غد الأمس و دستور اليوم
إبراهيم عيسى و البنج لتخفيف آلام الموت

شادي طلعت في السبت ٠٧ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الواقع أن العنوان من الممكن أن يكون معبرآ عن محتوى المقال و حتى أوضح لكم فدعونا نرجع بالذاكرة إلى الوراء قليلآ بالتحديد من يناير من عام 2005 عام الإنتفاضة المصرية و المطالبة بالتغيير عام التعبير عن الرأي و إخراج المكبوت ففي بداية هذا العام وضعت مصر تحت ضغط دولي كبير لإلزامها بتطبيق الديمقراطية و الواقع أن النظام قد تعامل مع الأزمة التي وقع فيها بذكاء شديد بعد تشكيل لجان لصياغة أساليب الخروج من المأزق الدولي و في هذا العام بدأت صحيفة الغد و التابعة لحزب الغد في الإنتشار الرهيب ، و بعدها بفترة قليلة ظهرت جريدة الدستور و الغد كان المسؤل عنها " أيمن نور " و الدستور كان المسؤل عنها " إبراهيم عيسى " و أنا هنا أريد أن ألقي نظرة معكم على " غد " الأمس و " دستور " اليوم لسبب أود أن أعرف إجابته من إبراهيم عيسى شخصيآ و أنا أعلم أنني لن أعلم السبب منه لصعوبة لقائه جدآ فلطالما حاولت دعوته إلى العديد من المؤتمرات و الندوات بشتى الطرق إلا أنني أعترف أنني فشلت في دعوته و فشلت في أيضآ في محاولة لقائه فلقائه قد يكون أصعب من لقاء رئيس الوزراء مثلآ ! بينما كان لقاء شخص مثل " أيمن نور " سهل و في متناول الجميع !
إن الفارق بين جريدة " الغد " بالأمس أنها لم تكن جريدة عادية فهي قد تكون بعيدة عن المادة الصحفية و قد تكون في ذلك الوقت من أقل الصحف إنخفاضآ في المادة الصحفية و لكنها كانت أكثرها مبيعآ و إنتشارآ و السؤال هنا لماذا كانت أكثر الصحف مبيعآ مع إنخفاض المادة الصحفية بشكل ملحوظ ؟ و الإجابة لأنها لم تكن تعتمد على المادة الصحفية بقدر ما كانت تعتمد على إثارة عزيمة الناس و إخراج حاجز الخوف من نفوسهم و دعوتهم إلى العصيان المدني كانت تدعوا الناس للثورة و التغيير و أنا لا أدعي هذا الكلام فأنا أسرد واقع و حقيقة كانت قائمة و هو أمر معروف للقاسي و الداني ، و الحقيقة أن الناس كانت تتعامل مع دعوات الجريدة بكل إحترام بل إنها كانت قد وصلت لمرحلة تلبية نداء الجريدة ، و زاد عدد الغاضبين في مصر و زاد عدد المطالبين بالتغيير و إنتعشت حركة " كفاية " و إنتعش حزب الغد الذي ولد كبيرآ و أصبح له صوت مسموع محليآ و دوليآ و الفضل في ذلك يعود إلى جريدة " الغد " و لكن " غد " الأمس .
أما جريدة الدستور فهي موضوع آخر فهي جريدة و تذكر كل ماهو سيئ في مصر و تتناوله بالنقد و التحليل و هو أمر جيد جدآ و هي جريدة تبتعد عن دعوة الناس إلى عصيان مدني مثلآ أو إخراج المكبوت عند الناس أو دعوتهم للتغيير مثلآ ، هي تبتعد عن كل ذلك و الواقع أن رئيس تحرير الجريدة رجل ذكي جدآ فله أسلوبه الصحفي الرائع الذي يجلب كل من بدأ في قراءة مقاله على أن ينهيها ، و له رؤية لا ينافسه فيها أحد في إختيار المانشيتات ، و لذلك نجد أن الجريدة الآن هي من أعلى الصحف مبيعآ في مصر و لكن ليس لها آثار في الشارع المصري فالفرق كبير بين " دستور " اليوم و " غد " الأمس كبير و مختلف من حيث النتيجة . 
و يعود هذا الفارق إلى أن الناس بالأمس كان تثار عزيمتهم و يخلعون عن أنفسهم برقع الخوف كلما طالعوا جريدة الغد بالأمس !
أما الآن فالناس قد أصبح لها مشاكل أخرى عديدة قد زادت أضعافآ و مع ذلك فإنها تقرأ " دستور اليوم " فتتخدر أعصابها و يشعرون بالراحة النفسية كلما إطلعوا على جريدة الدستور و التي إكتفت بذكر الواقع الأليم و سرده و تحليله ، و أصبح الناس يشعرون بأن تلك الجريدة تقتنص لهم جزء من حقهم بالمادة الصحفية التي تنشرها دون بذل أي جهد لتغيير واقع الناس المؤلم أو دعوتهم إلى الثورة أو التغيير !
فهل جريدة الدستور ما هي إلا حقنة بنج يتعاطاها الشعب المعذب يومآ بعد يوم هل أصبحت تلك الجريدة تخفف آلام المعذبين مما يتلقوه من عذاب شديد ! إن الشخص الذي يموت و هو مخدر ليس كمن يموت و هو مستيقظ .
فإن كان هذا هو دور تلك الجريدة فحقآ عدم وجودها سيكون أفضل .

ليت إبراهيم عيسى يجيبني فأيمن نور قد أجابني بالأمس .

 

 

shadytal@hotmail.com

اجمالي القراءات 12672