هل نحن مجرمون أم مجددون ؟
جرائم أم حسنات أهل القرآن؟.

محمد البرقاوي في الأربعاء ١٥ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرّحمان الرّحيم.

 
السلام عليكم.

لما قرأت خبر تواصل مسلسل إعتقال القرآنيين في مصر حزنت كثيرا على واقعنا العربي و الإسلامي الذي ازداد سوء عما كان عليه من قبل. لئن كان العصر الإسلامي يعرف بالرجل المريض في القرنين الثامن و التاسع عشر فإن عصرنا يشهد بداية إحتضار ذلك الرجل المريض، فعندما تنقلب موازين الفكر يصبح الإحتضار واقعا أليما يحيط بنا من حيث لا ندري. إذا كان المسلم قرآنيا يحلم بإصلاح ديني جاد ليغير الفكر الإسلامي من ilde;ن فكري خرافي يعيش في عوالم العفاريت و الرقى الشرعية و اللاشرعية إلى فكر حديث يوافق بين القرآن و العقل الحديث كما يجعل المسلم إنسانا واع بما يدور حوله و يكون قادرا على المساهمات في التظاهرات الدولية الساعية لنشر فكر عالمي يطمح للقضاء على التعصب و الإرهاب و الكذب باسم الدين في كل صغيرة. و عوض أن نبحث عن الدكتور عثمان محمد علي علينا أن نبحث عن أبناء لادن القابعين في كهوف مظلمة و لا يملون من التخطيط لزرع الألغام و المتفجرات في أفغانستان و جميع أقطاب العالم، و بالحديث عن أفغانستان فقد كلف هبل و جنون القاعدة أطفال أفغانستان الكثير عندما أصبح نادرا أن ترى طفلا سليما معافى حيث لم تبتر إحدى ساقيه أو كلاهما و أصبح من النادر أيضا أن ترى إمرأة قد نجت من قوانين كاذبة طبقت عليها جورا مثل قانون مساواتها بالحمار و الكلب الأسود و كونها تقطع صلاة الرجل حتى نتساءل لماذا تصلي المرأة إذا كانت تقطع صلاة غيرها. و هنا سأستعرض بعض جرائم، عفوا بعض حسنات القرآنيين حتى يحاكموننا محاكمة عادلة.
- القرآنيون هم أول من أعطوا للقرآن قيمته من التدبر و تحولوا به من كتاب تمائم و خزعبلات إلى كتاب له أصول و قواعد جادة في التدبر و القراءة السليمة و ليست القراءة القائمة على التغني بآيات ربنا العزيز الجليل الذي قال ( و إنه لقول فصل * و ما هو بالهزل ).
- القرآنيون هم أول من غار على الله تعالى و حرماته و سعوا لتنزيهه عن إفتراءات كتب الصحاح التي تثبت لله تعالى – حاشاه طبعا – أصابع و ساقا مثل سيقان البشر و هو الذي قال ( ليس كمثله شيء ) و الله تعالى عندهم يضحك و هو الذي قال ( و أنه هو أضحك و أبكى ).
- القرآنيون هم أول من نزه النبي محمد عليه من كذب الرواة الذين صوروه إنسانا يشتهي النساء في كل وقت و مكان و افتروا أحاديث تتحدث عن أدق خصوصياته الأسرية و جعلوها دينا أسموه بالجنس النبوي، كما افتروا على لسانه عليه السلام أحاديث لا يقبلها الجامد المسبح بحمد الله تعالى فكيف يستسيغها العقل البشري الذي كرمه الله تعالى أولا.
- القرآنيون هم من أول دعاة مكافحة الإرهاب كما دعوا للحريات الدينية و نبذ التعصب و الحروب الدينية كما دعوا للتحابب بين أصحاب الدين الواحد و أصحاب الديانات المختلفة.
- القرآنيون هم من كذب أكاذيب رجم الزاني و حد الردة المفترى و كذبوا خرافات الشجاع الأقرع و المسيح الدجال الذي لا خلاص منه إلا باتباع السنة أو الدين الأرضي المكذوب.
- القرآنيون يناقشون و مازالون يناقشون و يعلمون و يتعلمون و لا شيخ و لا حبر لهم بل لكل فرد الحرية في أن يتبع ما يراه صالحا للدنيا و الآخرة مع إقرارانا بأنه على كل إنسان أن يكون صادقا فيما يؤمن به في الدنيا حتى يعرف كيف يلقى الله تعالى.
و كل ما ذكرته سابقا ما هو إلا غيض من فيض موقع إلكتروني جاوز عمره سنتان و لم ينقطع عطاؤه و لن ينقطع أبدا بإذن الله تعالى. و أطرح سؤالا بسيطا لأعداء القرآنيين و هو ما الذي أضافته الوهابية و السلفية للعالم عدا التكفير و التخوين و التسلط على الآخرين باسم الدين و التدخل فيما لا يعنيهم مع نشر الإرهاب في كل مكان و تنقية الإسلام صوريا بينما هم يلوثونه حتى أصبح الجهال حكماء يحللون الإسلام و ينتقدوه و يجمعوا على عدم صلاحيته لأن عقول بعض معتنقيه لم تعد صالحة و أصبحت باللفظ الإنجليزي Expired. أخيرا أقول لجميع المكفرين كفوا أيديكم عنا فإنكم لن تسألوا عما فعلنا و لن نسأل عما فعلتم فكل نفس بما كسبت رهينة.

اجمالي القراءات 14373