مصري وبس

آية محمد في الخميس ٠٤ - أكتوبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

     كلمة الاضطهاد الديني جديدة على قاموسنا المصري. عشت حياتي كلها أفخر بالسماحة المصرية في تعامل المصريين مع بعضهم البعض. لم أكن أسمع إلا جمل مثل " أأتمن المصري المسيحي لأنهم يخشون الله" – "المصري المسيحي لا يكذب لأنهم يتبعون الإنجيل" – "المصري المسيحي مسالم". تلك هي الجمل التي تربيت عليها وشربتها عندما كنت أعيش في مصر ولم أسمع يوما مسلما يذم مسيحيا، بل وإننا لم نكن نسأل بعضنا البعض عن الديانة إن كان اسم الشخص محايدا (لا مسلم ولا مسيحي). ولكن يبدو أن الكثير &Ccededil;ختلف في السنوات الماضية، وطالت أيدي خبيثة مصر وشعبها، تريد نهش الحب والسلام والوئام الذي كان يجمع نسيج الشعب المصري الواحد. لا أدعي أن مسيحيي مصر ينعمون برغد العيش في حضن وطنهم، ولن أدعي أن المرأة المصرية تنعم بكامل حقوقها في أحضان بلدها؛ ولن أدعي أن أصحاب الملل الأخرى كالشيعة والبهائيين وغيرهم ينعمون بحرية العبادة في بلدهم مصر؛ ولن أدعي أن المواطن المصري - مجردا من أي ديانة أو جنس - ينعم بكامل الكرامة في داخل مصر أو خارجها؛ ولكن لن أنكر أيضا أن الصهيونية العالمية وثالوث الشر (متطرفي اليهود والمسيحيين والمسلمين) يتآمرون على الوحدة الوطنية المصرية والاستقرار الديني بها.

     مصر دولة علمانية - أو مدنية (كما يحلو للبعض تسميتها)، وحتى مع وجود المادة الثانية من الدستور فإن مصر دولة مدنية تقوم على مبدأ المواطنة واحترام الآخر، حيث للمسيحي حقوق وعليه واجبات مثله في ذلك مثل المسلم. مصر كدولة وقانون ليست إسلامية وهابية بالصورة التي يدعيها البعض، وإن كانت المظاهر العامة توحي بأنها دولة في طريقها إلى الوهابية المتطرفة بسبب الأيادي التي تعبث بها في الخفاء. مصر كدولة لا تمنع تداول أو المتاجرة في الخمور والكحوليات، مصر كدولة لا تمنع الفن والإبداع والرقص والتمثيل، مصر كدولة لا تمنع وجود دور السينما والعرض والمسارح، مصر كدولة لا تضع رقابة على الإنترنت لتحرم الشعب من تصفح شبكة الإنترنت العالمية (كما تفعل كل دول الخليج العربي)، مصر لم تضع قانونا يجبر مسيحي على اعتناق الإسلام أو إجبار مسلم علي البقاء في الإسلام، ولم تضع قانونا يجبر مسيحية على وضع الحجاب، بل إن القانون المصري لا يفرض على المسلمين – أنفسهم - الصلاة أو دفع الزكاة أو صيام شهر رمضان المعظم، كما إنهم لا يفرضون زيا مقننا على المرأة المسلمة، فكل امرأة لها حق اختيار الزى الذي يناسبها ويناسب ثقافتها ومجتمعها ولها حق تقرير المصير. ومن يدعي أن القوانين المصرية تظلم الأقليات أو النساء فقد أتى بهتانا مبينا. ويوجد مؤخرا مثال حي على الشاب المصري محمد حجازي الذي تنصر، ومع تحفظي على الطريقة التي "أذاع" بها تنصره، إلا إننا لم نسمع أن أمن الدولة المصري اعتقله أو إنه سجن، وإن اعتقل فسيكون لعلاقته بجماعة مسيحيو الشرق الأوسط، الذين وجد معهم أشرطة وأفلام وكتب تسئ إلى رسول الإسلام محمد بن عبد الله عليه صلوات الله عليه وسلامه. الدولة لم تضع عائقا أمام المواطنين المسيحيين أو النساء وإنما من وضع العوائق هم الشعب نفسه سواء كانوا رجالا أو نساء، وسواء كانوا مسلمين أو مسيحيين. المواطنون هم العائق الحقيقي أما التطبيق الواقعي لفكرة المواطنة والآخاء والمساواة.

