محاربة الإرهاب العالمي
أيهما الشيطان الأكبر .. أحمدي نجاد أم جورج بوش !!

أنيس محمد صالح في الأربعاء ٣٠ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم

أيهما الشيطان الأكبر .. أحمدي نجاد أم جورج بوش !!


جميعنا هذه الأيام ينظر ويسمع ما يدور من تداعيات الموقف الأمريكي الإيراني على الصعيدين الأقليمي والدولي والإتهامات المتبادلة بين الأطراف .

وبالعودة إلى الوراء قليلا ... فأي متابع أو محلل للوضع العربي العام, سيجد إنه في عهود ليست ببعيدة , فقد تمكنت أربع دول إقليمية وأستطاعت دونما منازع ومن خلال أحرارها ورجالاتها الشرفاء من دك عروش ممالك تأريخية كان للها السبق في تعبيد شعوبها وضعفها ونشر الجهل فيها والقمع والبطش والتنكيل والتضليل والملاحقات والسجون والتعذيب , وأكل أموال الناس بالباطل !!! هذه الدول الأربع هي على التوالي : العراق , مصر, اليمن , إيران.

ولا يستطيع أحدا أن ينكر بأن هذه الدول الأربع لا زالت حتى اليوم مستهدفة من دول أخرى اقليمية تعيش على أنظمة ممالك وعبيد وأمراء وسلاطين ومشائخ غير شرعية وعلى رأسها مملكة آل سعود الوهابية الشيطانية , تخشى وتخاف أن يمتد هذا الوعي التحرري العربي ليطول وليدك عروشها الهشة الضعيفة ... فنجد أن دول الممالك والسلاطين والأمراء والمشائخ العرب يبدلون من أموال شعوبهم , الغالي والنفيس من أجل القضاء على هذه الأنظمة التي تحررت ومن خلال أدواتها وأحزابها المذهبية والمنتشرة على طول وعرض الأمة العربية والإسلامية , وضد هذه الدول التي بدأت تكوَن وتؤسس لنفسها هامش شوروي ديمقراطي يكفل إلى حد ما ( وهم في البداية وفي بداية الطريق الصحيح ) يكفل للإنسانية الحقوق والكرامات, ويكفل عمل هيئات ومؤسسات المجتمع المدني السلمي الحضاري لإنتخاب الحاكم برضى وإقتراع الإنسان في هذه الدول ... ومحاربة كل أشكال العبودية للملك والأمير والسلطان والشيخ والمفروضون على شعوبهم بالجيش والشرطة وأدوات البطش والقمع !!!

إن سر بقاء هذه الممالك غير الشرعية هو إنهم مشرعين من خلال مشرعيهم غير الشرعيين بنظام الوراثة والأسر الحاكمة وحتى تقوم الساعة !!! وكل أشكال تشريعاتهم غير الشرعية قائمة أساسا على أديان أرضية وضعية مذهبية , تم إختلاقها إختلاقا بعد موت الرسول محمد بأكثر من 200 عام , لتشرع للملك غير الشرعي بنظام الوراثة والأسر الحاكمة وهي ماتعرف اليوم بمذهب السُنة ( دين سادة وكفار وملوك قريش ) ومذهب الشيعة ( دين سادة وكفار وملوك فارس )!!! وأختلقت هذه الأديان الأرضية والتي قامت أساسا على العدوان والحرب على الله وكتاب الله ( القرآن الكريم ) ورسول الله وآل بيته... بل وتقوم أساسا على العدوان والحرب على الإنسانية ( رجلا كان أم إمرأة ) والبشرية, ونشر الأحقاد والكراهيات والفُرقة فيما بين الشعوب والإنسانية ( بنظرية فرق تسُد ), وقامت أديان الملوك المذهبية الأرضية هذه بتكفير أهل الرسالات السماوية ( اليهود والنصارى ) وجعلوهم المغضوب عليهم والضالين ظلما وعدوانا !!! وقامت على إقصاء رسالاتهم السماويتين بعد نزول القرآن الكريم وبما لم ينزل الله به من سلطان !!! وتم تصدير تلك الأديان الأرضية إلى الأميين ( مايعرفوا اليوم بالدول الإسلامية ) بعد تحريفهم لتفسيرات القرآن الكريم ... وأبشع تحريف فيه هو تحويل رسول الرحمة ( الأممي ) للعالمين محمد ( صلوات الله عليه ) ليكون للناس جميعهم رحمة وبشيرا ونذيرا ... حولوه بعد موته وإنقطاع الوحي عنه بأكثر من 250 عاما حولوه إلى جاهل للقراءة والكتابة في تحريفهم لكلمة (اُمَي ) !!! ومنعوا الناس من أن يقرأوا أو يكتبوا وحاربوا العقل البشري والفكر الإنساني!!!
وحولوا الشعوب العربية والإسلامية إلى وحوش قاتلة وكواسر في غياب كلي لما سخر الله لنا من قلوب لنفقه بها وعيون لنبصر بها وآذان لنسمع بها!!! ووضعوا لنا قسرا خطوط حمراء يمنع فيها الإقتراب أو تجاوزها على أديانهم وتشريعاتهم ودساتيرهم غير الشرعية وسعوا ونشروا الفساد في الأرض ...
ولأنه ببساطة شديدة لا يشرع الله وكتاب الله ورسوله بنظام الوراثة والأسر الحاكمة, وكان لابد لهم من أن يشرعوا وجودهم غير الشرعي بكل أشكال تشريعاتهم العدوانية غير الشرعية وضد الله وكتاب الله ورسول الله وآل بيته وضد الإنسانية جمعاء.

