هل هناك حل؟
رد على الأخ فوزي .هل هنك حل؟

زهير قوطرش في الخميس ١٨ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أخي فوزي فراج، ردا على سؤالكم، هل هناك حل؟

لن أصف الحالة ،لأننا مللنا الوصف. ولكني سأتطرق الى مقولة ،ما العمل؟ لخصت ابنتنا آية المشكلة في القول المآثور (كما تكونوا يولى عليكم). وهذا القول يعرف نصف الحقيقة.أما النصف الأخر هو في استقراء التاريخ،وتجارب الشعوب التي تجاوزت مشاكلنا ،لتصبح أمماً متحضرة ،أمماً تصنع الحضارة ،وتصنع المستقبل .ومع ذلك تعاني مثلها مثل أممنا من الامراض الاجتماعية ،و الاقتصادية .لكن مبادرات الحل بأيدي المؤسسات الاجتماعية والمدنية ومر&Ccecedil;كز الابحاث،كلها مجتمعة تقوم بعمليات أحصاء ودراسة ،وتقيّم ومن ثم تنظير وممارسة.وكل بالتعاون مع  سلطة تشريعية ،تسن قوانينها بناء على تفاعلها مع تلك المؤسسات المدنية. ومع الحكومة التي تقترح هذه القوانين ،التي تعود مصادقتها الى البرلمانات الشرعية التي همها الاول والاخير المواطن. وطبعاً ،هذه الامم بدون الديمقراطية ،كأسلوب للحكم لايمكنها تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة. لإن الديمقرطية ليست هي تبادل للسلطة،ولكنها ايضاً تحاسب الأخر بشفافية مطلقة،وتعتبر المعارضة جزءاً هاماً من الحكم.والمواطن الواعي هو ضمانة هذه الانظمة.والمؤسسة الدينية لها استقلاليتها كموجه وناقد بشكل مستمر للحكم .أو متعاونة مع الحكم لكن من خلال الدستور الديمقراطي.
أين نحن من كل هذا؟
الحقيقة والتي يجب أن تقال وإن كانت مرة ،أننا من الشعوب التي تتغنى بالتاريخ ،ولم تقرأ التاريخ ،لأن تاريخنا مثل حاضرنا . انتهى عهد النبوة ،وبدأ الفعل البشري ،بكل تناقضاته ،ومصالحه الفئوية ،ومطامعه التي لا حدود لها ،واستمر هذا الوضع الى اليوم.من يعتلي الحكم ،لايفارقه إلا ميتاً أو مقتولاً.ومن ثم يرث الارض بعده هم أهل البيت الذين عصمهم الحاكم قبل وفاته ،عن أن يكونوا مواطنين عادين.والشعوب حكمت(برفع الحاء) من خلال المقدس ،الذي ابتدعه رجال الدين وما زالوا في خدمة السلطان. واستحدثوا كتباً غير كتاب الله،وصدقوا هم كذبتهم ،وأرهبوا فيها المواطن على مر العصور.وجعلوا قدره في أن لايعترض على ارادتهم التي هي من ارادة الله. ورضوا به أي بالمواطن أن يكون جاهلاً وأمياً لسهولة قيادته كالقطيع.
المشكلة إذن في فهمنا للدين...مع كل اسف..لأن الدين هو الذي يؤثر فينا سلباً أو ايجاباً.والدين مازال المحرك للتحرر الوطني ،ومازال السيف الذي يتم من خلاله قمع التطور. الدين في اصله حركة واعية لتخليص الانسان من الوهم ،وهدايته لما فيه مصلحته.لهذا نبذ الدين في اصله الكهنوت.لكننا رضينا به كمواطنين وصار جزءا هاما من عقيدتنا.الفكر الديني أو الدين الذي نراه ونعايشه ،قتل الفكر المعتزلي ..وما زال يقتله....هذا الفكر الذي أعطى للتوحيد اسمى معانيه إذ ربط التوحيد بالعدل الآلهي. فلا يمكن أن يكون هناك توحيداً خالصاً إذا لم يقترن بمفهوم العدل.فجاء من بعدهم من أ صر على التوحيد بدون العدل. وهنا كانت المصيبة الكبرى.... أنتفى العدل حتى بين أفراد الامة.... وصار التوحيد ،صفة للفردية ،والاستبداد ،وتم تجسيد الله عز وجل ،والعياذ بالله حاكما يتصيد اخطاء البشر.وصار الوعظ وعظ إرهاب وتوعد بنار عرضها السموات والأرض أعدت للبسطاء الذين يخالفون رأي السلطان وزبانيته من رجال الدين المتاسلمين المنافقين. وتطور الامر في عصرنا الى تقسيم المسلمين الى ارهابين متطرفين ،ومعتدلين الحقيقة أقول لكم ،أن من يمثل الاسلام المعتدل هم اشد خطرا على الاسلام من الاسلام المتطرف.لأنهم الوجه المنافق للاسلام.في العلن ضد الارهاب وفي الخفاء داعمين له ومشاركين ومباركين.لا مصداقية في سلوكهم العملي (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).
الحل. هو في العمل على وضع مشروع عمل ،من أجل خلق ثقافة قرآنية ،تبني أنساناً قرآنياً ،بعيدا عن مطامع السلطة ،تكون هذه الثقافة ثقافة معارضة دائمة لنظام الحكم ،تتصيد أخطاءه وتعلنها للناس جميعاً. تتعاون مع كل القوى الخيرة في العالم التي لا هم لها سوى السلام والعيش بدون منازعات وحروب.وهذه المجموعة القرآنية ترفد الاحزاب والقوى السياسية بعناصر حزبية ولكنها قرآنية في أخلاقيتها ،لتحدث حالة أنقلاب ضمن المؤسسات الحزبية.هذه الفئة القرآنية ترفض التصوف وتشارك بكل الفعايات الاجتماعية والاقتصادية. الانبياء بعدد قليل من الافراد أحدثوا تغيرا كبيراً في مفاهيم البشر. فلماذا لانسلك سلوكهم. التغير لن يتم لامن القمة ولا من القاعدة. التغير بحاجة الى ايدولوجية ثابته ،مرجعيتها كتاب الله الذي يدعوا الى التوحيد والعدل. ولهذا أهيب بأهل القرآن أن المهمة ما زالت ملقاة على عاتقكم.... لبناء عالم يعيش فيه الجميع بكل دياناتهم ،وقومياتهم ،تحت مظلة التوحيد والعدل.ومظلة التوحيد تكفل حتى للملحدين مكانتهم فيها لأن العدل يقول (لا إكراه في الدين).ولا حل إلا من خلال العودة الصادقة الى كتاب الله فهما وتدبرا،واسقاطا على الواقع. والاستفادة من تجارب الأخرين واخذ كل الايجابيات منها.والأهم من كل ذلك محاربة الكهنوت الإسلامي بكل أشكاله المتطرفة والمعتدلة. اما القول بتغير الحاكم بالقوة ، أقول : علينا ان نغير الانسان قبل الحاكم وعنئذ سيتغيركل شيء. الله طلب من انبيائه تغير الانسان. ولم يطلب منهم قتال

اجمالي القراءات 7239