     المشكلة ليست في مصر كدولة وقانون، المشكلة تكمن في نفوس المصريين وثقافتهم الاجتماعية السمعية. المصري إنسان متدين بطبعه، أي انه يحب الله بالطبيعة، وقد كان لقدماء المصريين قبل وصول الرسالات السماوية إليهم، آلهة يتقربون إليها ويعبدونها، ومعابدهم لا زالت واقفة شامخة إلى يومنا هذا دليل على بحث هذا الشعب عن الذات الإلهية. وبعد وصول المسيحية والإسلام إلى الشعب المصري ازداد حبهم لله وتعلقهم به سبحانه، وهم على استعداد للتضحية بحياتهم من أجل الله ورضاه - هذا من ناحية. من الناحية الأخرى، الشعب المصري شعب طيب ومسالم بالطبيعة، لا يعنيه بعد الله إلا لقمة العيش والترفيه عن النفس، وبالتالي فالغالبية لا يشغلها إلا "الأكل" و"مشاهدة التلفاز"، ولا يعنيهم بين هذا وذاك مسألة البحث العلمي أو المعرفة. ولهذا تجد أن الغالبية تتناول علمها ومعرفتها عن طريق: "الأبائية" – ما ألفينا عليه آباءنا، ولو كان آباؤهم لا يعقلون. والطريق الثاني هو الأذن – أي عن طريق السمع، حيث أن الفرد العادي ليس لديه المقدرة المادية على شراء الكتب وذلك نظرا لتردي الأوضاع الاقتصادية. ومع ذلك لا زالت هناك قلة مثقفة لا تمنع نفسها عن القراءة أو عن الخروج على ما ألفوه، وهؤلاء هم من خرجوا من "غرفتهم" إلى الغرف المجاورة للتعرف على الثقافات والأفكار المختلفة، وهؤلاء هم من يقبلون بالآخر كشريك لهم في هذه الحياة. وفي مجتمع متدين يرث ويسمع العلم والمعرفة، يسهل جدا فيه استغلال الفرد لتحقيق أهداف خاصة ومدروسة. وبمعنى آخر، في مجتمع يسمع ويطيع، لا يصعب فيه صنع إرهابي، لا يهم إن كان إرهابي مسلم أو إرهابي مسيحي، لا يهم إن كان إرهاب إجرامي أو إرهاب فكري، المهم أن يكون الهدف هو تحقيق أهداف موضوعة يتم تنفيذها على يد هذا الإرهابي، وفى حالتنا المصرية الهدف هو تكدير العلاقات الإنسانية بين الشعب المصري الواحد.

