من خلال علم الصوتيات
خاتم النبيين

محمد هيثم اسلامبولي في الإثنين ١٦ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

قال تعالى : (ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيءٍ عليماً ) (40الأحزاب). ( ولكن) الاستدراكية تنسب لما بعدها حكما مخالفا لما قبلها.
التحليل الصوتي : للفظ ( ختم )
كتاب الخاء ( خ) : صوت يدل على رخاوة وطراوة .
كتاب التاء ( ت) : صوت يدل على دفع خفيف متوقف .
كتاب الميم ( م ) : صوت يدل على جمع متصل مصدري.
إن اجتماع هذه الأصوات مع بعضها ، تدل في الواقع على ظاهرة الخاتمية فعل وفاعل (ختم ، وخاتم ) وكل صوت يضيف إلى الصوت التالي، معنى مضافاً إلى النهاية، حتى تتكون شخصية اللفظ الدالة على خصائص المدلول .
 ابتداء من صوت (الخاء) الدال على طراوة ، والتي تفيد أن النبوة علاقة لين ايجابي مع العالمين؛ وخاصة إمام الأنبياء وآخر الخاتمين ، محمد ( فبما رحمة من الله لنت لهم ) 159ال عمران
 وبصوت (التاء) الدالة على دفع خفيف متوقف؛ حيث جعل الله العليم بكل شيء ، القرآن الكريم ختماً، بمثابة علامة على طبع النبوة ، بالصلاح والصدق على مر الزمكان، من خلال ذكرهم فيه أو تقيدهم بأحكامه كاملة، فهي علامة ثابتة لإعلام الناس بهم، فلا يضلوا عنها بغيرهم، (ورسلا قد قصصنا عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك )164النساء وقوله ( وكفى بالله شهيداً ) 166 النساء
 وانتهاءً بصوت (الميم) الدالة على جمع متصل، ونجد هذا الأمر يتحقق في نهاية فعل الخاتمية، وأن مصداقية جميع الأنبياء، متصلة بمصدر التصديق ، بختم القرآن الكريم ، وبإمامة خاتم النبيين محمد رسول الله  ، وذلك بمتابعته إلى يوم الدين، فلا يتابع غيره ، ولا خاتم بعده ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ) 9 الصف (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) 3 المائدة
فالخاتمية تعني ختم وخاتم، وتظلل جميع الأنبياء الصادقين، من أصحاب رسالة أو تابعين، مثل النبي هارون عليه السلام وغيره ، وتسري عملية التصديق على مر التاريخ .
إذاً ختم النبوة ، هو اللبنة الأخيرة في البناء النبوي الخاتمي ، الذي أرخى غطاء من كمالات الحق، والخير والجمال، ثباتاً وتصديقا، مادامت الشمس تطلع من المشرق .
محمد هيثم اسلامبولي
6/2008

اجمالي القراءات 11826