تأملات
القرانيون والسنّيون

عبد الحسن الموسوي في الجمعة ٢٩ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم
القراني والسني
القراني صفة اتصف بها عدد كبير من المسلمين على مدى واسع من الزمن وبدرجات متفاوتة من الاخذ بالقران الكريم وحده ام بما سواه ولكن هذه الصفة لم تطلق وتصبح تسمية الا منذ فترة وجيزة ثم اصبحت تسمية وتهمة اتهمها خصوم هذا الطرف المنازع الى ذلك الطرف الذي يستمسك بالقران الكريم
وهذه التسمية تحمل مدلولين اثنين الاول سامي وهو شرف لصاحبه وايما شرف
والثاني عكس ذلك لاسباب هي:
اولا ان هذه التسمية لم يسمها الله لاحد من عباده المؤمني&auauml; كأسم وليس كمدلول
والثاني هوان التسميات والتفرعات ومن ضمنها (السني) تندرج تحت قوله تعالى
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }الأنعام159
والثالث هو ان الله اسمى عباده المؤمنين (مسلمين) حصرا فلا ينبغي اذا التسمي بغير الاسم الذي اسمانا الله به
واما التسمية(سنيّ) فليس لها كما لغيرها الا مدلول التفرق والتشيع الى ما لا يحبه الله ويرضاه،كما وتحمل في مضمونها دلالة على التمذهب الفرعي او الجنوح الى نزعه مغايرة الى ما امر الله به من التمسك بالاصل والحبل المتين، وتأسيسا خاطئا على ادعاء وزور و هو الوحي الموازي والتقليد للرسول بغير ما امر الله به
وتحمل في مضمونها تأسيسين اثنين
الاول هو الافك على الرسول والتقول والتفعل بما لم يقل ولم يفعل،وكذا الافك على الله بما لم يوحي الى رسوله
والثاني اتباعه بامور وحدود فرعية لم يحدها الله ولم يأمر بها ،وانما جعلها الله من مدى الحرية التي وهبها الله لعباده، من امثال السنن المصطنعة في التحريم والتجريم والحدود وفي المأكل والمشرب والتداوي ،
وعلى كل حال فان تسمية القرانيين هي اسمى من تسمية السنيين شكلا وموضوعا وتحمل دلالة سامية في المنهج الرباني العلمي الرصين،مع الاخذ بالأعتبار ان القران هو سنة الرسول ومنهجه وليس له سنة او منهج غير ذلك المنهج او غير تلك السنة ،وقد جعل الله الكتاب شاملا وتفصيلا وتبيانا لكل شئ و كافيا ووافيا ولم يجعله قاصرا او عاجزا عن البيان ،
من هذا التاسيس فانا اقبل بهذه الصفة(القراني) واتشرف عظيم الشرف بها وارجو الله ان يحشرني وانا متلبسا بها ولا انكرها ابدا واترك غيرها للذي يطلبها وهذا شأن كل احد بنفسه
والقرانيين كما اسلفنا صفه تضم طيف واسع من الناس ولا يجمعهم تكتل او مذهب معين،وانما يجمعهم صفة الاستمساك بالقران وحده ونفي ما يناقض كتاب الله من الحديث الافك الذي ينسب زورا الى الرسول محمد عليه السلام والرحمة،
وان كاتب هذه الكلمات لم يتبع احد على غير بصيرة ، وانما اهتدى اليه بفضل الله بعد تأمل وتدبر كثير ومن غير ايعاز او تأثير من احد
والقران الكريم ، وصفه الله بالبينات ومن غير ان يكون لاحد حق احتكار فهمه والاستدلال به وجعله ربنا قريبا من افهام الذين يؤمنون ويتقون ولربهم يعبدون
وجعل بينه وبين الذين لايؤمنون حجابا مستورا فلا يستطيعون فهمه او تدبره لما في صدورهم من غل الشرك وحب الدنيا
يقول الله:
{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً }الإسراء45
والحمد لله الذي جعل القران متاحا لكل احد ولم يحكره على احد ممن يدّعون الوصايه بالعلم السنّي بالدين
اليس كتاب الله الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه هو خير ميزان وخير دليل؟؟؟
وعلى عكس كتب الحديث فمن ذا الذي يستطيع ان يزعم انها لا يأتيها الباطل من بين يديها او من خلفها ؟؟؟
ومن يستطيع ان يثبت ان ذلك من قول الرسول ؟؟، ومن يستطيع ان يثبت شخصية هؤلاء الرواة او صدقهم وكذلك صدق وامانة من نقلوا عنهم؟؟؟،ومن بستطيع ان يميز شأن الرسول الشخصي الخاص منه والشأن الالهي في الامر والنهي ،بل ان الشأن الالهي فصله الله في كتابه ولم يجعله رهين الكذب والافك والتداول الغير منضبط،،
ومن هو الذي يستطيع تجريم الذي لا يثق بأحاديث الرواة والطعن فيهم ؟؟؟اليس الشك والريبة فيهم اقرب واولى من الثقة بهم؟؟،ومصداقا لقول الحق تبارك وتعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6
اليس انه كل ناقل لنبأ هو فاسق حتى يثبت العكس ؟؟،ولكن اصحاب المذاهب ونقل الحديث قلبوا الاية راسا على عقب وصار الناقل دليلا حتى يثبت العكس!!!
