منافقون وجبناء، ومن يتمرد على ذلك يظل مضطهد، ثم بما أن هذا هو النظام الفاشل الذي أودى بتاريخ مصر وحضارتها إلى الوراء، بسبب القمع وملاحقة الشرفاء من هذا الوطن، فمن أين يأتي التقدم إذا؟ً!.. الشيء الغريب بما أن الدولة ونظامها الفاسد تمنع وتحذر الكتابة والأبحاث والتفكير وتريد من الشعب أن يصبح مغيب، فلماذا تصرف الدولة الملايين على مؤسسات التعليم ثم يصبح المواطن المصري بعد ذلك إما منافق أو جبان أو مضطهد، أليس هذا هو الواقع في مصر؟!... فيفضل أن تقوم الدولة بإغلاق جميع مؤسسات التعليم وتوفر هذه الملايين على الشعب أفضل حتى لا يكون هناك منافق أو جبان أو مضطهد في هذا الزمان الغريب، فباعتقادي لا تقدم ولا حرية في مصر إلا إذا تخلصنا من النفاق والجبن إذا أردنا أن نعيش ونأخذ حقوقنا ونعبر عن آرائنا بحرية دون خوف أو جبن، إذا تخلصنا من ذلك من الممكن أن نعيش كبقية دول العالم أو على الأقل نعيد لمصر تاريخها الذي اندثر على أيدي النظام الذي لم يفلح إلا في اضطهاد وتعذيب المصريين، فهل سوف نتقدم في ظل هذا النظام الذي أوصل مصر لهذه الصورة المؤسفة؟!..
بل إن مصر أيضاً في ظل هذا النظام يكفينا أن نقول أن الغزو الفكري والذي لم تتصدى له الدولة وهذا لم يحدث أن تغزى مصر فكرياً على مدى التاريخ، فأين دور النظام من هذا الوباء الذي جاء زائر وجائر على شعب مصر، فمن هنا أقول وأكرر على كل مصري له حق أن يبحث عن حقه بنفسه إذا كان يريد أن يأخذ حقه مثل غيره حتى لا يصبح هناك منافق ولا جبان، ولا ينتظر أحد أن يبحث أحد آخر عن حقه، وإن خيرات مصر ليست مقتصرة على فئة دون الأخرى، هل فهمتم الدرس يا شعب مصر؟!.. أم أنكم رضيتم بالنفاق والجبن مكان الشجاعة والحرية.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 10314