أهل القرآن  

عمرو اسماعيل في الثلاثاء ٢١ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

أهل القرآن (2)

يسألني الكثيرون ممن يعرفون اهتماماتي الثقافية والسياسية عن أهل القرآن و عن علاقتي بأهل القرآن .. وكنت قد كتبت مقالا عن نفس الموضوع من قبل أعيده مرة أخري مع محاولة للإيضاح أكثر وقد يكون الأخير فقد فقدت أي أمل في جدوي أي كتابة لي علي الأقل .. ومن المهم أن أوضح عدة نقاط كبداية ..
المقالات التي أكتبها أحاول فيها ألا أناقش أصول الاسلام .. هذه الأصول في رأيي خارج دائرة النقاش .. ولكنني أناقش التطبيق السياسي لبعض المفاهيم التي يعتبرها البعض دينا وقد لا أراها كذلك .. وبعض الأحداث التاريخية التي أري أن لها تأثيرا امتد الي الحاضر .. ضارا كان أو مفيد .. فأنا لست فقيها في الدين ولم أدعي .. ولكنني قاريء للتاريخ والتراث وأعتبر أن اي قراءة لأي كتاب غير القرآن الكريم يجب أن تكون قراءة نقدية وليست قراءة تسليم واتباع أعمي .. سواء كانت هذه الكتب هي كتب الصحاح أو السيرة أو التراث والتاريخ ..أو كتب العلم و الثقافة .. أو ما يكتبه احمد منصور أو غيره من المحسوبين علي أهل القرآن
ثانيا : أن ما أكتبه وينشر لي في موقع أهل القرآن لايختلف عن ما أكتبه في أي مكان آخر .. و لا أعتبر نفسي من أعضاء أو كتاب أهل القرآن .. وهو نفس موقفي في أي مكان آخر ينشر لي .. سواء كان ذلك موقع أهل القرآن أو الحوار المتمدن أو إيلاف أو الأقباط متحدون وغيرها .. فهناك مواقع كثيرة أخري تنشر لي أحيانا بعد أخذ موافقتي وأحيانا بدونها .. وليس لي أي اعتراض علي ذلك .. فما أكتبه وينشر علي الإنترنت في رأيي أصبح ملكا للجميع ولا أومن بقوانين الملكية الفكرية علي شبكة الانترنت ولا أتقاضي أجرا علي ما أكتبه .. المهم عندي أن تصل أفكاري الي أكبر عدد ممكن وخاصة الشباب ..
أما عن علاقتي بأهل القرآن وليسمح لي الجميع أن أناقش أيضا موقفي من المذاهب الاسلامية وخاصة الشيعة والسنه فهو كالتالي :

