الاختلاف والخلاف

شريف هادي في الثلاثاء ١٨ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الحمد لله القائل"الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز" ، وسلام على عباده الذين أصطفى ،،، وبعد
من عادتي الرد على من يكتب مداخلة تحت مقالتي ، ولكن في بعض الأحيان وخروجا على هذه العادة قد ينسيني الشيطان الرد ، لذلك وجب علي الاعتذار لكل من كتب لي ولم أرد أو أعلق وليسامحني الله ، كما أنه في حالات نادرة ولأهمية الموضوع أقوم بالرد في مقالة منفردة ، وهذه المرة أسمحوا لي أن يكون ردي من هذا القبيل وسيشمل الرد ما جاء أيضا من تعليقات تحت مقالة أخي الكبير فوزي فراج (انه موقع أهل القرآن وليس موقع أهل الشيطان).
بسبب مقالة عن الصلاة كتبها من أختار لنفسه اسم /مؤمن مصلح ، واتبعها بأخرى قامت زوبعة حقيقية على الموقع بين مؤيد لمقالته وهم قليل ومعارض لها وهم كثير ، ومطالب بإلغاء المقالة لنيلها من ثوابت المسلمين ، وبين مطالب بفتح الباب على مصراعية لمن يريد أن يكتب مهما كتب كفرا أو حاد عن الحق ، وهذا الفريق الأخير به أخوة وأخوات نعتز بهم ، وكتبوا لنا ناصحين أن ما يحدث يعد ردة عن طريق الحرية ، وكهنوت مرفوض ، ورفض هذا الفريق أن يقبل أي من حججنا التي سقناها لهم ، فكان لزاما علي أن أكتب هذه المقالة في توضيح وجهة نظري على الأقل وما فهمته خلال مناقشات اللجنة أنه وجهة نظر اللجنة والدكتور أحمد ، وقد أكون مخطأ في فهمي لوجهة نظر باقي أعضاء اللجنة والدكتور أحمد – ولهم جميعا الحق في مراجعتي – ولكن جازما لست مخطئا في فهم وجهة نظري التي سأدلل عليها في هذه المقالة.
أحب أولا أن أطمئن جميع الأخوة المؤيدين والمعارضين لقرار اللجنة بتعديل اللائحة وقرارها بشطب المقالتين موضوع النقاش ، أن أي من هذين القرارين لا يعد ردة عن طريق الحرية والديمقراطية ومازال الموقع أملا لكل المثقفين العرب والمسلمين على اختلاف مشاربهم وألوانهم نحو مستقبل أفضل لمنطقتنا وللبشرية للجيل الحاضر وللأجيال القادمة ، وأن أي كاتب أو معلق له الحق في أن يقول ما يراه حقا دون رقيب أو تعقيب مهما كان ما يكتبه مخالف للثوابت بشرط أن يتبين للجنة مما كتب أنه يكتب للوصول للحقيقة وليس لفرض رأيه على الباقين أو يتخذ بعض الطرق الملتوية ليظهر للناس أن رأيه هو رأي الموقع.
الأخوة الكرام هناك فرق بين الاختلاف والخلاف ، وبما اننا موقع أهل القرآن ، فإن القرآن والقرآن وحده هو مرجعيتنا في فهم الأمور والحكم عليها.
الاختلاف محمود وقد جعله الله في كل شيء ، قال تعالى" ومن اياته خلق السماوات والارض واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لايات للعالمين" الروم22 ، وعندما نختلف مع الآخرين فمطلوب منا أن نجادلهم بالتي هي أحسن ، قال تعالى" ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين"النحل 125 ، ولا حدود في الجدال بالتي هي أحسن حتى ولو خالفك المجادل في العقيدة ، قال تعالى" ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون" العنكبوت 46 ، وتطبيقا لهذه القاعدة القرآنية فقد ذكر لنا القرآن عدة قصص عن أصحاب الحق الذين جادلوا في الحق ، فقال تعالى" وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37) وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40) وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) (سورة غافر) ، وهنا بين لنا القرآن الجدال الذي دار بين رجل واحد مؤمن يكتم إيمانه خوفا من بطش فرعون وبين جمع غفير من الكفار ،وكيف كان جداله معهم مثالا يحتذى ويؤكد لهم أن الله يمقت من يجادل في آياته بغير سلطان وبغير علم مقتا كبيرا وأخيرا فوض أمره إلي الله الذي هو بصير به وبكل العباد ، ما أسمى هذه اللغة التي يتكلم بها الرجل المؤمن من آل فرعون والذي مدحه رب العزة وخلده بذكره في القرآن ونجاه من سيئات مكر فرعون وملأه وجعل طريقته في الجدال والحوار فرضا على كل مجادل إلي يوم القيامة، كما أن الله قال لكل من موسى وهارون " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى" طه44 ، إذا فعند الاختلاف يكون الجدال لإظهار الحق وشرط الجدال أن يكون باللين ، فلا يوجد الآن من هو أكفر من فرعون أو من هو أتقى من موسى ، وكذلك بشرط عدم سب أو تحقير معتقدات الآخرين ، قال تعالى" ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل امة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون" الأنعام108.
