تساؤلات من القرآن لأهل القرآن – 20

فوزى فراج في الأحد ١٨ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

تساؤلات من القرآن لأهل القرآن – 20

1-    إنتشرت الرشوة فى مصر وفى مجتمعات اسلامية اخرى بطريقة غير مسبوقة , (بل      نجدها أيضا فى مجتمعات متقدمة وإن كانت ليست بهذا الحد من الإنتشار او بالشكل المتعارف عليه فى مصر مثلا),بحيث اصبحت جزءا لا يتجزأ من الحياة بل اصبح ما عداها إستثناء, ولقد سمعت " فتاوى" تدين الراشى والمرتشى على حد سواء, وقد قال سبحانه وتعالى فى سورة البقرة أية رقم 188 (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) , ومن الواضح لى أنا على الأقل, اللهم إلا ان كنت مخطئا تماما, أن هذه الآيه تتعامل مع ما نعرفه اليوم بالرشوه, ولا اعرف ان كانت بنفس المسمى فى زمن الرسول ( ص), غير ان معنى الآيه هنا هو نفس معنى الرشوة بما يمارسه الأغلبية العظمى, فهل نفهم من الآيه ان ذلك الفعل الذى ينهى الله عنه, يخص كلا من الراشى والمرتشى على حد سواء ام انه يخص المرتشى فقط والذى فى معظم الأحيان يجبر الراشى على رشوته وإلا تعرض الى ما لا تحمد عقباه, ام ان العقاب يختلف بينهما, ويذكرنى ذلك ايضا بالربا بالمفهوم القرآنى المتفق عليه وتحريمه على الذين يأكلون الربا وليس الذين تضطرهم الحياة الى دفعه , وإن كان ذلك موضوع اخر.

 

2-    فى الآيه رقم 196 من سورة البقرة (وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) وهنا فالآيه تتحدث عن كلا من العمرة والحج, بما يتضح انهما طقسين مختلفين, والمفهوم العام بين الناس ان الحج يكون فى العاشر من ذو الحجه فقط, وقد نوقش الموضوع على هذا الموقع وكتب د. منصور وغيره مقالات عن ذلك تدحض تماما هذا المفهوم الموروث , والسؤال الذى اود ان أسأله , ما هو الفرق بين الحج والعمرة فى القرآن, اذ ان القرآن فيما يبدو فى الآيات اللاحقه لتلك الآيه قد تحدث بالتفصيل عن الحج, ولكن لم أرى كثيرا مما قيل عن العمرة فى حد ذاتها.

 

 

3-    فى الآيه رقم 220 (فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) , تبدأ الأيه بكلمات فى الدنيا والأخرة , ويبدو ان هاتين الكلمتين لا علاقة لهما بما تلى من الآيه, فهل هما تكلمة للآيه السابقة (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) إذ بيدو ذلك منطقيا( الى حد ما) من حيث المعنى, اى لعلكم تتفكرون فى الدنيا والأخرة, ولكن ذلك أيضا يدعو الى التساؤل, ان كانت كلمتى فى الدنيا والأخرة هما تكلمة للآية السابقة, فلماذا لم تشمل الآيه السابقة عليهما, بل ان كانا جزءا من الآيه , فهل يعنى ذلك ان الناس يفترض انهم يتفكرون فى أيات الله التى يبينها حتى بعد الحساب فى الأخرة, ثم ماذا تعنى كلمة ( العفو) على وجه التحديد فى ما يتعلق بالإنفاق.

 

4-    اما الآيه رقم 222 (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) فأعرف انها قد نوقشت عددا كبيرا من المرات, ولكنى حتى الأن لم اجد تفسيرا لكلمة ( من حيث امركم الله ) , وبالرغم من منطقية المعنى وبالرغم من المتعارف عليه والمتفق عليه والفطرة...........الخ, فهل هناك ما يشير الى مكان هذا الأمر فى القرآن, هل هناك آيه مباشرة تفسر ان الله امر الرجال فيها بذلك المكان المقصود فى تلك الآية.

 

5-    فى النهاية , وحتى ننتهى من سورة البقرة, فى الآيه رقم 282 ( ....... وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ ...... ) كلمة شهيدين استعملت بدلا من شاهدين, ومفرد هذه الكلمة " شهيد" والأخرى مفردها شاهد, فلماذا استعملت تلك الكلمة , وهل هناك فارقا بين شاهد وشهيد من حيث استعمال الكلمة, إذ ان كلاهما استعملت فى القرآن فى مواضع كثيرة مختلفة.

أرجو للجميع التوفيق فى الإجابة على تلك التساؤلات وأدعو الله ان يتم نعمته علينا وان يدخلنا مدخل صدق وان يغفر لنا ويرحمنا فهو أرحم الراحمين.

اجمالي القراءات 22141