لكل عصر أدواته

رمضان عبد الرحمن في السبت ٠٣ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

لكل عصر أدواته



إن الفساد في الأشخاص وليس في التكنولوجيا، وعن بعض الأنظمة المستبدة في الدول العربية وفي بعض دول العالم، يحجبون بعض المواقع من على شبكة الإنترنت بداعي أنها تشكل خطر على المجتمعات في هذه البلدان، فلماذا سمحت تلك الأنظمة بالدخوعلي شبكة الإنترنت أصلاً، وكما تعلمون أن الإنترنت لم يدخل أي دولة عن طريق ضغط سياسي أو اقتصادي أو ما شابه ذلك، وأن أي دولة إذا أرادت أن تخرج من هذه الشبكة لا أحد يمنعها من ذلك، ومن ثم تقوم هذه الدول التي تحجب المواقع بتدريس الإنترنت ولغة الحاسوب في المدارس والجامعات فمن الأفضل لهذه البلدان أن ترفض  هذه الشبكة وأن تقوم بإلغاء تلك المواد التي تدرس في المدارس والجامعات حتى لا يكون المدرس في المدرسة أو الدكتور يدرسون للطلبة بلغة الكذب، لأنهم يدرسون شيء والواقع شيء آخر، فلا داعي لتدريس الإنترنت والحاسوب في هذه الدول بما أنهم يقومون بحجب المواقع المهمة عن الجمهور، وان تقوم بوضع مواد جديدة مثل فن البوسطه والبريد الورقي أفضل من الإنترنت وما فيه، وأن تسعى هذه البلدان أن تغزو العالم بالرسائل التي تكتب على جلود الحيوانات كما كان في الماضي إن استطاعوا ذلك، إذا لم يدركوا أن لكل عصر أدواته ولكن يبدو أن المستبدين في جميع دول العالم لا يكتفون باستبداد الشعوب وإنما يريدون حتى استبداد الفضاء كعالم الإنترنت، ثم ما دخل الإنترنت في فساد بعض الأشخاص، وما علاقة النت بثقافة أي دولة إذا كانت متمسكة بثقافتها سواء أكانت على خطأ أم على صواب، وهل ما يحدث في بعض دول العالم من انتهاكات أو تجني على أطفال في سن الثامنة أو التاسعة من العمر وإجبارهم على الزواج له علاقة بالنت أم أنها ثقافة المتخلفين في جميع دول العالم، الذين يسيئون للإنسانية، وأعتقد أن ما حدث في النمسا مؤخراً بتجني أحد الآباء على ابنته ليس له علاقة بأي ديانة، مثلما حصل في اليمن والسعودية مؤخراً بإجبار بعض الأطفال على الزواج، وأعتقد أن مثل هذه الحالات لم تحدث في عصر الجاهلية حين كانوا يئدون البنات وهن أطفالاً، ولولا الإنترنت في هذا العصر ما علم ملايين من الناس شيئاً عن هذه الأحداث المؤسفة، وإذا كان البعض يسئ استخدام التكنولوجيا سواء كان في دول الإسلام أو في غير الإسلام، وعلى الذين يتهمون التكنولوجيا أنها سبب الفساد، فإذا كان عند هؤلاء البديل أو الاستغناء عنها فلا أحد يمنعهم من ذلك بما أنهم يزعمون أنها سبب الفساد، فباعتقادي أن الفساد هو في الأشخاص وليس في التكنولوجيا، وإذا حدث شيء غريب مثل الأشياء التي ذكرتها فكل مجتمع من المجتمعات الغربية أو الشرقية يتهم كلاهما الآخر أن هذه أفعال ليست من طبائع ثقافتنا، فمن أين أتت هذه الأفعال الغريبة الشاذة التي تنكرها البشرية وجميع الأديان السماوية؟!..

فهذا نداء إلى كل المجتمعات الشرقية والغربية لإصلاح ما بداخلها من ثقافات موروثة ليس لها علاقة بلغة الإنسانية، وهناك جزئية أحب أن أذكر بها البعض بما يخص الحالات التي حصلت في الشرق والغرب مؤخراً تجاه انتهاك إلى بعض الأشخاص والفرق بين الحالتان، أن ما حدث في النمسا جراء حبس أحد الأشخاص ابنته (24) سنة، ثم يمارس معها الجنس وينجب منها سبعة أطفال، دون أن يتمسح بأي ديانة لكي تبرر له أفعاله الإجرامية التي قام بها تجاه ابنته وتجاه الإنسانية، ولكن النكبة الكبرى والمدهش أن هناك بعض الأشخاص في بلاد الإسلام يقومون بتزويج أطفال في سن الطفولة ثم بعد ذلك يتمسحون في الدين، هذا هو الفرق بين من يعتنق دين الله وبين من يتلاعب به، وبين من لا يتمسح بأي ديانة، حتى أن فرعون الذي طغى في البلاد وأكثر فيها الفساد لم يفعل مثل ما حدث في الشرق والغرب في هذا العصر، وقد يقول قائل أن فرعون كان يستحي النساء ويقتل الأطفال، نعم هذا صحيح ولكنه لم يستحيي الأطفال.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 10585