صنم البخاري يحترق

خالد حسن في الإثنين ٠٦ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم

مشرفو وكتاب ورواد موقع أهل القرآن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد

لقد عرف الجميع ما فعله البخاري بدين الله عزوجل وما قام به من تحريف وبث للخزعبلات داخل هذا الدين القويم وما سطره كذبه من تشويه للرسول الله وسيرته وأهل بيته حيث انتهك أشرف البيوت التي تكفل الله بحفظها ولذلك بإذن الله عزوجل معا سنقوم بتحطيم صنم البخاري أمام عباده ومقدسيه بطريقة عقلية يفهمها صاحب كل لب وصاحب كل ذرة عقل أما من يرفض ذلك فهذا يعود له وله الحق فيما &iيعتقد ولكن لا يملي علينا إيمانه ومعتقده

بعد إطلاع على الموقع الرائع موقع أهل القرآن وما يقدمه من قضايا جريئة وعقلية وجدت أن صنم البخاري قد انهار ولكن بقي ظله يراود بعض المعلقين وبعض القارئين وبعض الكتاب , وذلك لهول ذلك الصنم في النفوس ولما كان له من وقع وتأثير على الدين كأنه قرآن والعياذ بالله , فقد كان ظله يتسلل متخفيا تحت تساؤلات مطروحة مشروعة من قبل المعقبين لقوة وقعه وقوة تأثيره فلم يستطع العقل التخلص منها مرة واحدة بل كان يحتاج إلى نقد متسلسل وعقلي ينقد كلامه ويهد أركانه حجرة حجره فلا تجد فيه عوجا ولا أمتا

بعد قراءة مقال( رحيق العمر مجانا)  للدكتور أحمد صبحي منصور وجدت من بين الكتب التي لم تنشر كتاب البخاري وأنا متأكد أن الدكتور أحمد نقده نقدا علميا كما عرفناه فقضى عليه , وجدت من أولويات الموقع هو تحطيم الصنم البخاري لإظهار دين الحق فعندما ترى الآلهة السابقة مدمرة فأنت تستطيع البناء بكل سهولة ويسر , أما إذا كانت موجودة وماثلة سواء ظلها أو بقاياها فتبقى تطوف بنفوس الأشخاص غربان كتابه وبوم صحيحه
لذلك بإذن الله سأقوم بكتابة سلسلة من المقالات أنقد فيه البخاري وأرجو من الإخوة الكتاب والمعلقين مساعدتي وتصويبي .

المراجع : صحيح البخاري / كتاب جناية البخاري / كتاب السيف الحاد على أحاديث الآحاد / مقالات الأخوة في الموقع / مصادر أخرى متفرقة

1- الموضوع الأول :

أول آيات التنزيل الحكيم :


لقد علم الجميع أن القرآن الكريم هو الكتاب المنزل على رسول الله محمد عليه السلام ولا يوجد كتاب مشرع أو مصدر للتشريع غيره . لكن الأحاديث الأرضية جاءت تنافس القرآن في التشريع بل تحاول لغيه و دخلت في سفاسف الأمور التي ليس منها فائدة ولكن فائدتها الوحيدة هي أنها كشفت بعضها وكشفت كذبها وكان مما تناقضت حوله هو أول آيات القرآن نزولا :


متن الحديث (1) :

((حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال { اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم } فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضى الله تعالى عنها فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن عم خديجة وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة يا بن عم اسمع من بن أخيك فقال له ورقة يا بن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذع ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي )) أخرجه البخاري في كتاب بدء الوحي
وهذا الحديث مشهور جدا ويردد بشكل يومي على المنابر وعلى الفضائيات ولو أن شخصا أحصى عدد المرات التي سمع بها هذا الحديث لربما وصلت مئات المرات ونحن نكاد نحفظه أكثر مما نحفظ القرآن
والعجيب أن السيدة عائشة هي التي روت الحديث دون غيرها من الصحابة الذين عاصروا بدء التنزيل وهي تروي القصة كأنها شاهدة عيان على ما حدث . والمهم عندنا الآن هو أن أول الآيات نزولا في القرآن الكريم هي كلمة (اقرأ) وهذا بإجماع معظم المسلمين إذا لم يكن جميعهم . دعونا نرى الحديث الثاني

