وجهة نظر حول أحداث غزه -مصر
وجهة نظر حول أحداث عزه -مصر

عثمان محمد علي في الخميس ٣١ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

وجهة نظر حول احداث غزه –مصر
معذرة من المفترض ان يأتى إسم مصر قبل غزه لأنها (الأكبر ) ولكن لترتيب الأحداث ذكرنا إسم غزه أولا.
الموضوع الذى نود ان نتحدث عنه راجيا مشاركتكم فى التعقيب عليه هو موضوع إقتحام اكثر من نصف مليون فلسطينى غزاوى للحدود المصريه ..
.وببساطه شديده نتناول الموضوع من زوايا مختلفه .منها على سبيل المثال .الصراع الفلسطينى الإسرائيلى -- الصراع الفلسطينى الفلسطينى ---
تأثير هذا الصراع على حالة الديمقراطيه وحقوق الإنسان علىe;ى مصر ودول الجوار -
دور إيران فى السنوات الأخيره فى المنطقه وهدفها من تأجيج هذا الصراع ...
.لماذا تم هذا الإقتحام ؟؟ وتخمينات حول اهدافه او ما تم فيه ؟؟
الدروس المستفاده من ذلك الإقتحام ...
ودعونى اقول فى البدايه انى من المعارضين لكثير من اعمال ومواقف النظام المصرى لكى لا يتهمنى احد انى ادافع عنه إذا لمس ذلك فى بعض العبارات .
ونبدأ بالصراع الفلسطينى الإسرائيلى .

.وقد يستغرب البعض لماذا لم اطلق عليه الصراع العربى الإسرائيلى او الإسلامى اليهودى ..واجيب عليه بإختصار بأن تسميته والتعامل معه بهذا الحجم الجغرافى (العربى او الإسلامى -من حيث مساحة ارض الدول العربيه او الإسلاميه ) او الديموجرافى (من حيث عدد السكان العرب و المسلمين للدول العربية و الإسلاميه ) مقارنة بنظيرتهما الإسرائيله هو ما أضر با لقضية الفلسطينيه فى الماضى والحاضر وما يضر بها فى المستقبل .ويعرقل حصول الفلسطينين على حقوقهم المشروعه والعادله فى ارضهم ومقدراتهم ... وهذا ما يكسب إسرائيل تعاطفا دوليا امام طرح قضايا السلام او التسويه .
ولكن لو عدنا بالقضيه إلى مسماها الحقيقى وهو الصراع الفلسطينى الإسرائيلى فسيكون صراعا متساويا من حيث مساحة الآرض والجغرافيا ومن حيث عدد السكان حيث يتمثل فى صراع 6 او 7 مليون فى مقابل نفس العدد من إسرائيل تقريبا ..بالإضافه إلى عدم تديين الصراع لأن كل منهما لديه من وجهة نظره ادلة دينية على احقيته فى العيش فى هذه المنطقه والسيطرة عليها وطرد الآخر منها ..إذا فعلينا ان نناشد الفلسطيين والعرب والمسلمين ان يعودوا إلى اصل الصراع ووضعه فى حجمه الطبيعى لكى تحصل فلسطين على حقوقها العادله كاملة او إلا قليلا..
وقبل ان ابدأ فى حديثى عن الصراع الفلسطينى الإسرائيل اود فى عجاله ان أنوه عن تأثير هذا الصراع على حالة الديمقراطيه وحقوق الإنسان فى بلداننا .

.ان هذا الصراع إتخذه حكام العرب ذريعة لتأجيل الحكم الديمقراطى وإكساب الإنسان العربى مزيدا من حقوقه المشروعه .فكان ولا يزال كل ديكتاتور عربى يتبجح و يتحجج بأنه لا صوت يعلوفوق صوت المعركه واننا فى ظروف حرب ويجب الا نفكر ولا نتحدث إلا فى معركتنا الكبرى مع إسرائيل .ثم بعد ذلك إتخذوا من تسوية الوضع الفلسطينى الإسرائيلى ذريعة ايضا فى عدم تنفيذهم لخطواط الإصلاح السياسى والديمقراطى بحجة ان شعوبهم قاصرة وغير قادره على تناول جرعة الحريه والديمقراطيه مرة واحده بل على السيد الحاكم ان يحدد هوة وبطانته موعد وكمية الجرعه المطلوبه وانه يساوم بها الدول الكبرى على حساب إخوته واهله ممن يحكمهم .ولذلك تسبب هذا الصراع فى تأخرنا الف سنة عما كان يجب ان نكون عليه وخاصة نحن فى مصر ورثة ام الحضارات الإنسانيه كلها وأكثرهها زهاءا ورقيا .

