الإقتداء بالرسول

رمضان عبد الرحمن في السبت ١٥ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

الإقتداء بالرسول

ما بين الاعتقاد الخاطيء والاعتقاد الصحيح والذي قال فيه رب العزة:
((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ)) سورة آل عمران آية 144.

وكان ذلك أمر من الله إلى الذين آمنوا أن يتبعوا رسالة الله ويقتدوا ويتأسوا بالرسول كمبلغ لوحي الله ومنفذ ذلك على نفسه ليكون قدوة للناس، ونستنبط من هذه الآية أن الذي ينقلب على عقبيه كان يعبد الله من أجل شخص الرسول، وهذا هو الاعتقاد الخاطيء، وهنا جاء التحذير من الله إلى الذين آمنوا ليعبدوا الله كما علمهم الرسول، وكان لهم قدوة في عبادة الله الحي الذي لا يموت، دون وسيط، ودون انحياز لأي فكر، تعالوا بنا أن نتخيل أن الرسول ما زال حياً إلى الآن بين المسلمين، وكيف سيتأسوا ويقتدوا به كما يقولون في كل شيء، وإذا سلمنا بأن هذه الإجابة صحيحة مائة بالمائة عند المسلمين، ولكي نصدق أن المسلمين بالفعل سوف يقتدوا بالرسول ولا نتخيل أكثر لنعلم أن هذا الكلام صحيح أم غير ذلك، ونفترض أن الرسول جمع المسلمين في مكان ما، ليلقي درس أو يقر شيئاً أمر به الله للمؤمنين في هذا العصر، فهل سيستمعوا إلى ما سيقر به الرسول، إذا قلتم نعم سوف نستمع ونتبع ما يقر به الرسول، فلماذا وصلنا إلى ما نحن فيه الآن، وأترك لكم أن تحكموا من الذي يتبع الرسول ويدافع عن رسالة الله ومن يتبع هواه ويظن أنه على الصواب، ثم بعد ذلك يقولون أن الرسول هو الذي أمر بهذا أو ذاك، محملين الرسول كذبهم وافتراءاتهم، وأين هم الذين يقتدوا بالأسوة الحسنة من المسلمين، وآلاف الاستفسارات تحتاج إلى توضيح بأفعال المسلمين في هذا العصر، لكي تعلموا أن أغلبية المسلمين وأكثرية المذاهب على خطأ في هذا العصر.
سؤال بسيط جداً عن بعض أفعال المسلمين والتي ليس لها علاقة بدين الله، جعل الله البيت الحرام قبلة للناس وفرض الحج والعمرة على المسلمين إلى من يستطيع منهم أن يحج أو يعتمر، دون فرض أموال غير التي أقرها القرآن على الحاج أو المعتمر، ولضلال الناس وفسادهم أصبح الحج والعمرة عند الناس استغلال من جميع الأطراف، وهل هذا هو التأسي والإقتداء بالرسول أن يقولوا ما لا يفعلون، وهنا يكون المسلمين هم أكثر الناس عداءً للرسول والإسلام بأفعالهم الغير إنسانية، وأن الله أرسل الرسول للناس رحمة وليس للاستغلال، ولو تحدثنا عن موضوع استغلال وظلم المسلمين لبعضهم والله لا تكفينا آلاف من الكتب لكي تستوعب أفعالهم التي بصددها شوهوا صورة الإسلام الحقيقية التي من المفترض أن نكون قدوة في العدل فيما بيننا، حينئذ يكون المسلمين قد تأسوا واقتدوا بالرسول.
رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 63418