محاولة متواضعة للإجابة على سؤال صعب

فوزى فراج في السبت ٢٨ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

محاولة متواضعة للإجابة على سؤال صعب

 

فى اوائل التسعينات كنت فى طريقى الى سان دييجو كاليفورنيا لحضور أحد الإجتماعات الخاصة بالعمل, وأثناء عملية تغيير الطائرة فى مطار اتلانتا على ما اذكر, وبينما انا جالس فى الصالة فى انتظار السماح بالدخول, جلس قبالتى رجلين يتحدثان لغة لم افهم منها حرفا واحدا,ومن ملامحهما اعتقدت أنها إما يابانية او صيينيه او كورية, اقول ذلك حيث اننى لا استطيع حتى الأن ان افرق بين أبناء تلك الجنسيات او لغاتهم, وكانوا فيما يبدو من واحد من تلك البلدان فى جنوب شرق أسيا, وخلال الدقائق التى قضيتها , كانا يتبادلان الحديث بما تراءى لى انه جدال, او عدم اتفاق فيما بينهما, وكانت طريقة الحوار تبدو لى من حيث اجلس "عنيفة " بحيث تصورت انهما عما قليل سوف يتبادلا اللكمات رغم ان ملابسهما كانت فيما يبدو انيقة ونظيفة, ولا توحى بأنهما من ذلك النوع الذى يلجأ الى حل مشاكله بالقوة عندما تعجز الكلمات عن القيام بالمهمة, فى الواقع من النادر ان تجد فى الولايات المتحده خناقة او عراك بين اثنين فى الأماكن العامة كالمطارات  او المصالح الحكومية ...الخ.  وعندما اعلن عن فتح البوابه للركوب, كانت المصادفة البحته انهما جلسا بجوارى تماما, ولكى لا اطيل فى سرد القصة, نام احدهما بعد ان اقلعت الطائرة, بينما كان الأخر الذى بجوارى يقرأ, ثم تبادلنا بضع كلمات بالإنجليزية بالطبع, وفهمت منه انهما كوريين, وفى طريقهم الى سان دييجو لحضور احد المؤتمرات العلمية, وسألته من باب حب الإستطلاع فيما تصورت انه جدال إن كنت محقا فى تصورى, فضحك وقال لست اول من تصور ذلك, ولكننا كنت نتناقش فى نقطة علمية لم نتفق بعد علي كيفية عرضها على المؤتمر !! ...................

كانا يتناقشان, بلغة لم اعرفها, ورغم انهما ادميان مثلى تماما ولكن لعدم المامى باللغة التى يتحاوران بها, ذهبت الى ماذهبت اليه فى تخيل او تفسير او فهم ما دار بينهما!!!

-------------------

عندما قام النجار بصنع مائدة وستة من المقاعد من كمية من الخشب الذى يخزنه فى ورشته, ثم وضعها فى صالة العرض جنبا الى جنب مع عدد اخر من ما انتجه فى ورشته من المقاعد والموائد وغيرها من المنتجات الخشبيةعلى اختلاف أشكالها وانواعها ومقاييسها, وبعد ان اغلق الورشة, تحركت كل القطع, وبدأت تتحدث مع بعضها البعض, واعلن احد المقاعد احتجاجه على انه اصغر مقعد بين كل تلك المقاعد, ولم يدرى لماذا فعل به النجار ذلك, بينما احتج مقعد اخر على وزنه وأنه ثقيل جدا ولا يمكن لأى احد ان يحركه بسهولة مثل المقاعد الأخرى, ثم صرخت المائدة بأنها تتحمل الكثير مما لايتحمله اى مقعد لأن كل الأشياء توضع عليها, بينما احتج احد الأرفف بأنه مقيد الى الحائط طوال الوقت ولا يحركه احد من مكانه منذ ان صنعه النجار, وحاول مقعد اخر ان يشرح لهم السبب الذى دعى النجار الى أن يشكلهم بهذا الشكل, فصاح به الأخرون كيف لك ان تعرف مايدور داخل رأس النجار, انت مجرد كرسى صنعه ذلك النجار مثلك مثل الأخرين, فكيف يمكن لك ايها الكرسى الذى كان بالأمس مجرد قطعة خشب جافة ان تعرف الأسباب او تعرف حتى كيف صنعك النجار, او تعرف كيف يفكر او ما هو منطقه فى ذلك, فقال لهم , اننى احد كراسيه المفضله الذى استغرق وقتا طويلا فى صنعى وتشكيلى, بل اننى الوحيد الذى صنعنى بهذا الشكل, فقال له كرسى اخر, كم انت احمق, انت لا تعرف الوقت الذى استغرقه فى صنعنا , كما انك لم تكتمل بعد فأنت اخر انتاجه, وسوف يكمل صنعك ربما غدا وعندما تكتمل ستكون مثل ذلك المقعد على يمينك تماما, فأنت واحد من مجموعه من ست مقاعد!!!!