--------------------------------------------------------------------------------------
--------وبإختصار بعد صراع مرير وطويل تنازلت إسرائيل عسكريا وإداريا عن الضفه الغربيه وقطاع غزه وبعد ان زرعت لها فى كل شارع وحارة فيهما عينا حارسة لها تمدها بالمعلومات والإستخبارات اولا بأول . وبعد ان زرعت الشقاق بين افراد الشعب الفلسطينى بتكوين خلايا تدربوا على أيديها واولهم حركة حماس الإبن الشرعى للموساد الإسرائيلى مثلما تنظيم القاعده هو الإبن الشرعى للمخابرات الأمريكيه ولكن سرعان ما ينقلب السحر على الساحر وينقلب الإبن غير البار على ابيه . فأنقسم الشعب فى عزة إلى قسمين قسم مع حماس وبعض الحركات الإسلامية الاخرى وقسم آخر مع حركة فتح وبعض التيارات العلمانية الآخرى .
وبعد ان إستشرى الفساد بكل صوره بين حركة فتح والسطه الناتجه عنها وضاق الناس ذرعا بهم وبفسادهم نجحت حركة حماس بنسبة عاليه فى الإنتخابات التشريعيه الفلسطينيه ليس حبا فيها ولكن نكاية فى حركة فتح وملحقاتها .وشكلت الحكومه برئاسة المراهق السياسى (هنيه ) واعلنت حكومة حماس على لسانه عدم إعترافها بإسرائيل وانها لن تتفاوض معها ابدا ..فخسرت فلسطين بذلك كل ما تقدم من مباحثات وخطوات نحو حصولها على جزء من حقوقها وعادت إلى نقطة الصفر وأكتسبت إسرائيل تعاطفا دوليا ومعه رفض التعامل مع حكومة حماس وقطع الإمدادات والمعونه عن الشعب الفلسطينى .وأحتدم الصراع الداخلى الفلسطينى بين فتح المتمثله فى الرئاسه وبعض الوزراء وبين حماس متمثله فى المجلس التشريعى والحكومه وكات نتيجته إنقلاب حماس على فتح وإغتصابها لمقرات الدوله وتحكمها فى شئون قطاع غزه وقيام حرب اهليه بين الفتحاويين والحماسين راح ضحيتها المئات من القتلى والجرحى بالإضافه إلى تعامل حكومة هنيه مع اتباع حماس فى الإنفاق عليهم دون باقى المواطنين الفتحاوين او المحايدين وتعاملهم مع قطاع غزه على انه دولة مستقلة خاصة بهم ...وتزامن مع هذا زيادة الحصار الإسرائيلى لقطاع غزه متمثلا فى حرمان ابناءه من العمل داخل إسرائيل وحرمانهم شيئا فشيئا من إحتياجاتهم الضروريه والخدميه حتى وصلوا مؤخرا إلى قطع إمدادهم بالوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء وتشغيل حافلاتهم .وقيل أن هذا بمباركة القياده الأمريكيه والفلسطينيه الفتحاويه (ولكن الله اعلم ) . ومن هنا جاء المبرر الظاهرى لإقتحام الغزاويين للحدود المصريه .

ولكن هل هذا هو السبب الحقيقى ام أن هناك اسباب أخرى غير معلنة نستطيع ان نسقرأها من ظروف المنطقه والتحركات والأجندات لبعض دول الجوار القريب والبعيد؟؟؟ ..
وفى اولها من حقنا ان نسأل هل إستيقظ الشعب الغزاوى على حلم جامع بينهم وهاتف جاءهم لابسا ابيض فى ابيض وقال لهم عليكم ان تذهبوا جمبعا اليوم لتقتحموا الحدود المصريه بحثا عن إحتياجاتكم الضروريه على ارضها وبين حوانيتها ؟؟؟

