المخطوطات والتخطيطات والمخططات

فوزى فراج في الإثنين ١٠ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المخطوطات والتخطيطات والمخططات

 

ثلاث كلمات تتشابه تشابها يكاد ان يكون كاملا متطابقا فى مكوناتها من الحروف, غير ان استعمالها يختلف من مكان الى الأخر ومن معنى الى الأخر  , رغم ان الجذر فيهم يبدو واحدا, إلا انه لايمكن ان تحل احداهم محل الأخرى. ثم ان هناك كلماتا تختلف تماما احداهم عن الأخرى غير انهم يمكن ان يحلوا محل الأخرى دون اى تغيير فى المعنى, مثلا كلمة مثل فتى وشاب او فتاة وشابة, يمكن لأى منهما ان تحل محل الأخرى دون ان يتغير المعنى او الصورة فى مخيلة السامع. وهكذا نجد ان اللغة العربية شانها فى ذلك شأن العديد من اللغات الأخرى, تحتوى على كلمات متشابهه لا تحل محل بعضها البعض, وكلمات غير متاشبهه تحمل نفس المعنى , والعكس صحيح بالطبع .

النقاش الدائر على الموقع عن ( واتخذ الله إبراهيم خليلا ) وعن اعتراض البعض ان الله لم يتخذ ابراهيم خليلا كما يظهر فى هذا القرآن , بل فى كل قرآن يحملة اى مسلم حول العالم , اللهم إلا ان كان هناك من يعتقد ان هناك بعضا منها( اقصد نسخا من القرآن) يختلف فى ذلك, وفى هذه الحاله أرجو ان يتفضلوا بلفت نظرنا الى ذلك بالتفصيل.   اقول ان الإعتراض على هذه الآيه كما قيل او مما قيل, ان الله لا يحتاج الى ابراهيم او الى اى بشر كى يتخذه خليلا, بل ان ابراهيم هو الذى يحتاج الى الله, ومن ثم لابد ان يكون هناك خطأ فى الإعراب او فى التشكيل فى نسخ القرآن التى بين ايدينا. وبالطبع كل من تبنى تلك النظريه او هذا الرأى قد اسهب فى عرض بعض الآيات التى تثبت ان الله لا يحتاج الى ابراهيم وان الله ليس مثله شيئا, وان الله لم يكن له كفوا احد .........الخ.

من بين ما نوقش ايضا عن القرآن وعن تشكيله وعن تنقيطه الكثير من الآراء التى تتباين ما بين ان القرآن لم يكن منقطا أصلا ثم تم تنقيطه فيما بعد, أو أن القرآن لم يكن مشكلا ثم شكله شخص بإسم ابو الأسود الدؤلى,أو ان القرآن قبل تنقيطه كان يحتوى على حروف مختلفة لم تحتاج الى التنقيط لأنها كانت واضحة ومعروفة ((كما قال احدهم لى ان انظر الى (المخطوطات) وعندما سألته عن تلك المخطوطات وأين يمكن ان أنظر اليها لم أتلقى منه ردا حتى الأن)), أو أن هناك نسخة من القرآن تسمى نسخة عثمان ( المقصود هو الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضى الله عنه) وانه كان يحملها عندما قتل ولا زال هناك بقية من دمه عليها وتختلف المراجع عن تلك النسخه وعن مكانها الأن. ثم ما يقال ان هناك قراءات مختلفة من القرآن تختلف من مكان الى مكان, اى ان كانت هناك قراءات مختلفه فلابد ان تختلف أيضا نسخ القرآن الذى يقرأ منها اؤلئك القراء, ومنهم من يقول سبع او تسع او اربعه عشر قراءة مختلفه  او ..أو...أو..., .

ثم فى سياق ما سيق, جاءت كلمة مالك او ملك يوم الدين من سورة الفاتحه , وهل هى ملك مثل كلمة ملك الأردن مثلا او السعودية او مالك مثل مالك العقار او مالك السياره, والتشبيه هنا فقط لتوضيح نطق وهجاء الكلمة وليس تشبيها فيما يخص الله حاشا لله.

