رسالة الى الدكتور / سعد الدين ابراهيم
الرواق - وقت المحنة و التحدي
شادي طلعت في الجمعة ٠٧ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
أجد في نفسي رغبة في الحديث عن " الرواق " ذلك المنتدى الإسبوعي الذي يقام مساء كل ثلاثاء بمركز ابن خلدون ، و فترة توليتي للرواق بدأت من 1/7/2007 حتى 31/12/2007 و أكاد أجزم أنها أصعب فترة مر بها الرواق ذلك لأنها تزامنت مع تصريح الدكتور سعد الدين ابراهيم بأنه لن يعود الى أرض الوطن الى أجل غير مسمى ، و كان وقت التصريح قبل توليتي للرواق بأيام ، و هنا كان التحدي بالنسبة الى ، فقد كنت أنوي أن يسير الرواق الى الأحسن أو على الأقل يسير كما كان إلا أن التوقيت لم يكن في صالحي و اصبحت أمام أمر واقع و تذكرت مقولة الكاتب " وليام شكسبير " أكون أو لا أكون " ففي أول اسبوعين لي في ادارة الرواق وجدت أن كل الظروف ضدي فرواد مركز ابن خلدون خائفون على أنفسهم من أن تبطش بهم الدولة نظرا لعلاقتهم بالمركز ، و ضيوف الندوات عندما كنت أدعوهم الى الرواق كانوا يسألونني أولا متى سيرجع الدكتور / سعد الدين ابراهيم و كانت الإجابة صعبة فهل اتخلى عن مبدأ الشفافية و أحاول تضليلهم و طمأنتهم بأنه سيحضر الرواق القادم ، أم أكون صادقا معهم و أخبرهم بأنه لن يعود حاليا خاصة و أني محامي الدكتور سعد الدين ابراهيم و قد أعلم ما لا يعلمه غيري ، الا أنني في النهاية قررت أن أكون صريحا مع الجميع ، و فجأة شعرت بمدى أهمية المكان الذي أسسه الدكتور سعد الدين ابراهيم ، فمن هذا المكان خرج العديد من رجال الدولة من ساسة و كتاب و مثقفين ، و قلت لنفسي لن اتحايل على أحد سواء كان ضيف محاضر أو ضيف مستمع و شعرت بالقيمة التي أضافها الى الرواق الذي أصبحت مديره ، و هي قيمة أخرى تختلف مثلا عن موقعي كرئيس لإتحاد المحامين الليبراليين فالتعامل مع نقابة المحامين يحتاج الى ادارة ممزوجة بالصلابة و الليونة و الإلتزام بالنص احيانا و الخروج عنه احيانا أخرى ،أما ادارة الرواق فهي مختلفة و قد اتحدث عنها في مرة أخرى ، الا ان ما اود ان اقوله هو انني مع اقتراب فترة انتهاء ادارتي للرواق اشعر بسعادة كبيرة لأنني قد نجحت من وجهة نظري في ادرته بطريقتي ، فلقد أضفت عليه طابع الجدية و العسكرية كما أجد نفسي قد نجحت بأن استطعت أن أجلب الى الرواق ضيوفا متحدثين ممثلين لتيارات اخرى تختلف عن التيار الليبرالي الذي يمثله المركز ، كما نجحت في قتل الخوف ممن كنت ادعوهم الى حضور الرواق ، و قد كان النجاح الأكبر يوم الإفطار الجماعي الذي كان معدا له أن يحضر اليه / مئة ضيف الا أن من حضر قارب ثلاثمائة ضيف ، و أحياه الفنان محمد نوح ، بحضور فنانين آخرين وشخصيات عامة من مثقفين و سياسيين ، و حقيقة الأمر أنني أنا شخصيا قد تعلمت من ادارتي للرواق الكثير و تعلمت منه أمورا كان من الممكن أن لا اتعلمها إلا في الرواق ، فلقد استفدت من صراعاته الداخلية و الخارجية ، من المحبين و المغرضين ، و اعترف أن فترة الستة أشهر الماضية قد اضافت الي الكثير .
===========================
اجمالي القراءات
10066