عندما نرى شعوبنا العربية والإسلامية اليوم وهي تعاني أشكال الفقر والضنك والتخلف والجهل والتسول !!! ونرى ملوكنا وسلاطيننا وأمراؤنا ومشائخنا يسكنون في عروش وقصور وسرايا مشيدة وخدم وحشم !!! ويأكلون بملاعق من ذهب !!! لا يحق لنا أن نعترض !!! أو أن نحتج !!! فهذا ممنوع ... وهو حال الفارق بين السادة والعبيد ( الرعية )؟؟؟ فنحن لسنا أكثر من عبيد لدى الإله الملك صاحب الجلالة الملك المُعظم ؟؟؟

وعندما ترى شعوبنا العربية والإسلامية أن ملوكنا وأمراؤنا وسلاطيننا ومشائخنا تحت الحمايات الأجنبية ولتحافظ على عروشها وعيشة القصور والسرايا والخدم والحشم الهشة الضعيفة!!! وتسخر أراضينا وبحارنا وأجواؤنا للمحتل والمستعمر والغازي الأجنبي !!! وليحافظوا على عروشهم وعيشة السرايا والقصور والخدم والحشم ... وعلى حساب الشعوب المقهورة المقموعة !!! لا يحق لنا أن نعترض أو أن نحتج ؟؟؟ فهذا ممنوع ... فهذا هو حال الفارق بين السادة والعبيد ( الرعية )؟؟؟ فنحن لسنا أكثر من عبيد لدى الإله الملك صاحب الجلالة الملك المُعظم ؟؟؟

ومن تلك المقدمة أعلاه , يضع سؤال آخر نفسه ... فمعروف إن هناك ملوك وسلاطين وأمراء ومشائخ غير شرعيين !!! وهناك التشريعات لهذه الملوك والسلاطين والأمراء والمشايخ ؟؟؟ ونعلم الآن إن هناك حاكم غير شرعي لم يأتي من خلال الشورى بين الناس ولم يأتي من خلال بيعة الشعب لإختيار الحاكم ؟؟؟ وهناك العامل غير الشرعي الآخر وهي التشريعات ؟؟؟ وهي تشريعات ماتعرف اليوم بمذهب السُنة ومذهب الشيعة والتي رسخوها في عقول الشعوب ولتقتتل فيما بينها بإعتقادهم خطئا بأنهم على الصراط المستقيم وتكفر بعضها بعضا؟؟؟ وهذا يحقق لهؤلاء الحكام غير الشرعيين الهدف الذي من أجله وضعوا وأختلقوا كل تلك التشريعات الأرضية المذهبية الباطلة غير الشرعية؟؟؟