ثم بالطبع لا أستطبع ان انسى او أتناسى من تفضل بعرض نظريته التى - طبقا له - استقاها من القرآن الكريم بأن الصلاة ليست خمس صلوات ولكن ثلاثة فقط, ثم قال فيما قال ان احدا لم يستطيع ان يناقشه وان يدحض حجته وأدلته التى جاء بها وان كل من ناقشه تهرب من مناقشته بتعليقات ومقالات تهكميه ...الخ رغم ان تلك المقاله تلقت اكبر عدد من التعليقات منذ انشاء هذا الموقع ,ورغم ذلك فإن سيادته لا ولم ولن يرى ان احدا استطاع ان يناقشه, وتصور سيادته انه افحم الجميع , وأن الجميع قد هربوا من امامه ومن مناقشته لأن فى تصوره لم يكن لديهم حججا وأدلة تضارع ما لديه.

كنت قد كتبت مقاله منذ حوالى عام تقريبا بعنوان ( النقطة العاشرة وروابط النقاط التسع ), ومما كتبت بها على ما أذكر فى مقدمتها, ان لو أراد الله ان لا تكون هناك لغة على وجه الأرض سوى اللغة العربيه لفعل ذلك ,  غير انه لم يفعل, ولو أراد الله ان يكون هناك تفسيرا واحدا للقرآن لفسره رسول الله, ولكنه لم يفعل..............الخ, اذن من المتوقع بل من البديهى ان يكون هناك اكثر من تفسير للقرآن وربما تلك هى من معجزات القرآن الكريم الذى تحدى الله الأنس والجان فى ان يأتوا بمثله, ان من يقرأ نفس الأيه قد يفسرها بطريقة تختلف عن الأخر وربما قد يكون كلاهما على حق , او كلاهما على خطأ, وقد يتقاتلا على ذلك ويتقاتل من بعدهم ذرياتهم الى يوم الدين, وكل لايزال يعتقد انه على حق, ولن يفصل بينهما سوى الله عز وجل. فالآيه من سورة آل عمران التى تقول (هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب ) , وهذه الآيه بالذات اختلف على تفسيرها بل نجد ان فئتين اختلفتا فى موضوع واحد يستدل كل منهما بنفس الآيه على صحة ما يعتقده, فهل هناك اعجاز اكبر او خير من ذلك!!!. هذا بالنسبة الى التشابه التى تحدثت عنه الأيه, غير ان هناك من يقول ان الآيات المحكمات هن ما نزل على الرسول لمناسبة ما وانتهى العمل بها, اى انها تخضع لفترة حياه الرسول ولا تنطبق على ما بعد ذلك, وأجد اننى عندما انظر الى كلمة محكم او محكمات (وجذرالكلمة حكم), اجد ان معناها هو الثبات وعدم التغير, معناها هو الإستمرار, فعندما يحكم الشيئ فهو فى مثابة القول الأخير او اللمسه الأخيره,مثل ان الحكم فى المحكمه هو بعد ان تتم دراسة القضية بجميع ابعادها ثم يصدر الحكم الذى هو فى العاده نهائى, حتى ان كان هناك إستئناف, فسوف يتبعه فى النهاية حكما اخر لايتغير, لذلك فإنى اجد نفسى فى حيرة عندما يقرر البعض ان الإيات المحكمات انتهى العمل بها اى انها كانت مؤقته.....!! ومن رأيى ان الأيات المحكمات هى التى لا ولن ينتهى العمل بها الى يوم الدين, الأيات التى هى علامات  رئيسية  من القرآن على طريق البشريه  لا تتغير, ولذا سماها الله تعالى ( أم الكتاب), أما الأيات المتشابهات, فهى التى يلجأ اليها من فى قلوبهم زيغ إبتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله , وقد اختص الله عز وجل نفسه بموضوع التأويل, وفى هذا تفسير لما قلته اعلاه عن  إعجاز القرآن الذى يسمح لكل من يقرأه ان يراه من زاوية قد تختلف عن الأخر, طبقا لمفهومه للآيه وطبقا لتطبيقه للآيه, وطبقا للعصر والمكان الذى يعيش فيه, وبينما قد يكون كل ذلك مقبولا من ناحية, فمن ناحية أخرى لا يمكن ان نتغافل وان نتذكر أيضا قوله تعالى فى تلك الآيات بأنها من الممكن ان تكون وسيلة للذين فى قلوبهم زيغ ولايبتغون إلا الفتنه بين الناس بمحاولة تأويل تلك الأيات, التى لايعلم تأويلها إلا الله................. ويجب علينا ان نتخذ الحذر فى التفريق بين من يبتغى الفتنه , وبين من يبتغى وجه الله .