أنا أومن تماما أن جميع المسلمين بجميع مذاهيهم هم أهل قرآن .. بل وقد يمتد ذلك الي كل المتقين علي سطح الأرض تأكيدا لقول الله تعالي في سورة البقرة :
"الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ّ "
فالقرآن الكريم هو كتاب الله الذي يجمع المسلمين جميعا .. وكلهم يؤمنون إيمانا راسخا أنه وحي من الله وهو جل حلاله له لحافظ .. وهو الحجة علي أي قول آخر ..
أما السنة فأومن تماما أن السنة وتأكيدا لمعناها اللغوي الطريق أو المنهاج فهي السنة العملية المتواترة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم والتي تعلمنا منها شعائرنا الدينية وعلي رأسها الصلاة كما يصليها كل المسلمون اليوم .. وتعلمنا منها مكارم الأخلاق التي جسدها رسولنا الكريم من صدق وأمانة وعدل وخلق ودعوة الي سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة دون فظاظة قلب أو لسان .. ومعظم من يكتب علي موقع أهل القرآن لا يختلف في ذلك .. وإن شط البعض القليل تتصدي له الأغلبية ..
أما عن المرويات من حديث وسيرة فقد يختلف موقفي هنا قليلا عن القرآنيون أو أهل القرآن أو ايا كان المسمي .. فرأيي بوضوح أن أي قول روي عن الرسول لا يخالف القرآن .. واي قول مروي عن الرسول لا يخالف العقل والمنطق وقواعد الأخلاق حتي إن لم يكن له نص واضح في القرآن هو قول من المستحب الاسترشاد به .. وإن لم يكن ملزما دينيا .. موقفي من التراث هو أن المتن ( المعني ) أهم كثيرا من السند .. ورأيي أن الخطأ الذي وقع فيه من يطلقون علي أنفسهم أهل السنة والجماعة هو الاهتمام بالسند أكثر من المتن ..
فأنا لن أتوقف أبدا أمام أي حديث قرأته أو سمعته من خطيب في مسجد موافق لظاهر القرآن أو موافق للعقل والمنطق وقواعد الأخلاق لأبحث هل هو صحيح أم لا ؟.. وفي أي كتاب من الصحاح مدون ؟ .. أما المرويات سواء في كتب الصحاح أو السيرة أو التراث والتي تبدو مناقضة للعقل والمنطق وقواعد الأخلاق فسأبحث هل هي موافقة لنص قرآني أم لا .. فإن لم أجد .. فإنني أومن أنه لا أحد له الحق أن يلزمني بها أو أن عدم الالتزام بها ينقص من الإيمان أو يقلل من اسلام أي منا ..
أما ما كنت أراه جيدا في القرآنيين واهل القرآن فهو أنهم يعتبرون أن هناك اسلام ومسلمين ,, وليس شيعة وسنة وصوفية وغيرها .. هذا التقسيم نتج في الأساس نتيجة صراع سياسي أدخل الكثير مما هو ليس من الدين .. والموقف من الصحابة ليس أصلا من الاسلام .. المهم هو احترامهم .. فأنا قد أحب عليا أكثر من عثمان وغيري يحب أبا بكر وعمر رضي الله عنهم جميعا .. وهو موقف بشري ليس له علاقة بالاسلام .. ولا يجب أن يكون أساسا لتقسيم المسلمين الي شيع وطوائف ..
أنا شخصيا لا أخفي حبي وإعجابي الشديد بسيدنا علي ابن أبي طالب وفكره وسيرته وتدينه .. ولكن هذا لايعني إطلاقا تقديسه .. ولا يقلل احترامي لباقي الصحابة رغم نقدي لبعض تضرفاتهم السياسية واعتباري أنهم جميعا بشرا يخطئون ويصيبون .. يؤخذ منهم ويرد .. ونفس الشيء ينطبق علي من نعتبرهم أئمة المذاهب .. لهم حق الاحترام والتقدير .. والأخذ والرد من مذاهبهم وليس واجب الاتباع .. لا أومن أن الاسلام به شيعة وسنة وحنفية وملكية وشافعية وجعفرية ولا مذهب أهل القرآن .. من حق أي مسلم أن يسترشد بأراء أي منهم ولكن ليس من الفرض الديني أن يلتزم بما ليس مقنعا من ارائهم .. هم أنفسهم اختلفوا .. واجتهدوا .. لهم أجرهم ولكن هذا الحق متاح لكل المسلمين في كل زمان ومكان ..
وما كنت اراه جيدا أيضا في من اصطلح علي تسميتهم قرآنيون في أغلبهم وليس كلهم ... فهو قوة الحجة .. والقدرة علي النقاش الحضاري دون إسفاف وتكفير للمخالف في الرأي إلا أحيانا قليلة .. وهو ما تغير مؤخرا وجعلني أبدو معارضا بشدة.. قد لا أتفق مع كل أرائهم ولكن في نفس الوقت لا أستطيع إلا الإعجاب بالكثير منها ..
عن شخصي الضعيف .. أنا لا أعتبر نفسي سنيا أو شيعيا أو قرآنيا .. أنا مجرد مسلم بسيط دينيا وعلماني سياسيا أومن بفصل الدين عن الدولة ... وآخذ ما يوافق عقلي وقلبي من جميع هذه المذاهب .. وأعتبر أن من حق الإنسان أن يؤمن بما يشاء .. وأنه لا إكراه في الدين .. المهم هو احترام حق الآخرين في نفس الشيء .. أن يؤمنوا يما يشاؤون وبه يقتنعون .. أومن أن الدعوة هي جزء أصيل من أي دين أو مذهب أوفلسفة .. ما أعترض عليه هو أن يضع اي انسان نفسه في مقام المفسر الأوحد لكلام الله ويبدأ في القول هذا كفر وهذا ضلال وكأنه يشارك الله في علمه معاذ الله .. ثم يتهم الآخرين بالشرك !!!! رغم أنه في الحقيقة من يفعل ذلك ..
وفي النهاية ساسأل الجميع سؤالا بسيطا .. هل يصح اسلام مسلم يقرأ ما تيسر القرآن حتي دون أن يفهم كل ما يقرأه ويؤدي الشعائر الاسلامية كما تواترت اليه عمليا من صلاة وحج وصيام وزكاة ويتعامل مع غيره مسلمين أو غير مسلمين بصدق وأمانة وخلق و تسامح لأنه يعرف أن هذه هي كانت أخلاق سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلم وهو ماتهديه اليه قطرته السليمة .. دون أن يكون قد قرأ اي كتاب من كتب الصحاح أو السيرة أو الفقه في حياته أو حتي سمع عنها .. هل يصح اسلام هذا المسلم البسيط أم لا ؟.. في الحقيقة هذا هو حال الغالبية العظمي من المسلمين .. وهؤلاء من أعتبرهم أهل القرآن ..
أما من يكفر بعضهم البعض .. رغم ادعائهم أنهم كلهم يؤمنون بالله ورسوله وبكتاب الله .. بسبب تفسيرهم للقرآن أو بسبب البخاري ومسلم وابو هريرة والصحابة جميعا .. ايهم أفضل من الآخر .. وايهم الأولي بالاتباع .. فأنا أدعو الله ألا يحشرني معهم يوم القيامة ..

أتمني وأدعو الله أن أكون أوضحت موقفي بوضوح وللمرة الأخيرة .. من أنا وهل هناك مايسمي بأهل القرآن .. في رأيي كل المسلمين بجميع مذاهبهم هم أهل قرآن ولا يصح أن تحتكر مجموعة هذا الاسم

عمرو اسماعيل

اجمالي القراءات 12762