الحقائق بالوثائق .؟.!.
كيف إنزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان .؟.

عبدالفتاح عساكر في الجمعة ٢٦ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

24 مقالة للأستاذ السكرى .

الوكيل العام لجماعة الإخوان ...؟.!.
ويوجد عدد:
24مقالة نشرت على مدى ما يقرب
من : 6 شهور فى الفترة من :
12/11/1947م – وحتى 7/5/1948م .
ونُشرت تحت عنوان ثابت فى جميع المقالات هو :
كيف إنزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان .؟.

ابن عساكر المعاصر / عبد الفتاح  عساكر . يقدم :

الحقائق بالوثائق .؟.!.
المقالة الأولى :
12/11/1947م .
(1) - كيف إنزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان .؟.
نص المقال الأول :
شهد الرى العام فى مصر وغيرها من الأقطار بدء نشوب المعركة العنيفة بين&;نى وبين الأستاذ حسن البنا ، ولقد أدمى قلب كل مسلم ما اضطررت لنشره من المخازى الأليمة والتصرفات الشائنة ، التى لم يكن ليخطر على بال إنسان أن يمثل دورها رجل نصب نفسه للدعوة الإسلامية الكريمة ، وتسارع الناس إلى الإجماع عليها والإلتفاف حولها معلقين عليها أعظم الآمال .
ولقد ذكرت فى بيانتى السابقة [ جميع البيانات موجودة عند ابن عساكر .] أنى ما اضطررت لخوض هذه المعركة إلا بدافعين خطيرين .
الأول : أن الرجل الذى تعاون معى وتعاونت معه فى نشر هذه المبادئ الكريمة والنضال عنها حتى الموت ، هو الذى تنكر لها ، وغره متاع الحياة الدنيا وزخرفها ، وانزلق فى السياسة وانخدع بزيف أهلها ، ثم تنكر لى لا لشيئ إلا إلحاحى عليه بالنصح ، ومحاولتى تقويم ما اعوج واصلاح ما فسد ، وتحت ضغط فئة معينة من رجال السياسة الذين حيرهم موقفى الصلب أمام مطامعهم وإغرائهم ،بدأنى بالعدوان والبادى أظلم ، وأصم أذنيه عن مطالبتى بتحكيم الإخوان أصحاب الشأن فى العوة ،واستبداده وحده بالأمر دونهم ، تجاهلا لهم واعراضا عن الحق الواضح وأحكام الإسلام .
والثانى : إن هذه العوة ومن يعمل تحت لوائها أمانة فى أعناقنا سنسأل عنها يوم يقوم الناس لرب العالمين ، فأصبح لزاما عليَ أن أوضح للجميع حقية ما يجرى فيها الآن ، وأبين لهم الحق أبلج ناصعا مجردا من الزيف والشعوزة ، حتى يروا الحق حقا فيتبعونه والباطل باطلا فيجتنبوه ، والإسلام كما حرر العقل البشرى من قيود الإستسلام المطلق للقادة والمرشدين ، والإنقياد الأعمى لأهواء رجال السياسة والدين ، أمر بالثورة على من حاد عن الحق أو خرج عن الطريق القويم مهما قوي بأسه وعظم شأنه وعلا بنيانه وهذا نبى الإسلام العظيم صلى الله عليه وسلم يقول – فيما يروى عنه – (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسلنه فمن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان * )) .
ولا يجوز للمؤمن أن يقتصر فى ثورته على الباطل بمجرد الإنكار بقلبه إلا إذا عجز تمام العجز عن إستعمال اليد واللسان بل استمع إلى قوله عليه السلام :
(( سيد الشهداء حمزة : ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه وقتله ))
ولعلك اقتنعت أن الدعوة حجة على صاحبها ، وأن مقاومة الإمام الجائر واجبة إن حاد وضل ، مهما كلفتك من تضحة ولو بحياتك التى تحرص عليها .
أما السكوت – بعد اليأس من اإصلاح – على المُنكر ، فهو مُنكر ، والتستر على الجرئم إشتراك فيها ، لا ينجو صاحيه من غضب الله وسخط الناس .
ولقد شرحت أسباب الخلاف الحقيقية ، والتى منها هذا الفساد الخلقى التى سارت به الركبان ، وتستر عليه الأستاذ البنا ، وسكت عنه ورضي به بعد أن قامت الأدلة عليه واعترف هو به اعترافا تاما ز ولعمر الحق كيف يتفق هذا وشأن رجل أو قوم يدعون أنهم يريدون نشر الإسلام ، وكيف يتسنى لهم أن يطهروا غيرهم قبل أن يتطهروا أو يصلحوا الناس قبل أن يصلحوا أنفسهم (( فاقد الشيئ لا يعطيه .!.)) . كما يقول المناطقة والفقهاء . ! .
كما ذكرت فى بياناتى السابقة أيضا أن من أسباب هذا الخلاف تخبط الأستاذ البنا فى السياسة تخبطا أنساه حقوق الدعوة ومبادئها ، وانزلق بها إلى مهاو كنا نستعيذ بالله منها ، مما خيب آمال الناس فى هذه الدعوة وظنوها سلعة تباع وتشترى ، وأرجوحة بين أيدى العابثين ..
وسأترك المسائل الخلقية الآن جانبا لأريح أنوف الناس من روائحها الخبيثة ، وأبدأ منذ اليوم بالحديث - مختصرا – عن تطورات الدعوة وكيف كانت على المحجة البيضاء والنهج الواضح المستقيم ، وكيف عزت وقويت ، وكانت شوكة حادة فى حنوب الطغاة والمستعمرين حتى قوي شأنها وعز سلطانها وخشي الجميع بأسها وصولتها وكادت تصل إلى الهدف المنشود ، ثم كيف تأرجحت وتذبذبت وساءت سمعة الإخوان فى كل مكان رغم هذا الطبل الأجوف والدعايات الزائفة التى يموه بها الأستاذ البنا على الناس ، وكيف أخذت الدعوة فى التدهور والإنحلال بسبب تصرفاته وتخبطه المستمر ، وإنى بحمد الله على يقين تام أن الله سيعيدها سيرتها الأولى قوية نقية على أيدى الأطهار الصادقين الذى طوح بهم الأستاذ البنا لوقوفهم فى وجه نزواته وشهواته ، والله ولي الذين آمنوا وليعلمن نبأه بعد حين ..
وسيتناول حديثى – المجمل – أطوار الدعوة :
أولا : منذ نشأتها حتى قيام الحرب الأخيرة .
ثانيا : نحن والإنجليز وحكومة سرى باشا .
ثالثا : نحن والوفد .
نحن والعهد الحاضر .
نشأة الدعوة .