متن الحديث (2) :
((حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن قال { يا أيها المدثر } قلت يقولون { اقرأ باسم ربك الذي خلق } فقال أبو سلمة سألت جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما عن ذلك وقلت له مثل الذي قلت فقال جابر لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا ونظرت أمامي فلم أر شيئا ونظرت خلفي فلم أر شيئا فرفعت رأسي فرأيت شيئا فأتيت خديجة فقلت دثروني وصبوا علي ماء باردا قال فدثروني وصبوا علي ماء باردا قال فنزلت { يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر } )) أخرجه البخاري كتاب التفسير / تفسير سورة المدثر

ويتضح من هذا الحديث أن أول ما نزل من القرآن هو ( يا أيها المدثر ) وهذا يعارض معارضة صريحة حديث عائشة إضافة لتفصيلات أخرى حيث لم يقم هنا جبريل بضم الرسول وعصره أو مقابلته أصلا بل أن الرسول سمع صوتا من السماء معلنا تحديد بداية الرسالة السماوية .

# إذا هناك روايتان حول نزول أول آيات الذكر الحكيم , وإذا كان السادة العلماء الأفاضل قد اعتمدوا فقط على رواية ( إقرأ ) في أحاديثهم ودعوتهم وسموا بعض القنوات الفضائية بهذا الاسم فعليهم أن يزيلوا الرواية الأخرى من صحيح البخاري ليصبح الأمر مقبول عقليا .


2- الموضوع الثاني :


آخر آيات القرآن نزولا :


وكما هو الحال مع أول الآيات نزولا نجد أن آخر الآيات نزولا لم تفلت من قبضة البخاري الذي كان حريصا على بث التناقض في الدين بأي وسيلة ممكنة . وإذا كان هذا الامر كذلك مع أول الآيات وآخر الآيات فما بالك بالآيات الأخرى عوضا عن ما يسمى بأسباب النزول , دعونا ندخل في تناقض آخر الآيات نزولا :

متن الحديث : (1)


((حدثنا الحسن بن الصباح سمع جعفر بن عون حدثنا أبو العميس أخبرنا قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطاب أن رجلا من اليهود قال له يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا قال أي آية قال { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } قال عمر قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم جمعة ))
 البخاري : كتاب الايمان باب زيادة الايمان ونقصانه

يتضح من هذا الحديث عدم وجود أي قول أو رأي أو تعليق صادر عن الرسول عليه السلام وأن المتحدث هو عمر بن الخطاب وأن صاحب الرأي هو ذلك اليهودي فلا دخل للدين في ذلك لكن البخاري يصر أن يجعله دينا لنا ويضع لنا التناقضات ويثبت أن هذه هي آخر آية نزلت  .

متن الحديث (2) :
((حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة حدثنا مغيرة بن النعمان قال سمعت سعيد بن جبير قال آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت فيها إلى بن عباس فسألته عنها فقال نزلت هذه الآية { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم } هي آخر ما نزل وما نسخها شيء ))
 البخاري : كتاب التفسير / باب من يقتل مؤمنا متعمدا
وهذا مرة أخرى مجرد رأي ابن عباس الذي  كان طفلا في حياة الرسول وأسلم يوم فتح مكة وبقي في مكة بينما عاد الرسول الى المدينة , ومع هذا يصبح ابن عباس من أعرف الناس في كتاب الله ومواضع التنزيل أكثر من جميع الصحابة عوضا عن تناقض المتن مع الحديث السابق

متن الحديث ( 3 ) :


((حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء رضى الله تعالى عنه قال آخر سورة نزلت براءة وآخر آية نزلت { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } )) البخاري : كتاب التفسير باب يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة
ونلاحظ هنا ملاحظة قوية على التلفيق حيث يقول البخاري في هذا الحديث أن آخر سورة نزلت هي سورة براءة , فإذا يجب أن تكون آخر آية نزلت هي ضمن سورة التوبة ولكن البخاري يستشهد ب( يستفتونك قل الله الله يفتيكم في الكلالة ) وهي آخر آية في سورة النساء وهي آية رقم 176 , مما يدل على أن النص كله ملفق , فإذا كانت آخر سورة نزلت هي براءة فيجب أن تكون آخر آية نزلت هي آخر آية في سورة براءة وليس آخر آية في سورة النساء .