-------------------------------

لقد تساءل الإنسان منذ أدرك المعرفة ومنذ انزلت أديان التوحيد ان كان مسيرا ام مخيرا, سؤال طرحه على نفسه منذ مئات او ألاف السنين, ولم يأتنا ممن أجابوا او حاولوا الإجابة على هذا السؤال إجابة شافية  او حاسمة عنه. فهناك من يقول انه مسير تماما, وهناك من يقول انه مخير تماما وهناك من يقول انه مسير فى أشياء ومخير فى اشياء اخرى, وسوف نحاول ان نتعرض لهذا السؤال اليوم بطريقة غير تقليدية , فالطرق التقليدية التى تعرضت له من قبل لا حصر لها, ولن نزيد عليها او ننقص منها ان عالجناها بنفس المنطق او نفس المدخل سواء من الناحية الفلسفية او الدينية او كلاهما و سواء من أيات القرآن او بدونها , فكلها تم التعرض لها من قبل مئات المرات.

من الطبيعى ان يتعجب القارئ مما كتبته أعلاه عن المقاعد والموائد وعما دار من حوار بينهم, ومن الطبيعى ( او على الأقل بمفهومنا ومعرفتنا البشرية) ان المقاعد او الكراسى والرفوف لا تتحدث, ولن تقوم بثورة بعد ان يغلق النجار ابواب الورشة, ولكنى اردت بذلك المثال ان اضرب مثلا مع الفارق اللامحدود, بين ان يصنع النجار كرسيا وأن يخلق الله سبحانه وتعالى أدميا. فماذا لو كان ذلك قد وقع,ولنتخيل مثلا لأننا لا نفهم لغة الكراسى والموائد  إن كانت لهم لغة يتحاورون بها, ان ذلك يمكن حدوثه, مجرد تخيل, هل يمكن ان يعرف احد الكراسى الخشبية شيئا عن النجار الذى صنعه!!, لو كان ذلك الكرسى , اقول ((لو)) كان ذلك الكرسى يستطيع ان يسأل او ان يحاور او ان تكون له إرادة بشكل ما, هل يستطيع ذلك الكرسى ان يعرف كيفية صنعه, او ماذا كان النجار يفكر عندما كان يصنعه, او السبب الذى جعله يصنعه بهذا الشكل وفى ذلك الوقت او المكان بالذات, او من هذا النوع من الخشب!!, لذلك يمكن لك ايها القارئ ان تتخيل المهزلة التى يمكن ان يؤدى لها تساؤل ذلك الكرسى او المهزلة التى يمكن ان يؤدى لها ادعاءه او الإحساس الذى طغى عليه بأنه يعرف وأنه يمكن له ان يتساءل وأن يعرف او يخمن الإجابه على اى شيئ  يتعلق بصنعه, او أنه يمكن ان يقَيم أفعال النجار بمنتهى البساطة.

