و جاءت سكرة الموت بالحق

علي عبدالجواد في الأحد ١٥ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

وجاءت سكرة الموت بالحق !!
توقف القلب أثناء إذابة الجلطة القلبية آلتي المت بى أثناء مناقشة حادة حول عدم مشروعية ضرب الزوجة فى الإسلام
ثم عاد القلب بإذن الله يدق من جديد بعد صدمات كهربائية و ضربات يدوية حتى تستوفى نفسى أجلها الذى أجل لها
فبماذا كنت أفكر فى اللحظات الحرجة من أول الشعور بألم الجلطة ثم توقف القلب ثم العودة مرة أخرى الى الحياة ؟
عند الشعور بألم الجلطة الحاد فى وسط الصدر انحسر التفكير فى سبب الألم و هل سيزول إذا جلست أم لا ؟
و عند الجلوس و الاسترÎrc;اء إزداد الألم فى وسط الصدر فلم استطع إلا الاستلقاء على الارض و فى هذه الحالة انعدمت السيطرة على اخراجات الجسم
و من لطف الله فى قضاءه أن جاء بطبيب مشهور يستمع الى المناقشة قبل حدوث الجلطة بنصف ساعة والذى قرر نقلى فورا الى المستشفى و لم يمر على بداية الجلطة الا حوالى ساعة واحدة
وعند وصولى الى المستشفى بعربتى الخاصة يقودها صديقى الصحفى وأنا مستلقى بجواره لا أفكر الا فى الوصول الى قسم الطوارىء الذى قرر ادخالى فورا الى العناية المركزة المجهزة بالاجهزة و الاطباء المتخصصين الذين باشروا عملهم
وكانت الشهادة لا تفارق لسانى و أنا أرى الاجهزة تعمل حتى أصبت بدوخة انسحب معها الوعي تماما و هذه هى فترة توقف القلب عن الحركة
ثم عاد الوعى برؤيتى لجهاز الصدمة الكهربائية الاصفر يعود الى مكانة و الابتسامة على وجوه الاطباء الذين كانوا يسألوننى هل ذهبت الدوخة و هل ذهب الالم ؟
و استمر عمل الاطباء حتى اطمأنوا الى ذوبان الجلطة و انحسار المها عن صدرى
و بعناية الله تم عمل اسطرة لتركيب دعامات فى الاوردة الضيقة
وها أنا ذا فى فترة الاربع اسابيع المحددة لحركتى حتى أعود الى سابق عهدى
و خلاصة القول أن سكرة الموت هى الحالة آلتي لا يسيطر الانسان على حواسة ولا يشعر بأى الم و لا يفكر فى شىء الا الانصياع للسكرة الى الموت !!
و لثوانى معدودة أتذكر()كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (آل عمران:185)
و الاستسلام التام بدون شعور بأى ألم !! فلا حول و لا قوة الا بالله
)وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) (قّ:19)
)يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) (الحج:2)
و هذه السكرة أى فقدان الوعى هى من رحمة الله على الانسان عندما يأتى أجله !!!
اللهم اشف مرضانا و مرضى المسلمين ------ آمين

اجمالي القراءات 28008