رسول القرآن في شهر القرآن

رمضان عبد الرحمن في الإثنين ٠٢ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

رسول القرآن في شهر القرآن

سوف نقرأ عن بعض من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن، وكي لا أطيل عليكم سوف ندخل في الموضوع دون مقدمات، الموضوع هو أن غالبية المسلمين يتهمون أو يقولون أن الرسول صلى الله عليه وسلم مات ورهن درعه عند أحد اليهود، السؤال المهم في هذا الموضوع هو هل فعلاً مات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو راهن درعه عند أحد اليهود مقابل صاع من القمح، كما قالوا ولو حصل ذلك كما يقال وأنا أشك في هذا، بل أكذبه، ويجب على كل مسلم أن يكذب هذه الخرافات التي قالوا فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم مضى أربعين يوم ولم يوقد على النار في بيته لقلة القمح، ثم لماذا أربعين يوم بالتحديد؟!.. وهنا نجد كذب الرواية لأن النار توقد على القمح وخلافه من المأكولات، وهل كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يستأمن إلا أحد اليهود على أسراره؟!.. وإذا قلنا نعم لهذا الكلام أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يستأمن سره إلا عند أحد اليهود سوف ينقلبوا عليك ويكفرونك ويقولون لك أين دور الصحابة؟!.. وهل هذا يعقل؟!.. مع العلم أن أغلبية المسلمين هم من يخوضوا في هذا الموضوع بل يجتهدوا لكي يثبتوا هذه الخرافات إلى الرسول صلى الله عليه وسلم دون تفكير ولو للحظة واحدة عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من القرآن الذي هو كلام الله لنعلم أنه حق وندافع عنه، ونعلم أن من كتب هذا الكلام عن الرسول صلى الله عليه وسلم هو كذاب ابن كذاب وحتى لا يهيج القراء من هذه الجمل فعليه أن يقرأ هذه الآية العظيمة وبعد ذلك سوف يكتشف بنفسه مدى حقد هؤلاء على الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى في كتابه العزيز:
((طه، مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)) سورة طه الآيات 1 و 2.

أي أتى القرآن لكي لا يشقى الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال الله، ويقول تعالى في سورة الضحى:
((وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى)) سورة الضحى آية 8.

وبعد قول الله تعالى: ((وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى))، أي الذي أغنى الرسول صلى الله عليه وسلم عن احتياجه لأحد من المسلمين وغير المسلمين هو الله، وهذا قول الله عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وإغناء الله للرسول كان له هدف من الله لأنه يعلم أن الذين آمنوا في بداية الإسلام كان يوجد فيهم من الفقراء يستحقون للصدقة ولذلك أغنى الرسول صلى الله عليه وسلم لكي يتصدق عليهم، ومما لا شك فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي كان يداين المحتاجين وغير المحتاجين من الذين آمنوا، وحتى لا يجادل أحد بعد ذلك عن موضوع درع الرسول صلى الله عليه وسلم أنه مات وكان راهن درعه عند أحد اليهود مقابل صاع من القمح فمن يعتقد في ذلك فعليه أن يقرأ هذه الآية لكي يعلم أن الرسول بريء من هذا الموضوع، يقول الله تعالى في كتابه العزيز:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً)) سورة الأحزاب آية 53.

هذه هي حياة الرسول من القرآن، أي كان يدعوا الناس إلى بيته إلى الطعام كما تقول الآية الكريمة، وهنا التناقض بين القرآن الذي هو كلام الله والذي ليس فيه شك وبين هؤلاء الذين قاموا بدس هذا الكذب على الرسول ولو حصل ذلك الكذب لماذا لم يحرروا الصحابة درع الرسول بعد مماته وهم يقولوا في كتاباتهم أن الرسول كان له إرث وحين ذهبت فاطمة إلى أبو بكر لكي تأخذ إرثها، قال لها أبو بكر (الأنبياء لا تورث) وكما تعلمون أنه حصل خلاف على إرث النبي بعد وفاته، فلماذا المسلمين مصرين على اتهام النبي على أنه مات وهو راهن درعه عند أحد اليهود؟!.. وكتاب الله يقول عكس ذلك.
وإذا كان هؤلاء ممن يقولوا أن هذه ضمن سنة الرسول أنه مات وهو راهن درعه عند أحد اليهود، فلماذا لا يتمسك بها من يتحدث عن ذلك، وهم كما تعلمون يسكنون في قصور وفقراء الوطن العربي كما نرى أكثر مما كانوا في عهد النبي، أو يقولوا لمن ينفق المليارات التي تنفق على سباق الخيل والسيارات أن تصرف على فقراء المسلمين لكي يصبحوا قدوة هذا إذا كانوا فعلاً مقتنعون بما يقولون، ولكن يبدو أن من اخترع هذه الحكاية في الماضي كان يقصد منها عدم الإنفاق على الفراء، والدليل على ذلك منذ أن مات الرسول لم نسمع عن حاكم مات أو رجل دين أو أي شخص عادي مات ورهن مما يملك لكي يأكل أو يشرب كما يقولون هذا عن الرسول.

رمضان عبد الرحمن علي
اجمالي القراءات 12748