هل الرسول(ص) حى ؟

رضا البطاوى البطاوى في الأربعاء ٢٥ - سبتمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

هل الرسول(ص) حى ؟
هناك عقيدة ربطها البعض بالصوفية وهى :
زعمهم أن الرسول (ص) حى فى قبره وهناك قصيدة لا بن حجر الهيثمى وهو شافعى متصوف فيما علمت من الكتب الحالية
وكل فترة يخرج علينا أحدهم فيكرر علينا هذه الفرية كما قال أحدهم فى لقاء تلفازى مسجل :
"انا أرفض وأحتج على أى حد يقول أن النبى مات ، وأنا بأقول هذا الكلام بشكل واضح وصريح . وخد بالك سياقين 2 انا ما بأدخلش فيهم سياق الحديث القرءانى للنبى عليه السلام لما قال له -إنك ميت وإنهم ميتون- أنا ما بادخلش ، إنما ما أقدرش أقول كده أنا"
والقائل هو ذو الشمال خالد الجندى
وأما القصيدة والتى بنيت عليها العقيدة الكاذبة والتى تنسب لابن حجر الهيثمى فهى :
تواترت الأدلة و النقول *** فما يحصى المصنف ما يقول
بأن المصطفى حي طري *** هلال ليس يطرقه أفول
وأن الجسم منه بقاع لحد *** كورد لا يدنسه الذبول
وأن الهاشمي بكل وصف *** جميل لا يغيره الحلول
و أن الدود لا يأتي إليه *** كذا الآفات ليس لها وصول
ولم تأكل الغبراء منه لحما *** و لا عظماَ و أثبت ما أقول
و تأتيه الملائك كل وقت *** تحييه وتسمع مايقول
وتأتيه بأرزاق حسان *** و بر حيث يأمرها الجليل
و صوم ثم حج كل عام *** يجوز عليه بل لا يستحيل
و يطهر للصلاة بماء غيب *** و يقضيها بذا ورد الدليل
يصلى في الضريح صلاة *** خمس دواماَ لا يمل ولا يميل
كذا الأعمال تعرض كل يوم ***عليه كي يسر بها الرسول
فإن كانت صلاة قام يدعو *** إلى المولى ليقبل ما يقول
و إلا غير ذلك فهو يدعو *** ليغفرها و قد صفح الجليل
و بقعته التي ضمت حقاَ *** رياض من جنان تستطيل
كذا اللحد الذي ضم الطوايا ***تشرف حين حل به النزيل
وأفضل من سموات وأرض *** و أملاك بأفلاك تجول
ومن عرش ومن جنات عدن *** و فردوس بها خير جزيل
وفى القبر الشريف تراه حيا *** إلى كل البقاع له وصول
و كل الأنبياء كذاك حقاَ *** بأجداث لهم ظل ظليل
ولم تعلم مقابرهم بأرض *** يقيناَ غير ما سكن الرسول
وفي حبرون أيضا ثم غارً *** به رسل كرام والخليل
و لولا أنه حي حري *** بإدراك كما نقل الفحول
لما سعت الشموس إليه حقاَ ***تسلم حين تطلع أو تزول
وما كان الحجيج إليه يسعى*** و يرجو أن يكون له قبول
والنوق فى البوادي ينادي*** لها الحادي وطاب لها المقيل
تمد رقابها شوقا إليه *** وأدمعها كسيل إذ يسيل
و يلقاهم اذا وفدوا عليه *** وينظرهم إذا ازدحم القفول
ويسمعهم إذا صلوا عليه *** بأذنيه فقصر يا ملول
ومن لم يعتقد هذا ب( طه) *** يقيناَ فهو زنديق جهول
عبيدك هيتمي مستجير***بمن حطت بساحته الحمول
عليه الله صلي كل وقت *** مدي الأيام ماشدت حمول
و الآل و الصحب ماتدانى *** من الأقطار سيل إذ يسيل
قطعا هذه القصيدة مليئة بالأخطاء والتكذيب وأهمها :
تكذيب القرآن فى موت النبى (ص) فى دنيانا فى قولها:
"تواترت الأدلة والنقول
فما يحصى المصنف ما يقول
بأن المصطفى حى طرى
هلال ليس يطرقه أفول"وهو تكذيب للعديد من آيات القرآن مثل :
" كل نفس ذائقة الموت"

