في العدوان والحرب على الله وكتبه ورسله
العقل والفكر العربي .. مملكة آل سعود ومصر نموذجا

أنيس محمد صالح في الأحد ٠٦ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

العقل والفكر العربي ممنوع ومقموع ومرفوض ومقيَد .. مملكة آل سعود ومصر نموذجا !!!


بسم الله الرحمن الرحيم
قد يعتقد البعض أن هي إلا صيحة كُبرى للتضامن مع العالم والمفكر العربي ... رجلا كان أم إمرأة !!! ولكنها ليست كذلك أبدا !!! فهي صيحة مدوية ضد الجهل والتخلف والمظالم والقهر والملاحقات والسجون والتعذيب والفساد المستشري كالسرطان في جسد الأمة !!! وسلب الإنسان لكيانه وحريته وقيمته الإنسانية الذاتية وحقوقه وكرامته ؟؟؟ بعقلية &atildcute; مريضة موجودة أصلا في عقلية الحاكم والمشرع العربي !!! والذي لا يزال يعيش على عقلية ماقبل 1500 عام, أيام الجاهلية الأولى ... وقبل ظهور دين الله جل جلاله والذي أنزل إلينا رسالته السماوية الإسلام , وليقيم الحقوق والعدل والقيم البشرية والأخلاق والحريات المدنية الإنسانية والكرامات , القائمة على تكريم هذا الإنسان الخلق الرباني الإلهي الإعجازي العظيم.
لقوله تعالى:
وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70 ) الإسراء

كيف نعرَف ونميَز حالة الحضيض والتي وصلنا إليها في واقعنا العربي !!! التواق دوما إلى الحرية المدنية وحقوق الإنسان الطبيعية وحفظ الكرامات ؟؟؟
كيف نواجه هذا العُقم الذي أصاب حُكامنا غير الشرعيين العرب ؟؟؟ من اصحاب الممالك والسلاطين والأمراء والمشايخ العرب ومعهم الحكام العرب غير المحددين بسقف زمني أو بفترات زمنية محددة لدوراتهم الإنتخابية وبالتبادُل السلمي للسلطة تكفل للإنسان قيمته الطبيعية وحقوقه وحريته وكرامته !!! ومعهم أئمتهم ورجالات أشد الكفر والشقاق والإرهاب والنفاق أصحاب التشريعات المذهبية ( السُنية والشيعية ) والذين كتموا كل الأصوات والأقلام البشرية المنادية لحفظ الحقوق الفكرية والعلمية الإنسانية والقيم والمُثل والأخلاق والكرامات ؟؟ وتأليها للحاكم غير الشرعي الطاغية !!!

كيف نعلم الناس ونيقظهم من سباتهم العميق ... ونيقظهم من حالة الجهل التخدُر والبلادة ؟؟؟ وقد أصبحوا مُبرمجين على العدوان والحرب على الله وشرائعه ومناهجه في الأرض !!! وقد اُلغيت من قبل حُكاما لا دين ولا قيم ولا أخلاق ولا كرامات لهم ؟؟؟ ومعهم مشرعي الضلالة والعدوان والقتل والفساد في الأرض ؟؟؟ وكل ذلك يتمثل من خلال الأنظمة والقوانين والتشريعات اللاإنسانية في تشريعات الملوك والسلاطين والأمراء والمشايخ والحكام العرب الطُغاة القُساة العُصاة غير الشرعيين ... فما يحدث في مصر العربية ومملكة آل سعود اليوم يحدث في جميع الدول العربية الأخرى !!! ونحن نقف موقف المتفرجين البلداء المُستهلكين !!! ويداس وينتهك وبشكل يومي العقل والفكر العربي والكرامات ... تداس وأمام أعيننا وأمام العالم المتحضر...والذي ينظر إلينا نظر المغشي عليه من الموت والدهشة !!! وكيف بيَنا للعالم من حولنا حالة الإسفاف والمهانة والهشاشة والتقييد للحريات والعقل , وحقوق الإنسان والفكر العربي الإنساني مُداسة مُهانة ؟؟؟

لماذا كل تلك السلوكات والمهانات لا تحدث في العالم الغربي ؟؟؟ وللإنسان عندهم كافة الحقوق الطبيعية ولتسخير عقل الإنسان للعلوم والفكر الإنساني دونما قيود مفروضة عليهم ؟؟؟ وبقيمة إنسانية حقيقية ... تحفظ لهم وتحمي الإنسان والحقوق والكرامات ؟؟؟