لا أظننى بحاجة إلى الإ فاضة فى هذه الناحية ، لما علمه الناس من تفصيلاتها ، سواء عن طريق المذكرات التى تنشرها جريدة الإخوان بقلم الأستاذ البنا ، أو عن طريق ما نشرته الصحف الأخرى فى هذا الموضوع .
لقد وطئت أقدام المستعمر الغاصب أرض الوطن سنة 1882م ، وكان كل همهم فى ذلك اليوم المشؤم أن يقتلو فى الشعب روح الوطنية والحماس ويقضوا على المبادئ الإسلامية الكريمة ويحولوا بين الناس وبين تعاليم دينهم القويم ، مما أشاع الضعف والإنحلال فى الأمة وأنساها معظم معانى العزة والكرامة التى يهتف بها الإسلامحتى إذا نشبت الحرب العالمية الأولى [1914] ووضعت أوزارها سنة 1918م ، هبت الأمة عن بكرة أبيها على قلب رجل واحد ، تطالب باسترداد حريتها المسلوبة ، وكرامتها المهددة ، وكانت ثورة وكانت دماء ، شعر الغاصب أنه أمام قوة شعبية صاخبة ،حسبلها ألف حساب ، وجعل يحاول ما وسعه الجهد والحيلة ، أن يخمد أنفاسها ، ويشسع الفرقة والخلاف بين أبنائها ، فخضع لإغرائه بعض المفتونين ، وصارت الكتيبة الشعبية السياسية تشق طريقها لتحرير الوطن ونيل حقوقه المغصوبة ، وكان لا بد أن تسير بجوار هذه الكتيبة السياسية دعوة تعمل من جانبها على تقويم الخلق ، وتربية الشعب على أساس الدين الخالص ، والعمل الدائب على مجد الإسلام .
وفى بلدة المحمودية على ضفاف النيل العظيم ، ارتفع صوت سنة 1920م ينادى بالتمسك بعاليم الدين والرجوع بالمجتمع المصرى إلى مبادئه الخالدة ، فانضم إليه نخبة من الرجال الأطهار ، وكونوا فيما بينهم جمعية تدعو إلى هذه المبادئ والتعاليم ، واختاروا أحمد السكرى رئيسا لهذه الجمعية ، والذى عرف بعد ذلك الشيخ حسن البنا [ مواليد 15/10/1906م ] . وكان يافعا ولمح فيه الذكاء والفطنة واختاره : [ أحمد السكرى] سكرتيرا لهذه الجمعية ، حتى إذا صلب عوده ، وتخرج بعد بضع سنين فى مدرسة دار العلوم : [1927م وهي كلية دار العلوم ] . وعين مُدرسا بالإسماعيلية ، اتفقوا على تكوين شعبة أخرى للإخوان بها ، وانضم إليهم المغفور له الشيخ حامد عسكرية ، وتعددت فروع الجماعة ، فآثر أحمد السكرى أخاه الشيخ حسن على نفسه وبايعه [ أحمد السكرى] بالرئاسة العامة ودعا الناس إلى مبايعته ..
سارت الدعوة حثيثا . وأقبل الناس عليها أفواجا ، بعد أن أبانت برنامجها واضحا جليا ، أنه الإسلام ، ومبادئ الإسلام ، وجمع الناس على تعاليم الإسلام .
نقل الشيخ حسن إلى القاهرة ، وأنشأ المركز العام بها ، ولحق به أحمد السكرى ، وفتح الله القلوب لهذه الدعوة المباركة :