أما بالنسبه لموضوع ( اتخذ ا لله ابراهيم خليلا ) ومن هو الفاعل فى تلك الآيه, هل هو الله الذى اتخذ إبراهيم ام انه إبراهيم , يقول الذين اثاروا ذلك السؤال ان الله ليس فى حاجة الى إبراهيم وانه ليس مثله شيئ, وانه فى غنى عن العالم أجمع......الخ, حسنا, الله فى غنى عن الناس ,غير انه خلقهم اليس كذلك, وهو فى غنى عن العالم اجمع وعن الجن والملائكه والكواكب ......غير انه خلقهم أيضا اليس كذلك, فهل لديكم تفسيرا لذلك, هل تعرفون حكمته فى ذلك, سيقول البعض انه قال وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون, لكنه أيضا قال (ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه ان الله لغني عن العالمين ), اذن فنحن لا نعرف حكمة الله فى خلقه ولا نسأله فيما يفعل.    أيضا من الاشياء الأخرى اننا نعلم ان الله ليس مثله شيئ, لكنه فى القرأن يقول على وجه المثال, (ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا ) فما معنى غضب الله, هل يغضب سبحانه وتعالى كما نغضب نحن, الغضب هو من صفات مخلوقاته , فنحن نغضب ونفرح ونحزن ونلعن.....الخ, فكيف يكون الله الذى ليس مثله شيئا واصفا نفسه انه ينفعل ويغضب؟؟؟؟ والله سبحانه وتعالى الذى ليس مثله شيئا, يقول (ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ) وها هو مرة أخرى يستعمل لنفسه صفة من صفات مخلوقاته, فهو يكره, ثم يقول أيضا (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم وكان الله سميعا عليما ) فإن كان يكره فهو أيضا يحب, كيف يكون ذلك الحب عنده سبحانه, أهو مثل شعورنا نحن مخلوقاته عندما نحب,  ثم يقول (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير) فنراه يسمع, ونعرف ان السمع والأبصار قد خلقهما لنا كما قال (وهو الذي انشا لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون) فهل خلق لنفسه أيضا السمع , وماذا عن الإبصار, يقول عز وجل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) إذا فهو يبصر, هل هناك شيئا أخر, بالطبع , فبقول (ن الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين) ان الله لا يستحى,  هل هناك أوصافا اخرى لله وصف بها نفسه, يقول عز وجل (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما انزل اليك من ربك طغيانا وكفرا والقينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة كلما اوقدوا نارا للحرب اطفاها الله ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين) اذن فإن الله سبحانه وتعالى فيما يقول فى كتابه المبين, ان له يدان وليست يدا واحدة كما وصفه اليهود, ,انه ينفق فهل ينفق كما ننفق نحن البشر.

مما سبق نرى ان الله الذى ليس مثله شيئا يغضب, ويحب ويكره,ويلعن ويسمع ويبصر وله يدان.......الخ, الخ, الخ.