فكما رأينا أن البخاري كان يعمل على قدم وساق من أجل بث روح التناقض بطريقة مفبركة وظاهرة فلا نراه إلا محترف للتناقضات والتخاريف , وأيضا نصل لنتيجة أن مسألة آخر الآيات نزولا أو أولها ليس بقضية ولم يكن يوما من الأيام بقضية ولكن تم اختلاق الأمر اختلاقا ليتم تسريب الأحاديث الكاذبة والمتناقضة لبث الشك في العقول , فنحن لا نفرق بين أول آية نزلت أو آخر آية نزلت المهم هو العمل بهذه الآيات والسمو بالنفس الإنسانية .

3- الموضوع الثالث :


الاستدراك في التنزيل


ويعني هذا أن الله تعالى ينزل حكما من الأحكام ثم يستدرك الله ويعلم أن الأمر لم يكن واضحا للعباد فيعدل الله تعالى الحكم لكي يفهم أو يضيف كلمة أو يغير حكما وهذا اتهام لله عزوجل بالنقص وقصر النظر واليك الأحاديث

متن الحديث ( 1) :


((حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد ح حدثني سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف قال حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال أنزلت { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود } ولم ينزل { من الفجر } فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود ولم يزل يأكل حتى يتبين له رؤيتهما فأنزل الله بعد { من الفجر } فعلموا أنه إنما يعني الليل والنهار ))
البخاري : كتاب الصوم / باب قوله تعالى ( وكلوا واشربوا حتى يتبين ...)
ويبن الحديث تماما أن الله لم يكن دقيقا في اختيار الكلمات وأنه استدرك ذلك حيث أنزل كلمتي ( من الفجر ) وقد فاته استيعاب بعض الصحابة لكلامه المنزل وهذا تطاول على علم الله الأزلي , ثم أن سخف المثال الذي ضربه البخاري حيث كان الصحابة يصل فيهم عدم فهم الآيات إلى حد ظنهم أن المقصود به رباط الحذاء ناهيك عن عدم سؤالهم لرسول الله عن المعنى إذا لم يستطيعوا فهمه لهذه الدرجة ليدل على استخفاف البخاري بعقول المسلمين في ذلك الوقت وهذا الوقت أيضا ويدل على تهكم كبير وتطاول على ذات الله وعقول المسلمين .

متن الحديث (2) :

((حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضى الله تعالى عنه يقول لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فجاء بكتف فكتبها وشكا بن أم مكتوم ضرارته فنزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } )) البخاري : كتاب الجهاد والسير / باب لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر

ويظهر أيضا في هذا الحديث تدارك الله عزوجل لأحد أحكامه وتعديله عليه وذلك بسبب ابن أم مكتوم الضرير واستدراكه لذلك بإضافة (( غير أولي الضرر )) وكأن الله لولا ابن مكتوم ذكره لبقي يفرض المشقة على عباده ولولا ابن مكتوم لكان الضرير مطلوب منه الجهاد وناهيك عن الأعرج والمريض , وهذا تطاول على الله تعالى كأنه يحتاج من يذكره بالرحمة والتيسير .

متن الحديث (3 ) :
((حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء رضى الله تعالى عنه يقول نزلت هذه الآية فينا كانت الأنصار إذا حجوا فجاؤوا لم يدخلوا من قبل أبواب بيوتهم ولكن من ظهورها فجاء رجل من الأنصار فدخل من قبل بابه فكأنه عير بذلك فنزلت { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها } ))
البخاري : كتاب العمرة / باب قوله تعالى : ( وأتوا البيوت من أبوابها )

ونفهم من هذه الآية كأنها نزلت حصرا في معشر الأنصار في المدينة لتمنعهم عادة جاهلية وهي دخول البيوت من خلفها في أيام الحج والعمرة , فالسؤال هنا لو دخلت البيوت من خلفها في غير العمرة أو الحج ما حكمي ؟ ثم أن معظم البيوت لها باب واحد رئيسي خاصة في الشقق السكنية ذات الطوابق ؟.
إن جريمة البخاري تتبلور في محاولته جعل الصحابة وأقوالهم هي المفسر الوحيد للقرآن وكأن القرآن جاء لهم , وهم المفسرون الوحيدون له ثم أن الآية مفهومة ولا تحتاج لحديث ولا لقصة مفبركة لتفسيرها فهي دعوة من الله تعالى للاستئذان وعدم المس بأي خصوصية لأصحاب البيوت .

وهذا غيض من فيض من تناقضات البخاري حفظنا الله من كذبه
ونراكم في الحلقة القادمة

اجمالي القراءات 19831