إختطاف وطن أم اختطاف نقابة

عمرو اسماعيل في الخميس ١٧ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


ماحدث في نقابة الصحفيين من سيطرة قلة من المنتمين الي التيار الاسلامي ومنع مؤتمر مصريون ضد التمييز .. من الانعقاد في نقابة مفروض أنها تمثل حرية الرأي في مصر .. لا يمثل فقط اختطافا للنقابة من قبل قله صوتها عالي .. ولكنه اختطاف لوطن بأكمله .. فما حدث في نقابة الصحفيين حدث من قبل في كل نقابات مصر .. وجماعة الاخوان قد اختطفت من قبل نقابتي المهندسين قبل وضعها تحت الحراسة ونقابة الأطباء حتي الآن .. وأي معارض لهم يتم اتهامه في الدين والملة وكأنهم هم الاسلام ومن يعارض سياستهم الفاشلة في إدارة النقابة هو ضد الدين والاسلام .. ويتم استبعاد ليس فقط غير المسلم بل وحتي المسلم الحر الذي لا يتفق مع توجهاتهم .. وتحولت أي نقابة سيطروا عليها الي مصدر من مصادر تمويل الجماعة عبر جمع التبرعات للبوسنة والهرسك وفلسطين وغيرهما عبر استنزاف مشاعر المسلمين ثم يطبقون ما يعتبرونه فقهيا نسبة العاملين عليها .. وتذهب هذه النسبة لتمويل نشاط الجماعة الأم تحت سمع وبصر الحكومة والنظام الذي لا يتدخل إلا في الأمور التي تشكل خطرا علي النظام نفسه ..
وهذا يحدث أساسا بفضل سيطرة الحرس القديم في الحزب الوطني علي رأس النظام وإقناعه أنه يجب ترك مساحة للإخوان للعمل حتي لا يحدث صدام مع الشارع ولاستغلالهم كفزاعة للخارج والداخل .. وهي نصيحة أدت الي اختطاف مصر كلها ..
فرغم الدستور الذي يمنع أي نشاط سياسي علي أساس ديني .. ورغم أن جماعة الإخوان محظورة بحكم القانون .. فالنظام يتركها تعمل في الشارع و مجلس الشعب بل وباقي مؤسسات الدولة حتي وصل الأمر الي اختراق مؤسسة القضاء نفسها .. ويحكم قضاة في مصر حسب تفسير الجماعة للمادة الثانية من الدستور .. وليس حسب تفسير المحكمة الدستورية العليا .. في قضايا كثيرة مما يؤدي الي فوضي قانونية ويجعل الجماعة وعملائها من المحتسبين الجدد أمثال يوسف البدري سيفا مسلطا علي رقاب أي مفكر أو مثقف في مصر ..
هناك كثير من مثقفي مصر وأحرارها يتوارون عن الساحة خوفا من اتهامهم في دينهم .. فالكثير منهم قد يحتملون الاعتقال ولا يستطيعون احتمال الاتهام في اسلامهم أمام ذويهم وأسرهم ..
إن ما يتيح لجماعة الإخوان اختطاف مصر هم رجال الحرس القديم في الحزب الوطني الذين مازالت تسيطر عليهم عقلية السادات أن الخطر الحقيقي علي النظام هم اليساريون والليبراليون أنصار الديمقراطية الحقيقية .. وأن السبيل الوحيد لتحجيمهم هم التيارات الاسلامية في الشارع والجامعات والنقابات ..
هؤلاء أعضاء الحرس القديم في الحزب الوطني يفعلون ذلك ..ليس حبا في الاسلام ولا جماعة الاخوان .. ولكن خوفا من الديمقراطية الحقيقية .. التي تهدد مصالحهم ومكتسباتهم التي حققوها تحت حكم السادات وحكم مبارك .. ويستخدمون الإخوان فزاعة للغرب وأمريكا ليكفوا أيديهم عن مطالبة النظام بالديمقراطية واحترام حقوق الانسان و حقوق المواطنة .. ولا يتورعون عن تقليم أظافر الإخوان إن هم تعدوا الخطوط الحمراء التي يضعها لهم النظام ..
آن للنظام والوطن وأحراره أن يفيقوا للخطر القادم علي يد الإخوان .. فهم مهما قالوا ..أعداء للديمقراطية وحقوق الانسان وحقوق المواطنة ..
أن الآوان لمطالبة النظام بتطبيق القانون والدستور .. ومنع أي نشاط سياسي علي أساس ديني .. وتطبيق مواد الدستور التي تؤكد علي المواطنة وحرية العقيدة وعدم التمييز علي أساس الدين أو الجنس أو اللون ..
والأهم تطبيق تفسير المحكمة الدستورية العليا للمادة الثانية للدستور أو إلغائها .. فالإخوان يستغلون هذه المادة حسب تفسيرهم لها .. كمسمار جحا لفرض الوصاية علي الشعب والوطن بل والنظام نفسه .. هم يختطفون الوطن تحت أنظار الجميع بسبب هذه المادة ..
التعامل مع الإخوان لا يحتاج اعتقالات ومحاكمات عسكرية .. بل يحتاج فقط تطبيق القانون والدستور ومنعهم من مزاولة أي نشاط سياسي علي أساس ديني .. ولكن يبدو أن النظام في مصر يحناجهم كفزاعة للغرب وكلاب حراسة له في الداخل ..

عمرو اسماعيل

اجمالي القراءات 7542