فهل يمكن اذن ان نتخيل الله عز وجل بتلك الصفات وهو ليس مثله شيئ, هل كانت تلك الصفات مجازية بحته من أحل غرض واحد , الا وهو كى نفهم نحن بنى أدم رسالته باللغه التى نتعامل بها, فيخاطبنا بما نفهم او بما نستطيع ان نفهم, هل لدى اى من اؤلئك الذين يرفضون ( اتخذ الله ابراهيم خليلا ) من يمكن له ان  يشرح بما لا يدع مجالا للشك او المناقشه الأسباب التى دعت رب العزة ان يقول ان له يدان, وأنه يسمع ( ربما له أذنان أيضا) وأنه يبصر ( فربما له عينان أيضا) ...الخ, رغم اننا نعرف تماما ان ليس مثله شيئ وأن اى صورة يمكن لإنسان ان يرسمها أو مجرد ان يحاول ان يرسمها لله لابد ان تكون مستحيله. فلماذا بعد ذلك نستبعد ان يكون قد قال , اتخذ الله إبراهيم خليلا...!!!! مجرد سؤال.

نأتى الأن الى السيد أبو الأسود الدؤلى, فقد قالوا انه هو الذى شكل القرآن, وقيل انه فعل ذلك بتكليف من على بن أبى طالب رضى الله عنه, ولابد ان السبب فى ذلك ان العرب بجميع لهجاتهم المختلفه كما قيل, لم ينطقوا القرآن بصورته التى جاء بها الرسول, اذن فإن أبو الأسود الدؤلى هو من اخترع الفتحة والضمه والكسرة والشده والسكون, وإلا ان كانت قد أخترعت من قبل, فلم لم تستعمل, اذن لا بد انه كان انسانا عبقريا, ولابد انه كان عالما بالقرآن حافظا له مشهودا له بذلك من الغالبية العظمى خاصة من كلفه بذلك, وإلا ما كان قد اختير لتلك المهمة الخطيره. فلنتفق جدلا ان ذلك هو ما حدث, اقول نتفق جدلا فى ذلك, ان كان الرجل قد قام  بتشكيل ثلاثة مائة وعشرون الف حرف, وهذا ما قرأته فى مكان ما على ما أذكر, ربما اقل من ذلك او اكثر, ان كان أبوالأسود الدؤلى قد قام بتشكيل 320000  حرف من اكثر من سبع وسبعون الف كلمه, وقد عرضت على المسلمين فى ذلك الوقت ولم يعترض عليها احد طوال اربعة عشر قرنا, بل ليس من المستبعد ان يكون منهم من راجعه او ساعده فى ذلك, ولم يعترض منهم احدا, وكذلك من يعترض على تشكيل تلك الجمله او جملة النسئ , لم يعترضوا على اكثر من ثلاث مائه حرف واكثر من سبع وسبعون الف كلمة, فكيف بحق الله يمكن لهم ان يعترضوا على تشكيل كلمة واحدة او اثنين او ثلاثه, من ناحية المنطق ارى ذلك عبثا بالمنطق, ومن الناحية الحسابية فى قانون الإحتمالات, ارى ذلك ايضا عبثا بقانون الإحتمالات, ولن ادخل او أذكر الآيات التى جاءت فى القرآن نفسه والتى ترفض احتمال ذلك.

ثم نأتى الى لهجة اهل قريش كما قيل والتى اختلفت  عن العرب, من يقول ذلك يتحذث كما لو كان شاهد عيان سامع لمختلف اللهجات, حسنا, فلنتفق على ذلك, ان فى مصر مثلا لهجات كثيرة, فلهجة  الصعيد تختلف عن لهجة القاهرة التى تختلف عن لهجة الإسكندريه التى تختلف عن لهجة دمياط او بورسعيد.....الخ, فهل ياترى هناك سوء فهم بين سكان مصر بسبب تلك اللهجات, وهل يحتاج اى منهم الى مترجم عند انتقاله من مكان الى الأخر, بل عندما يسمعون الاخبار او يشاهدون التليفويون او يقرأون الجرائد, هل يحتاجوا الى مترجمين. ان كانت هناك بعض الإختلافات بين لهجات قريش واليمن ويثرب...الخ, فمن البديهى ان كانت هناك لهجة مشتركه يفهمها الجميع ألا وهى القرآن الذى جاء قرآنا عربيا مبين وليس قرآنا قريشيا مبين!!!!