وحتى رسول الله صلى الله عليه وسلم جادل في الحق فكان مثالا في الأدب والأخلاق يحتذى به ، قال تعالى" قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) (سورة سبأ) ، لم يدعي رسول الله أنه يمتلك الحقيقة لوحده ولكنه قال وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ، كما نسب الإجرام لنفسه – حاشا لله – فهو صاحب الخلق العظيم ، ولما استمروا في جداله قال لهم ما ذكره رب العزة سبحانه وتعالى " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين" آل عمران61 ، وبذلك يكون قد وضع حدا للاختلاف وحتى لا يتحول إلي خلاف ، فإذا رفضوا فهذه نهاية الحوار ، ويبقى لنا قوله تعالى" ثم الي مرجعكم فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون"آل عمران 55 ، وقوله تعالى" الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون" المائدة48 ، وهذه هي حدود الاختلاف المسموح بها في القرآن.
فإذا تحول الاختلاف إلي خلاف – والخلاف يكون جذريا في كل شيء كما أنه في حالة الخلاف يحاول أحد الطرفين أو كلاهما فرض رأيه على الجميع دون أن ينسى تحقير الطرف الآخر والنيل منه ويصبح النقاش حلبة مصارعة كل واحد يحاول أن ينتصر لنفسه ويعجز صاحبه وينتظر تصفيق المتفرجين وقد قال فيه رب العزة سبحانه وتعالى" والذين سعوا في اياتنا معاجزين اولئك اصحاب الجحيم" الحج51 – وعند الخلاف يبدأ الطرف الآخر يخوض في آيات الله ويستهزأ بها ويتخذ القرآن عضين ، ويتبع هواه في تفسير آيات القرآن ، ويرفض منها ما غم عليه فهمه أو يحاول أن يجعل بعض آيات القرآن محدودة الزمن ومرتبطة تاريخيا بسبب نزولها بالمخالفة لقوله تعالى" وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" سبأ 28 ، أقول عندما يحدث ذلك فإن الله سبحانه وتعالى وضع لنا القاعدة القرآنية وأخبرنا كيف نتصرف في ذلك فقال سبحانه وتعالى" وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزا بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم اذا مثلهم ان الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا" النساء140 ، وقال تعالى" واذا رايت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين" الأنعام86 ، هذا إذا كنت في مجلسهم أو بيتهم أو ملكهم فعليك ألا تقعد معهم وأن تعرض عنهم ، ولكن إذا كانوا في بيتك أو مجلسك فليس أقل من أن تطالبهم بالتوقف فإذا رفضوا وجب عليك التدخل لوقفهم ، وذلك دون سب أو تحقير ولكن يجب أن يكون ذلك كله بالحسنى ، وهذه القاعدة القرآنية لا تتعارض مع قاعدة الحرية المطلقة في الاختيار المؤكدة بقوله تعالى" وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر... الآية" الكهف 29 ، فبرغم الخلاف فكل المطلوب هو الانصراف عن الكفار والمستهزئين وعدم القعود معهم والاعراض عنهم ، دون المصادرة على حقهم في الكفر والاستهزاء لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي سيحاسبهم ، لذلك فإن الحق سبحانه وتعالى قال في النصف الثاني من الآية 29 من سورة الكهف" انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا" إذا فحسابهم على رب العالمين وليس علينا ، ولكن إذا كان المجلس مجلسنا فالاعراض عنهم يكون بتحذيرهم من عدم الاستمرار فإذا رفضوا تشطب مقالاتهم ومداخلاتهم التي نرى أن فيها خوض في دين الله ، فإذا صمموا توقف عضوياتهم ، فإما أن يحترموا تلكم القواعد القرآنية التي نسير عليها وإما لا نقعد معهم بتركهم وشأنهم يذهبون لمواقع أخرى لا تطبق القواعد القرآنية سالفة الذكر.