وقوله تعالى:
"إنك ميت وإنهم ميتون"
وقوله تعالى :
أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم "
وكونه طرى والمراد جسمه سليم فى قبره كما فى حياته تكذيب لقوله تعالى:
"منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى"
أجساد الموتى كلها تتحول إلى تراب وفتات من العظام
وقال الشاعر:
ويناقض بقاء الجسد طريا سليما اقرار الرسول (ص) بكونه مثل البشر فى قوله تعالى :
"قل إنما أنا بشر مثلكم"
فطالما هو كالبشر فكيف تتفتت أجسادهم ولا يتفتت جسده
والخطأ الثالث نزول الملائكة يوميا القبر الأرضى فى قول القصيدة
"وتأتيه الملائك كل حينٍ
تحييه وتسمع ما يقول
وتأتيه بأرزاق حسان
وبرٍ حيث يأمرها الجليل"
وهو ما يخالف أن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها وحشيتها من الهبوط لألرض ومن ثم تبقى فى السموات كما قال تعالى:
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
وقوله سبحانه:
" وكم من ملك فى السموات"
ومن الأخطاء صلاة النبى (ص) وصومه وحجه فى قبره فى قول القصيدة :
"ويُطهر للصلاة بماء غيبٍ
ويقضيها بذا ورد الدليل
يصلى فى الضريح صلاة خمسٍ
دواماُ لا يمل ولا يميل
وصومٍ ثم حجٍ كل عام
يجوز عليه بل لا يستحيل"
واو افترضنا صلاته وصومه فحجه محال لأنه موجود فى القبر وهو بعيد عن الكعبة فى مكة عشرات لأميال؟
والحج يحتاج لسفره فكيف يخرج منه للحج ولا يراه الناس
ومن الأخطاء عرض أعمال الخلق عليه فى قول القصيدة :
"كذا الأعمال تعرض كل يومٍ
عليه كى يسر بها الرسول
فان كانت صلاحاً قام يدعو
إلى المولى ليقبل ما يقول
وإلا غير ذلك فهو يدعو
ليغفرها وقد صفح الجليل"
فإذا كان هو نفسه يحاسب على عمله فكيف يحاسب الناس على أعمالهم والكل محاسب كما قال تعالى :
"ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء "؟
ومن الأخطاء فول الشاعر :
"وبقعته التى ضمته قطعاً
رياض من جنان تستطيل
كذا اللحد الذى ضم الطوايا
تشرّف حيث حلّ به النزيل"
الخطأ ادعاء أن جزء من الأرض هو من الجنة المعروفة وهو مايناقض كون الجنة فى وقتنا ووقته وما بعد هذا حتى القيامة فى السماء بالقرب من سدرة المنتهى مصداق لقوله تعالى :
" عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"
وهو تكذيب أيضا لقول الله أن الجنة والنار الموعودتين فى فى السماء وهو قوله تعالى:
"وفى السماء رزقكم وما توعدون"
والخطأ ادعاء الشاعر أن القبر أفضل من الأرض والسموات بما فيهما وهو ما جاء فى قول الشاعر :
"وأفضل من سموات وأرضٍ
وأملاك بأفلاك تجول
ومن عرش ومن جنات عدنٍ
وفردوس بها خير جزيل"
وهو أمر جنونى فكيف يكون القبر جزء من الأرض نفسها ويكون أفضل منها ؟
إن الأفضلية تكون بين مكانين مختلفين أحدهما لا ينتمى للأخر وإنما ينتمى لمكان مخالف له
وكرر الشاعر فريته فى كونه حى عدة مرات منها قوله :
"ولو لا أنه حى حرىٌ
بإدراك كما نقل الفحول
لما سعت الشموس اليه حقاً
تسلم حيث تطلع أو تزول
وما كان الحجيج إليه يسعى
ويرجو أن يكون له قبول"
والقول بحياته وحياة الرسل وسعى الشمس مع أنه لا وجود إلا لشمس واحدة فى أرضنا يناقض أن الموت أصاب من قبله وسيصيبه فى قوله تعالى:
" ما جعلنا لأحد من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون"
ولو كانت العقيدة :
انه حى بجسد مغاير فى جنة السموات كما الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون لكانت عقيدة صحيحة لقوله تعالى :
"وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ"
فهم هنا فى الجنة ككل أموات المسلمين الذين تصعد نفوسهم للجنة بعد الموت فتستقبلهم الملائكة مرحبة بهم قائلة :
" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى "

اجمالي القراءات 241