     مع تردي الأوضاع العامة في مصر أصاب الفرد المصري حالة من اليأس والإحباط؛ فأبسط الحقوق السيكولوجية التي يحتاجها المجتمع الطبيعي هي الماء والأكل والجنس، وإذا بحثنا عن تلك الحقوق في المجتمع المصري لوجدنها غير متوفرة بالصورة التي تدعو إلى الاستقرار النفسي لدى الفرد. وعدم توفير أبسط الاحتياجات السيكولوجية يقود الإنسان إلى حالة من اليأس، قد تقوده إلى الانتحار. ولأن المجتمع المصري (المسلم والمسيحي) متدين بطبعه، فأنه يحاول تعويض شعوره باليأس بالهروب إلى الدين، وبتبني أفكار مثل: المؤمن مصاب، وطريق الله مفروش بالشوك، والفقراء أهل جنة والأغنياء أهل نار، وأشياء من هذا القبيل لتصبيرهم على بلاء الحياة. أي أن الفرد المصري يتجه اتجاها مباشرة ناحية الدين لتعويض النقص السيكولوجي عنده؛ وكلما ازداد حرمانه من احتياجاته السيكولوجية كلما ازداد تطرفا دينيا، وكلما أشبع احتياجاته السيكولوجية كلما ازداد اعتدالا دينيا، وإذا أشبع الإنسان احتياجاته الإنسانية الكاملة: السيكولوجية – الذاتية – الاجتماعية، أصبح الدين عنده علاقة بينه وبين ربه فقط لا دخل للمجتمع فيها. الدين هو ملجأ اليائس في بلادنا، ولنا أن نتخيل إنسان يائس وفي نفس الوقت مستمع مطيع، المحصلة تكون عجينة لينة تستطيع تشكيلها بالطريقة التي تريدها؛ هكذا استغلت بعض الجهات يأس المصري، ولعبت على وتر الدين، فأخرجوا لنا عزفا منفردا من الكراهية وعدم تقبل الآخر.

     نحن بصدد إنسان يائس لا يشعر بأي قيمة له في الحياة إلا كونه متدينا، يزداد تطرفا كلما أخفق فى تلبية رغباته، يزداد تطرفا كلما أراد أن يظهر قيمته أكثر لمن هم أفضل منه حالا، فهو لا يملك غير الدين (بلا قيمة شرائية)، ولا يستطيع أن يكسب قيمة اجتماعية غيره. وهذا يفسر ظهور التجارة بالدين حيث أن أصبح لها زبائن يتلهفون عليها لتسكين آلامهم الاجتماعية. وهذا يفسر أيضا تعلق المصريون (بالذات دونا عن باقي الجنسيات العربية) بالدعاة المودرن والدعاة التقليدين. وفي ظل هذا اليأس والإحباط والبحث عن القيمة الدينية عوضا عن القيمة الاجتماعية، ضربت الرياح الفكرية الوهابية مصر مستغلة الوضع الراهن. فبثوا سمومهم في عقول المصري المسلم بدعوى إنها الدين وإنها سنة المصطفى عليه صلاة الله وسلامه. فتحولت البشاشة المصرية إلى عبوس وجه وتحولت السماحة إلى كراهية. وتعرفنا على ثقافات بالية كانت قد اندثرت مع نهضة مصر الحديثة مثل: الحجاب ومن ثم النقاب، والآن العباءة الشيعية (أو العفريتة كما يطلق عليها البعض)، واللحية، الدروس الدينية التي تقدمها الممثلات "التائبات"، التشدق بالدين، فرض وصاية دينية على الآخر، الخ... هذا إلى جانب تحول لعبة كرة القدم إلى مظاهر دينية، فإذا أراد لاعب أن يعتزل حول مهرجان اعتزاله إلى مهرجان إسلامي يتغنون فيه لرسول الإسلام وينشدوا فيه الأناشيد الإسلامية، متناسيين أن لهذا اللاعب جمهور من المسيحيين يحبونه أيضا وكانوا يتمنوا أن يشاركوه هذا اليوم! أصبح سبب إحراز لاعبا مثل أبو تريكة الأهلاوي للأهداف أنه لا يهمل صلاة الفجر، متناسيين أن لاعبا مثل بيكهام الإنجليزي ورونالدو البرازيلي لا يعرفون شيئا عن صلاة الفجر أو العصر وشهرتهم أعظم من عشرة مثل السيد أبو تريكه. أصبحت جلسات النساء عبارة عن نقاشات حول مدارس تجويد القرآن ودروس الشيخة فلانة والشيخة علانة، واختفت أحاديث الطماطم والكوسة من مجالسهم، بل واختفت معها جمال المرأة المصرية وأنوثتها التي كان تشتهر بها بين نساء العرب!

