الصراع العربي الإسرائيلي

رمضان عبد الرحمن في السبت ٠٩ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الصراع العربي الإسرائيلي

الصراع العربي الإسرائيلي الذي أوشك على أن يتم القرن، من الحروب والقتال بين الجانبين دون جدوى، حتى جميع مؤتمرات السلام التي عقدت بخصوص هذا الموضوع وهي بالمئات باءت بالفشل، ناهيك عن الدمار ومئات الألوف من القتلى والجرحى من هنا وهناك، ورغم ذلك لم تنال إسرائيل الأمن ولا أقيمت الدولة الفلسطينية، ولم يهدأ الوضع في جنوب لبنان وتوتر الحدود بصفة دائمة على الحدود العربية مع إسرائيل، وإذا بقي الفلسطينيون منقسمون والإسرائيليون متعنتون في سياساتهم سوف يجروا المنطقة بأسرها من جديد إلى الحروب والدمار، وقد رأينا الحروب وكذلك المؤتمرات لم تحقق شيئاً ورغم تدخل القوى العظمى في العالم والنتيجة صفر في صفر، ومن الممكن أن يظل هذا الوضع قرون على ذلك، وماذا لو أقدمت الدول العربية على أخذ قرار جريء بفتح الحدود في كافة الأقطار العربية، لو حدث ذلك سوف تسعى إسرائيل إلى السلام مع العرب جميعاً دون شروط ودون قطرة دم من الجانبان، ثم أن أكثر من 90% من المسلمين يقولون أن الرسول كان يتعامل مع اليهود في التجارة، وأعتقد لو أصبح هناك تبادل في التجارة على اعتبار ما سيكون بين العرب وإسرائيل سوف تسعى إسرائيل للحفاظ على هذه التجارة أينما تكون تجارتها، وبذلك يكون العرب وإسرائيل قد ربحوا في كل شيء، وتجاوزنا وتركنا العنف خلف ظهورنا، ونترك للأجيال القادمة أساس من الأمل لكي يتعايشون دون عنف ودون أن يتذكروا ضغائن من الماضي.
وعلى العرب أن يتنازلوا عن النعرة الكاذبة، وأن يعيشوا الواقع مع اليهود مع العفاريت، وعلى الجانب الإسرائيلي أن يسعى إلى الاندماج مع العرب في كل شيء قبل أن تنتهي إسرائيل مع مرور الوقت، حتى لو أصبحت أقوى دولة في العالم لن تجد غير خيار السلام إذا أرادت أن تبقى ويكون لها وجود في المنطقة، وأعتقد أن إسرائيل والعرب لو خاضوا تجربة التجارة والعلاقات الدبلوماسية والسياحية والاستثمارية على جميع التيارات لكي نثبت حسن النوايا بين الجانبان لربما أن يحققوا ما لم تحققه الحروب والمؤتمرات في الحقبة الماضية، وأن ينعم الجميع بالأمن والسلام إذا حدث ذلك، ويكون بداية عصر جديد في المنطقة، أو على الأقل نكون قد بحثنا عن خيارات أخرى من أجل السلام بديلة عن ويلات الحروب وما فيها من دمار للجميع، وإذا لم تنجح هذه الخيارات في تحقيق السلام نبحث عن خيارات ثانية، حتى لو استمر هذا قرون من الزمان دون يأس من جميع الأطراف، ولكن إذا تدخلوا المتطرفين من اليهود والمسلمين بالقول كيف نتعامل مع اليهود والعكس يكون ذلك بداية عصر جديد في الصراع العربي الإسرائيلي.
وقد جربنا الحروب والعنف والتطرف، ولم يكن لها ثمرة غير المأساة، علماً أنه لو تفحصنا وتمحصنا عن المتطرفين من الجانبان سوف تجد بينهم معاملات في الخفاء، ولكن هي حجج وكلام مكرر وشعارات كاذبة يهددون بها قادة العرب وإسرائيل والشعوب العربية حتى لا يكون هناك سلام.
أقدموا يا قادة العرب وإسرائيل على السلام حتى يذكركم التاريخ وتذكركم الأجيال القادمة أنكم فعلتم شيء لشعوب هذه المنطقة لم يفعله غيركم من قبل، وبذلك تكونوا قد قدمتم للإنسانية شيء عظيم، ولو حدث ذلك بالفعل سوف تصبحوا رمزاً للعالم ورمزاً للتاريخ لأنكم بهذا العمل سوف توقفوا أو تنقذوا آلاف من القتلى والجرحى لا ذنب لهم، وهل المليارات التي تنفق على تكديس السلاح سنوياً من إسرائيل والعرب هي التي تثبت أن هؤلاء يهود وهؤلاء مسلمين؟!..
وبلغة الإنسانية أتمنى أن يعيدوا النظر ويفكروا في كل شيء ومن أجل السلام أفضل للجميع من يهود ومسلمين وإذا انتهت لغة الحوار بين البشر انبحوا في ظلالكم القديم.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 11991