ولكي اضرب مثلا على الافك والزور الذي تأسس عليه مذهب اهل السنة ،ارجو اخي القارئ الكريم ان تتامل معي مثل هذه الاحاديث و اين يمكن ان نعثر لها على اي صحة او قيمة او حتى اي اعتبار،ومن ثم كيف يمكن ان يؤسس على امثالها منهج يتقبله الله من مدعيه
ففي كتاب الحديث الذي يسمونه صحيح مسلم:
3677 - وَحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ، وَهَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ، - وَاللَّفْظُ لِهَارُونَ - قَالاَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ نَافِعٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ زَيْنَبَ، بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ تَقُولُ سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ، زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَقُولُ لِعَائِشَةَ وَاللَّهِ مَا تَطِيبُ نَفْسِي أَنْ يَرَانِي الْغُلاَمُ قَدِ اسْتَغْنَى عَنِ الرَّضَاعَةِ ‏.‏ فَقَالَتْ لِمَ قَدْ جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ إِنِّي لأَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍ ‏.‏ حُذَيْفَةَ قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ أَرْضِعِيهِ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَتْ إِنَّهُ ذُو لِحْيَةٍ ‏.‏ فَقَالَ ‏"‏ أَرْضِعِيهِ يَذْهَبْ مَا فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ ‏"‏ ‏.‏ فَقَالَتْ وَاللَّهِ مَا عَرَفْتُهُ فِي وَجْهِأَبِي حُذَيْفَةَ
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewc...ID=1&CID=61#s8 مسلم ارضاع الكبير
وفي الكتاب الذي يسمونه صحيح البخاري:
5144 ـ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ ـ رضى الله عنها ـ أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ،، وَكَانَ، مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَبَنَّى سَالِمًا، وَأَنْكَحَهُ بِنْتَ أَخِيهِ هِنْدَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهْوَ مَوْلًى لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، كَمَا تَبَنَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم زَيْدًا، وَكَانَ مَنْ تَبَنَّى رَجُلاً فِي الْجَاهِلِيَّةِ دَعَاهُ النَّاسُ إِلَيْهِ وَوَرِثَ مِنْ مِيرَاثِهِ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ ‏{‏ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ‏}‏ إِلَى قَوْلِهِ ‏{‏وَمَوَالِيكُمْ‏}‏ فَرُدُّوا إِلَى آبَائِهِمْ، فَمَنْ لَمْ يُعْلَمْ لَهُ أَبٌ كَانَ مَوْلًى وَأَخًا فِي الدِّينِ، فَجَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ ثُمَّ الْعَامِرِيِّ ـ وَهْىَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ ـ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا نَرَى سَالِمًا وَلَدًا وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ مَا قَدْ عَلِمْتَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ‏.البخاري الرابط‏
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewc...=13&CID=145#s9
واليك بعض مما كتب العلماء ممن يميزون الفاعل والمفعول وبين النصب والرفع بين الهاء والتاءولكنهم لا يميزون بين الحق والافتراء
سيد سابق رضاع الكبير صفحه بين 68 و70
رضاع الكبير
وعلى هذا فرضاع الكبير لا يحرم في رأي جماهير العلماء للأدلة المتقدمة.
وذهبت طائفة من السلف والخلف إلى انه يحرم -ولو انه شيخ كبير- كما يحرم رضاع الصغير,وهو رأي عائشة رضي الله عنها.