أم أن هناك خطة مدروسة ومعدة سلفا وحان وقت تنفيذها على أرض الواقع ؟؟
وهل من ألاولى ان تقتحم حماس بثورتها البيضاء تلك حدود الذين حاصروها ومنعوها من حقها فى الحياه والعمل والإرتزاق اى هل الآولى بالغزاويين إقتحام حدودهم مع إسرائيل ام مع مصر ؟؟
وإذا كانت القشة التى قصمت ظهر البعير هى حجب المواد البتروليه عنهم فهل وجدوها وحصلوا عليها من مدينتى العريش ورفح أم انهم تسوقوا اشياء اخرى وبضائع اخرى لا تمت للمنتجات البتروليه فى شىء وان ما إشتروه من مواد بتروليه هو للإستعمال الشخصى لسياراتهم وليس لمولدات الطاقه ومحطات الكهرباء ؟؟؟
الم يكن حرى بقادة حماس او العقلاء او رجال الأعمال الفلسطينين فى الداخل والخارج ان يشتروا تلك البضائع والإحتياجات من خلال عمليات التجارة البينيه بين مصر وفلسطين دون الحاجه إلى هذا الإقتحام ؟؟؟

إذا ومن وجهة نظرى من حقى ان أتساءل عن السبب والحقيقه غير المعلنه عن هذا الإقتحام ..

واستطيع التخمين فى الإجابه عنه بتلك التخمينات ...
1—تصدير الصراع الفلسطينى ( الغزاوى ) الإسرائيلى إلى مصر وتحويله إلى صراع مصرى فلسطينى (غزاوى ) على الحدود المصريه و داخل الأراضى المصريه لرفع الضغط جزئيا عن إسرائيل .
--2- خلق صراع فلسطينى مصرى دائم ولو مرحليا على ترسيم الحدود بين مصر وفلسطين مرة أخرى .وقد رأينا عبر التقارير الإخباريه بعض الفلسطينين يزيحون الأسلاك الشائكه بضعة أمتار داخل الحدود المصريه .
3- دور إيران فى خلق مشاكل إقليميه جديده على الحدود المصريه ( الفلسطينيه – الإسرائيليه ) لشل حركة مصر وشغلها عن القيام بدورها كإحدى الدول الكبرى فى المنطقه إن لم تكن أكبرها على الإطلاق . كما فعلت ( إيران ) عبر وسطائها فى المنطقه النظام السورى وحزب الله فى لبنان ودورها الفاعل الحقيقى فى احداث العراق وإشعال الفتنه والحرب الأهلية بين ابناء العراق لإشغال العالم بتلك المشاكل والآحداث الإقليميه ونسيانهم موضوع خلق وتطوير السلاح النووى الإيرانى الموجه فى المقام الأول للصدور العربيه .
4—إستخدام حركة حماس كمنفذ لأجندة إيران فى خلق ذلك النزاع والتواصل مع الإخوان المسلمين فى مصر عبر حماس التى تنتمى فكريا إلى الإخوان المسلمين لخلق مثلث هجومى على مصر من الداخل والخارج ممولا من إيران كما عبر خالد مشعل فى رده على عمرو اديب عندما سأله (لقد رأينا الفلسطينين المحاصرين العاطلين عن العمل يشترون بضائع بشكل غير طبيعى .فمن أين لهم بهذه الأموال فاجاب بوضوح انها من إيران ) -
--5—العمل على تصدير وتجذير وتطبيق الثوره الإيرانيه فى ثوب جديد إلى مصر عبر رجالاتها فى الخارج والداخل ( حركة حماس والإخوان المسلمين ) ولا يخفى على أحد العلاقه بين الإخوان وحكام ورجال الثوره الإيرانيه بدْءا من علاقاتهم بالخمينى ونهاية بخامئنى .


هل نستطيع أن نتخيل ماذا حدث فى الساعات الأولى لفوضى إقتحام حركة حماس للحدود المصريه ؟؟
دعونا نتخيل ..
قد يكون ما حدث اثناء ذلك الإقتحام السماح و بشكل غير منظور بعبور بعض قادة التطرف والإرهاب الفلسطينين (سواء من افراد القاعده او الجيش الإسلامى او حماس ) للحدود المصريه وإنتشارهم فى سيناء وإختبائهم بها أو وصولهم إلى المحافظات ألاخرى وإختباءهم لدى الجماعات الإسلاميه او الإخوان على سبيل انهم ينصرون إخوانهم فى الدين ومؤازرتهم وحمايتهم واجبه لتنفيذ عمليات ضد مقرات الحكومه المصريه او السياح الآجانب بها .