اننى على اتم استعداد ان اقسم يمينا مغلظا بالله عز وجل ان القرآن الذى بين ايدينا الأن هو ما أرسله الله الى نبينا محمد (ص) , فهل هناك من يود ان يقسم يمينا مغلظا بالله عز وجل ان أبو الأسود الدؤلى هو الذى شكل هذا القرآن وأنه أيضا أخطأ فى تشكيل بعض الكلمات مثل اتخذ الله ابراهيم خليلا او غيرها مما ذكر اخيرا على الموقع !!!!!!!!!!!!!!!!

قبل أن أنسى, وماذا بشأن القراءات المختلقه للقرآن , هل تلك القراءات تنعكس من اختلاف النسخه من القرآن التى يقرأ منها القراء , وهل من الممكن لأى ممن ذكروا ذلك ان يوضح ذلك فى مقالة كاملة تبين لى على الاقل, ما هو وجه الإختلاف فى تلك القراءات, بالتفصيل, اننى جاد فى ذلك !!!

نأتى الى المخطوطات ومصحف عثمان (ر) .

اننا نميل دائما الى تصديق مانود ان نصدقه وهى طبيعة بشرية ,وسأعطى عددا من الأمثله وإن تفاوتت درجات التشابه.
لعده مئات من السنين ربما خمس او ستمائة سنه, كان الأخوه المسيحيين يؤمنون بأن ما يسمى(
TURIN SHROUD) وهو قطعة من القماش تردد انها الذى كان المسيح عليه السلام قد لف به بعد صلبه,وهو موجود فى كنيسة بلدة ( Turin) فى أيطاليا, وكان يبدوا ان هناك صوره لوجهه مطبوعه عليه بما يشبه دماؤه, وكان من الأشياء المقدسه لديهم ويمكن لأى واحد ان يبحث عن الأسم (TURIN SHROUD) وسوف يرى ماأعنيه, ولكن اخيرا و بالتقدم العلمى اثبتت التجارب العلميه بماده الكربون 14 المشع ان ذلك القماش لا يمكن ان يكون عمره من ايام المسيح ولكنه صنع بعد ذلك بمئات السنين او ما يقرب من ألف سنه. اللذين قاموا بهذه البحوث ليسوا من السلمين او اليهود او الهندوس...الخ في محاوله للكيد من المسيحيين ولكن من المسيحيين انفسهم وبأجهزتهم العلميه الحديثه. ولم اسمع واحدا من المسيحيين حتى اشد المتعصبين منهم يتهمهم بالكفر او الخروج عن الدين او الرده ...الخ
تخيل ان مسلما اليوم اراد ان يفعل نفس الشيئ فيما يسمى مصحف عثمان, وحتى الآن وبرغم كل الحقائق العلميه لازال الكثير من الأخوه المسيحيين لا يصدق ما جاء به العلم, ويصر على قدسية تلك القطعة من القماش,
مثال اخر هو ما نسمعه هنا وما كنا نسمعه فى مصر فى الخمسينات والستينات من ظهور العذراء فى كنيسه كذا او كنيسه كذا وهنا فى الولايات المتحده خاصه بين المكسيكيين وهم من الكاثوليك وقد اظهرت احدى قنوات التليفزيون منذ عامين او ثلاثة تقريبا تلك القصه وتابعتها واظهرت امام عدسات الكاميرا مايشبه خيال العذراء فى احدى نوافذ الكنيسه وقيل انها تظهر لمده محدوده في نفس الوقت يوميا, وبدأ عشرات الألاف من الناس فى الحج الى تلك الكنيسه وبمتابعه القصه وجدوا ان الزاويه التى تأتى منها اشعه الشمس فى ذلك الوقت من السنه بالإضافه الى رطوبه زائده فى بعض اجزاء الزجاج الملون كانت تعكس تلك الصوره, وبعد شرحها الى هؤلاء المكسيكيين, صدق بعضهم وانصرف ولم يصدق أكثرهم  وواصلوا مناسكهم ولازالوا يواصلون اعتقادهم بأن تلك الكنسية مقدسه وينتظرون ظهور العذراء مرة اخرى.
وهناك امثله كثيره من هذا القبيل, وقد أشار د. صبحى الى ما يشبه ذلك فى تعليقه على مقال السيد وسام اسحق. ان عمليات التزييف التى تتم حتى يومنا هذا فى كل شيئ, بدأ بالأثار المصرية القديمه الى اللوحات والرسوم العالميه الى العملات المتداوله وبالطبع الى الأشياء التى يسبغ عليها صفة القدسية, ولا يقف ذلك عند هذا الحد, بل ان التزييف والتلفيق قد طال الأبحاث العلمية والنتائج والأرقام التى يود من يزيفها ان يوهم العالم بصحتها, حتى فى ابحاث علم الأرتقاء والتطور, اذكر انهم زيفوا عددا من الحفريات والاسنان لإثبات تلك النظرية, ومحاولة ايجاد اجابة للحلقه المفقوده لديهم حتى اليوم.

