الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُم
وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الجمعة ٠٦ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

nt'; mso-bidi-language: AR-DZ">و إلّا فإن هذا الإنسان سيقع حتما تحت طائلة الآية " 9 " من نفس السورة ( محمد) و يوصف بأنه من الذين كرهوا ما أنزل الله فتحبط أعماله. يقول تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ(8)ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ(9). محمد.

 

يبين المولى تعالى في كتابه المبين و يقول: أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(40)فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ(41)أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ(42)فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(43)وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ(44). الزخرف.

 

.1 يبين تعالى أن الرسول ما عليه إلا البلاغ و التذكير بما أنزل إليه من ربه، فلا يمكنه أن يسمع الأصم، المتعنت المصر على ما ورثه من آبائه، و لا أن يهدي الأعمى الذي أقفل قلبه فعمي بصره فهو في ضلال مبين، بل يأمره المولى أن استمسك يا محمد بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم، و بلغه و أنذر به و إنه لذكر لك و لقومك، و سوف تسألون عنه لا عن غيره.

 

.2 لعله من الاستمساك الذي أمر به الله أن نرفض كل قول و كل حديث و كل فعل منسوب إلى الرسول محمد " عليه أصلي و أسلم" عندما يأتي مخالفا للوحي، حتى نضمن عدم الانحراف عن الصراط المستقيم المذكور في الآية " 43 ".

 

إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ(5)يَوْمَ يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(6). المجادلة.

 

.1 أن يعصى الله و يستخف بالرسول ( محمد البشر، و الرسالة التي أتى بها) و يحادّ الله و الرسول إلى هذه الدرجة التي ذكرها المولى ليس بالشيئ الهين، و لعله هو الارتداد؟ و مع ذلك فإن المفهوم هو حسابهم يوم البعث لا غير و لا قبل، و لذلك فيمكن أن يستنتج من ذلك أن الذين يميلون إلى الحكم بالموت لمن اتهم بالارتداد ليسوا على شيء و لا يستندون إلى أي دليل.

 

.2 يقول سبحانه: وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ(3)ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقَّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(4). الحشر.

 

فكذلك الأمر بالنسبة لهذه الآية التي بين فيها المولى تعالى الحكم على من يشاق الله و رسوله، فقد حكم عليهم بالعذاب في الدنيا و الآخرة، و لم يفوض الخالق أحدا من خلقه على الحكم عليهم أو عذابهم، مثل أمره سبحانه و حكمه بعذاب الزانية و الزاني بالجلد مئاة جلدة، سواء كان محصنا أو غير ذلك.

 

يقول السميع البصير:

 

شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(18)إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(19)فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(20). آل عمران.

 

.1 بعد أن شهد الله أنه لا إله إلا هو، و شهد الملائكة و أولو العلم أنه القائم بالقسط و هو العزيز الحكيم، و شهد الله أن الدين عنده هو الإسلام له وحده لا شريك له، و ما اختلاف الذين أوتوا الكتاب من اليهود و النصارى و الأميين إلا بغيا بينهم من بعد ما جاءهم العلم.

 

.2 و من يكفر بآيات الله و كتبه و رسله و أراد أن يحاجك فجوابه في قول الله تعالى إذ يقول:  فقل أسلمت وجهي لله وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد. معنى ذلك أنما على الرسول البلاغ فقط دون أن يذهب نفسه عليهم حسرات، لأن الرسل لا يملكون هدى الناس، و لا يملكون الشفاعة إلا لمن اتخذ عند الرحمن عهدا.

 

يقول ملك يوم الدين: يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَانِ وَفْدًا(85)وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا(86)لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَانِ عَهْدًا(87). مريم.

 

يقول الرحيم:

 

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا. ثم يقول: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(104). إلى أن يقول: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(105)يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ(106)وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(107)تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعالَمِينَ(108). آل عمران.

 

.1 بعد التأمل في هذه الآيات البينات يتبادر إلى الذهن أن هذه الآيات تنطبق على حال المسلمين في هذا العصر و منذ عدة عصور ما داموا و لا يزالون إلى اليوم مختلفين في كل شيء بل متعادين كل حزب بما لديهم فرحون.

.2 الآية " 108 " تبين أنها الحق من الله و أنه لا يرد ظلما للعالمين بغض النظر عن إيمانه و كفره لأن الحكم أولا و أخيرا يرجع إليه وحده.

 

يقول الرحمن:

 

الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَانِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا(26)وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا(27)يَاوَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا(28)لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا(29)وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا(30). الفرقان.

 

.1 يومئذ، أي يوم الدين" لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا". " وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا". ففي ذلك اليوم يعض الظالم على يديه لأنه اتخذ فلانا خليلا فأضله عن الذكر " أي القرآن" بعد أن جاءه، و لم يتخذ مع الرسول سبيلا، بل هجر و أعرض عن القرآن و استبدله بقول البشر المختلف.

 

.2 ما دام الله قرر أن الرسول قال أو سيقول في يوم من أيام الله أن قومه اتخذوا هذا القرآن مهجورا، و ما دام الذين ينطقون اللسان العربي يعتبرون هم قبل غيرهم ( قوم الرسول) فيمكن أن يفهم في الأخير أن هجر القرآن يكون بالالتفات إلى أي حديث زعم و نسب إلى الرسول محمد " عليه التسليم" فما بالك بالحديث الذي يتعارض و يتناقض مع أحسن الحديث ( القرآن).

باختصار شديد فإن (القرآني) لا يمكن أن يتهم بكونه هاجرا للقرآن، بل الصحيح أنه يوصف أو (يتهم بالقرآني) أو يوصف بذلك لأنه في الحقيقة – اتخذ هذا المنسوب إلى الرسول مهجورا_

و السلام عليكم.

 

اجمالي القراءات 13869