     وكنتيجة حتمية لازدياد الوهابية بين المصريين المسلمين، أنتشر الرعب في قلوب المصريين المسيحيين. فهم يرون أن مصر في طريقها إلى الوهابية - أي نسخة من السعودية، حيث لا وجود للكنائس، وإن وجدت كنيسة أو اثنان (مثل دول الخليج الأخرى) فلا صليب لها لأن الصليب سيثير حفيظة المسلمين الجدد. يتخيلون مصر الوهابية التي ستأمر المرأة المسيحية بالتبرقع مثل المسلمة، سيحرم المسيحي من حق الانتخاب والتصويت و العمل في المجالات الحكومية. إنه خوف ورعب لا ألومهم عليه. ومن الجهة الأخر، المسيحيون في حالة يأس مثلهم في ذلك مثل إخوانهم المسلمين، فنفس الحالة الاقتصادية تؤثر فيهم كذلك هم يرتعون في الثقافة السمعية مثلهم في ذلك مثل المسلمين، وكما أن هناك من يستغل الحالة النفسية عند المسلمين فهناك من يستغل نفس الحالة عند المسيحيين، وكما أن هناك رياح شرقية محملة بالفكر الوهابي هبت على عقول المسلمين فإن هناك رياح شمالية غربية محملة بالحقد هبت على عقول المسيحيين؛ هذه الرياح التي وجدت الفرصة سانحة في دخول التيار الوهابي مصر لتدخل هي أيضا وبقوة وتتلاعب بمشاعر الخوف عند المسيحيين. قامت تلك الجهات التي ادعت مساندتها لمسيحيي مصر بإدعاء الأكاذيب وتعظيم صغائر الأمور ليخلقوا منها فتنة تضرب المسيحي بالمسلم. وفى سبيل ذلك يعملون بكل ما أوتوا من قوة وعزم، لاستعداء المسيحيين والمسلمين على بعضهم البعض، وذلك عن طريق تشويه صورة الرسول المسلم واهانته على مواقعهم المشبوهة.

     على سبيل المثال تجد قسيس لا شغل ولا هم له إلى العبث بالتراث الإسلامي للبحث عن كل ما يضرب به الإسلام ورسوله ليثير حفيظة المسلمين، وفي المقابل تجد كاتب آخر مسلم حانق عليه يقوم بالبحث داخل العهد القديم والجديد وينشر أيضا ما يثير حفيظة المسيحيين. هذا إلى جانب المواقع التي تدعى الاضطهاد وأن الإسلام انتشر بحد السيف وأن الأقباط أسلموا اتقاء دفع الجزية التي فرضها عليهم الغزاة العرب؛ وأنا أقول لهؤلاء، إن كان أجدادنا هربوا إلى الإسلام فقط لتجنب دفع الجزية، فكيف تجنبوا دفع الزكاة بعد أن أصبحوا مسلمين؟؟؟؟!!!!! أصبح هناك حرب كلامية بين المسلمين والمسيحيين، هذا ينشر كتاب، فيرد عليه ذاك، وهذا ينشأ موقع لسب الرسول الكريم، فيقوم الآخر بإنشاء موقع لسب الإنجيل. هذا هو الحال حتى الآن، كانت هجمة وهابية، سارت رعب مسيحي، وأخيرا صارت تحركات مسيحية خارجية لخلق فتنة طائفية بين أفراد الشعب الواحد. تحركات زعمت أن الاضطهاد أمر واقع وهذا غير صحيح؛ أنا على اتصال دائم بأصدقائي المصريين المسيحيين لأتأكد من أنهم بألف خير، نعم قيل لي أن الحال تغير وهناك نوع من الاحتقان بين المسلمين والمسيحيين ولكن لا يوجد مذابح أو إرهاب أو اختطاف. الاحتقان ليس حله خلق فتنة ولكن حله خلق تواصل، الحل ليس في تقليب المسيحيين على المسلمين ولكن في البحث عن أسباب الأزمة والعمل على إصلاحها.