والأن تعال نتخيل انه فى عصور الظلام والتخلف العلمى والتكنولوجى, تخيل البعض كما حدث اعلاه ان مريم العذراء قد ظهرت فى كنيسة كذا, ولأن الأخبار لا تنتشر بنفس سرعة انتشارها الأن, فبعد سنه تصل الأخبار الى مكان اخر, وهكذا, فما بين الميل البشرى الى تصديق تلك الاشياء وما بين استحاله التصدى للتحقق منها, تصبح حقيقة غير قابلة للمناقشه, ثم تدون وتدخل التاريخ من اوسع ابوابه. وليس هناك خير من مثال الحديث النبوى وما تبعه حتى يومنا هذا.

أخيرا, يعتقد السيد الذى يدعى بأن الصلاة هى ثلاث صلوات وليست خمسه انه قد قدم كل الأدله من القرآن ولم يستطع احدا ان يناقشه, وأقول له انه ليس هناك تفسيرا واحدا كما ذكرت من قبل للقرآن , خاصة عندما تقتطع  الآيات من مضمونها وعندما تؤخذ وترص بطريقة لايتفق عليها الجميع, اقول له ولكل من يسانده او يؤيده او يتفق معه, ان يذكر لى السيناريو الذى ادى بالصلاة ان تتحول الى خمسة صلاوات من ثلاثه, عليه ان يقدم قصة حدوث ذلك كما يراها ويعتقدها ويؤمن بها ويدعو لها, عليه ان يقدم لنا السيناريو مثل كان الرسول يصلى ثلاث صلوات, ثم فى عصر عمر او عثمان او على او معاويه او اى خليفة يراه متفقا مع قصته, فى عصر فلان الفلانى, وللأسباب التاليه......, تغيرت الصلاة من ثلاثه الى خمسه, فى أرجاء العالم الاسلامى الذى كان يمتد من كذا الى كذا.  هل هذا شيئ كثير او مستحيل ان نطلبه منه , قبل ان نبادر جميعا ونتحول الى ثلاثه صلوات, ان كان لا يستطيع حتى ان يأتى بقصة خيالية توافق المنطق بذلك, فكيف له ان يستمر فى ترديد ...............تلك الدعوه!!!

مع تحياتى وتمنياتى الطيبة للجميع.

اجمالي القراءات 15342