اننا كبشر للأسف , ولأنه ليس لنا إلا ماأوتينا من العلم والمعرفه مهما تصورنا انها غير محدودة فهى محدودة سواء شئنا ام لم نشأ, محدودة بأشياء كثيرة اهمها بشريتنا الضعيفة التى لا تستطيع حتى يومنا هذا برغم ما يخدعنا غرورنا بما احرزناه من تقدم علمى ,( وذلك الغرور ينبع بلا شك من مقارنة يومنا بأمسنا او مقارنه جيلنا بأجيال ماضية , فبغير تلك المقارنه, لم يكن لنا ان نحس او ان نقتنع بأننا نتقدم, ولكنا لا نستطيع إلا ان نشعر بأننا محلك سر, مثلنا مثل كل الأجيال السابقة), أقول بشريتنا الضعيفة التى هى فى الواقع لا تختلف كثيرا عن البشر من قبل بالرغم من ما نراه من تغيير,و ما نراه من تقدم علمى او تكنولوجى عمن قبلنا, فهو قشرة تافهة لا تحسب بالقياس الى عملية خلق الإنسان فى حد ذاتها, ولكى نقارن ذلك التقدم البشرى بعملية خلق الإنسان, فلنقارنها او فلنقيمها بما يمكن له ان يحققه وما يمكن له ان يتحمله, إن فيروس تافه لا تستطيع ان تراه حتى بميكروسكوب, هذا الفيروس يمكن ان يهزم ذلك الإنسان الضخم القوى ويمكن ان ينهى حياته, مجرد فيروس!!!!!! وكل العلم وكل ما اكتشفناه فى معرض التكنولوجيا وغيرها, لا يستطيع ان يقف امام فيروس أضعف من الضعف نفسه ان صح التعبير, وإن كان لا يستطيع ان يقف امامه بل لا يستطيع ان يخلقه, فكيف بخلق الإنسان نفسه!!

إذن, فعندما نتحدث عن عملية الخلق, فنحن كبشر يمكن ان نطلق لخيالنا العنان, ويمكن بطريقة لا إرادية أن نقنع أنفسنا اننا ((نفهم)) ما هى عملية الخلق, فنحن نطلق مجازا على بعض الأعمال الأدمية بأنها تشبه الخلق الى حد ما, سواء كان ذلك فى مجال الفن او النحت او التصوير...الخ مما شابه ذلك, نعتقد ان المبدع او الفنان قد خلق شيئا, او ان المخترع قد خلق شيئا, والحقيقة اننا كبشر لا نستطيع ان ( نخلق ) اى شيئ  مطلقا, ولا حتى نفحة هواء, كل شيئ نفعله له مكونات, نحن قد نغير تلك المكونات, قد نغيرها فنيا او علميا او كيمائيا او كهرومغناطيسيا...الخ, ولكن ان نخلق شيئ فهذا مستحيل, فعملية الخلق هو ان تبدأ من العدم تماما, من لا شيئ, وتنتهى بشيئ, حتى الكلمات التى نظن اننا قد جئنا بها من لا شيئ, لا تحقق ذلك الغرض او تتفق معه فنحن نبدأ بقاموس من الكلمات التى لم ( نخلقها ) نحن, وحتى لو استطعنا ان ( نؤلف ) كلمة جديدة, فلم نخلقها لأنها تكونت من حروف لم نخلقها نحن..................الخ.  خلاصة ذلك أننا لا نستطيع ان نخلق حتى ذلك الفيروس, فإن كنا لا نعرف عملية الخلق, فكيف يمكن ان نحكم على الخالق, كيف يمكن لنا مجرد ان نتصور اننا نستطيع ان نفهم الخالق او ندرى كينونه عملية الخلق او ان نناقش ما يفعله فى عملية الخلق!!!!