بالنسبة للمقالات موضوع الخلاف فقد كتب لنا السيد الذي سمى نفسه (شغل عقلك) ثم (مؤمن مصلح) مقالة يصل بنا إلي نتيجة أن الصلوات ثلاث وليست خمس بكلام معاد ومكرر وقد تم الرد عليه من قبل مرارا وتكرارا وقد قتل بحثا ولو كلف نفسه عناء قراءة الموضوعات السابقة لكفانا وكفى نفسه شر الجدال ومحاولة الانتصار للرأي وفرضه على الغير ، والغريب أننا وجدنا بعض الزوار والضيوف على الموقع الذين بدأو على الفور في إستحسان ما كتب ، وبدأ كل منهم يسبغ على الآخر أوصاف العلم والحكمة ، وبعيدا عن حالة الضيق التي أصابت البعض الآخر من الكتاب والمعلقين ، فلم يتمالك بعضهم نفسه ، إلا أن بعض أعضاء لجنة الإدارة ، بدأ في الرد بمداخلات ثم بمقالات لتفنيد حجج الفريق المخالف ، إلا أن الطرف الآخر لم يلتزم شروط المجادلة القرآنية بأن اتخذ القرآن عضين ، وراح يؤكد على أن الصلاة محرفة دون الرد على الشبهات الموضوعية التي أثرناها ، ثم تمادى بأن أعتبر كل من يصلي خمس صلوات مشرك بالله ، وبذلك يكون قد خالف شروط النشر لقيامه بسب مخالفيه ورميهم بالشرك ، ثم تمادى أكثر بأن كتب مقالة لم تخرج عن كونها غمزا ولمزا ، مما أثار حفيظة البعض ، حتى أعتبر ان عقيدة التواتر هي اضعف واهزل واتعس طريقة لمعرفة الحق ، رغم أن القرآن نفسه جاء متواترا فرغم أنه مكتوب منذ تنزيله ، فالكتابة نسخة واحدة أو عشر أو مائة أو ألف ، ولكن لا يزال القرآن محفوظا في صدور المؤمنين إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها ، وقلنا أننا نؤمن أن الصلاة جائتنا بالتواتر (تواتر الأداء) كابرا عن كابر منذ عصر الرسول عليه الصلاة والسلام وحتى الآن ، فيكون كلامه هذا سبا لعقيدتنا وتحقيرا وتسفيها لها ، وخوضا في آيات الله معاجزا ، فليس لنا أن نقعد معه ولكن الحكم أن نعرض عنه وهذا ما فعلناه.
وأدعوا الجميع أن يراجعوا أسلوبه في الجدل ، هو لا يجادل طلبا للحق ولو فعل لتحملناه ، ولكنه يجادل لفرض ما توصل إليه بعبقريته ، وهنا أصبح الجدال لا فائدة منه فكان لزاما علينا التوقف عن الجدال ، وهذا ما فعلناه.
