دعوة للتمرد ..

عمرو اسماعيل في الأربعاء ١٨ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

إني أعترف أن هذا المقال هو دعوة تحريضية للتمرد ولكنه التمرد السلمي .. وفيه بين السطور أكثر مما تقوله السطور ..
دعوة أعترف أنني لم استطيع العمل بها في شبابي فقد كنت وللأسف مازلت لا استطيع الا أن أكون مجرد شاه في القطيع ..
مهما حاولت التمرد فالقطيع هو أقوي مني ولا أستطيع منه فكاكا ..
هي دعوة تحريضية للشباب أن يسأل لماذا قبل أن يقول نعم وقبل فوات الأوان.. أعترف مقدما أنها تعويض عن فشلي في التمرد وتقاعسي عن قول كلمة لماذا عندما كان يجب قولها..
هي دعوة للشباب ألا يفعل الا ماهو مقتنع به .. بعد أن يسأل ويبحث عن الاجابة ..
دعوة للشباب ألا يطيع إلا عن اقتناع ..
أن يناقش ويسأل ولايخجل من السؤال ..
أن يناقش والديه في المنزل .. بحب واحترام .. نعم .. ولكن يجب أن يسأل لماذا ؟ وإن اضطر الي عمل ماهو غير مقنع له ارضاءا لهما .. فيجب أن يعرفا ذلك .. وهذا ليس تقليلا من حبه لهما .. بل هو اعتراف بفضلهما .. وتضحية في سبيلهما ..
أن يناقش ويسأل المدرس في المدرسة والاستاذ في الجامعة .. فالنقاش والسؤال ليس تقليلا من الاحترام بل هو تبجيلا للمعلم ورفعا من مستوي أداءه لعمله ..
ألا يذهب ليصلي في المسجد او الكنيسة إلا إن كان مقتنعا بذلك وليس رياءا ونفاقا للمجتمع .. فالله ليس بحاجة للمنافقين ..
ألا يسمح لرجل دين أو من يدعي أنه من الراسخين في العلم  أن يأمره بل يطلب منه أن يقنعه .. أن يقرأ أي كتاب مقدس ليفهم ويتدبر وليس كمجرد عادة او بركة .. وأن يبحث عن إجابة اي سؤال يحير عقله ولا يخجل من ذلك .. فالله مرة أخري ليس بحاجة للمنافقين ولكنه يحب المؤمنين عن اقتناع ..
ألا ينافق زميلا أو رئيسا في العمل .. بل يجب أن يقول رأيه بأدب نعم ولكن بوضوح وصوت مسموع ..
إني أحرض الفتاة ألا تتزوج إلا بمن تقتنع به عقلا وعاطفة .. وليس إرضاءا لأب أو أم أو مجتمع .. نعم رأي الأهل والمجتمع له اعتبار.. ولكنه في النهاية رأيا استشاريا وليس فرضا أو إجبارا.. ونفس الشيء ينطبق علي الشاب .. فالزواج هو حياة سيعيشها هو أو هي وليس الاب او الأم أو المجتمع .. والزواج هو اختيار وتحمل لمسئولية هذا الاختيار ..
إني أحرض الشباب أن يشارك في الحياة العامة .. في المدرسة والجامعة والحي .. أن يشارك في الحياة السياسية ترشيحا وانتخابا ,, وألا يعطي صوته إلا لمن يقنعه ويفيده .. وألا يتأثر بمشاعر القبيلة او العرف أو العادة ..
إني أحرض اي شاب او فتاة ألا يدرس إلا ما يستهوي عقله .. والا يمتهن المهنة إلا التي يحبها .. إلا اضطرارا في سبيل الكسب الحلال ..
الأحرار فقط هم القادرون علي العطاء والحب .. والقادرون علي أن يفيدوا مجتمعاتهم و أوطانهم .. والقادرون علي الابداع والانتاج ..
والحرية اساسا هي حرية الاختيار الناتج عن الاقتناع وليس الاختيار الناتج عن الضغط والقهر .. قهر العادات والأعراف والقبيلة والاستبداد ..
أنها دعوة للشباب أن يتمرد ليبني مجتمعا حرا .. قائم علي الإقناع وليس الإجبار .. علي الحرية وليس علي الاستبداد ..
إنها دعوة للتمرد في سبيل مستقبل أفضل .. أكثر إشراقا وحرية وحيوية..
وهي في نفس الوقت اعتراف بفشل ومواساة للنفس لضياع الكثير من الاحلام واعتذار أتمني أن يصل لمن اريد أن يصل اليه ..
إن ثقافة القطيع كانت ولا تزال أقوي مني فقد ضاع الحلم ومر العمر .. والأمل هو في الشباب .. فنحن أجيال لا أمل منها أو فيها..
إني أعتذر فلست قادرا أن أقف أمام تيار هو أقوي مني .. تيار فيه من أحبهم ولا أملك القدرة علي أن أفقدهم ..

ولكن اليس من حقي أن أحلم ..
..
من حقي أن أحلم أن تكون عندي القدرة أن أعبر عن أرائي السياسية والثقافية والدينية .. طالما أفعل ذلك بطريقة سلمية .. دون أن يكون هناك سيفا مسلطا عل عقلي ولساني اسمه الرقابة الحكومية .. أو الرقابة التي يفرضها لبمجتمع أو بعض الجماعات التي تدعي امتلاك الحقيقة ..

ولأنني احيانا كثيرة لا أستطيع أن أعبر عن حلمي علنا .. أدعو الشباب الي التمرد حتي لا يصبحوا مثلي .. مجرد شاه في قطيع ..

اجمالي القراءات 7914