     حل الأزمة الحالية يكمن في قيادة حكيمة تقود الشعب أولا وأخيرا خارج الأزمة الاقتصادية الملازمة له وذلك لتوفير أبسط حقوقه السيكولوجية التي تضمن له ولأولاده حياة كريمة. وبالخروج من الأزمة الاقتصادية سيتوفر للإنسان فرص عمل تتيح له فرصة تحقيق ذاته، وبتحقيق ذاته لن يشغل عقل المصري الأمور الدينية التافهة التي لا صلة ولا علاقة لها بأديان الله ونعيم جناته. وقت أن يلبي الإنسان احتياجاته النفسية والذاتية سيشعر بقيمته داخل المجتمع وبواجبه تجاه مجتمعه وأن عليه أن يفيد ويستفيد لاستمرار دورة القيمة الاجتماعية للفرد، وقتها لن ينظر الإنسان لدين هذا وملة ذاك، حيث أن الحافز الأساسي هو القيمة المدنية التي تعود عليه بالنفع والرخاء. أما القيمة الدينية فستعود إلى مكانها الطبيعي، داخل الإنسان، حيث علاقته بربه علاقة خاصة لا شأن للمجتمع بها. هذا إلى جانب ضرورة فتح قنوات اتصال بين الشعب والمفكرين الوسطيين من المسلمين والمسيحيين، والذين يخاطبون الناس بالعقل والمنطق وليس بالأديان. وهنا أذكر الجميع بالدور المهم الذي لعبه الأدب والفن في محاربة الإرهاب في مصر في أوائل التسعينات. كيف أن الفن قام بحملة توعية ضد تجار الدين الذين يستغلون فقر الشباب ورغباتهم الجنسية في تحقيق أهداف شخصية ضد مصر والإسلام، والآن تعود نفس الأيادي لتعبث بالوحدة الوطنية، ولهذا علينا أن نبحث عن المبدعين والأدباء مرة أخرى ليقودونا خارج هذه الأزمة. لا لإرهاب الأدباء والمبدعين لأنهم دعامة هذا الوطن، نحن في حاجة إلى كتاب مثل أسامة أنور عكاشة، ود. علاء الأسواني، وإلى مفكرين مثل الدكتور صبحي منصور والشيخ جمال البنا، نحن في حاجة إلى عقولهم المستنيرة لمحاربة الأجندات الخفية التي تريد القضاء على مصر كيانا وشعبا. الحل في يد هؤلاء وليس في يد من يقيم مؤتمرات عالمية ليقلب الرأي العالمي على مصر وعلى المسلمين. أتمنى أن لا ينجرف مسيحيو مصر خلف تلك التيارات المغرضة، وأن يتأكدوا أن الحل يكمن في الداخل وليس من الخارج.

     وفي النهاية، لا يسعني إلا القول – ويشهد الله على ما سأقوله – إنني كلما زرت مصر، أقود السيارة مخصوص على جسر السادس من أكتوبر فوق منطقة وسط القاهرة لأستمتع باللوحة الفنية الرائعة حيث الكنائس العديدة وصلبانها تعانق المساجد ومآذنها. ما أجمله من منظر وما أعظمها لوحه لا يوجد لها مثيل في العالم المتحضر كله؛ لوحة تشعرني بالأمان والدفء المصري الذي أتمنى أن يدوم، وليحفظ الله لنا مصر من المتآمرين. وإلى كل مصري، لا تقل أنا مسلم أو أنا قبطي أو أنا مسيحي، بل قل أنا مصري وبس!!


وكل عام والجميع بخير...

اجمالي القراءات 20004