قلت اعلاه اننى لمجرد عدم معرفتى بلغة ما لم استطع ان افهم ما دار بين اثنين أدمين مثلى تماما, بل اننى عندما حاولت ان أخمن او ان افسر ما رأيته وسمعته منهما, كنا مخطئا بشكل مخزى, فكيف بنا نحن بنى البشر ان نسأل او نتساءل عما يفعله الخالق فى خلقه او لماذا فعله.

نأتى الى موضوع المقاله عن مسألة مسير ام مخير, وتعريفنا لذلك هو ان كان ما نفعله فى حياتنا هو بمحض ارادتنا نحن ( مخير) ام ان كل مانفعله مرسوم ومقدر من قبل وما علينا إلا ان نتبع ما هو مرسوم مسبقا ( مسير), واللغز الذى لا يستطيع الكثير من الناس ان يفهموه هو كيف يكون طبقا للقرآن كل شيء فى حياتنا معلوم لله عز وجل حتى قبل ان نخلق وقبل ان يحدث, ثم بعد ذلك يكون لنا مطلق الإرادة, ثم يكون علينا ان نحاسب ان اخطأنا او نكافئ إن أصبنا. هى فعلا معادلة صعبة, وسؤال او تساؤل منطقى. دعنا مرة اخرى نضرب مثالا على ذلك وإن لم يكن المثال على مستوى التساؤل ولكن من اجل التوضيح القليل, نفترض اننى فى منزلى اعرف ان ابنى لا يحب الشيكولاته بينما ابنتى تحب الشيكولاته, عرفت ذلك بناء على ما شاهدته منهما, ثم ذهبنا الى مكان سوف يقدم فيه شيكولاته للجميع, فمن المتوقع ان ارى ابنى يحجم عن اكلها بينما من المتوقع ان أرى إبنتى تقبل عليها وتأكلها, فى هذا المثال , كان ما فعله كلاهما بمحض إرادته المطلقه, وليس لى او لمعرفتى عنهما دخل فى ذلك, بل كان من الممكن جدا ان يقرر ابنى ان يجرب تلك الشيكولاته لأنها تختلف عما ألفه من قبل كما كان من الممكن ان ترفض ابنتى تلك الشيكولاته ربما لأنها اكتفت بما اكلته قبل ان نحضر او لأن تلك الشيكولاته ليست مألوفة لديها, كان ذلك التصرف منهما محتملا, ومن ذلك نرى ان ما فعلاه كان بمحض إرادتهما تماما, رغم علمى المسبق عن كلاهما.

بالطبع المثال السابق لا يجيب او يشرح  شيئا عن التساؤل , لأنه كما قلت جاء به احتمال ان يفعلا عكس ما توقعت, وفى حالة مسير ام مخير ليس هناك اى احتمال ان يفعل الإنسان عكس ما هو معلوم مسبقا عنه. ولكن مرة اخرى , ليس هناك انسان يمكن ان يعرف او يدرك معنى ( علم الغيب) الذى يملكة الله  عز و جل, ولذا فمن الصعب او المستحيل ان اضرب مثالا مشابها حتى وإن اردت, لأنى ببساطة مثلى مثل اى إنسان اخر لا اعرف ما هو علم الغيب, ولا اعرف اقل ما يمكن ان يعرف عن علم الغيب الإلهى, وكل ما نعرفه كبشر عن علم الغيب هو علم ما لم يحدث بعد قبل ان يحدث, هذا هو تعريفنا كبشر لذلك العلم, ولكن هل هذا التعريف دقيق؟؟؟؟؟ هل هذا هو فعلا حجم تعريف علم الغيب الإلهى ؟؟؟؟ الإجابه بكل ثقة , هى لا , نحن لا نعرف ولسنا حتى متأكدين ان تعريفنا لعلم الغيب الإلهى هو ما نتخيله, ومن ثم تكون الحيرة والتساؤل عن مسير ام مخير, ليس لدينا صورة حقيقية او حتى قريبة من حقيقة علم الغيب الإلهى, ولكن كل ما نعرفه عنه هو تصورنا لذلك العلم , ثم عدم مقدرتنا على التفريق بين حقيقة ذلك العلم وبين كيفيه الربط بين العلم والحدث نفسه, فنتخيل انهما مرتبطان , اى العلم المسبق بالحدث, والحدث نفسه او الإرادة او الإختيار الذى يؤدى به او اليه.

