زواج الصغيرات
الاديان الارضية وعورة زواج الصغيرات

زهير قوطرش في الإثنين ٠٥ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


الاديان الارضية وعورة زواج الصغيرات.
 في هذاالمقام أحببت أن أكمل ما قام به العزيز رمضان عبد الرحمن ،لعلنا معا نكون قد وفينا الموضوع حقه.


العالم بأسره ومن خلال وسائل الاعلام السريعة في نقل الحدث و في بث الأخبار التي فيها تشويه لصورة الاسلام والمسلمين .تناقلت خبر طلاق طفلة في الثامنة من العمر ،تزوجت ،وتقاضي زوجها ابن الثلاثين من العمروتطلب الانفصال عنه .قالها لي صديقي ،وهو من الاوربين الذي يحب الاسلام...بأي عالم حدثت هذه الحادثة،وبأي عصر؟ وهل te; الاسلام يبيح ذلك؟ أنا لاألوم هذا السائل إذا عرف أن الشرع المستند الى التراث الاسلامي السني أو الشيعي يبيح ذلك استنادا الى تأويل بعض الايات ،واستنادا الى أحاديث منشورة هنا وهناك في كتب التراث.والتي تستند الى حادثة زواج الرسول (ص) المزعوم بعائشة وهي طفلة .لا ألومه إذا كفر بهذا الدين وهذا الشرع ..أي دين هذا ُمنزل من خالق عليم حكيم يسمح بمثل هذه التصرفات ...وهل يقبلها أي مشرع لأبنته ،اتحداهم جميعا ،أن يقبل أحد علماء النقل بدون العقل لابنته هذا المصير رغم ايمانه المطلق أن الشرع يجيز ذلك ...أي شرع.... أنه شرعهم الدنيوي شرعهم الذكوري ...معاذ الله أن يكون شرعا من الله.... عز وجل....
مع كل اسف قلت لصديقي ...وأنا لم اتعود الكذب أو المجاملة ....إن المضطلع على فقه المذاهب الاربعة مع كل أسف اكثر علمائها يجيزون بالعموم هذا النوع من الزواج!!!!
لكن السؤال الجوهري على ماذا استند هؤلاء؟ وما هي مرجعيتهم؟
من خلال ما توصلت أليه هم يستندون على الآية الكريمة .
"واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن"
الاية تقول بصريح العبارة ،وتوضح حال المرأة اليائسة من المحيض عدتها أي إذا مات زوجها أو طلقها...فالعدة هي بعد الحالتين ،والعدة كما هو معلوم ثلاثة اشهر. وهنا تم تأويل الاية من قبل العلماء أن النساء اللواتي يئسن من المحيض هن الصغيرات....واستندوا الى قوله عز وجل "واللائي لم يحضن"وهذا دليلهم القوي على الاتيان بهذه الفعلة الفظيعة اللانسانية ،أي المرأة التي لم تبلغ سن الحيض بعد ....الطفلة...وهذا التأويل ايضا نجده في كل كتب التراث مع كل اسف ، هذا من جهة ومن جهة أخرى، وحتى يبرروا صحة تأويلهم هذا فأنهم يستندون زوراً الى ما قام به الخليفة ابو بكر من تزويج ابنته من رسول الله (ص) وهي بنت سبع كما في الصحيحين مع كل أسف ومذكورة في أكثر من حديث ،ضاربين بعرض الحائط المرجعية الوحيدة للدين الاسلامي ألا وهي القرآن الكريم التي ترفض هذا النوع من الزيجات ،ولكي نوضح هذا الامر لابد من نقض ماتم تأويله من لهذه الايات بنص القرآن الكريم .
القضية الاولى وهو قوله عز وجل"واللائي لم يحضن" هذه الاية لاتدل لامن قريب ولا بعيد على ان المقصود منها البنات اللاواتي لم يحصل عندهم الحيض بعد... هذه الاية والله أعلم تعالج حالة خاصة تمر بها بعض النساء ويسمى ذلك في علم الطب احتباس الطمث ...وقد سألت أحد الاطباء الذين تخصصوا في هذه الامراض وأكد لي وقوع هذه الامراض ،وهناك عدد لابأس به منهن اللواتي عولجن و كن مصابات بهذه العلة.وحتى أن بعضهن قد يبلغن الخمسة والعشرين من العمر ولا يرين الحيض....
المشكلة التي علينا حلها بشكل قرآني ....هي هل القرآن الكريم سمح لمثل هذه الزيجات بحكم النص أن تتم . وحتى نقف على ما جاء في كتاب الله،لابد لنا من دراسة سياقية لآيات الزواج ومن ثم بعد ذلك نقوم بالحكم على هذه الاشكالية.
الله عز وجل في موضوع الزواج أخبرنا بقوله عز من قائل"وخلق لكم من انفسكم ازواجاَ لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" إذن الزواج الذي شرعه الله عز وجل له غائية هي السكن اولاً والمودة والرحمة ثانياً.الله يعلمنا أنه شرع زواجا للسكن ومعنى السكن هي حالة الاستقرار والسكون ،والسكن يعني نوعاً من الشركة والتفاهم فهل يتحقق ذلك إذا كانت الزوجة ما زالت طفلة ....أعطيكم مثال صغير حصل في عائلتنا ،عمي رحمه الله وبدافع من زوجته التي ارادت التخلص من عمتي الصغيرة والتى كانت ابنة تسع سنوات ،اصرت عليه أن يزوجها الى قريب لها ،يكبرها بثلاثين عاما ،وهذا ما حصل .... حدثتني عمتي أنها كانت ترتجف لهول ما رات ،وكانت تعاني الامرين من فعل هذا الرجل وخاصة عندما كان يجبرها على ممارسة الجنس وهي طفلة ،لدرجة انها كانت تشعر معها وكأن شيئا كان ينفصل عن جسدها ،وما كانت تشعر ماذا يفعل هذا الرجل معها ...ليعود هذا الشيء الذي انفصل عنها بعد انتهائه ،لتقاسي من الالام المبرحة ،وكم كانت تقضي الليل وهي تبكي وتنادي على امها التي ماتت وهي في سن السادسة لتنقذها مما هي فيه!!!!! ،وتوفي ابوها وهي في سن السابعة ايضاَ أي اصبح لامعين لها إلا الله. وكذلك اخبرتني أن زوجها المحترم إذا عاد من العمل كان يجدها أي زوجنه عمتي المسكينة/الطفلة/ في الحارة تلعب مع الاطفال الصغار ،وكان يحملها بالقوة الى البيت.... أريد أن اسأل كل الذين احلوا هذا النوع من الزواج ....هل هذا الزواج يعني السكن للطرفين ....ولو تابعنا الاية ..."وجعل بينكم مودة ورحمة" المودة تعني المحبة هي الحب ،فهل كان في زواج عمتي حباً لزوجها ...أم انها كانت تكره ساعة لقائه ،وكم كانت تتمنى أن لايعود ....هل يتحقق في هذا الزواج مفهوم الحب ....اين الرحمة ...وما هي الرحمة من سياق الايات القرآنية ...أليست الرحمة هي الرعاية والدعم المتبادل بين الزوجةوالزوج ،ومن يرحم اليس القوي والمقتدر هو الذي يرحم ... هل كانت عمتي ترحم زوجها ....المسكينة كانت بحاجة الى الخلاص فقط باي ثمن ..ولهذا كانت تنادي على امها التي ماتت علها ترحمها وتساعدها . وحتى في النكاح مطلوب المودة والرحمة لأن هذا التعبير يشمل كل نواحي الحياة الزوجية ... هل يعقل أن بنت الثماني سنوات يمكنها أن تعطي لزوجها المودة والرحمة في النكاح....أفلا تعقلون!!!!
وقوله عز من قائل عن الزواج "واخذ منكم ميثاقاً غليظاً" ماهو الميثاق في لغة القرآن ...انها المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الزوجين في الحياة المشتركة بحيث تمارس الزوجة فعل المسؤلية عن البيت والاطفال ،ومسؤليتها عن مال زوجها ،وهو مسؤول عن وعليه نفس الواجبات اتجاه معيشة الزوجة والاولاد. فهل يتحق هذا الميثاق الغليظ من قبل طفلة لا تدري ما معنى الحقوق والواجبات .
قرأت مقالة حول معنى اللباس المتبادل الذي جاء به القرآن في وصف الحياة الزوجية ،حيث يقول الله عز وجل " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" هذا التعبير القرآني له أكثر من دلالة ،والذي اعجبني قول الذي أول هذه الآية ،ان الانسان لايلبس اللباس إلا على قده ومقاسه،أي أن الزوجين مطلوب منهما التوافق في المقاس ليكون الزواج ناجحاً، وهنا لانعني الطول والعرض وإنما جميع المواصفات والاعتبارات النفسية والعقلية وغيرها ...وحتى الكفائة في السن ....
وفي الختام لابد لنا من تدبر قول الله عز وجل "نسائكم حرث لكم" وكلمة حرث من السياق القرآني ترتبط بالأرض والزراعة ،والحرث يعني ميما يعنيه تجهيز الارض للزرع ،ولو اسقطنا هذه المعنى على واقع الحياة الزوجية..فيكون الزواج له غائية الزرع بعد الحرث للتكاثر لأنهن أي النساء هن موضوع للبذر....وقوله ايضاً "والله جعل لكم من انفسكم أزواجاً ومن الانعام أزواجاً يذركم فيه" أي لكي نعيد انتاج النسل عبر الذريات....فهل يمكن للطفلة قبل البلوغ أن تقوم بهذه المهمة وهذه الوظيفة التي ارادها الله من الزواج؟