وبالحديث حول ما يحدث اليوم بين أمريكا وإيران وتداعياتها على المدى القريب والبعيد , فسوف لن أتطرق كثيرا حول الموقف الأمريكي ... لأنه ببساطة شديدة واضح لأن أمريكا وهي القوة العظمى العالمية اليوم تفكر جديا في كيفية تأديب المارقين محاور الشر في هذا العالم الذي أصبح صغيرا جدا !!! وهم قد أثبتوا للعالم أنهم مجتمع جاد حضاري يكفل لشعبه كافة الحقوق والكفالات والضمانات ووصلوا إلى مستوى عالمي منافس رفيع في تسخير عقل الإنسان الأمريكي ... ليصل إلى علوم الله في السماوات والأرض وفي خلق الإنسان . وهم قائمون في تشريعاتهم الداخلية على نصرة العدالات الإجتماعية بين الحاكم والمحكوم وحريات وحقوق الإنسان الأمريكي.

تعالوا نعود لنتعرف على الوضع الإيراني بعد أن تمكنوا من دك عروش مملكة فارس التأريخية وأستطاعوا أن يكوَنوا ولأول مرة في التأريخ القديم والجديد ويساهموا في تحرير الإنسان الإيراني من جبروت أنظمة دكتاتورية ملكية باطلة غير شرعية.... لم تمر أيام قليلة على إنتخاب محمود أحمدي نجاد إلا وظهر لديه الإنفصام بين كونه شرعيا منتخبا من شعبه وبين كونه يحمل عقلية تشريعية مذهبية عدوانية ؟؟؟ ولا يمت إلى دين الله وتشريعات الله بصلة !!! عندما أعلن أمام العالم بأنه سيبيد وسيرمي باليهود وببني إسرائيل البحر ؟؟؟؟؟

هذه العقلية المذهبية المريضة الخطيرة قد عرت وأمام العالم أن أحمدي نجاد هو لا يعدو كونه إبليس عدو الله في الأرض !!! ولأنه أراد بذلك ومن خلال تصريحات إبليسية شيطانية ... أن يضم ويوجه الأنظار إليه كل المعتوهين المخدرين المتبلدين والمبرمجين على العدوان والحرب على الله والإنسانية في الأرض !!! بدلا من تسخير أوامر الله ونواهيه من خلال كتاب الله ( القرآن الكريم ) ولينشر الأمن والأمان في الأرض, وبدأ أول مابدأ بعقلية وتشريعات ودساتير سادة وكفار وملوك فارس!!! ليجمع إليه الشعب الإيراني المسكين المستضعف والذي سيكون هو الضحية والمحرقة, وليبين لهم علنا وجهرة بأنه ضد تشريعات الله وأنه الشيطان الأكبر !!! وسارع ليصف أمريكا بالشيطان الأكبر!!! وليكون ندا لها.

هذه العقلية المريضة المتمسخرة بمركبات العدوان والنقص تدل بما لا يدع مجالا للشك بأن هذا الشخص خطير على شعبه وعلى الأمة العربية وعلى الإنسانية جمعاء!!! وأن الشعب الإيراني قادم على مهلكة ومحرقة حقيقية لا محالة.

يتميز الشعب العربي والمسلم المسكين اليوم, وما وصل إليه من تجهيل وقمع وبطش ومهانات من خلال حكامه , يتميز دائما وأبدا بالتخدُر وبالتهليل والتطبيل !!! فكما هللوا وطبلوا لصدام حسين ونظام صدام حسين حينها , اليوم من نفس البلداء أنفسهم يهللوا ويطبلوا لأحمدي نجاد وهو يقود شعبه إلى مهلكة ومحرقة حقيقية لا محالة... ويذكرني في هذا السياق ما كان يعرف بأحمد سعيد الصحاف وزير إعلام نظام المشنوق جهرة وأمام العالم في أول أيام عيد الأضحى المبارك ( صدام حسين رحمة الله عليه ), عندما كانت أمريكا ومعهم كثير من الدول تعد العدة لغزو وإحتلال العراق ... وبعقليته العربية المستهترة والمتغطرسة والمتمسخرة , كان دائما يردد لدى الإعلام العربي والدولي كلمة أميركا تتمسخر America is bluffing, ومن واقع إن الإستهتار والغطرسة والمسخرة هي سلوك حياة بالنسبة لنا كعرب ومسلمين, متناسيين إن مرحلة الإستهتارات والمسخرات لدى دول أمريكا وأوربا قد ولت منذ قرون عديدة وهم ليسوا أقل من أن يوصفوا بالمتمسخرين !!! وقد أصبحوا يجوبوا بحار ومحيطات وأرض وأجواء هذا العالم من حولنا !!!