ودعونا إلى عقد مؤتمر عام سنة 1938م بسراي آل لطف الله ، حيث ألقى الأستاذ البنا أول خطاب جامع له ( نشرته مجلة النذير فى عددها رقم 35 المؤرخ فى 17الحجة 1357هـ . ) . وضح فيه منهج الإخوان وكيف نشأوا ، وذكر فى صفحة (12) من العدد المذكور ، أن من خصائص دعوتهم البعد عن هيمنة الكبراء والأعيان ، حتى لا يطمس لونها الصافى لون آخر ، وحتى لا يحاول أحدا منهم أن يستغلها أو يوجهها فى غير الغاية التى نقصد إليها ..!!.
كما ذكر فى صفحة (15) أن : (( ميدان القول غير ميدان الخبال ، وميدان العمل غير ميدان القول . الخ .)) .
ثم قال : (( فى الوقت الذى يكون فيه منكم معشر الإخوان ثلثمائة كتيبة .. اطلبونى أن أخوض بكم لجج البحار واختم بكم عنان السماء ، وأغزوا بكم كل عنيد جبار ، فإنى فاعل وصدق رسول الله القائل : "" ولن يغلب إثنا عشر ألفا من قبيلة .."" وإنى أقدر لذلك وقتا ليس طويلا . )) !!.
وأظن القارئ يسائل نفسه حين قرأ للشيخ حسن البنا هذا الكلام منذ تسع سنين ، ماذا فعل الشيخ حسن البنا وقد كان لديه عقب حكومة الوفد مباشرة ألف وخمسمائة شعبة لا يقل متوسط الشعبة الواحدة بما فيها القاهرة والإسكندرية عن مائتي شخص وهو يقول دائما أن لديه أكثر من أربعين ألف جوال (كذا) سيقدم منها – على زعم جريدته – عشرة آلاف ككتيبة أولى لفلسطين المجاهدة ، ويقول أن لديه نصف مليون من الإخوان العاملين غير مليون ونصف – على زعمه – من المنتسبين .
أقول لعل القارئ يسأل نفسه :
أين هذه القوة العددية ..؟. وأين هذه الأرقام السطحية ..؟.وماذا فعلت لخير هذا الوطن المنكوب ..؟.
بل ماذا حققت من مبادئ هذه الدعوة التى دعونا الناس إليها ..؟.
اللهم لا شيئ غير ممالأة الأعداء ومناوأة الأحرار والتهاون فى حقوق الوطن ، والتقلب فى أحضان رجال السياسة رغم الإلحاح الذى كان يلحه أحمد السكرى والتقارير المسجلة والتى كان يهيب به فيها إلى تحقيق ميثاق :5ربيع الأول سنة ا360هـ (1941م) والذى عاهدنا الناس فيه على مطالبة الحكومة بعد الحرب مباشرة بتحقيق الأهداف السامية ، وغير هذا الطبل الزائف الذى يخدع الناس ، ولم يحقق لهم أملا أو يروى لهم غلة .وإلى اللقاء فى المقال التالى .
أحمد السكرى .
[ 12/11/1947م ] . [ الوكيل العام لجماعة الإخوان ...؟.]. .

يارب إحفظ مصر من  ما يبيته لها الإخوان .!. 

وإلى اللقاء مع المقال الثانى :

ودائما لكم تحات ابن عساكر المعاصر / عبدالفتاح عساكر .

اجمالي القراءات 20481