الاطباء اثبتوا أن البنت عند بلوغها سن البلوغوعند بدأ عملية المحيض ،وهذه بالمتوسط بين سن العاشرة الى السابعة عشر حسب الظروف المناخية متوسط ذلك ثلاث او اربعة عشر سنة وعلميا معروف أن المدة الاولى والتي تستمر سنتين بعد الحيضة الاولى لا تكون حيضة تبوضية ، أي لايمكن للبنت أن تحمل خلال هذه الفترة ،معنى ذلك على الأقل يجب الانتظار الى سن الخامسة عشرة على الأقل .والشرع في الزواج غايته كما راينا في الايات المذكورة النسل ،لهذا لابد من مراعاة هذه الناحية من قبل الأهل عند الزواج.

سألت عمتي بعد ان قتل زوجها وهي في سن العشرين من عمرها ،حيث ترك لها اربعة اولاد ايتام ،طبعا سألتها وهي في سن الكهولة،لماذا ياعمتي لم تتزوجي ،هل حباً وأخلاصا لزوجك ؟ قالت واللوعة تأكل جسدها ..لا يا أبن اخي ...اصبحت كلما تذكرت الممارسة الجنسية التي اجبرت عليها وأنا طفلة ،يصيبني الغثيان ...لهذا لم ولن ارغب في الزواج مرة أخرى ....هذه واقعة حقيقة ،فانظروا كم كان لها تأثيرها النفسي على حالة عمتي على مدى حياتها اللاحقة ....هل هذا الزواج ونتائجه النفسية على الضحية/البنت الصغيرة/ يريده الشرع ويريده رب العالمين ..أم أنه شرع الذين اشركوا بالله؟

اجمالي القراءات 23480