مثال اخر, تخيل ان احدهم ينظر من نافذته الى المدينه, فيرى حسب ما تسمح به مقدرة عيناه, يرى بيوتا ويرى ونوافذا وهذا اقصى ما يراه, ولكن ان كان له صديق يقف بحانبه تماما و ينظر خلال تليسكوب, فسيرى اكثر مما يراه, سيرى ما خلف تلك النوافذ, سيرى ربما جريمة قتل ترتكب خلف احدى النوافذ, او يرى اما تداعب ابنها او يرى لصا وهو يسرق ما خف حمله وغلا ثمنه, ولكنه لم يسبب اى من تلك الأشياء التى يراها, كما ان تلك الأشياء تحدث فعلا رغم ان الصديق الأخر الذى لا ينظر من خلال المنظار لا يراها, ربما يكون هذا اقرب تصوير لعلم الغيب من وجهة نظرى البشرية الضعيفه, ان الله سبحانه وتعالى له المقدرة على رؤية ما هو قادم ليس عبر المسافات كما هو فى المثال السابق ولكن عبر الزمن.

من البديهى ان نعرف ان السؤال عن ان كان الإنسان مسير او مخير, ينبع من منطلق الحساب الإلهى يوم القيامة وعن ما إذا كان الإنسان مسؤولا عن افعاله بمعنى انه فعلها بمحض ارادته, ولذلك يحاسب عليها , خيرا ام شرا, ونعلم أيضا ان هناك اشياء لا دخل للإنسان بها, لأنه خلق بها, اى ان الله عز وجل اعطاها له او منعها عنه, نعرف ان موعد او مكان مجيئة لهذه الدنيا ليس من الاشياء التى كانت بإختياره, نعلم انه لم يختار من هم ابواه, نعلم انه ان كان ذكيا ام غبيا, ليس له فى ذلك خيار, ونعلم انه إن عاش فقيرا او ولد وعاش غنيا, ليس له فى ذلك اختيار, نعلم انه ان كان صحيح الجسم موفور القوه ام كان مريضا طوال حياته ليس ذلك من اختياره.......الخ,  ولقد ضربت اكثر من مثال فى مقالاتى من قبل عن أشياء لابد ان الله يأخذها فى الإعتبار عند حكمة على اى من مخلوقاته, ومثالا اخر من ورشة النجار اعلاه, إ ن النجار الذى يصنع مقعدا من الخشب الأبيض الضعيف لا يتوقع ان يتحمل وزنا كبيرا مثل مقعد اخر صنعه من خشب صلب مثل الزان, وبالتالى فإذا انكسر ذلك المقعد تحت وزن كبير اكبر مما يتحمله, فلا يستطيع النجار ان يوجه اللوم الى ذلك المقعد , اليس ذلك منطقى, وتلك بعض من الأمثلة التى لايدخل اختيار الإنسان فيها ولكنها من ما اعطاه الله, ولا يجازى عليه ولا ينبغى له, اما ما خلى ذلك وهو أيضا لا يعد,فهو من اختياره بكامل إرادته, كقراءة هذه المقاله مثلا او اعادة قراءتها او عدم قراءتها او قراءة جزء منها فقط, هذا يتم بإختيارك تماما ولست مسيرا فى ذلك, وبالتالى ان كانت قراءة هذه المقاله سوف تؤدى بإحدهم الى الجنه او الى الجحيم, فهو فى ذلك ((مخيرا)) ألا تتفق معى فى ذلك !!

اجمالي القراءات 44886