ويروى عن علي كرم الله وجهه, وعروة بن الزبير, وعطاء ابن أبي رباح. وهو قول الليث بن سعد , وابن حزم; واستدلوا على ذلك بما رواه مالك بن شهاب أنه سئل عن رضاع الكبير فقال:
أخبرني عروة بن الزبير بحديث ((أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلة بنت سهيل برضاع سالم ففعلت وكانت تراه ابنا لها)).
قال عروة : فأخذت بذلك عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها , فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال.
فكانت تأمر أختها أم كلثوم وبنات أخيها أن يرضعن من أحبت أن يدخل عليها من الرجال.
وروى مالك, وأحمد :أن أبا حذيفة تبنى سالما . وهو مولى لأمراة من الأنصار ,كما تبنى النبي صلى الله عليه وسلم زيدا.
وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس ابنه وورث من ميراثه , حتى أنزل الله عز وجل :
((ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم في الدين ومواليكم)).
فردوا إلى آبائهم . فمن لم يعلم له أب , فمولى وأخ في الدين.
فجاءت سهلة فقالت يارسواله الله , كنا نرى سالما ولدا يأوي معي ومع أبي حذيفة ويراني فضلا , وقد أنزل الله عز وجل فيهم ما قد علمت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أرضعيه خمس رضعات) , فكان بمنزلة ولده من الرضاعة)))).
وعن زينب بنت أم سلمة رضي الله عنها قالت أم سلمة لعائشة رضي الله عنها : (( إنه يدخل عليك الغلام الأيفع الذي ما أحب ان يدخل علي )).
فقالت عائشة رضي الله عنها اما لك في رسول الله اسوة حسنة؟
فقالت : أن امرأة أبي حذيفة قالت يا رسول الله أن سالما يدخل علي وهو رجل , وفي نفس أبي حذيفة منه شيء.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أرضعيه حتى يدخل عليك )).
والمختار من هذين القولين ما حققه إبن القيم قال :
إن حديث سهلة ليس بمنسوخ ولا مخصوص ولا عام في حق كل واحد , وإنما هو رخصة للحاجة , لمن لا يستغني عن دخوله على المرأة , ويشق احتجابها عنه , كحال سالم مع امرأة أبي حذيفة .
فمثل هذا الكبير الذي إذا ارضعته للحاجه أثر رضاعه , وأما من عداه فلا يؤثر إلا رضاع الصغير .
وهذا مسلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه .
والأحاديث الباقية للرضاع في الكبير إما مطلقة فتقيد بحديث سهلة , او عامة في كل الأحوال فتخصص هذه الحال من عمومها .
وهذا أولى من النسخ ,ودعوى التخصيص لشخص بعينه , وأقرب إالى العمل بجميع الأحاديث من الجانبين , وقواعد الشرع تشهد له . انتهى .

وهو ليس الا مثالا تام البيان على الافك والزور ولا يستطيع اي احد ان يجد له حيلة في التبرير والتاويل وقد وقع في اهم واصح الكتب -كما يدعي السنيون- بعد كتاب الله وبزعمهم ان كل ما فيهما صحيح.
وقد كان ذلك منذ زمن بعيد ،منذ الزمن الذي اتيح فيه للافاكين والكذابين من امثال ابن بردزبه وابن حنبل في التاليف والتلفيق والتقول على رسول الله والتأسيس لكتب يجعلونها تضاهي كتاب الله( كما يفترون على الله)
{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا
يَكْسِبُونَ }البقرة79
واصحاب الافتراء ليس بمقدورهم التقول على الله وانما التقول على رسول الله ثم هم يؤسسون سندا لألصاق ذلك الى قول الله مثل
العصمة لرسول الله، والتغرير المبني على التأويل الباطل لقول اللهوَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)

،وبالتالي فانهم يدّعون ان الذي يقوله الرسول هو ايضا وحيا ومن عند الله
ثم تقدموا خطوة اكبر حين أفكوا الاحاديث القدسية التي نسبوها الى الله وعلى لسان رسوله الامين
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ }الأنعام93
من هذا العرض نستطيع ان نتبين اللبس والتلبيس الذي اوقعه اصحاب المذاهب التي تسمي نفسها اسلاميه ، في دين الله وتبديله واخراجه من النقاء والحنيفيه الى الشرك والدس حتى اصبح --وفق مذهبهم-- مسخا مشوها،
لذلك فأن نفي الخبث والأفك عن دين الله واتباع قرانه الكريم ومن دون الافتراء عليه لهو من اهم العباده التي نتعبد الله بها ويحبها ويأمر بها سبحانه

اجمالي القراءات 16836