وقد يكون تم السماح ايضا بدخول بعض افراد البدو لتوصيل مواد متفجره واسلحه إلى داخل غزه كان من الصعب او المستحيل دخولها فى ألاوقات العاديه وخاصة الفتره الأخيره .


-- وقد تكون رساله غير مباشره من الإخوان إلى النظام المصرى تعبيرا عن مدى قدرتهم بالتعاون مع اصدقائهم من دول الجوار القريب او البعيد على زعزعة الآمن والإستقرار وإحراجه والإستعداد لدخولهم بديلا عنه فى لإعادة الإستقرار والأمن ومن ثم رد الجميل لإيران و حماس بإعلانهم نقض معاهدة السلام المصريه الإسرائيليه وإشعال الحروب الدينية مرة أخرى كما يحلم بها قادة فصائل الإسلام السياسى وإحيائهم فريضة الجهاد الغائبه (كما يدعون )..
----هل نستطيع ان نأخذ عبرة وعظة مما حدث وما هى تلك العبر والعظات ؟؟
من وجهة نظرى العظه والعبره تتلخص فى الأتى ..

1--
ضرورة عودة مناقشة عدد وعدة وعتاد رجال الأمن المصرى على الحدود الشرقيه بين مصر وفلسطين وإسرائيل .طبقا للمستجدات وما فرضته الظروف الآنيه .
ضرورة إستيقاظ النظام المصرى من سباته العميق ومعرفته حجم ودور مصر الحقيقى فى المنطقه الذى عرفه جيرانه وتناساه هو وترك المراهقين السياسين يتلاعبوا به ويحرجوه بين الحين والحين .

-2-
---ضرورة تبنى دور اكبر واكثر فاعليه فى إقرار وفرض سلام شامل وعادل بين الفلسطينين وإسرائيل لحماية بوابة مصر الشرقيه وألأمن القومى المصرى .

3-
--ضرورة التعامل بحزم وبشده فى مثل تلك الظروف والا يترك أمن مصر وإستقرارها للعواطف .بل عليه ان يتعامل بلغة المصالح فليس فى السياسه او العلاقات الدوليه عواطف بل هى لغة المصالح .,ان أمن مصر وشعبها وترابها الذى دفع ابناءه كثيرا من دمائهم ثمنا له اهم وأعز من ان ياـى اليوم الذى يتلاعب به ابناء حسن البنا او عبد الله عزام وأيمن الظواهرى وخالد مشعل ورمضان شلح وغيرهم من قادة الإرهاب الدولى اصحاب منتجات العصير الدموى .
على الجانب الإقتصادى ..

-4
هل نستطيع ان نستفيد من الإقتصاد الإسرائيلى الإيرانى والخليجى عبر المستهلك الفلسطينى .وبإيضاح اكثر هل نستطيع ان نلبى إحتياجات إخواننا الفلسطينين الضروريه فى الضفه والقطاع عبر التبادل التجارى الرسمى وطبقا لإتفاقيات التجاره العالميه وبأسعار معقوله ؟؟

وهل نستطيع ان نزود خزينة البنك المركزى المصرى ب 10 مليار دولار على الأقل سنويا من التصدير المباشر إلى فلسطين وجعلها الدوله الأولى بالرعايه التجاريه المصريه ؟؟؟

 هل نستطيع الإستثمار فى القطاع العلاجى والدوائى لأهل فلسطين ؟؟
هل نستطيع إمداد قطاع غزه بالغاز الطبيعى المصرى  وبسعر مساو للسعر الذى نزد به إسرائيل ؟؟
هل تستعيد مصر دورها الحقيقى ومكانتها الكبيره فى المنطقه لكى يفكر المتآمرون عليها من الداخل والخارج الف مرة ومره قبل أن يقتربوا من إلحاق الضرر بشعبها او ترابها وأمنها وإستقرارها ؟؟
وأخيرا كانت هذه وجهة نظرى فى عجاله وفى رؤس موضوعات للتحاور حولها فى احداث غزه وإقتحام الحمساويين للحدود المصريه وارجو ان اقرأ اراءكم وتعقيباتكم حولها .

اجمالي القراءات 17509