ليس للتباكي أو للتعبير عن الحزن الشديد والأسى على رجالات أو نساء الفكر الإنساني العربي , كالمفكرة والكاتبة النبراس المُضيء نوال السعداوي والتي أدهشتنا بعقلها الناضج الكبير والمعبر عن آلامها وتحرقها اليومي لواقعنا العربي الأليم والمريض !!! ومعاناتها اليومية لمواجهة هذا الواقع !!! ولمحاولاتها الشجاعة والمستميتة اليومية وعلى مدى عقود من الزمن ... لإنتشال وإخراج الأمة العربية المتبلدة بفعل الحكام العُتاة الطغاة العُصاة ومشرعيهم ( السُنية والشيعية ) غير الشرعيين من أمثال الأزهر غير الشريف وهيئة كبار علماء آل سعود !!! ولإنتشالهم من حالة الحضيض وأسفل السافلين والتي وصلنا إليها, وصوت يدوي ويهز كل المجتمعات المتخلفة والفكر والأنظمة الرجعية المتخلفة في عالمنا العربي المريض !!!
ليس للتباكي أو للتعبير عن الحزن الشديد والأسى وأنت ترى بأم عينيك وبشكل يومي ... ترى الأحرار الشجعان من خيرة أبناء مصر وصفوتها كأساتذة الجامعات وقضاة مصر ورؤساء تحرير الصُحف ومحامون ومن مؤسسات المجتمع الحقوقي المدني... ومن أحزاب المعارضة وهم يرزحون وراء القضبان الحديدية في سجون الظالمين والعُتاة ؟؟؟ وعقابا وإسكاتا لهم !!! وبالملاحقات لكل من تسول له نفسه أن يحذو حذوهم !!! ولأنهم أرادوا أن يوصلوا أصوات الحق لتحرير العقل والإنسان العربي , وليكون إنسانا حرا شريفا نزيها ؟؟؟ بديلا عن حالة الغيبوبة والتخدُر والبلادة !!
ليس للتباكي أو للتعبير عن الحزن الشديد والأسى وأنت ترى بأم عينيك وبشكل يومي ... ترى أبنائنا وفلذات أكبادنا الأحرار الشجعان وراء القضبان !!! ولأنهم أرادوا أن يقولوا كلمة الله وحده لا شريك له ( كلمة الحق ) ؟؟؟ ومن خلال كتاب الله ( القرآن الكريم )!!!

لقوله تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 13 )
أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (
14 ) الأحقاف

أي حضيض هذا قد وصلنا إليه ؟؟؟ أي مهانة وإذلال هذه ؟؟؟ أي تحقير وإسفاف هذا ؟؟؟ متى سنعلم أن القاضي والسجان في آن واحد !!! لم يكن ليتجرأ وليلاحق هؤلاء الأحرار النزيهين الشرفاء ... إلا ولأنه محمي بتشريعات وأنظمة وقوانين قائمة أساسا على هتك قدسية الإنسان العربي وحريته وكرامته وإن الحاكم الطاغية ومشرعيه هما وحدهما يمتلكان الحقيقة كل الحقيقة كآلهة تُعبد !!! وإلا لما أستطاع أن يسخر أجهزة البطش والقمع والملاحقات والسجون والتعذيب وتكتيم الأفواه !!! ولأنه يعلم يقينا .. أنه يستطيع بحرية وجدارة العبث بمقدرات وعقول الأمة وحرياتهم الشخصية ... من خلال التهريج والبطش والقمع ومن خلال أدواته ومشرعيه ؟؟؟ والذين مهمتهم تقتصر على ذبح الإنسان العربي قربانا للإله الحاكم غير الشرعي الطاغية والذي لا يستطيع أن يطوله القضاء !!! والناس مُجبرين لتعمل لديهم دونما حقوق طبيعية يستحقونها وبنظام السُخرة والعبودية للحاكم الديكتاتور الصنم الطاغية !!! لغياب كلي عن جميع أشكال العدالات الإجتماعية بين الحاكم والمحكوم وغياب كلي لجميع أشكال التكافل الإجتماعي وحرية الإنسان في بلاد العرب والمسلمين ( للأسف الشديد ) ؟؟؟

كيف يمكننا أن نتطور أو نخطوا خطوة واحدة إلى الأمام ... والعقل والفكر الإنساني العربي ممنوع ومقموع ومرفوض ومقيَد ؟؟؟ من إين سنأتي بعلم وثقافة وحضارة بدون هذا العقل والفكر البشري الإنساني ؟؟؟ أم أننا أرتضينا لأنفسنا لنكون مرآة عاكسة لعلوم وفكر إنساني يأتينا من العالم الغربي وفي كل التخصصات العلمية !!! ونحن نأخذه لنعلمه لأبنائنا في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات العربية كما هو ودونما تدخل منَا ؟؟؟ وأرتضينا أن يقرر مصائرنا حكام عُتاة قُساة بلداء عُصاة غير شرعيين طُغاة ؟؟؟ وأرتضينا لأنفسنا أن نعيش حياة بهائمية حيوانية وحشية ( القوي فيها يفترس ويأكل الضعيف ) وكأننا في غابة !! ويغيب فيها العلم والعقل والفكر والمنطق الإنساني العربي ؟؟؟
متى ياعالم ... باتوصلوا رسائلكم إلى حكامكم ومشرعيهم غير الشرعيين وتقولوا لهم كلمة حق ؟؟؟ وتقولوا لهم كفى مسخرات ؟؟؟ وأن يستحوا ويخجلوا قليلا من أنفسهم هذا إن كان فيهم ذرة من حياء أو خجل !!! وليكونوا بشر ... وإنسانيين ... وبني آدميين ؟؟؟ وليحترموا العقل والفكر الإنساني العربي ؟؟؟

إنها والله لصرخة مدوية كبرى ... وقلبي يقطر أسفا وحسرة ودما ... وأنا أنظر إلى مانحن فيه ... ومن واقع اليم متخلف معلول مسلول هزيل !!!
وياحسرتاه على ديننا وقيَمنا وأخلاقنا !!! وياحسرتاه على واقعنا المرير !!!
وكيف سيكون العقاب لكل من يريد أن يعقل أو يفكر ؟؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل... حسبنا الله ونعم الوكيل ... وحسبنا الله ونعم الوكيل

اجمالي القراءات 11576