ثم بقى لنا أن نقول أن القاعدة المنطقية والتي أعتبرها أصحاب الدين السني قاعدة أصولية أن درء المفاسد أولى من جلب الخيرات ، فلو تركنا هذا الأخ ينعم بواحة الحرية ويدعوا لكون الصلاة ثلاث دون أن نأخذ موقفا من ذلك سيحسب هذا علينا وعلى الموقع وقد يصاب كل من هو مؤلف قلبه بردة عن الحق لغيرته على ثوابت الاسلام ولسنا منه أقل غيرة على دين الله ، فبقاء مثل هذه الموضوعات يؤخر الموقع ويعطله عن أداء رسالته، وتخيل ماذا يمكن للوهابيين أن يكتبوا ويقولوا عن موقعنا ، فسيقولون (موقع أهل الشيطان وليس أهل القرآن) ، وسيقولون (بعض الكفرة الذين يضيعون الصلاة بقصرها على ثلاث دون الخمس المعروفة) ، وسيقولون ( أهل القرآن يلعبون في آيات الله ويخوضون فيها بغير سلطان ويقولون الصلاة ثلاث والقرآن به تحريف في التشكيل أنهم مجموعة من الكفرة ويجب استئصالهم وكسر شوكتهم) ، وسيقبلون أي حكم جائر ضدنا من أولي الأمر ، فكل هذه المفاسد أولى درأها لا الخوض فيها ، وكان لزاما على الموقع أن يتخذ قارا إيجابيا وقد فعل.
كما أنني قلت ومازلت أأكد على أننا مستعدون لنحاور ونجادل أي شخص مهما كان عمق الغوص في المحظور طالما بقى الجدال لمعرفة الحق لا لفرض الرأي ، وإن كتابات أخي الكريم الدكتور عمرو أصدق دليل على ذلك ، بل أن مقالاتي عن الخمر والتي كنت أظن أنها حلال ما لم تسكر صاحبها ، ودخولي في نقاش كبير مع بعض الإخوة ، ولكنه كان نقاشا من أجل إظهار الحق لا فرض الرأي ، ولذلك أنتهى برجوع طرف عن رأيه السابق وهو (شخصي الضعيف) والإيمان بحرمة شرب الخمر أسكرت أم لم تسكر ، لهي أيضا خيرا دليل على ذلك وبقت منشورة لم تلمسها يد الحذف أو الشطب شاهدا على حجم الحرية التي يمنحها الموقع للمحاور طالما لم يتبين أنه يريد فرض رأيه وتسفيه معتقداتنا بكلمات من نوعية(عندما كنت مشرك كنت أصلي خمس فروض) ( والثابت بلا جدال أن الصلاة محرفة) (عقيدة التواتر أضعف وأهزل وأتعس طريقة لمعرفة الحق).
أيها الإخوة الكرام أقول لكم لا تخافوا على مساحة الحرية على هذا الموقع ، لأن الحرية هنا ليست من نوع الحرية (الممنوحة) حاشا لله ، ولكنها حرية أصيلة على قاعدة من فهمنا لكتاب الله كما أسلفنا القول ، والدليل أن أحدا لا يرجع ما ينشر قبل نشره ، ولكن يحق لكل منكم بضغطة علة لوحة المفاتيح أن ينشر ما كتبه دون رقيب أو حسيب غير ضمائركم ، ويعلم الله أننا جميعا ما كنا نحب أن نتدخل بالحذف والإلغاء ، وحتى هذا القرار كان ديمقراطية بالتصويت عليه من الإخوة أعضاء لجنة المتابعة ، والتي طالما أتخذت من قرارات حتى ضد رغبة الدكتور أحمد نفسه صاحب الموقع والذي يضرب المثل في الديمقراطية بعدم تدخله في أعمال اللجنة أو محاولة ترجيح رأي على رأي ، واني لأشهد على ذلك شهادة حق ، فأرجوكم جميعا أن تتفهموا ذلك ، وأنه كأصل أصيل وضابط من ضوابط الحرية أننا هنا لا ولم ولن نقعد مع من يخوض في آيات الله معاجزا فيها بقصد الإساءة والتحقير وفرض الرأي وليس بقصد الفهم والتدبر والوصول للحق.
والموقع به صفحة خاصة لـ (أصدقاء أهل القرآن) ومعروف أن منهم علمانيين ، ومسيحين ، وهم على غير ما نؤمن به ونتبعه ، ولكن لم يأتي أحدهم ليسفه ديننا ويحاول الخوض معاكسا في دين الله ، وإذا فعل فسنكون له موضحين ناصحين أولا ثم بالمرصاد ثانيا.
(والذين سعوا في اياتنا معاجزين اولئك اصحاب الجحيم) ، (والذين سعوا في اياتنا معاجزين اولئك لهم عذاب من رجز اليم) ، (والذين يسعون في اياتنا معاجزين اولئك في العذاب محضرون)
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
شريف هادي

اجمالي القراءات 22931