ماذا يملك أحمدي نجاد غير لسانه وحركاته البهلوانية في السيرك العربي والإقليمي ؟؟؟ ماذا يملك وكل المصانع والمنشآت تأتيه من الخارج أصلا ؟؟؟ هل أحمدي نجاد ولديه من المال والإقتصاد مايمكنه ليعيش بسلام وأمان مع شعبه وينعم بما أنعم الله عليهم من غنى !!! أليس الأجدر به أن يسخر ما أنعم الله به لشعب إيران بدلا من إستعراض الضعف غير المبرر هذا ؟؟؟ وهو لا يمتلك حتى مقومات الإستمرارية والقوة , أكثر من تهويش وإستهتار ومسخرة و تهليل وتطبيل الشياطين الطواغيث الجهلة البلداء تجار الحروب؟؟؟

من أعطى الحق لأحمدي نجاد أن يبيد ويرمي باليهود إلى البحر ؟؟؟ وعلى أي دين أو تشريع أعطى لنفسه الحق في إبادة البشرية ورميهم إلى البحار؟؟؟

أحمدي نجاد معتوه .. ولديه مرض إنفصام نفسي حاد وخطير جدا على الإنسانية والبشرية, وهو يلعب بالنار من خلال لعب دور الصانع للقنبلة النووية ليبيد من خلال عقلية مذهبية عدوانية, ليبيد الإنسانية !!! ولن يتوارى أمثاله وبعقلياتهم المذهبية العدوانية المريضة تلك من إبادة البشرية ... ويعتقد خطئا بأنه على الصراط المستقيم ؟؟؟

أحمدي نجاد يحتاج فيه للعلاج العاجل والسريع وهو يقوم بتمثيل دور لا يليق به !!! وضحيته الشعب الإيراني المستضعف المسكين دونما أدنى شك أو ريب.

في الأشهر القليلة الماضية عندما قام بإختطاف خمسة عشر من الجنود البريطانيين !!! وليبين للبلداء أمثاله بأنه لديه القوة في ضبط حدوده وأنه من القوة بمكان ما يستطيع من خلاله أن يحتجز قوات الكفار البريطانيين في الحدود البحرية العراقية الإيرانية وإنه بطل كبير ؟؟؟ وبعدها بحوالي إثناعشر يوما يقول أنا أفرجت عليهم بمناسبة المولد النبوي الشريف !!! أليس أمثال هؤلاء هم خطر عظيم على الأمة العربية والإسلامية !!! بعقلياتها المذهبية العدوانية المريضة وبإسم الدين , والدين والإسلام بريء منهم ... ويخاف رب العالمين .

أن التحركات والإستعدادات الجارية اليوم صوب إيران هي لا يمكن أن تكون من باب التخويف والإستهتار والمسخرات والغطرسات كما يعتقد البعض, وسيرى العالم اليوم إن سبب مآسينا ومسالخنا نحن الشعوب العربية والإسلامية هو الخطر الحقيقي الآخر بالإضافة للممالك والسلطنات والأمارات والمشائخ !!! إنه الخطر الأكبر وهو أديان وتشريعات ودساتير هذه الممالك والسلطنات والأمارات والمشائخ المذهبية السُنية والشيعية !!!

ومالم نعود إلى نصرة الله وتشريعاته ومنهاجه وحده لا شريك له , والتي تكفل لنا الحرية الإنسانية والحقوق المدنية والكرامات.... فسنظل نحوم في دائرة مفرغة من التشريد والقتل والتنكيل والإذلال والتضليل والمهانات, وهذا يحقق لملوكنا غير الشرعيين ما جاءوا من أجله وبالتعاون مع المستعمر الغازي المحتل الجاثمة معسكراته وقواعده في الأراضي العربية ... وأسلحة الدمار الشامل والموجهة دوما صوبنا نحن الشعوب.

اجمالي القراءات 12659